أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - موسم الهجرة الى استراليا














المزيد.....

موسم الهجرة الى استراليا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 14:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




وأنا أكتب هذا المقال تذكرت بعضاً من التفاصيل الأليمة والكارثية التي وثقها الصديق والمخرج العراقي الكبير ( هادي ماهود ) في فيلمهِ المُهم ( سندباديون ) والتي حلتْ ب ( 418 ) عراقياً ماتوا غرقا في المحيط بين اندونيسيا وأستراليا كانوا يبغون الهجرة هروبا عبر المحيط في مركب صغير لم يسع هذا العدد الكبير وتم اطلاق أسم ( تايتانك العراقية ) على ذلك المركب الذي ابتلعه البحر وصار راكبيه من العراقيين غذاء لأسماك القرش .
هذا الألم تعود رؤاه الآن في خوف أن تتكرر هذه المآساة الأنسانية ثانية عندما أخبرني أحد المعارف في محلتنا في الناصرية ( 360 كم ) جنوب بغداد : هذا الأسبوع من شارعنا ( شارع المكاصيص / النعمان ) سافر الى اندونيسيا ( 12 ) شابا لغرض الهجرة الى استراليا ، وعرفت أن مناطق اخرى في مركز المدينة دفعت بشباب كُثر لأحلام الهجرة وهم اليوم ينتظرون رحمة المُهربْ صاحب المركب وأشارته لبدء رحلة الخوف والمجهول وسط تلاطم موج المحيط الذي يصل ارتفاعه الى عشرات الامتار في قارب بدائي وصغير وفي رحلة تستغرق ايام تبدأ من جزيرة بالي وليس مع مسافري الأحلام الممزوجة بالخوف وحبوب دوار البحر.
هاجس الهجرة ( الهروب ) عاد ليستقر الآن برؤوس الشباب العراقي في ردة فعل ازاء ما يحدث عبرَ هاجسان يطغيان على المشهد العراقي ( الأمن والبطالة ) ولكل مسببه الغريب في بلد قفزت ميزانيته فوق المئة مليار دولار ولم يزل القلق والتوتر والمحاصصة والفساد والارهابي التكفيري يعبثون بحلم جعل العراق كما اطلقه راميسفيلد في سيناريو ( الغزو ) : سترون بغداد عبارة عن ناطحة سحاب واحدة تحيط فيها الحدائق.
موسم الهجرة الى استراليا لايحاكي في مادته وموضوعته العنوان المشابه في رواية الطيب صالح ( موسم الهجرة الى الشمال ) لأن الفكرتين مختلفتين بالرغم من أن الجهة مؤشرة هو أن الشرق يذهب الى الغرب . في الأولى تكون الهجرة قائمة على هاجس الامل بحياة آمنة وفيها العمل والعالم الجديد والهروب من الحرب التي صنعت الترمل في انوثة العراق ثم أتى الحصار ليصنع الجوع في بطون العراقيين ، وأتى اليوم قتلة التكفير واحفاد بن لادن والزرقاوي والذي يدعمهم ، ومعهم اصطف بقصد وبدونه الطائفيين واللصوص والمحاصصين واشباه السياسيين ودعاة تمذهب الأقاليم.
فيما رواية الطيب صالح هي لقاء ثقافة الشرق الذكوري بفحولته المشبعة باكتمان والقهر مع الانوثة الغربية المشبعة بالبحث عن الشهوة المستعرة خارج رتابة وبرودة المكان الغربي.
العدد اليومي المتزايد من الشباب الذي يحزم حقائبه ويتوجه الى اندونيسيا في ( تايتانك ) المحتملة يمثل جزء من اليأس والحماس وعدم تقدير الأمور في جيل كان أمله أن يغادر منطقة الحزن الذي ورثوه من اباءهم الذين عاشوا محنة الحرب والحصار والفقر لكنه يتسمر مع اسئلته وحيرته واغراءات روتانا وام بي سي وتقارير الموت اليومي في ضحايا مفخخات في العراق .اضافة الى تقليص فرص العمل والتعيين في ظل عدم اتساع رقعة البناء والاستثمار لاسباب يشرحها البرلمانيون والمحللون في كل يوم وبرتابة مكررة على شاشات ( البغدادية ، العراقية ، الشرقية ، السومرية ، البابلية ، العربية ، الموصلية ) .وبسبب هذه الاسطوانات المشروخة كان القرار الجماعي لشباب البلاد في الهجرة الى استراليا وغيرها من بلدان العالم الغربي وتلك ظاهرة اجتماعية خطيرة جدا على الدولة أن تنتبه لها وتقضي على مسبباتها !



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأشباح وذكرياتنا...!
- معضلة أن تكونَ أنتَ لست أنتَ.......!
- حزبُ الله ، وحزب عينيكِ.....!
- الجسد في مرايا الضوء...!
- طالب القره غولي ، صانع أكليل البنفسج ...!
- جواميس المعدان وأبقار الهندوس...!
- صورة المندائي في شبابه..!
- الله هناك في اقلام الدشاديش ....!
- شارع أسديناوية* في مدينة ميونخ ...!
- سبارتيكوس الروماني وناصر حكيم الشطري .........!
- نهار في باريس
- بنجوين شمال الله... الجبايش جنوب الله
- الأمان الديني في مناطق الأهوار....(الديانة المندائية انموذجا ...
- خواطر سينما الأندلس الشتوي.......!
- راجيش كنا ... وطفولتنا الهندية
- تذكروا الرائد (( نيل ارمسترونغ ))
- روح ماركس وسبعينيات الذكريات
- دموع العراق وفقراء الكريستال..............!
- أيام ساكو وفانزيتي ..........!
- بعْ من دمكَ لتسقي عَطشَ عَمكَ.....!


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - موسم الهجرة الى استراليا