أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - عقدة حميد عثمان














المزيد.....

عقدة حميد عثمان


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


(شتان بين الثرىٰ والثريا)
بعدما نشرت جريد الصباح العراقية لقاءً صحفياً مع (القيادي الشيوعي والكادر النقابي ناصر عبود)*، أجراه معه توفيق التميمي في أبو الخصيب، يكشف فيه ناصر عبود سراً بعد ما يقارب ستة عقود، أمام الملأ و لأول مرة، عن عمل إرهابي كان هو منفذه بأعصاب باردة بهدف إحضار الهارب من السجن حميد عثمان (سكرتير حزبه) بالقطار من الموصل إلى بغداد تحت تهديد السلاح، موجهاً مسدسه نحو صدر (رفيقه) طوال الطريق، لسجنه في أحد أوكار الحزب الشيوعي في بغداد عام 1955 لتبليغه ب( قرار) تنحيته من مركزه القيادي من قبل خليفته، أدركت بأنني أمام مهمة البحث عن جوابٍ صادق وموضوعي وموثق لسؤال إستطاعوا تَغْيبه عن كوادر الحزب الشيوعي العراقي والرأي العام معتمدين على پروپاغاندا وديماغوغية مكثفة و ممنهجة طوال الوقت : هل كان حميد عثمان، فعلاً، سياسيا صبيانيا متهورا ويساريا متطرفا وبيروقراطيا ليكون الدافع و السبب الجوهري لإزاحته بهذه الطريقة المشينة؟ أو كانت في حسابات المؤلف الحقيقي لتلك المسرحية، وهو خارج دائرة الضوء تماماً، تهيئة أرض الواقع العراقي لتحقيق أهداف إستراتيجية يستحيل تحقيقها بوجود قيادة( متمردة وغير مطيعة) في الحزب الشيوعي؟ وخلال بحثي، الذى مازال في بدايته، إضافة إلى ما سمعته من والدي إطلعت على العديد من المقالات والكتب التي فيها وجهات نظر متباينة، تعتمد على الزاوية الذي ينظر من خلالها الكاتب إلى الشخص المستهدف و الحدث وأسبابه وتبعاته. مثلاً وجدت: نظرة العم حسقيل قوجمان، رفيقه في السجن، يختلف كلياً عن نظرة المناضل جاسم الحلوائي الذي لم يتعرف على حميد عثمان عن قرب حسب إعتقادي، أو سكرتير الحزب بهاءالدين نوري. إستشعرت، أثناء قرائاتي ومقارناتي، بأن لدى العديد ممن كتبوا عن حميد بشكل أو بأخر عقدة أجيز لنفسي تسميتها بعقدة حميد عثمان.
لنرى نكهة كتابة بهاء الدين نوري عندما يوصف فيها ما دار بخلده عندما فوجئ بتحويل مجموعة من السجناء الشيوعيون قلعة أبي حنيك في نقرة السلمان إلى جمهورية معلنة، لها علمها ونشيدها ورجالها المسلحين المستعدين للذود عنها بإيمانهم و(أسلحة) كانت من صنع أيديهم:
"دخلت السجن لأفاجأ بما لم أتوقعه ولم أفكر فيه أبداً. فقد وجدت السجناء الشيوعيين، الذين أصبحنا بينهم، متمردين على إدارة السجن وعلى السلطات بوجه عام، مشكلين لأنفسهم جمهورية شعبية في قلعة أبي حنيك، بالأحرى في النصف الشمالي منها. كانت لهم فرق مسلحة بسيوف شبيهة بسيوف حقيقية من تلك التي كانت تشكل أسلحة الجيوش المقاتلة في الماضي السحيق. صنعت هذه السيوف من البراميل الحديدية الموجودة في السجن. وكان السجين الشيوعي هادي هاشم الأعظمي المهندس والفني الرئيسي لصناعة السيوف وتجهيز السجناء به.
وكان هناك علم أحمر على صارية عالية ( إنبوب حديدي طويل) يرفعه السجناء صباحاً وهم ينشدون نشيد الجمهورية، الذي قيل أن السجين الشيوعي حسين أحمد الرضي قد نظمه وخلفه لهم هناك. وينزلونه مساءاً بنفس النشيد. وهو يبدأ بمقطع:
يا جموع الشعب! يا جيش الجياع! قد سئمنا العيش في ظل الطغاة
هذه أخرأيام الصراع. فأذلوا الموت كي تزهو الحياة
إلى الكفاح، إلى الأمام، إلى السلاح، للانتقام
وكانت هناك خطة مزعومة للهجوم على العدو وللتراجع في حالة نشوب المعركة مع العدو. وكان هناك توزيع للمهمات العسكرية. وكانت المهمة الموكولة إلى كل من زكي خيري وعزيز الحاج- وقد إلتقيت بهما لأول مرة في السجن- هي الحراسة الفوقية، أي مراقبة تحركات العدو عبر مزاغل القلعة الشمالية. ولم يعتبرا مؤهلين لحمل السيوف، فسلمت إلى كل منهما عصى قصيرة.
كانت هذه الجمهورية الشعبية، بكل ما لها من جيوش ودوائر وجماهير، قائمة داخل غرفة لم تزد مساحتها عن عشرات الأمتار المربعة. وكان حميد عثمان المسؤول الحزبي الأول ورئيس الجمهورية الشعبية ومؤسسها ومنظرها، معتبراً إياها نواة الجمهورية الشعبية اللاحقة في العراق كله.....)**
وجدت مما كتبه بهاءالدين نوري عن نقرة السلمان موضوعاً ملائماً للمزاح مع والدتي وقلت لها : هل تدرين يا أماه بأنك أرملة أول رئيس جمهورية أعلنت عنها قبل ستة عقودا فى سجن نقرة السلمان، الذي لم يكن مسيجاً، بإسم جمهورية العراق الشعبية وإن هيرو إبراهيم أحمد زوجة الرئيس الحالي لجمهورية العراق الإتحادية الموجودة داخل سياج حصين في المنطقة الخضراء في بغداد، الرئيس الحالي راقد على سرير مستشفى في ألمانيا إلى أجل غير مسمى ويقولون بأن وضعه الصحي لم يتغير والسيدة الأولى في مهمة غير معلنة عن مهامها في طهران. إبتسمت أمي ثم سكتت لتتذكر أو تضيع في متاهة التأمل، لربما كانت ترى، بصمت، الماضي بعيداً والحاضر أليماً والمستقبل بلا أمل، كما كتب، اليوم، سمير عطا الله في زاويته اليومية في الشرق الأوسط.

*(كان بالإمكان الأطلاع عل نص اللقاء الصحفي المشار إليه في الرابط المرفق ولكن شئ ما حدث لهذا الرابط، مؤخراً، مما يتعذر فتحه، بالإمكان إرسال نص المقابلة من قبلنا عن طريق البريد الألكتروني عند الطلب) http://www.faceiraq.com/inews.php?id=7229
** ص205 و ص 206 من (مذكرات بهاءالدين نوري- سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي) الصادرمن دار الحكمة لندن



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي بدلاًمن الوهم/ إشكالية الإسم (3)
- مسعود البارزاني: أمام فرصة لتصحيح المسار أو لإستجداء قبول ال ...
- الوعي بدلاً من الوهم/ إشكالية الإسم (2)
- الوعي بدلا من الوهم/ إشكاليات الإسم (1)
- الوعي بدلا من الوهم/ الوجه الأخر للصورة
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها( فاصلة 2)
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها(فاصلة)
- ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها (8)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (7)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (6)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (5 )
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (4)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(3)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)
- ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)
- إعادة صياغة الذات
- ميثاق شرف!
- التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية
- الفارغون رقم 2
- 26// بين عامي 1984 و 1987


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - عقدة حميد عثمان