أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (4)














المزيد.....

ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (4)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 12:23
المحور: الادب والفن
    



(من يسير مع الجموع لن يذهب أبعد مما تذهب له هذه الجموع،
أما من يسير وحده فسيجد نفسه غالبا في أماكن لم يذهب لها أحد من قبل!!) أينشتاين

1—سألني الشاب عمر فاخر النقشبندي عبر السكايب، عشية توزيع جوائز نوبل قبل عامين،عن سبب الإهتمام الزائد للأورپيين بفائزي جائزة نوبل للأداب بالمقارنة مع فائزي الجوائز في الحقول العلمية، رغم الأثار الإيجابية الكبيرة لإكتشافاتهم على مجمل حياة البشر على الأرض في مختلف الجوانب. وجدت نفسي (مضطراً) أن أجب عن سؤال لم يخطر بذهني على الإطلاق، عن( ظاهرة) قد يكون وجودها في خيال عمر، و لم يقدم عمر أى دليل يثبت وجودها. كان جوابي مختصراً: لأن للأدب دور كبير ومؤثر في المجتمعات التي تبرز بينها هؤلاء المكتشفون، و تتجلى أهميته في المساهمة في تنمية خيال وأنماط من السلوك لدى (أفرادٍ) يكون البحث والإجتهاد ديدنهم لهذا يصلون إلى أفاق غير مسبوقة في مختلف الميادين، خلاصة القول الأبداع الأدبي يُمهد السبيل ويخلق الأرضية للأبداع في الميادين الأخرى، هكذا بدأ به الأورپيون، قبل عدة قرون، مسيرتهم النهضوية تاركين العصور الوسطى ورائهم رويداً رويدا.
2— بعد أيام من وصولي إلى أربيل إتصل معي جمال مرقص بويا مرحباً عن طريق الخلوي، ومن بين الكلام قال: (إنني أكتب كثيراًعن الفساد، أيضاً). وكان تعليقي: ( أنظر إلى الموضوع ببعد أخرلأن المسألة أعمق وأعقد من ذلك حسب قناعتي). لهذا وجدت ضرورة توضيح بأنني لا أقصد في الكثير من كتاباتي المساهمة على الصعيد السياسي بمنظور حزبي أو أيدلوجي معين لأنني أرى بأن جذور معظم المشاكل التي تُعيق التقدم إلى الأمام (إن لم تكن تدفعنا إلى الوراء) إجتماعية، ومن هذا المنظور أعكس مارأيته في واقعٍ، لا أستطيع بوصفه بغير البائس، خلال رحلة العمر. وكان (مفهومي) الفرد والجماعة وأدوارهما تُثيران مخيلتي منذ السنوات الأ ولى لدراستي الجامعية، بشكل أعمق من مفهومي الحزبي وغير الحزبي وغيرها من التصنيفات التي تعتمد أساسا على الأختلافات السياسية أوالعرقية أوالدينية، ولهذا السبب كتبت الحلقة الثالثة من هذه السلسلة مؤجلاً الكتابة عن كيفية حصولي على ( جزاء سنمار) كما وعدت في نهاية الحلقة الثانية لأعود إليه هنا مجدداً.
ذكرت في الحلقة الثانية بأنني ذهبت بسيارتي الشخصية إلى المقر الرئيسى للأتحاد الوطني الكوردستاني كمحاولة للحيلولة دون نهب دار نژاد عزيز سورمى(إستجابة لنداء شقيقته) أو، على الأقل، إنقاذ مكتبته الشخصية لمعرفتي بما فيها من مخطوطاته الشعرية و في التأليف والترجمة وأعمال فنية لم تجد طريقها للنشر(إستجابة لمشاعر داخلية داهمتني فجأة خلال نقاشي مع أرسلان بايز). وكانت المحاولة غير مجدية، نهُب البيت، ولو كان نژاد أو إخوانه في المنزل وقتئذ لكانوا ضمن القائمة الطويلة لمفقودي الأثر لتلك الحقبة من الزمن حتماً. عندها كنت أملك ورشة ميكانيكية مسقفة بمساحة 800 متر مربع في المنطقة الصناعية الجنوبية في أربيل مجهزة بمختلف المعدات الفنية وبضمنها مولدة كهرباء يابانية بسعة 50KVA ، وكانت الورشة تشكل عالمي الخاص بحيث كنت أقضي فيها معظم أوقاتي مع عدد من المساعدين، وفيها كنت أكسب ما يكفي للإيفاء بإلتزاماتي كزوج وأب لخمسة أطفال بالإضافة إلى الوالدين من جانب و تحقيق إلتزام من نوع أخر؛ محاولة ترجمة ما تعلمته من الكتب أوما يثير خيالي إلى أرض الواقع، تنفيذاً حياً لحكمتين ألمانيتين تعلمتها أثناء تعلمي اللغة الألمانية: عندما تكون هناك إرادة، توجد وسيلة أيضاً / الممارسة تجعل الكمال.
من بين ما ُصنع في هذه الورشة: مكائن لقص المرمر وصقله، مكائن لطحن أحجار كاربونات الكالسيوم (المرمر) لإنتاج ما يسمى بالغبرة وأخرى لطحن أحجار كبريتاد الكالسيوم لإنتاج الجص، جهاز لتقطير النفط الخام حيث تم تصفية أول برميل نفط خارج المصافي الحكومية بواسطته، إنتاج تجريبي لعدد من المكائن لتحويل مخلفات حاصدات الحبوب(القش) إلى تبن صالح لتغذية المواشي محاولا إزالة الجهد العضلي الشاق المطلوب لتعبىة المكائن التي كانت شائعة بالقش يدوياً، تصنيع توربايين من نوع (banki) يعمل بالطاقة الهيدروليكية لتوليد الكهرباء في قرية ناوپردان القريبة من الحدود الإيرانية* بتمويل من منظمة الجراحين الألمان. وكان تصنيع التورباين الثاني من نفس النوع، مصمم للنصب في قرية پيران القريبة من الحدود التركية على وشك الأنجاز عندما مررت عن قرب بتجربة نهب بيت نژاد، وكانت مريرة بالنسبة لى، من حيث الدلالات، لدرجة أثارت في أعماقي كم كبير من الطاقة السلبية والمحبطة رغم إنها لم تكن عملية النهب الوحيدة التي عايشتها وخصوصاً النهب الشامل للدوائر الحكومية ومكائنها وألياتها والممتلكات العامة لدرجة وصلت إلى الأسلاك النحاسية لنقل الطاقة الكهرباىية ولوحات الدلالة المرورية من الألمنيوم والنافورات التي كانت تُزين الساحات العامة، عشية تلاشى هيبة الدولة و رهبة النظام إثر هزيمته الساحقة في حرب الكويت. كنت بحاجة إلى إيجاد ما يُساعدني على تجاوز هذه الحالة النفسية المحبطة والتي نتجت من معايشتي لكل هذا الكم من القُبح عن قُرب.
(يتبع)
* مما ساعد على تصنيع التورباين في وقت قصير و بدرجة مقبولة من حيث الكفاءة والمواصفات الهندسية تعاون سلام رؤوف حاجي معروف بتصنيعه العديد من الأجزاء الدقيقة وفق الرسومات والمواصفات التي كنت أعدها وذلك في ورشة الخراطة العائدة لوالده في المنطقة الصناعية الشمالية.

أربيل 7/12/2012



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(3)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)
- إعادة صياغة الذات
- ميثاق شرف!
- التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية
- الفارغون رقم 2
- 26// بين عامي 1984 و 1987
- حورية ومعلقاتها على أبواب معبد(1)
- ما كنت أحلم به (12)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(8)
- 25// بين عامي 1984 و 1987
- هي تسأل وهو يٌجيب
- ما كنت أحلم به (11)
- تعقيبا على مقال … بمنظور غيرسياسي (7)
- من أوراق باحث عن اللجوء (3)
- 24// بين عامي 1984 و 1987
- من أوراق باحث عن اللجوء (2)
- ماكنت أحلم به…(10)
- تعقيبا على مقال ... بمنظور غير سياسي (6)


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (4)