أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية














المزيد.....

التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 21:24
المحور: الادب والفن
    


أودأن أوضح بأنني لست ضليعا بأية لغة من بينها لغتي الأصلية الكوردية- اللهجة السورانية، ونادار ما أمارس الكتابة بالكوردية لأن نشاطي الفكري وممارساتي في الكتابة لا تنحصر في الثقافة القومية الكوردية وإنما يمكن  وضعها في إطار الكتابة عن تجربة إنسانية فردية الطابع، أصف فيها عن كيفية إستدامة  الناس العاديون، من غير المؤدلجين أوغير المتحزبين، بحياتهم في ظل أنظمة تتحكمها إستقطابات قوية  وولاءات عمياء مقابل الإنتفاع الشخصي على حساب المجموع بدلاً من حقوق المواطنة التي تضمن للفرد حقوقه وتحدد له واجباته، ومثل هذه التجربة لا تنفرد بها منطقة جغرافية بعينها، لهذا أكتب باللغة التي أستطيع بواسطتها أن أعبر بأعلى درجة ممكنة من الدقة والوضوح لترجمة ما حدث، أمام مرأي، في الماضي  لكي يطلع عليها أكثر عدد ممكن من القراء بغض النظر عن خلفياتهم وإنتمائاتهم ولا يعنيني قبولهم أورفضهم لأنها أصبحت من الماضي الذي كان أشد مرارة من الحنظل. ولكن هذا لا تُشغلني، على الإطلاق، عن عدم متابعتي وإهتمامي بما يجري بصورة مستمرة ككوردي وعراقي في أن واحد( بالنسبة لي لا يتعارض هذان الشعوران مع بعضهما وإنما يتحركان بشكل موازي أو مع أية مشاعر إنسانية أخرى) وكإنسان على وجه هذه البسيطة.
قرأت في جريدة هاولاتي،مساء أمس، خبراً عن إعلان تشكيل مجموعة(گروپ) من أعلام وشخصيات كوردية للمحافظة على اللغة الكوردية، وأصدروا بيانهم تحت عنوان : اللغة والأبجدية الكوردية بين التشويه والمعالجة العلمية . مما أثار دهشتي من هذا الخبر هذا العدد الكبير من الموقعين (471) وتوجهات وإنتماءات ومكانة العديدين منهم معروفة للمتابعين لما جرت ويجري على الساحة الكوردية، يوحي بشكل لا لبس فيه بأن القيادات السياسية المتنفذة في إقليم كوردستان تتحكم في الوضع وتصدر قرارات علوية دون مراعات أو حتى الإستئناس برأي من هم محسوبين عليها من العاملين والمتخصصين والمهتمين بشؤون الثقافة القومية الكوردية أو بعدد كبير منهم على الأقل. لكوني غير متخصصا في  هذاالمضمار لهذا لا أستطيع أن أدلو بدلوي في موضوع بمثل هذه الأهمية والتعقيدات ولكنني عانيت من إختلاف اللهجات كثيراً خلال ممارسة لعملي في مختلف مناطق كوردستان و في السويد أيضاً، وصلتْ، أحياناً، إلى إستعمال اللغة التركية هنا في السويد للتفاهم مع بعض زبائني وهم أكراد أقحاح منحدرون من مناطق معينة في جنوبي شرقي  الأناضول.
كنت مهندساً لمشاريع الماء في الأمانة العامة لأدارة البلديات والمصايف لفترة من الزمن في أوائل عام  1978، ومن بين ما كُلفت به خلال تلك الفترة إستلام مشروع ماء منجز من قبل مقاول في ناحية طويلة- منطقة هورامان، وبعد وصولي، قمت بجولة داخل طويلة مع مع مدير الناحية. تقرب، خلال الجولة، منا شخص يلبس ملابس كوردية جميلة وأنيقة جداً و صافحني وقدمه مدير الناحيه كونه (مختار). بدأ المختار بالكلام معي دون أن أفهم من كلامه كلمة واحدة وكنت أٌتظاهر بأنني أفهمه، حيث كنت متوقعاً بأنه يريد أن يُرحب بي، وتبين بأنه كان يتحدث عن موضوع أخر وينتظر مني أن أدخل معه في الحديث، لكن مدير الناحية إستدرك الأمر وقال له بالحرف الواحد كما أتذكر: (كوردي ويژه  كوردي مهندس كورده). تكلم بالكوردية المهندس كوردي.
كثيراً ماكنت أتأمل في هذا الواقع الذي يعبر عن ثراء لغة بتنوع لهجاتها على المستوى المناطقي من جانب ولكنه في الوقت ذاته يعيق العمل و التفاهم عندما يتعلق الأمر بلغة التخاطب على المستوى العام وأثناء المراسلات الرسمية والتدوينات والدراسة في المدارس، كيف يمكن تجاوز هذا الواقع بطريقة إنسانية خالية من هيمنة لهجة لمنطقة معينة على مناطق أخرى ؟ سؤال فكرت فيه مراراً وأعتقد بأن التخطيط العمراني للأ قاليم كفيل بإيجاد الأرضية الملائمة لإيجاد حل لهذا الموضوع الشائك. سبب نشوء ظاهرة اللهجات المتعددة داخل اللغة الواحدة يعود أصلاً الى العزلة التي فرضتها الطبيعة بين المناطق منذ الخليقة و كانت وسائط النقل هي الحيوانات أو السير على الأقدام. ففي حالة كوردستان العراق كان الزابين الأعلى والأسفل وسلاسل الجبال العالية والممتدة لمسافات طويلة سببين رئيسين لعزل المناطق بعضها مع بعض. ولكن بالأمكان جعل هذين العاملين اللذين كانا سببا في نشوء هذه الظاهرة عوامل تساهم في ذوبانها بمرور الزمن وذلك باقامة شبكة من المواصلات السريعة بين المناطق التى كانت معزولة بسبب الجبال وبناء المدن الجديدة على طرفى الزابين، وكان الأولى بناء مدينة جديدة لأتخاذها كعاصمة لأقليم كوردستان العراق على طرفي الزاب الأعلى في المنطقة الجبلية القريبة من بيخمة* لخلق ظروف موضوعية لأختلاط البادينيين والسورانيين وأن يكون الدراسة في الطرف الشمالي للزاب بالبادينية وفي الطرف الجنوبي بالسورانية ونتيجة لهذا الأختلاط ستتولد بدون شك لهجة جديدة بصورة طبيعية يتقبلها الطرفان ولا يعتبر أي طرف نفسه مظلوماً، لا حظت ذلك من الكلام الجميل للأطفال الذين نشأوا في عوائل يتكلم الوالدان بلهجتين مختلفتين. وبالأمكان تنفيذ الفكرة نفسها على طرفى الزاب الأسفل بالقرب من دوكان وإنشاء مدن جامعية لتصبح كبودقة لصهر كل هذه اللهجات و نراقب ماذا تولد بمرور الزمن، ولادة طبيعية يعتبرها الجميع جزءً منهم.

* كون معظم الكورد منحدرين من مناطق جبلية أصلاً، أعتقد من الضروري مراعات ذلك عندما نحاول تحريك السكان عن طريق قوتي الجذب والدفع. ويلاحظ الأن أن قوة الجذب موجود في الوقت الحاضر بإتجاه أربيل لا أدرى مالحكمة في جذب كل هذه المجاميع من البشر بإتجاه أربيل و محو كل هذه الأراضى الزراعية المنبسطة وتحويلها إلى بيوت للسكن و مرفقات ترفيهية رغم وجود مناطق جبلية جميلة و واسعة ُتفرغ من سكانها الأصليين. تدريجياً. 




#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارغون رقم 2
- 26// بين عامي 1984 و 1987
- حورية ومعلقاتها على أبواب معبد(1)
- ما كنت أحلم به (12)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(8)
- 25// بين عامي 1984 و 1987
- هي تسأل وهو يٌجيب
- ما كنت أحلم به (11)
- تعقيبا على مقال … بمنظور غيرسياسي (7)
- من أوراق باحث عن اللجوء (3)
- 24// بين عامي 1984 و 1987
- من أوراق باحث عن اللجوء (2)
- ماكنت أحلم به…(10)
- تعقيبا على مقال ... بمنظور غير سياسي (6)
- من أوراق باحث عن اللجوء (1)
- 23// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به...(9)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسي (5)
- 22// بين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(8)


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية