أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - رسالة إلى الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الجديد في بريطانيا العظمى















المزيد.....

رسالة إلى الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الجديد في بريطانيا العظمى


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 19:42
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


رسالة إلى الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الجديد في بريطانيا العظمى،
يرجى من الرفاق قبول تحياتي البولشفية،

ما أود طرحه لعنايتكم الكريمة هو انهيار النظام الرأسمالي العالمي في سبعينيات القرن المنصرم. إن أي بحث علمي ماركسي من شأنه، كما أعتقد، أن يصل إلى هذه الحقيقة التي ستؤشر دون شك إلى نقطة البداية لعمل شيوعي مختلف ولنضال ضد عدو مختلف أيضاً.

خير ما نبدأ به هذا البحث عظيم الأهمية هو السؤال التالي .. ما هي الرأسمالية ؟ والإجابة الماركسية العلمية على هذا السؤال تساعد في هذا المنحى.
خلاصة النظام الرأسمالي هي الإتجار بقوى العمل، أي تحويل قوى العمل أو بلورتها في سلع تجري مبادلتها في السوق بالنقود. ليس هناك من رأسمالية خارج دائرة الإتجار هذه. وهكذا فإن التجارة الرأسمالية (نقد ـ بضاعة ـ نقد) لا بد أن تغني وتثري المركز الرأسمالي أكثر فأكثر كل يوم.

لكننا نرى اليوم أن مراكز الرأسمالية سابقاً تعاني من الشح والعجز في الإنتاج، وهو ما يضطرها إلى استيراد حاجيات شعوبها الحيوية من الخارج كما من الشرق الأقصى. لهذا أخذت مراكز الرأسمالية السابقة ترزح تحت وطأة ديون ثقيلة وخاصة الولايات المتحدة. لا يمكن أن تكون الولايات المتحدة مركزاً رأسمالياً بينما هي مدينة للخارج ب 17.5 ترليون دولاراً ، ودينها العام يزيد على 50 ترليون !؟ كما أنها أيضاً لا تستطيع أن توفر غطاءً لعملتها الوطنية، الدولار، سواء كان ذلك من الذهب أو من الإنتاج القابل للمبادلة، وهو الغطاء الذي هو أول رموز السيادة الوطنية. لقد بات غطاء الدولار الأميركي اليوم هو البضائع الصينية والنفوط العربية. لقد فقدت الولايات المتحدة استقلالها وكان ذلك بسبب أن النظام الرأسمالي توقف عن العمل وتزويد المجتمع باحتياجاته.
هل هناك نمط من الإقتصاد الرأسمالي لا ينتج !؟ الولايات المتحدة فقدت استقلالها منذ أن قرر قادة الدول الرأسمالية الغنية الخمسة في مؤتمر رامبوييه في نوفمبر 1975 استثناء عملاتهم الوطنية من السوق وتثبيت قيمتها بضمانة شفوية من قبل الدول الخمسة. ذلك القرار الذي يعتبر بحق وفق القوانين الأولية في علم الاقتصاد رصاصة الرحمة للرأسمالية على فراش الموت. تثبيت قيمة العملات الصعبة الخمسة يؤدي مباشرة إلى توقف دورة الإنتاج الرأسمالي حيث النقد لا يعود يعادل البضاعة ولا البضاعة تعادل النقد.

منذ السبعينيات والأنظمة السائدة في المراكز التقليدية للنظام الرأسالي هي النظام الاستهلاكي (Consumerism) وليس الرأسمالي. النظام الاستهلاكي هو النظام المغاير تماماً للنظام الرأسمالي ففي الأول يتجاوز الاستهلاك العام الإنتاج العام وأما الثاني فيعمل على قاعدة أن الإنتاج يتجاوز الاستهلاك.
بنية الدولة في النظام الاستهلاكي تختلف تماماً عن بنيتها في النظام الرأسمالي ففي الأول تتشكل الدولة المسماة دولة الرفاه (Welfare State) وظيفتها الرسمية الأولى هي العناية برفاه الشعب خلافاً لبنية الدولة الرأسمالية التي عليها أن تؤمن استمرار استغلال الرأسماليين للبروليتاريا. لذلك بدأت المؤسسات الرأسمالية تضيق بسياسات دولة الرفاه وتهاجر من مراكزها التقليدية إلى البلدان التي كفت أن تكون محيطات. هذه الظاهرة هي التي سماها الاقتصاديون البورجوازيون " العولمة " واعتبروها حياة جديدة للرأسمالية، بينما هي في الحقيقة انحلال البنية الرأسمالية. فبنية نظام الانتاج الرأسمالي المتكامل هي بنية خلوية ذات نواة ومحيط (بروتوبلازم). العولمة التي تجعل العالم مسطحا بلا نواة وبلا محيط هي ما يحول الخلية الرأسمالية الحية إلى خلية ميتة.

النظام الرأسمالي في الخمسينيات كان يسمح بانتاج خدمات ما نسبتها 30 ـ 40% من مجمل الإنتاج الوطني أما اليوم وفي النظام الاستهلاكي فإنتاج الخدمات يصل إلى 75% في بريطانيا وفي الولايات المتحدة 80%. الخدمات وبكل وسائل إنتاجها تتم بقوى فردية وبتقسيم تام للعمل. إنها ليست إنتاجاً رأسمالياً على الإطلاق، ولا تستبطن فائضاً للقيمة. وعليه لا يجوز اعتبار الولايات المتحدة الأميركية أو بريطانيا من المراكز الرأسمالياً الإمبريالية. يأبى ممتهنو العمل السياسي أن يدركوا هذه الحقيقة.

مشروع لينين بتفجير الثورة الاشتراكية العالمية في مارس 1919 استهدف تفكيك الرأسمالية العالمية كخطوة إعدادية لا بد منها من أجل العبور إلى الاشتراكية. مشروع لينين بقيادة ستالين استطاع أن يفكك الرأسمالية العالمية في السبعينيات بعد أن خسرت مراكز الرأسمالية العالمية كل محيطاتها نتيجة لثورة التحرر الوطني 1946 ـ 1972. غير أن العالم لم يتقدم إلى الاشتراكية كما في المشروع اللينيني بل تراجع للخلف وكان ذلك بسبب خيانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي للنهج اللينيني والتي اجتمعت في سبتمبر 1953 لتقرر إلغاء كل أعمال المؤتمر العام التاسع عشر للحزب الدي كان قد انعقد برعاية ستالين في أكتوبر/نوفمبر 1952 بما في ذلك خطة التنمية الخماسية التي قصرت اهتمامها على رفاه البروليتاريا السوفياتية. تم إلغاؤها لصالح إنتاج الأسلحة بأمر من العسكر ـ المؤتمرات العامة تنتخب اللجنة المركزية لتحقق خططها لا لتلغيها. عمل خياني آخر وقع في هذا السياق وهو الانقلاب العسكري الذي دبره خروشتشوف بالتعاون مع وزير دفاعه المارشال جوكوف ضد الحزب في يونيوه 1957 وكان ذلك بسبب سحب المكتب السياسي، وهو السلطة العليا في الدولة، ثقته عن خروشتشوف الذي كان عليه أن يستقيل من منصب الأمين العام للحزب ومن رئاسة مجلس الدولة لكنه بدلاً عن ذلك دبر انقلاباً عسكرياً ليطرد البلاشفة من المكتب السياسي الذين صوتوا ضده وعددهم 6 أعضاء من مجموع 11 عضواً هم عدد أعضاء المكتب بعد رحيل ستالين (اغتياله). ذلك الإنقلاب الخياني أمد في عمر خروشتشوف السياسي كقائد للإتحاد السوفياتي حتى أكتوبر 1964 حين أطاح به انقلاب عسكري آخر بعد أن بدأ يحاول التحرر من قبضة العسكر. أعداء الإشتراكية يعمدون إلى تجاهل السياسات المعادية للإشتراكية التي انتهجها العسكر كفصيل قيادي لطبقة البورجوازية الوضيعة كتبرير لدعواهم بفشل الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي.

تبعاً لهذه الحقائق، الإنكماش الخطير في حجم طبقة البروليتاريا في العالم، وتضاؤل أعداد الأحزاب الشيوعية وقواها، والنهاية المأساوية للثورة الاشتراكية العالمية، وانحلال الاتحاد السوفياتي كقاعدة رئيسية للثورة الاشتراكية العالمية ومنطلقها، فإن العمل الشيوعي لا بدّ أن يتخذ أشكالاً أخرى مختلفة عما سبق. وسيكون الشيوعيون كمن يحرث في البحر إذا ما استمروا يعملون في ظل شعارات العشرينات والخمسينيات من القرن الماضي.

ما أراه اليوم هو أن انهيار النظام الرأسمالي في سبعينيات القرن المنصرم يقوم كمأزق أمام الحركة الشيوعية أو الأحرى كقضية ذات انعكاسات مصيرية يتوجب على طلائع الماركسيين، وهم رواد البشرية المتميزون، أن يسارعوا إلى تناول هذه القضية بالدراسة والبحث المستفيض كيلا تنزل وشيكاً كارثة مرعبة بالإنسانية جمعاء بفعل انهيار مفاجئ للدولار. الولايات المتحدة مطالبة أن تدفع سنوياً ما يزيد على 100 مليار دولار لدول أجنبية كفائدة فقط على ديونها الأجنبية. ومن حين لآخر يضطر الكونجرس إلى الموافقة على مشروع قانون يجيز للإدارة أن تستدين ترليونين أو ثلاثة أخرى كي تخدم ديونها ولا تنتهي إلى دولة مفلسة فينهار الدولار في ساعة ليست بعيدة. لن يستطيع أي شخص مهما كان صاحب خيال مجنح أن يتصور الأهوال التي ستعاني منها البشرية في حالة وقوع الكارثة بالانهيار الكلي للدولار. لن تستطيع البشرية أن تتحمل خسارة 100 ترليون أو أكثر من الدولارات دفعة واحدة وفي يوم واحد. وليس بمقدور أحد غير الماركسيين الثقات أن يقترحوا حلاً معقولا يحول دون وقوع الكارثة المتوقعة في كل يوم أو يخففوا من وطأتها على أقل تقدير.

نحن الشيوعيين البلاشفة بصورة خاصة مطالبون قبل كل الآخرين بأن نهبّ لإنقاذ البشرية من أهوال الكارثة الوشيكة؛ حيث أن البلاشفة السوفيات رفاق ستالين في القيادة لم يكونوا على وعي كاف في الصراع الطبقي داخل المجتمع السوفياتي مما سمح للبورجوازية الوضيعة بقيادة العسكر وتعاون خروتشوف معهم أن يغتصبوا السلطة من دولة دكتاتورية البروليتاريا لتقوم مقامها دولة دكتاتورية العسكر. هذا ما كان قد تم عبر قرارات اللجنة المركزية بقيادة خروشتشوف في سبتمبر 1953 وهو ما سمح لقادة الدول الرأسمالية الخمسة الغنية لتسليم أزمة الحكم في بلادها بعد انهيار الرأسمالية للبورجوازية الوضيعة أيضاً. لئن كان الرأسماليون فيما قبل انهيار الرأسمالية يتعاونون مع البروليتاريا وفق شروط الصراع المعروفة، فالبورجوازية الوضيعة يملؤها الحقد الأعمى على البروليتاريا، تمارس النهب غير المنظم لإنتاج البروليتاريا دون أدنى بديل ذي قيمة وهو ما جعل البروليتاريا تعاف وظيفتها، وتنتقل أعداد كبيرة منها للعمل في الخدمات.

عمان 24/12/2012
فؤاد النمري
(الترجمة لنص الرسالة الانجليزي)



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فائض القيمة الخاص بحسقيل قوجمان
- الرفيق حقي يرفض رفاقتي
- الأسلحة ليست من البضاعة
- تأكيداً لانهيار النظام الرأسمالي ...
- إنهيار النظام الرأسمالي حقيقة لا تحتمل الشك
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (9)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (8)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (7)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (6)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (5)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (4)
- حقيقة الوضع في سوريا
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (3)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (2)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل
- أنصاف الماركسيين ومتثاقفو البورجوازية الوضيعة .. !
- الصهيونية نبتة جذورها الخيانة
- بطلان العمل السياسي
- عَالَمية الثورة الإشتراكية وعِلم الثورة
- لا حرية مع العمل المأجور - بشرى الحرية لنساء العالم -


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - رسالة إلى الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الجديد في بريطانيا العظمى