أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعُ الطائفيين في سوريا: الخاتمةُ المروعةُ














المزيد.....

صراعُ الطائفيين في سوريا: الخاتمةُ المروعةُ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 07:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قام تكوينُ الفئات الوسطى المستولية على الحكم بعد الاستعمار في سوريا على المُلكيات الزراعية والتجارية وبعض الصناعات الخفيفة، فيما كانت الثقافة السياسية وهي الإيديولوجيا تعتمدُ على النقل من الخارج عبر الفاشية والشيوعية، ومن النقل من الماضي عبر الطائفيين المُؤدلجين للإسلام لفئاتهم الغنية الصاعدة.
كانت هذه الفئات تمثل أصحاب المُلكية، وكانت في الزمان الاستعماري الفرنسي متقاربة، بخلاف الملاك الكبار الزراعيين خاصة، فأنشأ الاستعمار الفرنسي ليبراليةً لم يستطع الحكم الوطني المستقل أن يطورها.
في زمن الحكم الوطني دب النزاعُ بينها وعبرت الانقلابات عن الرغبات السياسية العميقة المستعجلة في حكم شمولي يختصرُ النزاعات ويقفز بها للتقدم.
كل هذه الفئات شكلت مشروعات التعجيل والقفز بالناس نحو الجنان التي تستطيع وحدها خلقها، دون الأخريات، فوحدها تملك مفاتيحَ الجنة، ووصفات الاختزال والحرق التاريخي في فرن البشر الذي تعده.
فاشيةٌ بعثيةٌ تقوم عبر العسكر، شيوعيةٌ عبر دكتاتورية البروليتاريا تصنع قفزة روسيا، إخوانيةٌ مرتدةٌ لعصر الطوائف المتقاتلة المتخلفة.
قامتْ كلُ هذه الفئات مماثلةً للفئات العربية الأخرى، على عدم الصبر واللاعقلانية والطائفية، فهي لا تقرأ الواقعَ قراءة موضوعية، ولا تدركُ قوانينَه وتسيطر اقتصادياً وسياسياً عليها.
ولهذا فإن الطائفية الاستبدادية العلوية الارستقراطية التي هيمنت على رأسمالية الدولة راحت تنخرُ مضامينَ البعث والاشتراكية والجبهة الوطنية، فالفصيلُ العسكري القائد مثّلَ البداوة والقَبلية العسكرية العربية التي هي المهيمنةُ على الحكم في العالم العربي الإسلامي خلال قرون، لكنها هنا جاءتْ عبر الجيش الذي يُفترض إنه وطني، لكنه لم يعد كذلك في فصائله المسيطرة، وحين حولتْ هذه الفئاتُ أداةَ الدولةِ لبنك يخضلا الفوائدَ في حسابها، لم يكن بإمكانها أن تصنعَ برجوازيةً حداثية وطنية وهي مشروعها الأولي فتقودُ المجتمع نحو بُنيةِ حريةٍ اقتصادية وسياسية.
عدمُ القدرةِ للسير نحو رأسماليةٍ ديمقراطية حرة تقودُ إلى العودة للوراء، إلى العودة للإقطاع.
عدمُ القدرةِ على تصعيد الديمقراطية والعقلانية والعلمانية تقود إلى الارتداد للقبلية والطائفية والجنون السياسي.
هذا يؤدي إلى الانهيار الداخلي لمؤسساتِ الحكم عبر تصاعدِ الهيمنة الفئوية والفساد وثقافة الدفاع عن الوضع الراهن المتردي، وتحويل الإيديولوجيات البعثية والماركسية والقومية إلى حراسٍ للصوص، بدلاً من دورها كأدواتِ تحليل عقلانية للأخطاء ومظاهر الفساد ولغياب الديمقراطية والخطط الاقتصادية الوطنية العادلة.
ولم تختلف المعارضةُ الطائفية الممثلةُ في الإخوان عن جوهر هذه الإيديولوجيات لكنها تنامت بشكل معاكس، فهي ذاتها صيغةٌ طائفية للارستقراطية القديمة في العالم الإسلامي التي شكلتْ الطوائفَ وتخلفها وصراعاتها وعجزتْ عن التوحيد وصنع تنمية شاملة للعرب والمسلمين والمواطنين.
إن الصراعَ مع العلوية من خلال المذهبية السنية هو خرابٌ للمذهبين، هو تمزيقٌ للخريطة الوطنية عبر توسيعِ الكراهية بين المسلمين، وتراكمُ الأحقادِ يكَّونُ العنفَ ثقافةً لفظية ثم يحولها لعنفٍ مدمر.
عدم تعاون التحديثيين من مختلف التوجهات لتصعيد مجتمع الوطنية الديمقراطية، وانقسامهم بين هذا الطرف الحكومي وذاك المعارض، جعلهم قوى صغيرة ذائبة بين القوى العتيقة المتصادمة في مشروع حرق سوريا.
إن عدمَ إلقاءِ في سلةِ المهملات مشروعاتَ الخيالِ الحارق في الاشتراكية ودولة الإسلام الطائفية ودولة القومية العربية ذات الرسالة الكلية، وعدم التقدم نحو الدولة الحديثة الديمقراطية العلمانية الوطنية، يُعطي مثل هذه النتائجَ الكارثية المرئية للشعب السوري من قبل قياداته المختلفة.
إن التكالب على الفُتات اليومي والكراسي من قبل فئاتِ الحكم والمعارضة لم يَقُد إلا لحرقِ الشعب الذي انقسم وأيَّد هذا الفريق أو ذاك وصارت مدنُهُ محطمةً وبيوته مهدمةً وهو في الذبح اليومي وفي العراء الشتائي والغربة.
إنه مثالٌ لبقية المجانين السياسيين في العالم العربي والإسلامي إنه يكفي بعد كل هذه القرون المتاجرةَ بالأديانِ والأوطانِ والإنسان، فلم يؤد هذا التطاحن على الأسلاب سوى الخسارة الكارثية للجميع.
فليُقرأ مستقبلَ سوريا من هذا الانعطاف وليس من حماماتِ الدم ورؤى التخلف والاستبداد.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسارُ والطائفيةُ (2-2)
- اليسارُ والطائفيةُ(1-2)
- الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- جذورٌ أبعد للطائفيات السياسية
- وطنيون لا طائفيين
- تكوينُ برجوازيةٍ هجينة
- العمال والطائفية.. اختطاف العمال
- العمالُ والطائفية وتخاذلُ التحديثيين
- العمال والطائفية: وحدةُ المصنع
- العمال والطائفية: ظرف عام
- العمالُ والطائفية: إبعاد التحديثيين
- العمالُ والطائفيةُ: أثرُ القومية
- إسحاق الشيخ يعقوب وحلمُ شعبٍ (1-2)
- علاءُ الديب والمحارةُ المضيئة (2-2)
- الإخوان السوريون والاحتيالُ باسمِ الإسلام
- الدين والثقافة
- علاءُ الديب والمحارةُ المضيئة (1-2)
- عزيز السيد جاسم (3-3)
- عزيزُ السيد جاسم (2-3)
- عزيز السيد جاسم (1-3)


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعُ الطائفيين في سوريا: الخاتمةُ المروعةُ