أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - جذورٌ أبعد للطائفيات السياسية














المزيد.....

جذورٌ أبعد للطائفيات السياسية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين انتصرت القوى الريفيةُ المحافظةُ المتخلفة الوعي على القوى المدنية والتحديثية الديمقراطية في إيران كان لا بد أن تنعكسَ هذه القفزة الارتدادية للوراء على الحياة السياسية والاجتماعية في إيران وعموم المنطقة.
تصعيدُ الطائفية السياسية وانتصارُ اليمين الفاشي وتمزيق الشعوب وإعادة إنتاج رأسمالية الدولة العسكرية بشكل طائفي شمولي، واستثارة الصراع الديني في المنطقة وخاصة الصراع الإسلامي اليهودي، كل هذا عبرَ عن عجز القوى المتنفذة الإيرانية عن الدخول في ثورة ديمقراطية وطنية إصلاحية عميقة.
وقد اتفق هذا مع انهيار رأسماليةِ الدولة السوفيتية التي عبرتْ هي الأخرى عن العجز السوفيتي الروسي المديد من تشكيل ثورةٍ ديمقراطية واستبدالها برأسماليات دول شمولية.
هنا نجدُ انهيارَ صيغ الماركسية اللينينية أو تحولها يافطات سياسية معلبة فاقدةً القدرة على التحليل العميق للأزمة العامة التي تمرلا بها دولُ المنطقة، ومؤدياً هذا إلى أزماتٍ عميقة إيديولوجية وسياسية في التنظيماتِ السياسية الاشتراكية والشيوعية والقومية. وقد عبرَّ هذا عن تحطم العلاقات بين تلك الرأسماليات الشمولية التنموية السابقة وبين الجماهير العادية في دول عدة.
وقد مشت الأزمةُ الإيرانية داخل دولٍ تلعبُ فيها رأسماليةُ الدولةِ العسكرية دوراً محورياً، وهذا ما تمثل في سوريا واليمن بشكلٍ خاص، حيث كان التنوعُ المذهبي السياسي قد تفاقم مع عجزِ رأسمالية الدولة في كل من البلدين عن التنمية الوطنية العادلة، ولهذا فإن توترات واضطرابات الطوائف بدأت تتصاعد.
وفيما يتعلق بدول الخليج والعراق، فإن ذات المشكلة المحورية بدأت تكبر أو تنفجر، ففيما تصاعدتْ رأسماليةُ الدولة العسكرية العراقية وأدت إلى حروبٍ كارثية فاقمت هي الأخرى حراكَ الطوائف، كانت بعضُ الدول الخليجية قد تأزمت بفعل رأسمالية الدولة الشمولية، وبدأت تبحث عن تغيير ليبرالي.
أما دولُ إفريقيا العربية، فإنها ذات مسار طائفي مختلف، حيث يلعبُ الصراعُ الإسلامي المسيحي اليهودي دوراً أكبر، كشكلٍ للصراع بين رأسمالياتِ الدول البيروقراطية وبين الشعوب الجائعة للتنمية والعدالة الاجتماعية، وكلما كانت قفزةُ الدولةِ لرأسمالية الدولة العسكرية كالسودان وليبيا والجزائر كلما كان التطور السياسي كارثياً.
الأزماتُ غدت مظاهرَ لطبيعةِ تطوراتِ الرأسماليات المختلفة المتخلفة الشرقية في عالم يزدادُ تطوراً صناعياً وديمقراطياً.
أخذ المحور الفاشي العسكري في المشرق يظهرُ مع تفاقم هذه الأزمة في الرأسماليات العسكرية الكبرى وهي روسيا وإيران وسوريا، التي توحدتْ في العجز عن إعادة المشروع الوطني الديمقراطي بين القومية السائدة وبقية القوميات، بين الطبقات الحاكمة البيروقراطية العسكرية وبين الشعوب، بين الطائفة المهيمنة عبر قياداتها المتنفذة وبين الطوائف الأخرى المُبعَّدة عن السلطات والفرص الاقتصادية.
في كلِ بلدٍ ستأخذُ الأزمةُ شكلَها من مستوى تطور البلد، وقد غدت إيران هي بؤرةُ الأزمة، وتجلى فيها الشكلُ الفاشي البارز الصارخ، بعد معاركٍ ضارية بين الجمهور والنخب الليبرالية الدينية وبين الحرس الثوري، حيث برز الأخيرُ كذروةٍ لهذا التصعيد وجسّدَ سمات الفاشية المتغلبة.
ولهذا فإن الأزمةَ الإيرانية قد تحولتْ إلى أزمةِ منطقة، ففي ظلِ انهيار المنظومات (الاشتراكية) التي كانت رابطةَ تجمعٍ واسعةٍ لرأسمالياتِ الدول التنموية الوطنية، ولكن نظراً لفقدانها الديمقراطية ولكون التنمية غدت مُحتضنةً من قبل المؤسساتِ العسكرية السياسية، فإن التأثيرات الفاشية الإيرانية تغلغلتْ فيها وغدا الحلُ الإيراني الشمولي مطروحاً داخلها، على شكلِ سحق الجماعات المعارضة.
هنا نجدُ التداخلات المعقدةَ للتطور بين دول ذات مسيرات تاريخية مختلفة، فقد كانت سوريا مركزاً للمعارضات العربية ذات البرامج الوطنية الديمقراطية، لكن التأثيرات الإيرانية السورية راحت تتغلغلُ فيها، بسببِ العمل داخل سوريا لسنوات طويلة. ففيما كانت بعضُ دول الخليج تتجه إلى التحول الليبرالي الديمقراطي كانت بعضُ التنظيمات المنتمية إليها تحملُ جراثيمَ التأثير الثنائي الإيراني السوري، وتابعهما حزب الله، وفي الخلف نجدُ الجذورَ الروسية الشمولية، وتنقلهُ إلى هذه الدول العربية الخليجية، فترتبكُ بين المشروع الإيراني المستورد وبين المشروع الوطني الديمقراطي المنتجِ داخلياً.
أي أن قوى اليسار العربي في المنطقة شهدتْ تحللاً فكرياً سياسياً طويلاً، تمثلَّ في تغلغلِ الكياناتِ الطائفيةِ الجماهيرية فيها، وعجز الوعي السياسي السطحي عن التطور خلال عقودٍ واستسلامه لضرباتِ القوى الطائفية وشرخ تنظيماته ونقاباته ومؤسساته الاجتماعية وعجزه عن فائدة شعوبه.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطنيون لا طائفيين
- تكوينُ برجوازيةٍ هجينة
- العمال والطائفية.. اختطاف العمال
- العمالُ والطائفية وتخاذلُ التحديثيين
- العمال والطائفية: وحدةُ المصنع
- العمال والطائفية: ظرف عام
- العمالُ والطائفية: إبعاد التحديثيين
- العمالُ والطائفيةُ: أثرُ القومية
- إسحاق الشيخ يعقوب وحلمُ شعبٍ (1-2)
- علاءُ الديب والمحارةُ المضيئة (2-2)
- الإخوان السوريون والاحتيالُ باسمِ الإسلام
- الدين والثقافة
- علاءُ الديب والمحارةُ المضيئة (1-2)
- عزيز السيد جاسم (3-3)
- عزيزُ السيد جاسم (2-3)
- عزيز السيد جاسم (1-3)
- المشرقُ العربي الإسلامي في مهبِّ العاصفة
- البناءُ التحتي القبلي العابرُ للتاريخ
- معسكرانِ متخلفانِ
- مرحلةُ دخولِ الأريافِ في الديمقراطية


المزيد.....




- استجاب لنداء بالقرب من مكان تواجده.. شاهد كيف أنقذ ضابط شخصً ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: المعركة الخفية.. ملء فراغ السلطة في ...
- زاخاروفا تنشر رسائل روزفلت عن النصر في الحرب العالمية الثاني ...
- إيران تندد باستمرار العقوبات الأمريكية -غير القانونية- وتشكك ...
- تعرض سفينة تحمل ناشطين ومساعدات إلى غزة لهجوم قبالة مالطا
- ما رسائل حكومة لبنان لحزب الله وحماس؟
- أمين عام -الناتو- يقترح على الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي لض ...
- السفارة الروسية لدى إيران تفتتح حديقة تذكارية تكريما لضحايا ...
- مصر.. القبض على -رورو البلد- بتهمة نشر الفسق والفجور
- الجيش الروسي يدمر معقلا للقوات الأوكرانية في مقاطعة سومي (في ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - جذورٌ أبعد للطائفيات السياسية