أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - في نهاية العام الثاني للثورة...ما العمل؟ أيضاً















المزيد.....

في نهاية العام الثاني للثورة...ما العمل؟ أيضاً


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صعبٌ أن يكون المرء محايداً في تحليل ما يمس كيانه و مصيره بحالة وجودية, حيث تكون في معادلة: تكون أو لا تكون, فمستحيل على الجراح أن يجري عملية لابنه أو زوجته فعنصر الحياد الايجابي غير متوفر هنا. غير منطقي أن تكون حكماً نزيهاً في مباراة تحدد مستقبل من تحب.
في الأزمة السورية الحالية, صعب أن تتجرد من رغباتك و تكون حيادياً في تحليل التاريخ و الحاضر و تصل إلى استقراء مجرد للمستقبل.
النقد دائماً يسعف المتهورين إذا انزاحوا عن الطريق, طبعاً إذا قبلوا به, لذلك كان في العالم المتحضر, سلطة و معارضة تحميهما الدساتير و القوانين و الأعراف. فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة و هي العبارة الشهيرة التي قاسى من تبعاتها الشعب السوري منذ قيام الحزب القائد و القائد الملهم و الخالد و القيادة الحكيمة, و مازال السوريون يدفعون فاتورة صمتهم الأول أو خنوعهم الأول.
لا يختلف عاقل, حتى و لو كان موالياً للنظام, على أن أساس العلة في طبيعة هذا النظام و تركيبته و بنيته و أن الجميع كان يريد الإصلاح و لم يكن يريد الإسقاط, لكن العاقل و العارف بأن الدكتاتوريات المطلقة لا تتنازل و إنما تزال غالباً بالحديد و النار و الدم, و طبعاً للأسف الشديد.
قبل سنة و مع اقتراب الثورة من عامها الأول, كتبت مقالة عن ضرورة القيام بعملية جرد و حساب و استخلاص العبر و رسم الاستراتيجية التي تصل بسورية إلى بر الأمان حيث الحرية و الديمقراطية و المدنية و التعددية, و لكن هل دعت المعارضات الصغيرة و المتشرزمة نفسها ليوم واحد من التفكير و النقد و المراجعة أم إزدادت تشرزماً و غوصاً في مستنقعات الشهرة و الوصولية و الارتهان حيناً و التخبط و العجز و الندب أحياناً, مع احترامي للمخلصين من معارضينا, حيث أدعو و سأدعو دائماً إلى المحاسبة و القصاص من المتسلقين و اللصوص الجدد و المتآمرين على الدم السوري من المعارضة بنفس كفة ميزان العدل التي ستحاكم القتلة من النظام الخائن.

ما العمل؟ و دائماً ما العمل؟
لتكن البداية من الداخل السوري الذي يستمر بثورته غير آبه بما يحدث خارج حدود الوطن, كثيراً. لقد حقق إنجازات عظيمة و هامة على الجميع التركيز عليها و دعمها, لكن عليه مهمات كبيرة و عظيمة منها:
- إيجاد مصادر السلاح و قد استطاع تأمين معظمها من مخازن السلاح للجيش النظامي, بعد تجفيف مصادر تسليحه من الخارج ضمن الاتفاقات الدولية التي تعمل على وأد الثورة السورية التي ستحدث اختلالاً اساسياً في موازين القوى الدولية في المنطقة.
- السعي الدائم لتوحيد القوى العسكرية على الأرض لأن استمرار تفرقها سيطيل من عمر النظام و سيكلف الكثير.
- التعامل مع القوى الدينية المتشكلة التي لا تتقاطع مع أهداف الثورة و لكنها تقف في نفس الخندق حتى هذه اللحظة.
- إيجاد مصادر العيش للمقاتليين و المدنيين المتضررين من بطش و عنف آلة النظام العسكرية الاستعمارية.
- الحفاظ على الحاضنة الشعبية للمقاومة المسلحة و على النسيج الوطني السوري في ظل آلة إعلامية عربية و غربية و محلية تفقد الهوية الحقيقية للعمل العسكري الوطني و تركز بكل خبث على التشكيلات العسكرية المتطرفة المشكوك بانتمائها للثورة أصلاً.

في الخارج السوري, حيث يتخبط في تشكيلاته و أجنداته و أهدافه و لكن لنبني على ما وصلنا إليه حتى اليوم رغم تواضعه و تخاذله:
صار من الهام و الضروري على المعارضات السورية في الخارج أن تنقسم إلى قسمين:
1- قسم من المعارضات ينتقل للعمل داخل سورية و في المناطق المحررة و مع كافة قوى الحراك العسكري و المدني و مع القوى السياسية التي ظلت تعمل منذ قيام الثورة و لم تغادر. هذا القسم من المعارضين سيعملون مع الناس و مع المقاتلين و في كل الظروف و هؤلاء هم من سيحررون الوطن و سيدخلون قصور الحكم فيها لأنهم الأجدر مع يعمل معهم على الأرض ليشكلوا أول حكومة انتقالية سورية بعد التحرير.
2- القسم الآخر من المعارضين يعمل خارج سورية و يكون تحت قيادة المعارضين في الداخل مهمتهم دعم الثورة سياسياً و مالياً و إعلامياً و لا يحق لأحد منهم تولي أي منصب قيادي في الحكومة الانتقالية بعد التحرير.

الأهم و الأكثر حاجة, الدعوة لتشكيل وفد التفاوض مع النظام على قاعدة أن هذا النظام قوة احتلال و الهدف هو تحقيق رحيل كامل للنظام بكل أشكاله و تبعاته. يكون الوفد عبارة عن سوريين يمثلون الداخل و الخارج من العقلاء و الخبراء في السياسة و في علم التفاوض و يمتلكون الحنكة و القدرات العلمية و الأكاديمية و لهم من الاحترام و الشعبية الرصيد الأكبر بين السوريين و أن يكونوا مع الثورة و أهدافها الأسياسية في الحرية و الكرامة و الديمقراطية و لهم اتصالات و قنوات مباشرة و شفافة مع العاملين على الأرض.
يهدف هذا الوفد إلى عدة أهداف:
- الإصرار على أن القضية السورية هي أولاً و أخيراً للسوريين وهم من سيفرضون حلولهم الوطنية و ليست إملاءات الدول مهما كان وزنها و تدخلاتها.
- خلق و تشكيل ثنائية وطنية بين الداخل و الخارج للعمل السياسي و تأمين غطاء للعمل العسكري و تسويق الحدث السوري للداخل السوري و للعالم على أنه ثورة إنسانية حضارية حقيقية سيكون اللبنة الأساسية في مشروع تحرير الوطن و إعادة بنائه من جديد على أسس الحرية و الكرامة و العدل. الأسس التي نادى بها أول شهداء الثورة في قيام دولة مدنية ديمقراطية تعددية لكل السوريين.
- إدخال النظام في بوتقة التفاوض و التنازلات في ظل استمرار الثورة بكل أشكالها المدنية و العسكرية و محاولة تفتيت بنيته الصلبة التي تقاتل و تقتل بسبب انغماسها بالدم السوري فالقاتل لا تهمه عدد ضحاياه إذا كان عقابه في النهاية هو الإعدام.
- إيجاد فسحة للجرز من الهرب و عدم محاصرته في زاوية طالما أنه يمتلك المخالب و الأنياب بمعنى قدرته على الإيذاء حيث السوريون هم من يصيبهم هذا الأذى بشكل مباشر.
- إحراج النظام الذي يتذرع بعدم وجود شريك مفاوض و مفكرين باسم الثورة, أمام المجتمع الدولي. مع اعتقادي بأن النظام سيقبل التفاوض ظناً منه أنه محترف مماطلة و تلاعب بالكلمات و التفسيرات و له باع طويل في الاحتيال.
- تقديم جرعة أمل جديدة و مساندة للشعب السوري الثائر و الذي يتحمل القتل و الاعتقال و التهجير و لو بالحصول على ممرات آمنة للمساعدات أو إطلاق سراح معتقليه مقابل معتقليين للنظام أي دعم الحاضنة الشعبية للثورة السورية بأن هناك صراع سياسي مرافق للصراع العسكري و هذا من أهم عناصر نجاح الثورات.

إن الثورة السورية مستمرة و متألقة و لكن هناك كبوات و صحوات و في ظل استدامة المعاناة السورية و عدم حسمها حتى هذه اللحظة, رغم الإيمان الراسخ بحتمية انتصارها فإن كل قطرة دم سورية , تستأهل محاولة وقف سفكها كما هي محاولة وقف عذاب معتقل أو جريح أو مهجر كما هي محاولة إيصال رغيف لجائع أو وقود دفء لبردان.
على مبدأ أن الثورة مستمرة بالعمل العسكري و المدني داخل الوطن فمن المهم لجميع السوريين دعم و مساندة وفد للتفاوض السياسي بضمانات دولية (و إن صعب تحقيق إجماع على ذلك) و لكن يترافق ذلك مع عمل سياسي يقر بأن استمرار عمل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة و الثورة و المجلس الوطني و هيئة التنسيق و كل التشكيلات السياسية الأخرى هو صحي و مطلوب أيضاً.
التفاوض سيكون عملاً شاقاً و طويلاً و يحتاج لمتمرسين و صابرين فنتائج التفاوض قد تصل لتحقيق أهداف الثورة بكلف أقل مما ندفعه اليوم و لكنها قد تكون مقتل أو رصاصة في قلب الثورة إذا لم تكن بمستوى تضحيات الوطن و بمستوى خداع النظام, طبعاً إلا إذا كانت هناك تحولات مفصلية على الأرض أو في النظرة الدولية للمشهد السوري.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الممكن, في الوصول لأهداف الثورة
- كم كنت وحدك؟
- السوريون الأحرار ضمانة لأهداف الثورة
- الثورة السورية اليتيمة بين حصارها و عنادها
- لدينا خادمات سوريات..
- العيد يأتي قريباً
- لافروف و عودة الابن الضال
- طلاب الولاية لا يولون
- بين خبزنا و دمنا, رسائل
- الانتلجنسيا السورية و سراب الحل السياسي
- سيناريو وطني يوم تحرير الوطن
- أين ذهبت أموال الإغاثة و التبرعات؟؟
- إلى ما قبل قبل العصور الحجرية
- الأكراد السوريون..سوريون أكراد
- ثلاثة مشاهد في اسبوع واحد
- لماذا جرمانا؟
- قصة من مطار مرج السلطان
- سورية الجديدة تحت المظلة الديمقراطية
- نكسة أم انتكاسة؟
- الائتلاف الوطني السوري. ما العمل؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - في نهاية العام الثاني للثورة...ما العمل؟ أيضاً