أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - مصر تحت الاحتلال














المزيد.....

مصر تحت الاحتلال


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية، هذا الاحتلال لا يقصد استحواذ الإخوان المسلمون على مناصب الحكم في مصر، في ما قد يحب أن يسميه البعض غزواً أو احتلالاً إخوانياً، أو أخونة للدولة. مثل جميع المصريين الآخرين المنتسبين لتيار الإسلام السياسي، الإخوان المسلمون هم مواطنين مصريين أولاً وأخيراً؛ وحتى لو ملكوا لأنفسهم مواقع الحكم جميعاً، من الخفير صعوداً إلى رئيس الجمهورية، سوف يظلون في النهاية مواطنين مصريين يحكمون على بقية المصريين أخوتهم وأخواتهم في الوطن، وما استحق هذا أبداً تسمية "الاحتلال". أكثر من ذلك، حتى لو تحقق حكم الإخوان المطلق على مصر عبر استعمال وسائل عنيفة والقوة المسلحة الغاشمة- بشرط أن تكون قوتهم وحدهم دون الاستعانة بقوة أجنبية مباشرة- لن تكون هذه هي المرة الأولى ولن يعادل هذا أبداً أن هم قد أصبحوا بذلك "قوة احتلال" في بلدهم، مصر. في حقيقة التاريخ، بمثل هذه الوسائل قد تحقق أيضاً من قبل "الحكم المطلق" لاثنين من أهم وأعظم مؤسسي الدولة المصرية الوطنية الحديثة- محمد علي باشا والزعيم جمال عبد الناصر.

الاحتلال المقصود هنا هو الاحتلال الأجنبي من قوة مسلحة غير مصرية المنشأ، الذي ربما قد عاشه وتعايش معه المصريون طوال القدر الأكبر من تاريخهم الممتد وكان آخره الاحتلال الانجليزي، الذي لا يزال يُحتفل بالذكرى السنوية لجلاء آخر جنوده عن أرض مصر في 18 يونيو/حزيران 1956، أو قبل أقل من ستة عقود فقط. مثل هذا الاحتلال الأجنبي هو الذي قد أصبحت مصر- تحت حكم الإخوان- مهددة بالسقوط تحته مجدداً، ربما للمرة الألف بعد المليون.

لا شك أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين، مثل حزب الله في لبنان، تخدم إلى حد كبير كذراع عسكرية خارج الحدود بحجة مقاومة إسرائيل لدولة إيران الإسلامية. ولا شك كذلك أن حماس الفلسطينية هذه المدعومة والمسلحة- مثل حزب الله أيضاً- مباشرة من إيران عبر وساطة سورية سابقة هي نفسها فرع صريح ومعلن للكافة من نفس شجرة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر حالياً. علاوة على ذلك، هناك شواهد تتردد على أن الإخوان الأم في مصر ربما قد استعانوا بالفرع الفلسطيني المتمرس قتالياً في المواجهات مع الإسرائيليين ومع أشقائه من الفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى على كثرتها في توجيه الضربة القاضية لنظام مبارك- الاستهداف المنسق والمتزامن للسجون وأقسام الشرطة بهدف إغراق البلاد في فوضى شاملة متعمدة يستحيل معها على قوات الأمن المصرية المنهكة أن تلتقط أنفاسها أو تنظم صفوفها من جديد. هي طلقة الرحمة إذاً في رأس النظام القديم مباشرة. وقد كانت.

منذ الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس الإخواني في 22 نوفمبر 2012 ليحصن به جميع قراراته السابقة واللاحقة من الرقابة القضائية، خرجت اللعبة في مصر عن قواعد المنافسة السياسية المعتادة وتحولت إلى مواجهة معلنة؛ ثم، تدريجياً، أخذت حدة المواجهة تتصاعد إلى أن تخطت حدود اللاعبين السياسيين المدنيين ذاتهم وطالت الجيش المصري أيضاً، بل وأصبحت تستدعي-مرة ثانية- تدخل أطراف أجنبية من خارج الحدود.

إذا كان الإخوان المسلمون لم يترددوا في الاستعانة بصديق أجنبي من نفس شجرتهم حتى يصلوا إلى الحكم في المرة الأولى، هم لن يترددوا لحظة في إعادة استدعائه حتى يحتفظوا بالحكم لآخر نفس في عمرهم. من دون ذلك قد لا يمكن إيجاد تفسير مقنع لثلاث مواقف إخوانية محورية وكاشفة ضمن إستراتيجية كبرى مرجحة: (1) الأنفاق الحمساوية؛ (2) الحجاج الإيرانيين؛ (3) المنطقة الحرة مع السودان.

في المرة الأولى تولى الإخوان المسلمون بأنفسهم إضرام الحرائق أولاً ثم، وسط الفوضى، استقدموا الأصدقاء المدربين بأسلحتهم لتوجيه الضربة القاضية وسط هذا الهرج والمرج المدبر من دون أن يدري بهم أحد. ربما نفس الإستراتيجية لا تزال قائمة، لكن على نطاق أوسع بكثير هذه المرة. على سبيل المثال، رغم المعارضة الواسعة من المصريين والقوات المسلحة، لماذا الإصرار الإخواني على الإبقاء على الأنفاق مع قطاع غزة مفتوحة بينما هم أنفسهم الذين يحكمون الآن ويستطيعون أن يوصلوا إليها ويستلموا منها عبر المنافذ الشرعية فوق الأرض كل ما يشتهون، إلا إذا كانت شهيتهم لشيء آخر لا يستطيعون تناقله أمام الناظرين؟ ورغم المعارضة الغاضبة من شركائهم السلفيين، لماذا الإصرار الإخواني على أن يكون مبدأ التعاون مع إيران هو قطاع السياحة وليس الصناعة أو الزراعة أو التجارة أو أي قطاع آخر في البداية، إلا أن يكون هؤلاء الأفراد الإيرانيون ذاتهم يشكلون مطلباً إخوانياً ملحاً في هذا الوقت بالذات؟ وما هي تحديداً الفائدة الاقتصادية التي يرجوها إخوان مصر من منطقة تجارة حرة مع السودان العاجز حتى عن لم شتات أبناءه أو إطعامهم، إلا أن يكون هو الآخر- بصفته حليفاً إستراتيجياً وعسكرياً لإيران- يشكل سنداً إستراتيجياً آخر في مواجهة الإخوان المسلمين الداخلية ضد المعارضة المصرية المعززة بالجيش؟

باختصار، بعد حرق كافة الأوراق السياسية الممكنة والترتيب في الخفاء والعلن منذ فترة لورقة عسكرية محتملة تتصل كل أطرافها في النهاية بالنظام الحاكم في دولة إيران الإسلامية قد بلغ الأمر بجماعة الإخوان المسلمين الحاكمة الآن إلى أن تخير تحت تهديد السلاح الأجنبي الجيش الوطني ومن وراءه المعارضة المصرية بين أمرين لا ثالث لهما: أن يسلموا من سكات ودون مقاومة لحكم الإخوان وخطتهم المرسومة لمصر إسلامية على نفس المقاسات الإيرانية، أو ستشتعل الحرائق مجدداً وحينها لن يكون أيضاً أمام الذين ينشغلون بإطفائها أي أمل في النصر.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للزوجة نصف ثروة الرجل
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (4- تركيا)
- بين القانون والقرآن والسلطان
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية
- الدولة العربية في خطر
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين
- صلح السنة والشيعة
- أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم
- موضوع في خدمة مشروع سياسي


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - مصر تحت الاحتلال