أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها (8)














المزيد.....

ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها (8)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 15:48
المحور: الادب والفن
    


ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها (8)

(هي ذي الدنيا تعج بحراس غاب
يطردون حور الحب اللطاف من مساكن الحياة
ويناكدون العنادل … في كل واد !)*
بعد أن لم أجد أىّ مبرر، لأقنع نفسي به، لدوافع التعدي علىّ بحجة مُمَوَهَة ومثيرة للضحك، لشخص مدرك، أصبحت أمام إحتمالين أخرين: إما أن تكون الأدوات الإستخبارية للپارتي ساذجة لدرجة تحسبني إتحادياً لمجرد ترددي على محل عبدالله سيدوك، ولربما نتيجة لرصد ذهابي معه، بسيارتي، إلى مقر الإتحاد في محاولة فاشلة لإنقاذ بيت نژاد(الذي كان يعمل في مكتب رئيس الپارتي) من النهب من قبل المحسوبين على الإتحاد( كما ذكرت في الحلقة 2)، لهذا فكروا في إبعادي عن الإتحاد، بمسرحية هزيلة، وذلك بتمويهي بأن الجهة التي تعدت علىّ علناً هي الإتحاد الوطني، ليدفعني ذلك إلى شخص حاقد تجاه الإتحاد و تغيير إتجاهي نحو الپارتي كرد فعل، حيث كان هذا المسار سالكاً وعامراً في الإتجاهين، لأن جوهر الصراع التأريخي، الدموي في معظم الأحيان، بين قيادة هذين الحزبين نزولاً إلى القواعد كان مبنياً على الحقد المتبادل، وهو المعين والزادالذي كان يُغذي به كلُ حزب لكوادره تجاه الحزب الأخر خلال عقود من التقاتل لزعامة (الحركة القومية الكوردية)، إستطاع الملحق العسكري لشاه إيران ( زوج أخته) في بغداد زرع هذا الفخ، العجيب، في قلب الحركة السياسية (المسلحة) الكوردية بنجاح، منذ بدايات حكم عبدالكريم قاسم، ليفعل فعلته على الصعيدين الكوردي والعراقي إلى أمد غير منظور، لكنني لم أجد دليلاً على صدقية هذا الإحتمال أيضاً لأن المسلح الذي كان يستوقف السيارات لم يُعامِل شخصاً أخر بمثل ما عاملني به. هكذا أضحت الفرضية الأخيرة؛ (سخرية من سخريات القدر) كما وردت في الحلقة السادسة أكثر قرباً للواقع، في نهاية إستدراكاتي الحسية، لأنني كنت، وما زلت، مقتنعاً بأن التأريخ يفعل فعلته بمكر وخداع لمن لا يقرأون التأريخ بموضوعية، في مناسبات عديدة، لإخراج كل القيح والقبح التي تتجمع في الأقبية وما وراء الكواليس إلى السطح، ويخلق شهوداً من بين المحايدين الذين لا يُحسب لهم أدنى حساب من قبل العُتاة، و مِنْ مَنْ لا يتأثرون بالپروپاغاندا مطلقاً، ليرصدوا بعقول متفتحة ما يجري عن قرب أولاً، وإخراج الحركات التي عاشت وترعرعرت وتاجرت على حساب القمع، الغارقة في موروث هائل من التخلف، من جلابيبها المزركشة ويزيح عنها الهالات المحيطة بها لتظهر حقيقة جوهرها و بطلان إدعائاتها، من خلال أفعالها وممارساتها على أرض الواقع، في أوقات نشوتها نتيجة شعورها بأنها إنتصرت إلى الأبد، أو منه على قاب قوسين أو أدناه، لكي يبدأ منحنى إنحدارها نحو الحضيض والعد العكسي لمرحلة تجاوزها الحتمي تأريخياً. الإستدراك الأخير دفعني بأن أفكر في ما علىّ فعله. وجدت من تجارب والدي ومن تجاربي الشخصية بأن الأنسان القوي في داخله بإستطاعته، إن عزم بدون تردد وبأعصاب باردة، أن يُهزم الشخص الذي يستقوي، بالسلاح الذي في يده، تجاه الأخرالأعزل؛ قوة كامنة هائلة تظهر بمظهر الجرأة والنباهة والفعل المؤثر عند المواجهة وجهاً لوجه مقابل فاشوشية تعودت الهرب عندما تحصل المفاجأة، كما رأيت بأم أعيني في مناسبات عديدة.
هكذا تقدمت بهدوء، بعد أن بردت أعصابي وأزحت من فكري كل الخواطر التي تسبب التوتر، من المسلح الذي إعتدى علىّ، عندما كان واقفاً على إنفراد محاولاً مفاجئته وطرحه أرضاً، ولم أكن أتوقع أن يُعاضده من مجموعته أحد، أثناء إشتباكنا، بإستثناء الشاب الصغير وكان ذلك ضمن حساباتي. قبل أن أصل إليه رمى بإتجاهي مفتاح سيارتي قائلاً لي، بصلافة، إنصرف من هنا، تقدمت منه أكثر وقلت له : أنت لست الرجل الذي بإستطاعته أن يتعدى علىّ علناً في هذه المدينة ولكنك إن كنت پارتياً فالذي ضربني هو مسعود البارزاني وإن كنت إتحادياً فهو جلال الطالباني...
كنت مصمماً أن أتشابك معه وفق ما خططت له، لو تمادى أكثر، ولكنه بقى صامتاً ولم يتفوه بكلمة، لهذا ركبت سيارتي، و قبل أن أتحرك هرع الشاب الصغير من الطرف الأخر من الشارع ملوحاً بيده قائلا: أستاذ إنتظر. عندما إقترب مني خرج من جيبه مناظري الطبية المكسورة وقرأت من ملامحة الشعور بالخجل بعكس ما كنت أتوقع.
وبعدها ذهبت فوراً إلى فندق شيراتون، حيث كان مقراً من مقرات الپارتي لأتأكد من تبعية الحاجز المسلح الموجود عند الملعب لهم، كان كذلك...بعد مغادرتي لشيراتون شعرت بأننا، بعد أن أمضينا دهورا مع معادلة تمكنا التكيف معها: إن لم تكن تابعا لي إياك أن تكون تابعاً ل(عدوي) و وجدنا هامشاً نستطيع التحرك من خلاله. ولكن علينا إجتياز دهور، سقيمة، أخرى في ظل ظروف ستتغير المعادلة خلالها لتصبح : إما أن تكون تابعاً لي أو تابعاً ل(عدوي)، لكي تستطيع أن تجد فرصك في الحياة. 
* مقطع من قصيدة شيللي - حارس الغاب والعندليب
ترجمة ماجد الحيدر(http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=338457 )
إستانبول 28كانون الثاني 2013



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (7)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (6)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (5 )
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (4)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(3)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)
- إعادة صياغة الذات
- ميثاق شرف!
- التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية
- الفارغون رقم 2
- 26// بين عامي 1984 و 1987
- حورية ومعلقاتها على أبواب معبد(1)
- ما كنت أحلم به (12)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(8)
- 25// بين عامي 1984 و 1987
- هي تسأل وهو يٌجيب
- ما كنت أحلم به (11)
- تعقيبا على مقال … بمنظور غيرسياسي (7)
- من أوراق باحث عن اللجوء (3)


المزيد.....




- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها (8)