أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعب (4-4)














المزيد.....

إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعب (4-4)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الشخصياتُ البارزةُ في التنوير الوطني تجذبُ حاسةَ الوعي في إسحاق يعقوب الشيخ، وكانت شخصيةُ عبدالعزيز المعمر شديدة القرب منه بسببِ تلاقي المضامين النضالية الاجتماعية بين مثقفٍ مسئول بارز في الدولة وبين مثقف ينتمي إلى العامة، وفي لحظةٍ وطنية مشتركة غذتها حركةُ التحرر الوطني العربية وتقاربت معها الحكومةُ السعودية حينذاك، وكانت الثروةُ النفطية بؤرةَ الصراع بين الشركات والشعوب.
ومن هنا كانت موادُ المعمرِ البحثية وأعماله الاجتماعية تستدعي هذا الحضور وتتماسك في عرضها وتقديم نماذج من مقالاتها، في حين كان كتيبُ (موج البحر) المُهدى للشخصية التنويرية العالمة حمد الجاسر مختلف الإيقاع، أشبه بإيقاعات قصيدة حديثة مطولة، فحمدُ الجاسر خارج السياسة والصراعات، عالمٌ كرسَّ نفسه للبحوث اللغوية والتراثية، وهو منحى ينتج تبايناً مع المعمر السياسي المدافع عن حقوق العمال والناس، لكن إسحاق الشيخ الذي التقى مع الجاسر في لحظات مؤثرة احتفظ لهذا الباحث بمكانة مهمة خاصةً حين كتب الجاسر المنعزل عن السياسة رسالةً لأمير المنطقة يدافع فيها عن حرية إسحاق الشيخ يعقوب السجين وضرورة إطلاق سراحه في تلك الفترة، وحمد الجاسر ذو مكانة ثقافية كبيرة، إضافةً الى هذا فقد حفرَ أرض الجزيرة العربية بحوثاً موسوعية عن الدين والقبائل واللغة والمعادن وحققَّ كتباً من تراث المنطقة، إضافة إلى دوره في إنشاءِ الصحافة وتكريس التعليم والأدب الحديث، ولكن هذه كلها هي كتاباتٌ لا تدخل في الخطابات السياسية التحديثية في ذلك الحين، ولا يُعتمدُ عليها في قراءة الواقع، حيث كان الاكتفاء بالأفكار النظرية والسياسية المنتشرة من العالم (الاشتراكي).
ولهذا يتكون الكتابُ على هيئةِ قصةٍ تتداخلُ فيها الشخصيتان، فقد كان إسحاق يريد أن يحاور ويسجل حياة الجاسر بتوثيق خاص والجاسر أشرف على التسعين، (يوحي في حضوره بأن سراج العمر يوشك أن يأتي علىبالته!)، موج البحر، دار قرطاس للنشر، الكويت، .2001
رحيلُ العلامةِ دعا المؤلف الى تذكر المرحلة الوطنية وكيفية بدء التواشج بين المنطقة الشرقية والوسطى، وكيف ناوشت الرجلين قوى التفريق، ولكن ما فرقهما حقيقةً هو طبيعةُ الاهتماماتِ السياسية لدى الأول والثقافية المتخصصة لدى الثاني. وهما مستويان يشيران إلى حياةٍ سياسية تحديثية بلا إرث محلي عريق، وإرثٌ عريق بلا سياسة معاصرة تجديدية، وهنا تقدم حيثياتُ هذه (الرواية) الفكرية السياسية هذه الجوانب، أو هذا التضاد في الحياة العربية الفكرية السياسية في المملكة الطالعة بين ماض تقليدي وحاضر ملتهب بالتحولات.
ويزداد بشكلٍ كبيرٍ حضورُ المؤلف الراوي إسحاق الشيخ عن حضور العلامة المنعزل في عالمه. ويتكلم على لسان الجاسر مُتخيِّلاً: «أعلم أني كافٍ عاف من الدخول في عالم الساسة والسياسة.. فلماذا يخطرون بيتي ويفترضون أني أنتسب إلى بعض منتسبيها؟!»، ص .12
لكن كانت المنطقةُ الشرقية تستقبلُ جمال عبدالناصر وتُقام الاحتفالات، والملك سعود بن عبدالعزيز ذو حضورٍ هام فيها، وهنا تقومُ القوى السياسية البازغة توّاً بكتابة رسالتين للزعيمين مباشرة وبمظاهرة لم تؤد إلى تحقيق شيء، ولكنها بدأت تعبر عن دخول جسم سياسي مغامر شوّش المرحلةَ وأدى إلى قطع التطور السياسي الغضّ وخاصة حين يتحول ذلك إلى خطبة عارمة في زمن البدايات، وهو أمرٌ تم استغلاله وقطعَ مسارَ التطور التحديثي البسيط.
وهذا ما أدى إلى الانقطاع بين الراوي اليساري والبطلِ الغائب في التراث، بين إسحاق الشيخ وحمد الجاسر:
(عقد ونصف من الزمن ابتعلته أمواج الحبر الجارفة.. وابتلعتني أمواج المنفى.. وكنت أتفتّل شيئاً من وشائع خيوط كتاباته.. وأتسقط أخباره في الجرائد السيارة.. هو ذاكرة الوطن المجروحة.. ومن يعش جوارح المنفى بجوارحه.. فلا بد أن يتسقط في ذاكرته المجروحة ذاكرة جوارح الوطن وإنسانها العظيم)، ص.33
التقطعُ بين النخبةِ التحديثية الشعبية والنخبة الارستقراطية النهضوية، تلك التي جاءتْ من العمال والفقراء، وتلك التي جاءتْ من الطبقة الحاكمة جزءٌ من غيابِ طبقة وسطى تحديثية مؤثرة، وغياب مؤسساتها الفكرية والإعلامية في ذلك الزمن، ولهذا فإن الجماعتين خسرتا التلاقي والتلاقح الحضاري الديمقراطي، ومرت عقودٌ جافةٌ استغلتها وتنامت بها القوى الطائفيةُ السياسية ومشروعاتها التمزيقية والإرهابية.
وتعتبر هذه العودة المستمرة لإسحاق الشيخ يعقوب في البحث عن تلك الملامح التنويرية الضائعة وإضاءتها مجدداً، والبحث عن أسباب الخلل فيها وعلاجها، مشروع العقود الأخيرة من رسالته بعد عقود في النضال السياسي الوطني المباشر الطويل.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعبٍ (3)
- ديمقراطيةٌ متدرجةٌ في الخليج
- ثورةٌ تقودُها البرجوازيةُ الصغيرة (2-2)
- ثورةٌ تقودُها البرجوازية الصغيرة (1-2)
- العمال والنقابات والطائفية
- الديمقراطيةُ أو الفاشيةُ
- إيران و مخاطر تجربة ألمانيا الهتلرية
- نضالٌ ديمقراطي مشتركٌ
- صراعُ الطائفيين في سوريا: الخاتمةُ المروعةُ
- اليسارُ والطائفيةُ (2-2)
- اليسارُ والطائفيةُ(1-2)
- الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- جذورٌ أبعد للطائفيات السياسية
- وطنيون لا طائفيين
- تكوينُ برجوازيةٍ هجينة
- العمال والطائفية.. اختطاف العمال
- العمالُ والطائفية وتخاذلُ التحديثيين
- العمال والطائفية: وحدةُ المصنع
- العمال والطائفية: ظرف عام
- العمالُ والطائفية: إبعاد التحديثيين


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعب (4-4)