أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد البهائي - مرسي..(الزيني بركات والبصاصين)















المزيد.....

مرسي..(الزيني بركات والبصاصين)


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 12:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مرسي..(الزيني بركات والبصاصين)

في رواية الزيني بركات التى صاغها كاتبنا الكبير جمال الغيطاني ، كشف لناعن مشاهدات الرحالة البندقي فياسكونتي جانتي عن احوال القاهرة قبيل دخول الغزو العثماني حينها كتب فياسكونتي (في ترحالي الطويل لم أرى مدينة مكسورة كما أري الآن، أري القاهرة رجلا معصوب العينين مطروحا فوق ظهره ينتظر قدرا خفيا، وجه القاهرة غريب، أحاديث الناس تغيرت، ووجوههم مريضة توشك علي البكاء.. النساء مذعورة تخشي اغتصابها آخر الليل.. السماء مخيفة وصفاؤها به كدر مغطي بضباب قادم من بلاد بعيدة.. بيوت المدينة مغلقة ومرعوشة تهفو إلي الأمان.. كثير من الأعيان نقلوا الثمين الغالي إلي أماكن بعيدة مجهولة.. ومن الناس من سكنوا المزارات وفساقي الموت )

من يتابع الاحداث الان ، وما يحدث على مسرح الحياة السياسية المصرية من مشاهد متسارعة ومتناقضة ،يذكرنا برواية ( الزيني بركات ) لكاتبنا الكبير جمال الغيطاني ، فهناك تشابه كبير يصل الى حد التطابق من الناحية السياسية والانساية الاجتماعية وكذلك الامنية والاقتصادية ، فهى رواية تعبر عن فترة تاريخية احداثها وشخصياتها تشابه كثيرا وقتنا الحالى ، حيث تولى سلاطين المماليك حكم مصر، وكيف استطاع الزيني بركات ان يستغل ضعف السلطنة وقتها بإن تكون مفاصل الدولة كلها في يده ويكون هو الحاكم الفعلى لمصر، ممهدا الطريق لدخول العثمانيين القاهرة والاستيلاء عليها ، بعد القضاء على الثورة الشعبية واخمادها.
وكأن التاريخ يعيد نفسه فالزيني بركات مازال موجود ، وصراع الامراء المماليك فيما بينهم حول السلطة على اشده ، وتهافتهم على تحقيق منافعهم واغراضهم الشخصية ،واضعاف البلاد واحتكارها سياسيا واقتصاديا ، وتقوية اجهزتهم " البصاصة " لتكون في خدمتهم هم وجماعتهم للتحكم في رقاب الشعب عن طريق القمع والاستبداد والعنف السياسي ،والقضاء على كل شخص ثوريا ،فالزيني بركات اراه موجود . فالزيني بركات الجديد هو بعينه القديم ..يتظاهر بإصلاح المجتمع بالقضاء على أركان الظلم والفساد والاحتكار والنهب والاغتصاب بكافة انواعه وإعادة الحق والحقوق بالحكم الرشيد ومواجهة بقايا النظام القديم والفلول منهم ..في الوقت الذي يزيد من سلطاته الدينية والمدنية والامنية والتنفيذية والتشريعية وتحيد احكام القضاء على حساب الشعب ليرسخ بناء ديكتاتورية من نوع اكثر فاشية وستالينية وقمعا وشمولية وتسلطا وتقيدا للحريات الا وهي الديكتاتورية المغلفة بأسلمت الحكم.
ما يحدث في مصر من إضعاف لجهاز الشرطة وتفتيته وجعله في مواجهة الشعب لهو مخطط من قبيل الزيني بركات الجديد واعوانه، من اجل انشاء جهاز اخر تشكله جماعته يكون اكثر فتكا وقمعا وتفننا في المراقبة على شاكلة جهاز البصاصين كما فعل الزيني بركات القديم ، ليكون في خدمة هدفه من اجل البقاء في السلطة والسيطرة على مقدرات البلاد ،فالزيني بركات الجديد يختلف عن القديم في شئ واحد فقط , فالقديم كان يفعل كل ذلك من اجل العثمانيين فسقوط القاهرة يعني وقتها هو الهيمنه والسيطرة على الشرق وكنوزه من قبل التاج العثماني ، اما الزيني بركات الجديد وما نخشاه ان يكون في خدمة الطامع الايراني الفارسي ، فاتخاذ التجربة الايرانية كنموزج يحتذى به في حكم مصر لهو البداية ،فجميعنا لاننسى كيف استطاع رجال الخميني من تقسيم جهاز الشرطة واضعافه، وقتها إنشاءوا جهاز اخر وهو ( الباسيج ) او قوات التعبئة الشعبية ، وهذا ما تعمل عليه الجماعة الان اضعاف الشرطة وارهاقها والزج بها في مواجهة الشعب في امور سياسية لا أمنية حتى يتسنى لها إنشاء اول جهاز خاص بهم ( مليشيات او اللجان الشعبية )، فتصريحات النائب العام بشأن منح الضبطية القضائية للمواطنين لهو خير دليل على ذلك فالقرار يفتح الطريق لتقنين أوضاع تلك الميليشيات لتكون مسلحة لتحل محل تنظيمات الشرطة والجيش وإسقاط الدولة ،والتحكم فى كل ما فيها واختطاف الدولة المصرية . .

كذلك ما يحدث لمؤسسة القضاء من إضعاف وتحيد وعلى رأسها المحكمة الدستورية العليا ، لكي يعود الامر والنهي القضائي في يد جماعة الاخوان ومرشدها ، والعوض عنها بمحكمة يشرفون هم عليها يكون جل اعضائها منهم ومن الموالين لهم ، لتصبح على شاكلة (مجلس صيانة الدستور الايراني) ، يكون لها الحق في مراقبة القوانين التي تصدر من المجالس التشريعية ، كذلك الحق في تفسير الدستور ومدي مطابقة القوانين التي تصدر عن البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى مع مقتضيات الشريعة الاسلامية وحق قبولها او رفضها ، وحق الاشراف الكامل على انتخابات بداية من الانتخابات البرلمانية ورئاسة الجمهورية وجميع الاستفتاءات .
اذاً ما اشبه اليوم بالامس لكن كلا على شاكلته ليخدم الهدف والمضمون ، فالزيني بركات القديم كان في عصر المماليك رمزا للانتهازية والوصولية ورمزا لقمع البصاصين أنتهى بما هو أبشع واكثر فجيعة أحلت بمصر وهو الاحتلال ، وما نخشاه الان نفس النهاية بآلامها وأوجاعها ليس في شكل احتلال جُند وعرش بل احتلال في شكل اخر اكثر فتكا وشمولية هو التبعية الفكرية ، فالمقصود بالتبعية هنا ليس المذهبية بل التبعية الفكرية في اصول وانظمة الحكم ، فإيران يهمها في المقام الاول ان تكون تجربتها " الثورة الايرانية الخمينية " نموزج يحتذي بها في انظمة الحكم ،فهم يدركون ان السيطرة لا يمكن ان تكون دينيه في المقام الاول بل اعتناق فكري لادوات الحكم ،وبالتالي يكون الشرق بكامل كنوزه تحت سيطرتهم وهم يعلمون ان بوابته مصر .

وكما بدأنا حديثنا بمشاهدات الرحالة فياسكونتي عن احوال القاهرة دعونا نختمها بتلك (..ودخل العثمانيون القاهرة ولم ينقض وقت طويل حتي طاف المنادي ينادي" يا أهالي القاهرة استكينوا.. استكينوا.. ومن خالف شُنق "، ومن ورائه ثلاثة جياد سوداء يمتطي كلا منها فارس وبينها جواد أبيض يمتطيه من ياترى ؟ إنه الزيني بركات بن موسي.. وينادي المنادي بأمر الوالي العثماني تعيين ابن موسي محتسبا لمصر )عندئذ ظهر بركات بن موسي علي حقيقته اكتشف المصريون أن ابن موسي قضي تلك السنوات في تجهيز مصر للغزو العثماني، ولم ينفعهم لطم الخدود فقد خدعوا أنفسهم وتغافلوا قبل أن يخدعهم ابن موسي ،فهل يتكرر المشهد هذا مرة اخري ؟ هذا ما يجيب عنه المصريين



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاملت الاخوان بين النوبة وبورسعيد
- بورسعيد..شوارعها الملتهبة بين( اللنبي ومرسي )
- مدن القناة.. بورسعيدي وافتخر
- مصر الثورة..بين الامل وكنعان إيفرن
- مصر الثورة.. ( أهل الكهف برؤية جديدة )
- مصر..حكومة تكنوإخوان والحل غرفة إنقاذ
- سوريا... ( الاسد برؤية شكسبيرية )
- المتأسلمين..(ألم تقرأوا دستور المدينة)
- الدستور..الجماعة تعود كهيئة لتصبح هى الدولة
- هكذا الرئيس مرسي.. (الفكر القطبي هو بعينه الفكر الهيجلي )
- هل أخطأ مرسي ؟ .. نعم
- الجماعة -متى تقرأ تاريخها ..؟! -
- قرض لا بد منه
- اوباما رئيسا --متى سيتعلم العرب--
- اوباما لايفعل ما يقول..
- المناظرة الثالثة وحقبة - الحرب الباردة -
- .. اذا فالدستور كما هو لم يتغير
- النظام المصرفي بين الأسلمة والتقليدي
- طبيا احيانا الموت بسبب المضاعفات ..كذلك اقتصاديا


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد البهائي - مرسي..(الزيني بركات والبصاصين)