أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الفاشيةُ الإيرانيةُ وذيولُها














المزيد.....

الفاشيةُ الإيرانيةُ وذيولُها


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غدت الفاشيةُ الإيرانية الحاكمة في عالم محاصرٍ ولكنها تقومُ بالهجوم في كل مكان.
استطاعت هذه الفاشية أن تسيطرَ على المجتمع الإيراني الذي فيه أكثر من سبعين مليوناً، عبر الشبكات الدينية الجماهيرية، وتصعيد التعصب فيها، وهي الخطة التي نُفذت في الدول العربية، فاستثمرت الشبكات الدينية وسيطرتْ على مفاتيحها السياسية ونشرت الكراهيةَ بين العامة.
والقصد من هذه السيطرة ليس حل مشكلات المجتمعات العربية والإسلامية بل اتخاذ هذه الجماعات كقوى تابعة منفذةٍ لسياساتها، ولهذا فإن الحديث عن حل مشكلات بعض الدول العربية بمفردها هو منهجٌ مجزأ فاشل، أو أن هذه القوى التابعة للفاشية الإيرانية يمكن أن تتوطن هو خرافة أخرى.
فالقوميةُ الفارسية الشوفينية هي مركز القرار ومصالح الطبقة الحاكمة هي الأساس، وعلى ضوئها تتحرك الذيولُ في الدول العربية والإسلامية.
وبالعكس فقصد السياسة الفاشية الإيرانية تحويل هذه المجموعات التابعة في الدول الأخرى لمستوى السياسة الفاشية، كرها لشعوبِها وتصعيداً للعنف وتدريباً عليه كوسيلة تجنيد وتجييش للجمهور عبر الجمل الثورية الزائفة.
كيف استطاعت هذه الفاشية أن تسحق الشعبَ الإيراني والشعب اللبناني والآن الشعب السوري والعراقي لولا هذه الشبكات الخارجية وامداداتها المختلفة؟
والسياسة الفاشية تقوم على جمل ثورية كذلك، وبدون هذه الجمل الثورية المزعومة لا يمكن خداع الشعوب، وخاصة الأجيال الشابة القليلة الخبرة السياسية، وكذلك عبرَ التغلغل في التنظيمات اليسارية والقومية السابقة الفاسدة، أي التي عاشت على العلاقات مع دول الرأسماليات الحكومية الاستغلالية والتي تشربتْ الفسادَ على مدى عقود.
قوى اليسار والقومية الشمولية لعبتْ أدواراً مهمة في هذا السبيل.
عربياً نجدُ قوى سياسية متصارعة بحدة ضارية سابقاً تتجند وتتجمع على تناقضات مواقفها وتاريخها.
ذات الفئات البرجوازية الصغيرة المشرئبة الأعناق للثراء فوق ضلوع العمال تصطفلا معاً، وهي أيديولوجياً من حيث الظاهر السطحي شديدة التباعد.
القومي المتطرف الذي سحق الفئةَ المذهبية يجد نفسه مع هذه الفئة يشاركها في سحق الشعوب وتخريب تطورها.
حين قامت هذه الفئات بالثورات وصنع رأسماليات حكومية شمولية أنتجتْ لنا أيديولوجيات مفصلةً حسب بدلات الحكومات الدكتاتورية في روسيا أو في العراق أو الصين أو سوريا أو إيران حالياً المتسلمة وراثة الاستبداد وراية تفجير أوضاع الشعوب خدمةً للهيمنة الحكومية القومية المتعصبة التي لا تريدُ التغييرَ الديمقراطي الإنساني داخلها وتنقلُ تناقضاتها للخارج.
القومي العلماني يجد نفسه في خندق مع الطائفي الفاشي، ولم لا؟ كانت علمانيتُهُ برانية زائفة، واعتبرَ الدينَ مجرد أداة لاستغلال الناس، مثل قوميته، ويساريته زائفة فهو انتهازي يتاجرُ بكلِ شيء فكيف لا تكون المبادئ متقلقلة متغيرة حسب الدكان الجديد؟
لكن هذه الاصطفافات من جهة أخرى تشيرُ إلى ضعف مواقع القوى الديمقراطية في المنظمات الأهلية والحكومية، وعدم تعاونها وعدم فهمها للعدو المركزي.
إن كل الشعوب العربية والإسلامية تعاني من التدخلات الإيرانية لكنها لا تعمل معاً في مواجهة هذه الدكتاتورية المتصاعدة التي يتسارع جنونُها كلما اشتدت أزمتها، خاصة في معركة سوريا المفصلية التي تتراخى الشعوبُ والحكوماتُ العربية عنها.
مثلما هي لا تقدم شيئاً للشعوب الإيرانية وإلى كل تلك الملايين من المقموعين داخلياً والهاربين في شتى بقاع العالم.
وهذا يتطلبُ خاصةً من كبريات الدول العربية سياسةً تعاونية مشتركة صلبة مضادة للفاشية الإيرانية، بإعتبار أن لا حياة للشعوب العربية الإسلامية وتطور المنطقة مع وجود هذه السياسة.
وإذا كانت الدول الغربية هي قوى الردع الكبرى لهذه السياسة لكنها لا تريد أن تكرر تجربتي العراق وأفغانستان اللتين طبقتاها بشكل رديء فاشل فلم ترتكز على قوى المنطقة العربية الإسلامية الديمقراطية والمعتدلة في التصدي للدكتاتوريات، ولهذا فهي خسرت هذه القوى، وتعرضُ المنطقةَ كذلك للتآكل بل وبعض البلدان للدمار الشامل.
لهذا فإن التعاون الواسع بين الدول والقوى العربية والدول الإسلامية والجماعات الإيرانية المختلفة والقوى البشرية عامة المناهضة للفاشية هو الطريق لحصار هذا الخطر وهزيمته في خاتمة المطاف.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكنُ إصلاحُ رأسمالية الدولة؟!
- شكري بلعيد.. اغتيالٌ يكشفُ أزمة (2-2)
- شكري بلعيد اغتيالٌ يكشفُ أزمة (1-2)
- تركي الحمد والقراءةُ التقليديةُ
- مرحلةٌ جديدةٌ من التغيير
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (2- 2)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (1-2)
- التوصيفُ الطبيعي للربيع العربي
- تسريحُ العمالِ ومسئوليةُ الانتهازيين السياسيين
- أسباب تمكن الحركات الطائفية من الاختراق
- تصادمُ المذاهبِ المُسيّسة
- مشكلاتُ عمالِ الريف
- ثورةٌ مع مَن وضد مَن؟
- الجمهوريةُ والمَلكيةُ عربياً
- الأشكالُ السياسيةُ والتطور الصناعي
- الجمهورية والرأسمالية
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعب (4-4)
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعبٍ (3)
- ديمقراطيةٌ متدرجةٌ في الخليج
- ثورةٌ تقودُها البرجوازيةُ الصغيرة (2-2)


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الفاشيةُ الإيرانيةُ وذيولُها