أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - الوعي بدلا من الوهم/ إشكاليات الإسم (1)














المزيد.....

الوعي بدلا من الوهم/ إشكاليات الإسم (1)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 13:44
المحور: سيرة ذاتية
    


الوعي بدلا من الوهم/ إشكاليات الإسم (1)

(لا تقل القليل بكلمات كثيرة، بل الكثير بكلمات قليلة.) فيثارغوس

1- تبين لي، بعد ما سألت والدي في بداية العقد الرابع من عمري، بأن تسميتي في سجلات دائرة النفوس ب(خسرو) جاءت مغايرة لتوصيته (خوسره وي)؛ وهي كلمة كوردية مركبة، تعبر عن ظاهرة طبيعية تظهر في بدايات فصل الربيع في المناطق الباردة من كوردستان، عندما تكون درجات الحرارة في الليل منخفظة وترتفع في النهار حال بدء الشمس بالشروق . جاء التسجيل في دائرة النفوس متأخراً وحصل التغيير، عندما كان والدي مختفياً في أحد الأوكار الحزبية، أو تحت التعذيب في أحد سراديب التعذيب في العهد الملكي إن لم يكن سجيناً في نقرة السلمان. غياب التدوين الدقيق يُضيع على الباحث عن الحقيقة الكثير من التفاصيل. ورغم ذلك ففي مسألة تسجيل إسمي يبدو لي غلبة نزعة الإنبهار الساذج بالرموز التأريخية على نزعة الإنبهار بظواهر أخاذة للطبيعة كان من سمات مجتمعنا وقتئذ، بعد هذا التوضيح بدا لي واضحا دوافع إنشدادي و رغباتي الكامنة للعمل قريباً من الطبيعة، أو في أحظانها، في فصولها الأربعة وفي الأجواء المفتوحة والهواء النقي ونفوري التام من العمل وراء الأبواب المغلقة والأجواء الخانقة في جميع مراحل حياتي .
2- تمكنت والدتي( أمنة غفور) تسجيلي في (مدرسة إبن المستوفي الإبتدائية للبنين)، بعد جهد جهيد، قبل الأوان بسنتين. كنت أصغر طالب في المدرسة، ولم يكن بإستطاعتي تلفظ إسمي كما كان مكتوباً في السجلات بصورة صحيحة، حيث كنت أتلفظها ( خَسْيَو) بدلاً من خسرو، وكان ذلك موضوعا لتندر الأخرين وإستهزائهم بمناسبة و بدونها. عندما سأل المعلم، في بداية السنة الدراسية، التلاميذ الجدد عن عمل أبائهم كان جوابي: سجين. وجوابي على سؤال المعلم عن سبب سجنه كان : لأ نه سرق الحنطة( القمح).
3- في عام 1963 إعتقل الحرس القومي الطالب خسرو حميد فتاح قبل أيام من بدء الإمتحان الوزاري للخامس الإعدادي الذي كان علينا أداءه بنجاح قبل المباشرة بمرحلة حياتية جديدة، و كان محظوظا، حيث قبل تعرضه لتعذيبٍ بدني، تعرف عليه مسؤول الحرس القومي(همزة عثمان) وقال لماذا جئتم بهذا يا أغبياء المطلوب هو خسرو حميد عثمان وليس خسرو حميد فتاح. على أثره غيّر الطالب المعتقل سهواً إسمه إلى خسرو عبدالحميد درءً لإلتباس أخر يكون ضحيته مستقبلا وقد لا ينجو منه بسهولة، وهذا الإلتباس أعطى فرصة ذهبية للمستهدف الحقيقى للنجاة من الإعتقال وتبعاته، بعد أن ترك المدينة صوب الجبال الوعرة لعدة أشهر..
4- كانت علاقتي بزميلي على مقاعد الدراسة بالإضافة إلى سكننا في ذات القسم الداخلي للطلبة في بغداد، صاحب حميد الطيار، القادم من مدينة كربلاء إلى بغداد للدراسة الجامعية لها طابع أخوي بدون أية مبالغة، في وقتٍ كانت تبادل الكراهية والصدامات العنيفة بين الطلبة في معظم الكليات والمعاهد على أشدها، إنعكاسا مباشراً للتوترات التي كانت بين الأحزاب السياسية العراقية وحتى بين التكتلات داخل الحزب الواحد. على هذا الأساس من علاقات الصداقة طلبت من (أخي صاحب) مساعدته في تفسير موقف كنت غير قادر على إيجاد مبرر أو أي تفسير له:
+: أخي صاحب هل لا حظت خلال الثلاث سنوات التي قضيناها معا إن كُنتُ، خلال تواجدنا على مقاعد الدراسة أو في القسم الداخلي، منخرطاً في أىَ نشاط سياسي أو شاركتُ في إحدى المجادلات السياسية ،بنوعيها البارد أو الساخن، التي حدثت بين الطلبة ؟
صاحب : أبداً!
+ : ورغم هذا إنني أحاول أن أضبط أعصابي ولا أدخل في مواجهة مع حامد في قسم الهندسة الكهربائية بسبب إستفزازاته المستمرة لي رغم تواجدنا في قسمين مختلفين و هو قادم من قضاء المسيب وأنا من أربيل ولا أجد سببا خلافيا بيننا ليتصرف هكذا على الإطلاق .
صاحب : ما نوعية إستفزازاته ؟
+ : كلما نتقابل ينطق إسمي الثلاثي، بدون أية مناسبة، و بإستهزاء واضح وكأنه يشتمني !
صاحب : أصبح الأمر واضحاً عندي، هذا التصرف يعود جذورها إلى البيئة الإجتماعية التي نشأ وتربى فيها حامد، حيث يزرعون في نفوس أطفالهم، منذ الصغر، المقت و الكراهية تجاه بعض أسماء الرموز الدينية التي لها مكانتها عندكم، بطريقة تجعلهم أسرى هذه المشاعر المبنية على الكراهية الراسخة في أعماقهم قبل كل شئ أخر، طالما هم يتنفسون، قد يتظاهرون و لكن يستحيل عليهم تجاوزها. ألم تسمع بأن التعلم منذ الصغر كالنقش على الحجر.
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي بدلا من الوهم/ الوجه الأخر للصورة
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها( فاصلة 2)
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها(فاصلة)
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها (8)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (7)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (6)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (5 )
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (4)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(3)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)
- إعادة صياغة الذات
- ميثاق شرف!
- التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية
- الفارغون رقم 2
- 26// بين عامي 1984 و 1987
- حورية ومعلقاتها على أبواب معبد(1)
- ما كنت أحلم به (12)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(8)
- 25// بين عامي 1984 و 1987


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - الوعي بدلا من الوهم/ إشكاليات الإسم (1)