أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (4)














المزيد.....

الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (4)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 10:50
المحور: سيرة ذاتية
    


الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (4)
(بابا، اليوم تشبه كركوك حريقا
لا يخمد كالشمس
من نسوا كركوك
هم بمثابة قطعة حجر في الصحراء
بمثابة قطعة حجر في الصحراء
بمثابة قطعة حجر في الصحراء)*
8- ودعت محمد الرفيعي، زميلي في الدائرة الصناعية وشريكي في الشقة التى كنا نسكنها معا في شارع المشجر القريب من تمثال عبدالمحسن السعدون يوم30 تشرين الثاني1971 بعد الظهر، بعدها توجهت إلى گراج السيارات في ساحة النهضة** بسيارة أجرة حاملاً معي حقيبة، فيها كل مقتنياتي، وهواجسي فيما إذا كانت الأمور تسير وفق الإتفاق مع عدنان الكندي حول الفترة المحددة لبقائي في كركوك، خاصرة العراق، والتي كانت تشبه مدينة بلفاست في مخيلتي؛ لكونها تشكل العقدة المستعصية على حلٍ يُرضى الأطراف المتنازعة عليها، وإنها تنوء تحت تأثير صراعات قومية وسياسات الحكومات العراقية المتعاقبة الخاصة بهذه المدينة، مستفيدة من التنافر الأزلي الموجود بين التركمان والكورد. كانت تلك بداية الرحلة الثالثة لي إلى هذه المدينة "الكئيبة”. 
بعد أن إكتمال عدد ركاب سيارة الصالون(4 أشخاص) في كراج النهضة، كان مكاني على الجانب الأيمن من المقاعد الخلفية الثلاثة وعلى الجانب الأيسر كان شرطياً نحيفاً بملابسه الرسمية وبيننا شخص بملابس مدنية. و ضابط كبير الحجم مفتول الشارب برتبة نقيب، ثلاثة نجمات على الكتف، إحتل وحيداً المقعدين الأماميين بجانب السائق. شعرت بأن الحظ حليفي بحصولي على مكان يقع خلف الضابط مباشرة مما يُقلل من إحتمال تحدقه في ملامحي أو توجيه كلامه لي مباشرة بأية حجة كانت، ليتعرف على نبرات صوتي ويتذكرما حصل، قبل سنة ونصف، خلال سجالٍ بينه، وهو بملابس مدنية، وبين جندي كان جالساً بجانبي ، تطور السجال بينهما إلى تهديد هذا المفتول الشارب للجندي بإخراج مخه من جمجمته بطلقات من مسدسه حال وصول السيارة إلى كركوك، والجندي يتلقى التهديدات صامتا ومرعوباً لما سيحصل له، ولكن الأية إنعكست تماما عند وصولنا إلى كركوك ، إختفى هذا المفتول الشارب بسرعة كالفأر، كان بسبب توهمه، حسب إعتقادي، من سياق كلامي، دفاعاً عن الجندي، بأنني رجل ذو شأن، حدث كل ذلك عندما كنا ضمن ركاب سيارة باص( 18نفر) متوجهة نحو مدينة كركوك أواخر أيام شهر مايس من عام 1970، تلك كانت بداية رحلتي الثانية إلى كركوك للإلتحاق بعمل، لم أستحبه مطلقاً، منتدباً من الخدمة الألزامية في الجيش، بعد أن قضيت ما يقارب نصف المدة القانونية، لأقوم بالتدريس في إعدادية صناعة كركوك. سأعود في الحلقة القادمة إلى سرد هذه الحكاية عن كيفية تحول أسد يزمجر إلى فأر مذعور.
كنت أحاور نفسي بصمت، وأنا جالس خلف الضابط، قائلاً: كن حذراً، لا يشبه اليوم البارحة، كل العلامات تشير بأن هذا الضابط لا يتذكر ما حدث قبل عام ونصف وإن الرحلة تنتهي بدون إشكالات إن أحسنتُ التصرف لحين الوصول إلى كركوك. بعد أن إجتزنا نقطة التفتيش بدأ الضابط بالتكلم كأنه معلم يُلقي محاضرة عن القبائل والبطون والفخوذ والعشائر العربية في العراق، شعرت من إسهابه في الحديث طوال الطريق وأسلوب سرده بأننا كلينا متوهمان فهو يتذكرني جيداً، لهذا يحاول إستغلال الفرصة لتصحيح موقفه ويُبين بأنه عربي أصيل، لأنه مازال متوهما بخصوص تصوره عني، وهو في موقف دفاعي وتصرف بطريقة غير عنجهية ومؤدبة، بعكس تصرفه مع الجندي في الباص، خصوصاً عندما لم يتمكن الشرطي العربي، العشائري الثقافة، من الإستمرار في سكوته قائلاً له: العفو سيدي، معلوماتك عن تصنيفات القبائل والعشائر غير صحيحة لأن العشيرة الفلانية...من الفخذ الفلاني ...والقبيلة الفلانية. إستلم الشرطي زمام المبادرة، دون أن يعي دوافع الضابط في إثارة هذا الموضوع، وأصبح معلماً ناجحا لشرح موضوع فشل في أداءه الضابط المفتول الشارب . و كان كلام الشرطي سيلاً لم أفهم منه شيئا لجهلي المطبق بالتصنيف العشائري والقبلي في العراق المنقسم على نفسه، عميقاً، بسبب العرق والثقافة والدين والمذاهب. 
(يتبع)
* http://youtu.be/eS88IBgJn7M أغنية تركية بعنوان"مندوحة كركوك" تغنيها المغنية التركية دنيز توپراغ. 
**تتوجه منه سيارات الأجرة إلى المحافظات الشمالية الواقعة شرق نهر دجلة منها مدينة كركوك وكان معروفاً بنقليات الشمال.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة حميد عثمان
- الوعي بدلاًمن الوهم/ إشكالية الإسم (3)
- مسعود البارزاني: أمام فرصة لتصحيح المسار أو لإستجداء قبول ال ...
- الوعي بدلاً من الوهم/ إشكالية الإسم (2)
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكاليات الإسم (1)
- الوعي بدلا من الوهم/ الوجه الأخر للصورة
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها( فاصلة 2)
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها(فاصلة)
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها (8)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (7)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (6)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (5 )
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (4)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(3)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)
- إعادة صياغة الذات
- ميثاق شرف!
- التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية
- الفارغون رقم 2


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - الوعي بدلا من الوهم/ إشكالية الإسم (4)