أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالله خليفة - شكري بلعيد.. اغتيالٌ يكشفُ أزمة (2-2)














المزيد.....

شكري بلعيد.. اغتيالٌ يكشفُ أزمة (2-2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



العصبيةُ السياسيةُ الاجتماعية التي تناولتْ بها مجموعاتُ البرجوازية الصغيرة السياسية التونسية لوضع جهاز الدولة، القضية المركزية في أي ثورة، تتالتْ نتائجُها الوخيمةُ على السلطة الجديدة فكان اغتيال شكري بلعيد هو أحدُ نتائجها المفجعة.
يصعب أن ترثَ هذه المجموعاتُ أي سلطة بشكلٍ عقلاني، فهي لا تمثلُ طبقةً، وفي ذات الوقت تقومُ بهدمِ الطبقة الحاكمة السابقة من دون أن تطورها وتغيرها، ولكن الطبقةَ السائدة لا تزولُ بقراراتٍ سياسية فهي وجودٌ طبقي اقتصادي اجتماعي متجذر في الأجهزة الحكومية والشركات العامة والخاصة.
طبيعةُ حراكِ شكري بلعيد ترينا كيفيةَ هذا العمل السياسي الطفولي، فهو الذي دافع عن الفوضويين العنفيين الطائفيين في المحاكمات، يعملُ في حزب ماركسي لينيني قومي، أي يعملُ في كيانٍ سياسي فضفاض، في حين أن العصرَ الثوري الديمقراطي تجاوزه، فهذه الأيديولوجيا تمثلُ فوضوية البرجوازية الصغيرة اليسارية وقفزها للسلطة وعدم فهمها لقوانين الصراع الطبقي.
ويتجسد ذلك هنا في الصراع ضد فئةِ البرجوازية الصغيرة الطائفيةِ المؤدلجة للإسلام إقطاعياً وهي جماعةُ النهضة، المتماثلةُ في الهوية الاجتماعية مع شكري بلعيد، المغايرةُ له في الفكرة السياسية، وتشترك الجماعتان في خرق فهم قوانين التطور، على مستويي التراث والعصر، وكل منهما تتصور بأن بإمكانها أن تؤسسَ سلطةً وهي لا تستندُ على طبقة تمثل علاقات إنتاج. ومن هنا فلا بد لها من الدكتاتورية لكي ترثَ رأسَ المال وتكبرَ من فئة صغيرة لطبقة. هذه تكررُ تجاربَ الشرق (الاشتراكي) الشمولي التي وصلت إلى النهاية.
فقام بلعيد بتأجيج الاضرابات والمحاكمات ضد جماعة النهضة، لضربِ سيطرتها المتنامية على المجتمع ولكن في خضم تصاعد الأزمة الاقتصادية الواسعة في المجتمع التونسي.
فقد عرفت تونس بعد الثورة ما يقارب الثمانية وعشرين ألفاً من الحركات الاحتجاجية والاضرابات وغلق الطرق والانتحارات!
وقام بلعيد بتحريك بعض قطاعات العمال من أجل جعلها رافعةً لضرب هيمنة حزب النهضة والترويكا الثلاثية الحاكمة.
فثمة شدٌّ طائفي يميني شمولي متصاعد يقابله شدٌّ يساري متطرف من جهة أخرى، والجمهورُ الكادحُ هو أدوات لهذا الصراع، وتدخل على الخط الطبقةُ السائدةُ والمعارضة الطائفية الأشد تطرفاً وتضيعُ أدواتُ الصراع العقلاني المتجهة لتنفيذ أهداف اجتماعية واقتصادية وطنية مشتركة.
هذه الصراعاتُ الحزبيةُ بين النخبِ على الحكم وغياب إدارة طبقة أو تحالف طبقي عقلاني إصلاحي متماسك أدت إلى ظروفٍ بالغة القسوة على السكان:
فقد استمرت نسبةُ البطالة المرتفعة 18% (ثماني عشرة بالمائة)بين سنتي 2011 و2012، وارتفعت نسبةُ الفقر إلى 24,7% (أربعة وعشرين وسبعة من عشرة في المائة)، وتدهورت الطاقةُ الشرائية للمواطنين مع ارتفاع الأسعار وتدهور السياحة.
الفئتان الكبيرتان المتصارعتان على السلطة جرّتا بقية فئات المجتمع إلى حومة هذا الصراع، ولم تكن الترويكا الحاكمة من أحزابٍ ثلاثة تمثل الجبهة الوطنية المعبرة عن تحالف البرجوازية والعمال وهو التحالف الاجتماعي السياسي الوحيد الذي يُخرج هذه الأحزاب من رؤاها غير التاريخية وغير الاجتماعية، ومن الشمولية، ويقاربها بنموذج الغرب الديمقراطي العلماني العقلاني النموذج الوحيد القابل للحياة.
تتطلب تونس ليس الصراع بين الطبقة الحاكمة السابقة والحالية الصاعدة بدون نجاح وعبر فوضى سياسية واجتماعية، بل تعاون القوتين لتكوين طبقة حاكمة جديدة ذات علاقة وثيقة بالعاملين.
فيما يمثل صراع النهضة وجماعة شكري بلعيد صراع التناقض الحاد بين المتطرفين في البرجوازية الصغيرة، فأحدها تمثل دكتاتورية الفئات الوسطى المحافظة للحفاظ على الإقطاع السياسي الاجتماعي، والثانية تمثل قفزة في الفراغ ودكتاتورية للفئات الوسطى لقيام دكتاتورية حكومية باسم الاشتراكية.
تصاعد الصراع بين هذين القطبين استغلته القوى المتربصة بالتطور الديمقراطي واستقلال تونس وقامت بتفجيره عبر اغتيال شكري بلعيد، من أجل أن ينزلق البلد ككل في حرب أهلية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكري بلعيد اغتيالٌ يكشفُ أزمة (1-2)
- تركي الحمد والقراءةُ التقليديةُ
- مرحلةٌ جديدةٌ من التغيير
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (2- 2)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (1-2)
- التوصيفُ الطبيعي للربيع العربي
- تسريحُ العمالِ ومسئوليةُ الانتهازيين السياسيين
- أسباب تمكن الحركات الطائفية من الاختراق
- تصادمُ المذاهبِ المُسيّسة
- مشكلاتُ عمالِ الريف
- ثورةٌ مع مَن وضد مَن؟
- الجمهوريةُ والمَلكيةُ عربياً
- الأشكالُ السياسيةُ والتطور الصناعي
- الجمهورية والرأسمالية
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعب (4-4)
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعبٍ (3)
- ديمقراطيةٌ متدرجةٌ في الخليج
- ثورةٌ تقودُها البرجوازيةُ الصغيرة (2-2)
- ثورةٌ تقودُها البرجوازية الصغيرة (1-2)
- العمال والنقابات والطائفية


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالله خليفة - شكري بلعيد.. اغتيالٌ يكشفُ أزمة (2-2)