أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ديمقراطيةٌ متدرجةٌ في الخليج














المزيد.....

ديمقراطيةٌ متدرجةٌ في الخليج


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طبيعةُ التكوينات الاجتماعية السياسية للشرقيين الشموليين متشابهة، معتمدةٌ على البناءات التاريخية الطويلة، حيث الدول الاستبدادية ذات القرون، وكذلك على أنماط القبائل والأسر والتوجهات الفكرية الاجتماعية التقليدية.
هذه التكوينات تنعكس بدورها على الجماعات السياسية، وحتى في الزمن الراهن لم تستطع هذه الجماعات أن تتخلص من دمغة العصور السابقة، فهي غير قادرة على صنع الديمقراطية بل تتصارع لسد الطريق أمامها في أغلب الأحيان.
في تكوين الحزب السري حيث يقال بوجود المركزية الديمقراطية، لا توجد عملياً سوى المركزية، بدعاوى السرية والعمل المتخفي، والسنوات هي التي تصبغ بطابعها هذه الجماعات، حيث القيادات تهيمن وتنأى وتفرض أنماطاً من الوجود، ولهذا حين تستولي على السلطة تفرض نفس النمط الشمولي الذي عاشته طويلاً، حيث لا مؤتمرات حزبية مستمرة ديمقراطية، ولا كتلً متصارعة بعمق، ولا تحولات في النظرية السياسية تعكس الثراء النضالي المتنوع للجماعة ولا فكر متنام، ولهذا لم تشهد دول الشرق تجارب ديمقراطية إلا بشكل استثنائي.
إن الدول والقبائل تعيش نفس الحالات بأشكال أخرى. فحين تستولي القبائل على الدول تتغير طبيعة القبائل وتظهر مستوياتٌ مختلفة متضادة فيها، فمن هو قريب من بؤرة السلطة هو غير من ابتعد عنها، وتقوم الافخاذ المنفصلة بخلق معارضات مختلفة وتكوين قبائل جديدة حتى تستولي بدورها على السلطة وتقوم بالمثل، ومن هنا كانت دورات التواريخ الشرقية دائرية، ليس فيها تراكمات نحو الأعلى باستمرار، فهي تحلق فترة ثم تتهاوى فترات طويلة.
اللجان المركزية والمكاتب السياسية العربية والأجهزة العامة تحولت لأفرع للأسر أو لقوى مذهبية، وهكذا يعيد الشرقيون المحافظون إعادة إنتاج قبائلهم وطوائفهم في الأشكال الحديثة ويفرغونها من مضامينها.
تكوينات الشرق المحافظة في التنظيمات السياسية والدول والأسر والطوائف والمدارس لا تتفق مع الديمقراطية، فالحزب الديمقراطي متجدد الزعامات والبرامج، له أهداف تحولية في البنية الاقتصادية الاجتماعية، عبر رؤية خاصة، وتتشكل أجهزة الدولة القائدة معه وهو أمرٌ لا يحدث إلا حين تظهر شروط موضوعية للديمقراطية: إنتاج رأسمالي متطور، وطبقة وسطى كبيرة، وطبقة عاملة وطنية حديثة، وثقافة متنورة منتشرة، وهي شروط لا تتوافر في العالم العربي الإسلامي جملة وتفصيلاً.
والعديد من بلدان الغرب كونت عمليات الانتقال في السلطة بعد قرون من الصراعات والحروب، ولكن في أغلب الشرق وخاصة الشرق العربي الإسلامي الأمر مناقض تماماً، فالقوى التي تقول انها تريد الديمقراطية تصنع الاستبداد.
لقد دخلنا في مأزق تاريخي عسير، ولهذا فإن المبالغات في الشروط الديمقراطية النقية تماماً، هي مزايداتٌ في غالب الأحيان، خاصة في دول مثل دول الخليج العربية ذات تركيبة محافظة قديمة متجذرة، وثروة مالية كبيرة، ولهذا فإن الانتقالات الراهنة حتى البسيطة منها في مقاربة الديمقراطية مهمة والحفاظ عليها ضرورة ونقد الجوانب السلبية الحادة في الحياة السياسية الاقتصادية ضرورة كذلك، ومن هنا أهمية عدم تأييد برامج القوى المغامرة التي هي أصلاً معادية للديمقراطية في تنظيماتها وأفكارها وفي آرائها الطائفية المحافظة وفي علاقاتها الاجتماعية بين السكان.
الناس تحتاج إلى حلول عاجلة في قضايا الأجور وأسعار السلع الفوضوية والإسكان المتجمد وأسر الفقر المتزايدة والزحام المروري الخانق وكثافة مدن معينة تتأزمُ يوماً بعد يوم، وعمالة أجنبية فقيرة سائبة وغيرها من القضايا الملحة، التي تتطلب من المسئولين والسياسيين والبرلمانيين التفرغ لها وليس للمماحكات السياسية التي لا تتوقف.
عدم وجود الشروط الموضوعية والذاتية للديمقراطية لا تعني عدم التوجه إليها، ولكن بشرط أن تعترف مختلف القوى بقصورها فيها، وأن لا تصير المماحكة فيها هي بقصد خلق الفوضى وجعل المجتمع خندقين طائفيين، وما هو متاح من التطور هو ضرورة لكي تقوم القوى السياسية كلها بتغيير هياكلها الدكتاتورية ولحدوث تراكم تدريجي نحو الديمقراطية بهذا التخلص الشامل من الهيمنات التاريخية التي تحتاج إلى عقود من التحول.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورةٌ تقودُها البرجوازيةُ الصغيرة (2-2)
- ثورةٌ تقودُها البرجوازية الصغيرة (1-2)
- العمال والنقابات والطائفية
- الديمقراطيةُ أو الفاشيةُ
- إيران و مخاطر تجربة ألمانيا الهتلرية
- نضالٌ ديمقراطي مشتركٌ
- صراعُ الطائفيين في سوريا: الخاتمةُ المروعةُ
- اليسارُ والطائفيةُ (2-2)
- اليسارُ والطائفيةُ(1-2)
- الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- جذورٌ أبعد للطائفيات السياسية
- وطنيون لا طائفيين
- تكوينُ برجوازيةٍ هجينة
- العمال والطائفية.. اختطاف العمال
- العمالُ والطائفية وتخاذلُ التحديثيين
- العمال والطائفية: وحدةُ المصنع
- العمال والطائفية: ظرف عام
- العمالُ والطائفية: إبعاد التحديثيين
- العمالُ والطائفيةُ: أثرُ القومية
- إسحاق الشيخ يعقوب وحلمُ شعبٍ (1-2)


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ديمقراطيةٌ متدرجةٌ في الخليج