أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (3)















المزيد.....

الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (3)


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 3860 - 2012 / 9 / 24 - 14:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (3)

أكتب عن صعوبة إنتقال الإنسانية من "النظام" الاجتماعي القائم حالياً في العالم إلى نظام آخر مختلف، عن الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل فلا ألقى إلا الصد والمعارضة. المعارضة ليست من قبل القائلين بانتهاء التاريخ عند حدود الليبرالية واقتصاد السوق وحسب، وما أكثرهم اليوم بالرغم من أن عالم اليوم خالٍ تماما من السياسة الليبرالية الكلاسيكية واقتصاد السوق، ولا ينتظر من هؤلاء البورجوازيين الوضعاء الصرحاء غير المعارضة بالطبع بحجة أن ليس هناك من ممر على الإطلاق وليس ممراً محكم الإغلاق موهوماً بزعمهم؛ بل المعارضة الفجة والغبية تأتي من الشيوعيين سابقاً أيتام خروشتشوف وهم الذين شاركوا في دفع الاشتراكية السوفياتية إلى الإنهيار ولم يتعلموا الدرس مع ذلك بسبب أصولهم البورجوازية الوضيعة، وينضم إليهم أيضاً شيوعيو الهوى وليس الهوية المتعجلون إلى الشيوعية دون اعتبار لكل الظروف حتى ولا لتلك التي اعتبرها ماركس. كيف لشيوعيين يرفضون حتى النظر إلى صعوبة الانتقال إلى الاشتراكية وهم الذين فاجأهم على حين غرّة انهيار الاتحاد السوفياتي، ومن المفترض أنهم تعرفوا على الصعوبات الهائلة التي عانى منها البلاشفة في معرض بناء اشتراكيتهم، ومثالها ملايين الضحايا والدمار الشامل في الحرب ضد النازية، ولم ينجحوا في عبور الممر إلى المستقبل، إلى الشيوعية، وهو الممر الأقل صعوبة دون شك آنذاك من الممر الحالي.
من أجل عدم الإعتراف بصعوبة الممر الحالي والقفز عنه يتحدث شيوعيو الهوى المتعجلون عن ممر سهل و ممرات جانبية، وهو ما لا يستحضر إلا السخرية المرة. ليس من سبب وراء كل ذلك سوى أن هؤلاء الشيوعيين هم شيوعيون لكن بلا شيوعية. شيوعيون بالهوى وليس بالهويّة.
ما هي الشيوعية ؟ الشيوعية بعرف هؤلاء الشيوعيين بالهوى هي إقامة الحرية والعدل والمساواة بين الناس !! مثل هذا الهوى والذي يتمثل في مثل هذه الأفكار السطحية التافهة لا علاقة له بالشيوعية من قريب أو بعيد حيث في الحياة الشيوعية ستكون أفكار الحرية والعدالة والمساواة هي من الفكر المنقرض وفكر ما قبل التاريخ، فالشيوعيون حينذاك لن يكونوا بأدنى حاجة لأي معنى من معاني الحرية أو العدالة أو المساواة.
الشيوعية ليست فكرة هبطت على ماركس من السماء بل كانت في الأرض، وكانت أجمل إبنة للأم الرأسمالية الشابة وقد أُغرم بها كارل ماركس في أواسط القرن التاسع عشر. كان اسم هذه الإبنة (Mass Production) أو الإنتاج بالجملة. كان الرأسمالي يستأجر أعداداً من العمال يجمعهم في مكان واحد يشتغلون على ماكينة واحدة فينتجون سلعة واحدة بكميات وفيرة ذات قيمة تتجاوز قدرة المجتمع الشرائية. من هنا رأى ماركس تناقضاً صريحاً في دورة الإنتاج الرأسمالي حيث يتم الانناج بطريقة شيوعية يساهم كل المجتمع فيه، حيث السلعة الرأسمالية يساهم في إنتاجها كل شرائح المجتمع، بينما يعود مردود الإنتاج إلى الرأسمالي وحده. لذلك كان لا بد من أن شيوعية الإنتاج تترافق مع شيوعية المردود وإلغاء الرأسمالي ودوره في الإنتاج وإلا توقف هذا النمط من الانتاج الشيوعي الذي يعود بالوفرة على سائر المجتمع. ذلك هو الأساس المادي الوحيد للشيوعية. كما رأى نبي الشيوعية، كارل ماركس، أن الجهة الوحيدة القادرة على إلغاء وجود الطبقة الرأسمالية ثم الطبقة الورجوازية الوضيعة الطفيلية من بعد هي فقط دولة دكتاتورية البروليتاريا التي تجهز المجتمع خلال فترة قصيرة نسبياً للإنتقال إلى الحياة الشيوعية حيث يبدأ الناس، كل الناس، يفقدون الحاجة إلى أي شكل من أشكال الدولة وإلى الدستور والقوانين وإلى أية منظمة تختص بالردع وبالقمع مثل الجيش والشرطة، يفقدون الحاجة إلى الحرية والعدالة الاجتماعية وأي معنى من معاني المساواة.

في خارطة الطريق المكتملة التي رسمها ماركس للإنتقال إلى الشيوعية هناك ثلاث محطات رئيسية لا يجوز الاستغناء عن أي منها. المحطة الأولى وهي تواجد الإبنة الجميلة للأم الرأسمالية التي هي الإنتاج بالجملة الذي تقوم به البروليتاريا فقط المنخرطة في الإنتاج الرأسمالي. والمحطة الثانية وهي استلام البروليتاريا للسلطة وإقامة دولتها الدكتاتورية. والمحطة الثالثة وهي محو الطبقات، الطبقة الرأسمالية أولاً ثم طبقة البورجوازية الوضيعة بالغ الصعوبة والتعقيد من بعد، وهو ما فشل الحزب الشيوعي السوفياتي في إنجازه وتسبب ذلك بانهيار الاشتراكية السوفياتية. لن تتواجد وتتواكب هذه المحطات الثلاث إلا في مراكز الرأسمالية. يشتّ بعضهم ليدعي أن روسيا القيصرية لم تكن من المراكز الرأسمالية المتطورة ومع ذلك شرع فيها البلاشفة بقيادة لينين بثورة اشتراكية. يفوت هؤلاء الأدعياء أن انتفاضة أكتوبر 1917 لم تكن ثورة ولم تكن اشتراكية بل كانت مجرد انتفاضة يقودها البلاشفة استكمالاً للثورة البورجوازية في فبراير 1917، وما حوّلها إلى ثورة اشتراكية في مارس 1919 هو البورجوازية ذاتها التي رفعت السلاح بوجه البلاشفة في مارس آذار 1918 فكان أن استطاعت البروليتاريا بتحالفها مع فقراء الفلاحين من سحق البورجوازية حتى العظم. ولدى إعلان الأممية الشيوعية الثالثة في مارس 1919 أكد لينين أن البروليتاريا الروسية قد برهنت على أنها أقوى من البروليتاريا في ألمانيا وفي بريطانيا. ولينين أول من يعترف بأن البروليتاريا الروسية ما كانت لتنتصر في الحرب الأهلية بغير تحالفها مع فقراء الفلاحين. ولذلك يمكن القول أن الطبقة التي فرضت الاشتراكية على المجتمع السوفييتي هي البورجوازية قبل البروليتاريا، بل إن مجالس السوفييت المفتون بها شيوعيو الهوى الكوميونيون (المجالسيون) المعارضون للإشتراكية السوفياتية لم تكن بطبيعة بنيتها اشتراكية إذ كانت تتشكل جميعها من العمال والفلاحين والجنود والمثقفين وليس اشتراكياً بين هذه الفئات غير العمال الذين منهم أيضاً مناشفة واشتراكيون ثوريون وعلاقة هؤلاء بالاشتراكية إن لم تكن معدومة فهي واهية جداً.
وما ينساه الكثيرون لدى مقاربتهم مشروعية المشروع اللينيني هو أن روسيا القيصرية امتلكت من المستعمرات في العام 1913 ما يقارب القارتين حتى كانت الدولة الاستعمارية الثانية بعد بريطانيا العظمى. وأن إعلان مشروع لينين الاشتراكي كان في مارس آذار 1919 بعد أن كانت الدول الاستعمارية الكبرى في العالم قد أستنزفت حتى النفس الأخير في الحرب العالمية الأولى الضروس التي استمرت خمس سنوات 1914 – 1919. يضاف إلى ذلك الشروط الخاصة للمجتمع الروسي فالرأسمالية كانت يافعة غير مكتملة المخالب والأنياب وكانت طبقة الفلاحين الفقراء تشكل الجسم الرئيسي في هيكل المجتمع وكانت روسيا قد أصبحت وطن الماركسية الأول فكان الروس هم الأكثر في قيادة الأممية الثانية ومنهم لينين وبليخانوف، وكان حزب الشيوعيين البلاشفة عشية انتفاضة أكتوبر أكبر الأحزاب في أوروبا ويضم 240 ألف عضو يقوده رجل غير عادي هو فلاديمير إيليتش لينين. الظروف الخاصة جداً والاستثنائية التي أحاطت بمشروع لينين في الثورة الاشتراكية العالمية تخرجه من دائرة القياس فلا يجوز القياس عليه.

لم ينجح شيوعيو الهوى في اصطناع شرعية لهم والإدعاء بأنهم يمثلون القوى التقدمية في مجتعاتهم عندما يحددون استراتيجيتهم العامة ببنية سياسية مجردة من كل أساس. القاعدة العريضة في المجتمع المشتغلة في الإنتاج لا تحفل بالبنية الفوقية السياسية وغير السياسية في النظام، أي نظام، ما يهمها هو البنية التحتية، وسائل الانتاج وعلاقات الإنتاج وما ينعكس عليها مما يعينها على مواجهة الحياة ومصاعبها. شيوعيو الهوى يعلنون بكل صرامة أن استراتيجيتهم تتحدد اليوم بالديموقراطية الشعبية والتي هي بنية سياسية فوقيه وليست ذات أولوية بين هموم الناس. يعلنون ذلك ويسكتون عن الكلام المباح وكأن بنيتهم السياسية ليست ذات بنية تحتية الأمر الذي من شأنه أن يفقدهم كل شرعية مدّعاة فليس هناك من بنية سياسية إلا وهي وليدة البنية الاقتصادية، فهل ثمة بيضة دون دجاجة !!؟
شيوعيو الهوى مثلهم مثل شيوعيي الهوية يعلمون تماماً أن ليس هناك بيضة دون دجاجة وأن ديموقراطيتهم الشعبية هي ذات أساس اقتصادي، لكنهم مع ذلك لا يرغبون أو لا يجرؤون على إعلانه وفي هذا خداع لا يليق بمن يدّعي الشيوعية أو هو جهل ينفي الشيوعية عمن يدّعيها. القاعدة الاقتصادية للديموقراطية الشعبية هي التنمية على طريق الوصول إلى الإشتراكية تحديدا وليس أي نظام آخر. ومثل هذه التنمية لا تتم إلا بالتعاون بين ثلاث طبقات رئيسة وذات مصالح متناقضة وهي العمال والفلاحون والرأسماليون. البنية التحتية للديموقراطية الشعبية هي التنمية وصولاً إلى الإشتراكية التي يرفضها الرأسماليون كما الفلاحون حيث أن أسّ الاشتراكية الأول هو مصادرة الملكية التي هي قدس أقداس الرأسماليين والفلاحين. من هنا فإن الديموقراطية الشعبية لا تقوم إلا بتوافر أحد شرطين. أن يتحالف العمال والفلاحون والرأساليون بتحالف يقوده حزب شيوعي قوي، أقوى من أحزاب الفلاحين والرأسماليين، أو أن قوى خارجية تضمن تقدم مثل هذا التحالف وأن تكون القوى الخارجية قوى اشتراكية كما كان الاتحاد السوفياتي هو الضامن لنظام الديموقراطية الشعبية في شرق أوروبا إثر الحرب العالمية الثانية.
في البلدان التي يرفع فيها شيوعيو الهوى شعار الديموقراطية الشعبية كما في سائر الدول العربية يُفتقد نهائياً أي من الشرطين الضامنين لنظام الديموقراطية الشعبية. فليس هناك حزب شيوعي أقوى من الأحزاب شركائه في الوطن، بل إن الظروف المحلية والعالمية لا تساعد على ذلك، لم يعد هناك دولة اشتراكية عظمى تضمن استمرار تحالف الديموقراطية الشعبية.
ثم هب أنه رغم كل الظروف الموضوعية وغير الموضوعية كان هناك في إحدى الدول العربية أو الدول الصغرى حزب شيوعي قوي أقوى من الأحزاب المحلية الأخرى فهل ستكون الاشتراكية استراتيجيا محتملة وتُبنى الاشتراكية في بلد صغير منعزل ومتواضع القدرات ؟ ألن يكون مثل هذا الهوى على النهج الشيكسبيري " جهد الحب الضائع/ Love s Labour s Lost ".

أكتب عن الممر محكم الإغلاق إلى المستقبل كي يعي أولئك الشباب المندفعين إلى المستقبل الاشتراكي صعوبة الممر المحكم الإغلاق الذي من المؤكد سيصطدمون به فيشج رؤوسهم الحامية وتبرد بعدئذٍ فلا يعودون اشتراكيين. ليس ما يحمي اشتراكية الاشتراكيين سوى الوعي، الوعي بمواجهة الأعداء والعقبات وتقدير قوى العدو حق قدرها، والممر محكم الإغلاق إلى المستقبل هو أكبر هذه العقبات وأصعبها.
ما كان الاتحاد السوفياتي لينهار لولا انحطاط الخائن خروشتشوف من قيادة الثورة الاشتراكية إلى قيادة ثورة البورجوازية الوضيعة المضادة. الثورة المضادة لم تتوقف بعد أن عصرت البورجوازية الوضيعة كل ما في خروشتشوف من تحريف ثم ألقت به في حاوية الزبالة عام 1964. ترك خروشتشوف وراءه أيتاماً يستكملون التحريف وسد الطريق أمام الثوار الاشتراكيين. هؤلاء الأيتام وبعد أن تحققوا من أنهم وبقيادة عرابهم خروشتشوف قد أودوا بالمشروع اللينيني وبالثورة الاشتراكية، حتى أنه لم يعد لها أثر في عالم اليوم، أخذوا يغطون على خيانتهم الكارثية بالحديث عن الإمبريالية والصهيونية في دول شرق المتوسط. ليس من برهان على خيانة هؤلاء الأيتام، أيتام خروشتشوف، وسدورهم في التحريف، أكثر من أن الأحزاب الشيوعية في العالم بعيداً عن شرق المتوسط لا ترى الإمبريالية والصهيونية عدواً في مواجهتها ـ هل يرى الحزب الشيوعي في اليابان مثلاً أو في الولايات المتحدة أن عدوه في المواجهة هو الامبريالية والصهيونية ؟ الإمبريالية والصهيونية ليستا من أعداء الشيوعيين اليوم. هب أن الحزب الشيوعي اللبناني متحالفاً مع حزب الله دخلت قواتهما المسلحة الجليل، كما يهدد حزب الله، وزحفت إلى تل أبيب والقدس واستعادت فلسطين، كل فلسطين، للفلسطينيين يحكمها تآلف من فتح وحماس، فماذا ستكون البروليتاريا العالمية قد كسبت ؟ لعلها ترد بالقول .. أنتم أيها الشيوعيون اللبنانيون طردتم البروليتاريا الإسرائيلية من المصانع لتتحول إلى جوامع لا يدخلها إلا العاملون لأجل الحياة الأخرى التي هي ليست حياتنا !! أيتام الخائن خروشتشوف يستكملون الخيانة فينقلون المعركة من مواجهة البروليتاريا لطبقة البورجوازية الوضيعة، وهي الطبقة التي قوّضت الثورة الاشتراكية اللينينية، إلى مواجهة مع طواحين الهواء اسمها الامبريالية الصهيونية. لنا هنا أن نذكّر هؤلاء الخونة التحريفيين بنداء لينين إلى زعماء الشرق الاسلامي المجتمعين في باكو ـ أذربيجان عام 1921 إذ خاطبهم بالقول .. " لن تنجحوا في التحرر من الامبريالية بغير التعاون الوثيق مع البلاشفة والاتحاد السوفياتي ". نداء لينين تحول إلى حقيقة فما كانت ثورة التحرر الوطمي لتحقق الاستقلال السياسي الناجز لعشرات الدول ومنها الصين والهند لولا الانتصار الكبير الساحق للإتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية وحمايته الحيوية لثورات التحرر الوطني 1946 ـ 1972. اليوم نستعيد نداء لينين لنسأل أيتام خروشتشوف التحريفيين الخونة .. كيف لكم أن تنجحوا في التغلب على الامبريالية الصهيونية بغياب البلاشفة والاتحاد السوفياتي !!؟ ـ هذا إذا كان ما زالت هناك إمبريالية كما يدعون .

وينحرف شيوعيو الهوى التعجلون فيدعون إلى ثورة اجتماعية في بلدانهم المتخلفة. ولا تقل سخافتهم في هذه الناحية عن مثيلتها في ناحية الإمبريالية الصهيونية. يدعون إلى ثورة اجتماعية دون أن يفصحوا عن النظام الذي يبغون بناءه ولا الذي يبغون هدمه. هم بذلك يدعون إلى الثورة من أجل الثورة. لكأن هؤلاء القوم يبغون سفك الدماء ليس لغير صبغ الشوارع باللون الأحمر. لم يقولوا أي طبقة ستقوم بالثورة ضد أي طبقة أخرى. هؤلاء القوم المتعجلون المغامرون يدعون إلى ثورة اجتماعية بلا طبقات !! هكذا، نخبة ثورية ضد نخبة رجعية ، ثورة نخب !! نخبهم معروفة وهي شيوعيو الهوى ثوريون متعجلون وأبناء عمومة لأيتام خروشتشوف وأما النخبة المقابلة فغير محددة الهوية لكن ذوو الهوى يكثرون الصراخ ضد الكومبرادور. حسناً، لنفرض أن هذه النخبة من شيوعيي الهوى استلمت السلطة بانقلاب دموي أحمر ـ هو دموي بالضرورة لأنهم نخبة قليلة ـ وألغت وظيفة الكومبرادور، فهل ستصبح عندئذٍ دولتهم هي الدولة الكومبرادور التي تستورد البضائع الأجنبية وتسوقها في سوقها الوطنية، أم أنها ستحول دون استيراد أية بضائع أجنبية ليعيش الشعب شظف العيش بقيادة دولة النخبة ؟ أم أن الدولة ستقيم الصناعات البديلة من العدم ورغم أنف الامبريالية المطرودة !!

حذارِ، حذارِ من شيوعي الهوى المتعجلون ومن أيتام خروشتشوف الذين تخلوا عن الشيوعية فعلاً واحتفظوا بها إسماً !! لا الديموقراطية الشعبية ستقوم في بلاد مثل مراكش والجزائر والسودان ولا الإصلاح السياسي والاقتصادي الذي غدا استراتيجية أيتام خروشتشوف دون حياء أو خجل سيتم في العراق وفي لبنان وفي مصر وفي بلدان مثيله.
ما على شيوعيي الهوى أن يعتبروا منه هو أن أيتام خروشتشوف إنقلبوا إلى إصلاحيين بعد أن واجهوا الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل ووجدوا أنهم أعجز من عبوره.

(يتبع)
www.fuadnimri.yolasite.com



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (2)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل
- أنصاف الماركسيين ومتثاقفو البورجوازية الوضيعة .. !
- الصهيونية نبتة جذورها الخيانة
- بطلان العمل السياسي
- عَالَمية الثورة الإشتراكية وعِلم الثورة
- لا حرية مع العمل المأجور - بشرى الحرية لنساء العالم -
- الشيوعيون المرتدون
- ونستون تشيرتشل يفضح مجندي البورجوازية الوضيعة
- الأميّة في السياسة
- المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها
- ماذا علّمنا ستالين ؟
- ماركسيون شيوعيون لم يعودوا ماركسيين شيوعيين (3)
- ماركسيون شيوعيون لم يعودوا ماركسيين شيوعيين (2)
- ماركسيون شيوعيون لم يعودوا ماركسيين شيوعيين (1)
- محطتان رئيسيتان لمشروع لينين في الثورة الاشتراكية
- الوحدة العضوية للثورة الاشتراكية العالمية
- شهادة الشيوعيين
- الجمود العقائدي
- لماذا يغير المثقفون قناعتهم


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (3)