أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - ما يتعاقب في أحلامنا














المزيد.....

ما يتعاقب في أحلامنا


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 15:05
المحور: الادب والفن
    





ايمان كبير بالأفضلية ...


ضيّقنا الفجوة بين ما يجافي دساتيرنا ، وبين خوفنا من كهنتنا وايقوناتهم
المُزيّنة بأنياب الذئاب . لا يرحمون ضعفنا في تعاملاتهم معنا ، ويعضّون
نهود فتياتنا في نومهن فريسة مراهقتهنَّ . أسنانهم التي يغسلونها بحمم
البركان ، تورثهن الذروة طوال حياتهنَّ ويتعلّقن بالقابلات الشابّات .
أطفالنا الأشقياء لا آباء لهم الآن والفصل جفاف . الراشدون يوارون
أفعالهم في حرقهم لمحاصيلنا في الصيف ، ويدخلون العيادة مع جلجامش
من دون تحوّط للأفعى . عاهات بدنية يلحقها بنا أسيادنا في شهامتهم ،
ويجرحون آباط ثمارنا وشفاه قمحنا وجداولنا وندى شمسنا ، ونحنُ
ليس لنا إلاّ فتل الحبال فوق الأشجار . تمنحنا مجازفتنا في إزالة كمادة
الدين عن حياتنا ، إيمان كبير بالأفضلية وبامكانية إخصاء الكهنة وشنق
ذئابهم والاستيلاء على ثرواتهم التي تسدّ علينا الطرق .



ترويض الميت ...



البيت حليف القبر ، يعزل السكّان الأصليين عن جلالهم ويستبدلهم
بصنف يعظّمون التركة . يتوّرطون بإلزام ويتضامنون مع الجماعة
التي تتواطؤ فيما بينها وتنقضّ على ما ملكوه . ترويض الميت
وعزله عن نفوذه ، خدعة اجتماعية ، لا تزيل طمعه في التوافه وما
تبتئس منه ظهيرة الزورق . التفاخر ومضاهاة الانسان لنفسه بالفرادة ،
بقية حمق يتجنَّبها الزمن المختل في نقضه لعهده مع الميزان ، لكن ما
يُعطى لنا في تنشئتنا على القتل ، فضائل لإيعازاتها إذعان لنزوعنا في
سلب اللاحق . نتوارى خلف أوتاد يتمنا بلا كيان ننام فيه مع المرضى ،
ولا أكفان ، وغدق الشمس اللاهبة في القيظ ، عطايا رخيصة نتسلَّمها
من العصاة في مخادعتهم لتأهيلنا . تشبَّث طوعي وكفيل في تغطيتنا بدم
الجنازات ، وتعاسة مَنوطة بنا لتجافينا رضا الهالكين .



ما يتعاقب في أحلامنا ...



يتلَّقى الأبرار في تكيِِّّفهم لأنفسهم النوم مع العصافير في الشجرة
النحيلة للصيرورة ، راحة بال وسكينة عظيمة . الممقوتون في
تحوّلهم ، ينقلبون الى نفاية وكَرَب يومىء الى المادة في تلهّفها
الى أعمالهم الترابية . شعائر جنائزية نتحوّط فيها من مرض السل
ونحقن المحتضرين بسمّ الشمس . قانصو أسرارنا الذين يتخفَّون
في الليل بشمائلهم مع اليراعة ، يعلَّقون في أبواب أكاذيبهم ،
قوارب مليئة باللواحم ، ويذخرون خناجرهم في برّية مؤامراتهم .
عادة ضارّة وغير مرغوبة ، لا ننسج في أحداثها صواري فزعنا
ونحنُ نهم بالرحلة الى أرض الافتراء . تحريم إحصاء ما يتعاقب
في أحلامنا الفقيرة ، اغلوطة تصيب شيوخنا بالعته وتنزع عنهم
خصالهم واحسانهم وشهامتهم في رمي الكروم على يأس الطبيب .



أزهار الفقر ...


الشرّيرون رجال الدين الأوغاد ، جراثيم تاريخنا ، يزوّرون صورة
الله ويفرّقوننا عن الأوراد البيض لرحمته . في استشاطتهم غيضاً من
قريحتنا المتعطَّفة على الرياح في الفلوات ، يقذفون حمقهم الحيوي
وفظاظاتهم في فنوننا الجميلة ، وينفخون الانفجارات في محبّتنا لاخوة
الانسان . يطيل الشيطان توّرم عقولهم القومية وغضبهم في السراديب ،
ويجدر بنا أن نوفد الأسقام الكبيرة للاطاحة بهم وبفضائلهم المتعصّبة .
كلّ معفى من رذيلة إيمانه المرتهن للفساد ، نشاطره المحبة في تسعيرنا
للغلال في الصيف ، ونتوّجه بأجمل أزهار الفقر .


2013 / 4 / 11



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصر حياته مع الأغلبية
- تماثل طقسي
- قبل الطوفان وبعده
- فتائل الهاوية
- الاطاحة بالمراثي
- في إنشاده لموته
- ما يجاوز يأسنا
- ما كُنّا نخفيه عن الموتى
- مطالبهم في البرّية
- المنحدرون من هاوية الحرب
- دفن القتلى
- الرسو في آبار اليوم
- ما يتجلَّى في المفازات
- شُعل الديمومة
- الممالك المتعادلة للطبيعة
- فزعنا من الشيخوحة
- الأفنان المهجورة لليوم
- أجمل ضاحية في الشجرة
- حُلي فتياتنا المنداة بعبير الحبّ
- بيان اعتذار الى الشعب العراقي والى الشعراء العراقيين


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - ما يتعاقب في أحلامنا