أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (6)














المزيد.....

ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (6)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 22:55
المحور: الادب والفن
    


ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (6)
((الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يثير رعبي....بينما لا يشكل الأسد الشبعان أي أذى؛ فليس لديه أي مذاهب أو طوائف أو أحزاب)) جورج برنادشو
(( لغة السياسة تم تصميمها لتجعل الكذب يبدو صادقاًوالقتل محترماً)) جورج أورويل

بعد أن نفذتُ ما طلبه المسلح* الذي صفعني على خدي الأيمن بقوة، حرفياً كما أراد، و وقفت بالقرب من سياج الملعب الرياضي عندها شعرت، للوهلة الأولى، وأنا أتأمل في تصرفات المسلحين المهيمنين على حركة السيارات في الشارع العام ، بأنني أصبحت إما: جزءً من مسرحية هزيلة الإخراج، أو هدفا لعملية ثأرية بأسلوب خالٍ من روح الرجولة وتقاليدالفرسان وشيمة الشجعان وحتى نكران للجميل من لدن الجهة السياسة التي فَعَلَت أنكى من ذلك بكثير مع والدي الذي لم يحمل يوما سلاحا، من دون قلمه الحر، ليوجهه إلى صدر أحد قبل ربع قرن من الزمان، أولربما الذي حدث سخرية بليغة من سخريات القدر إذا كان التجاوز العنيف علىّ حدث بدون تخطيط مسبق، محضُ صدفة؛ إحتمالات أخذتها بنظر الإعتبار لمعرفة الأسباب والدوافع التي دفعت بهذا المسلح الشاب التعدي علىّ، بدون أية مقدمات أو إبداء أىَ إستعداد لتبرير ما أقدم على فعله معي، بهذا التصرف الهمجي، وأنا إنسان مسالم وأعزل، في الخمسين من العمر، غير منتمي لأىَ فصيل سياسي من الفصائل المتنافسة من أجل الهيمنة على كل شئ، ولم يكن لي عداوة مع أحد، أثناء مروري في شارع عام وفي وضح النهار أمام مرأى الناس في مدينة ولدت وسكنت فيها وخَدَمْتُها بنكران ذات ودافعت عن سيمائها في ظروف بالغة الخطورة.
لم يدعني ما حدث، عند الحاجز الحزبي، بالإستسلام للشعور بالإهانة الشخصية مطلقاً، لأنني كنت متأكداً بأن الفاعل يطبق أجندة أحد الأحزاب الكوردية المتنافسة التي تستمد(شرعيتها)، وتعلن أحقيتها في فعل أي شئ، دون الإلتزام بأية قاعدة أخلاقية من التي تفرضها الحياة المدنية والمتحضرة وحتى العشائرية،لأن لها تأريخ (مجيد) في قتالها قتالاً ضارياً لأعوام عديدة من أجل إستأصال شأفة سرطان الحكم الدكتاتوري، ناسين فترات مشاركتها لنفس النظام، وتحقيق الحلم الكوردي في التحرر وبناء نظام ديمقراطي وعادل ولم يثمر غير إزهاق الكثير من الأرواح ودفع الكثيرين إلى المنافي و تأريخ مخضب بالدماء، حيث بدأ حتى الناس البسطاء يتحررون من الأوهام والأحلام التى خلقتها الپروپاغاندا الحزبية، ويتوضح لهم بأن لكل حزب أجندته الخاصة بها ولم يكتفوا، لتنفيذها، بتحويل المدن إلى ساحات للصراع المسلح وإنما قلعوا من الجذور شروط بناء حياة سياسية معقولة، متوازنة ومستقرة وسيسببون، بكل تأكيد، في إزهاق أرواح ألاف أخرى ومزيد من الخراب الإجتماعي والثقافي والعمراني، وإرغام الناس إما إلإندماج مع الواقع الجديد والتكيف معه أو اللجوء إلى المنافي هرباً من جحيم الحرب الأهلية وويلاتها، وبدا واضحاً للجميع بأن مفهوم الحزب الواحد ومصالحه في الحياة العادية يُزيح، شيئاً فشيئاً، مفهوم الوطن الواحد ومصالحه من الفكر والممارسة والعمل بشتى الوسائل لتحقيق أجندات سياسية لم تحصل عليها تغيير جوهري بإستثناء الأسماء والمفردات.
كان علىّ، أولاً، إيجاد حل للغز الكامن وراء جواب المسلح لسؤالي حول سبب ضربي بعقب سلاحه وحجته بأنني پارتي، كما ذكرت في الحلقة السابقة، لأنني لمحت تحت قمصلته شارة الحزب الديمقراطي الكوردستاني المتمثل باللون الأصفر عندما كان يرفع ذراعه ليضربني بعقب سلاحه من خلال شباك سيارتي وأنا جالس خلف المقود، السؤال الجوهري كان: لماذا يتعدى علىّ مسلح پارتي بحجة كوني پارتي كما قال بعد أن صفعني على خدى الأيمن بقوة؟

(يتبع)
أربيل-6 كانون الثاني 2013
*أعتقد بأن الحزب الشيوعي العراقي كان له السبق في حكم الشارع بواسطة تنظيماته المسلحة التي كانت تُسمى المقاومة الشعبية ( بعد 14تموز1958) لقمع تحركات البعثيين ومحاربة عشيرة لولان الكوردية إن لم أكن مخطئاً، بعدها ثار الحزب الديمقراطى الكوردستاني على حكم الزعيم عبدالكريم قاسم بقوات أسموه پيشمرگة ( أيلول –1961)، وشكل حزب البعث العربي الإشتراكي الحرس القومي بعد إزاحة عبدالكريم قاسم يوم الثامن من شباط عام1963 ليُنفذ بواسطته حملات إبادة للشيوعيين وكل من عارض حكمهم لغاية إنقلاب عبالسلام محمد عارف عليهم في يوم الثامن عشر من تشرين من نفس العام، وسمت القيادة المركزية المنشقة عن الحزب الشيوعي العراقى تنظيماتها المسلحة بالأنصار، بعد عودة البعثيين إلى الحكم مجدداًفي 17تموز1968 شكلوا تنظيمات مسلحة تابعة لإدارة وأوامرالحزب باسم الجيش الشعبي ولم يكتفوا بتحويل الجيش العراقي إلى جيش عقائدي، وبعد إنسحاب الحكومة المركزية شمال خط 36الذي فرضته قوات التحالف الدولية أصبحت المنطقة في بداية الأمر تحت حكم الجبهة الكوردستانية التي كانت مؤتلفة من الأحزاب الكوردية التي كانت تقاتل ضد الحكومة بالإضافة إلى الحزب الشيوعي العراقي ولكل حزب تنظيمه العسكري الخاص به تحت إسم مشترك( پيشمرگه)، نشرت مجلة لفيين في 31كانون الأول 2012 مقالاً بقلم هيمن باقر ذكر فيه بأن عدد المتقاعدين لعناصر الپيشمرگة وصلت 103ألاف برتب مختلفة والعدد الحقيقي قبل دخولهم المدن بعد هزيمة العراق في الكويت، حسب كل التقديرات، كان أقل من عشرة ألاف.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (5 )
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (4)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(3)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)
- إعادة صياغة الذات
- ميثاق شرف!
- التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية
- الفارغون رقم 2
- 26// بين عامي 1984 و 1987
- حورية ومعلقاتها على أبواب معبد(1)
- ما كنت أحلم به (12)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(8)
- 25// بين عامي 1984 و 1987
- هي تسأل وهو يٌجيب
- ما كنت أحلم به (11)
- تعقيبا على مقال … بمنظور غيرسياسي (7)
- من أوراق باحث عن اللجوء (3)
- 24// بين عامي 1984 و 1987
- من أوراق باحث عن اللجوء (2)


المزيد.....




- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟
- جريدة “أكتوبر” الصادرة باللغة الكردية والتابعة للحزب الشيوعي ...
- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (6)