أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - فائض القيمة الخاص بحسقيل قوجمان














المزيد.....

فائض القيمة الخاص بحسقيل قوجمان


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 14:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فائض القيمة الخاص بحسقيل قوجمان

قبل أن أدلف إلى الموضوع أسأل الرفيق حسقيل قوجمان فيما إذا كان قد قرأ قصة جاك لندن " أن تشعل ناراً " (To Build A Fire) وكيف أن الرجل فقد حياته متجمداً لأن عود الكبريت الأخير لديه لم يشعل النار ليتقى الموت بالإنجماد. عود كبريت وقيمته السوقية لا شيء تقريباً كانت قيمته الاستعمالية أغلى بكثير من قيمة حياة رجل ـ أسوق هذه القصة كي أقول للرفيق قوجمان أن "الأخ فؤاد" يميز بقوة ىبين القيمة التبادلية للسلعة وقيمتها الاستعمالية حتى أنه لا يضعهما موضع المقارنة كما يفعل الرفيق قوجمان. ومع ذلك أتفق مع الرفيق قوجمان على أن "الأخ فؤاد لم يفهم الموضوع أو لم يشأ أن يفهمه " وهذا صحيح في الحالتين، وعلة ذلك هو أن فهم قوجمان لفائض القيمة فهم خاطئ ويستحق جائزة من الرأسماليين لو أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

قوجمان يقول أن الرأسمالي يشتري من العامل الفيمة الاستعمالية لقوى العمل لديه بكامل قيمتها، واستعمال هذه القوى ينتج ما يفوق حاجة العامل لتجديد قوى العمل في جسمه والفرق هو فائض القيمة ـ أليس ذلك ما تقول يا رفيق ؟ لن أتوقف هنا عند الخطأ الفظيع في أوّليات علم الإقتصاد وهو التعامل مع القيمة الاستعمالية كما لو أنها قيمة رأسمالية أو تبادلية، وهذا أمر غريب وشاذ، كما لا أتوقف عند ما يمكّن الرأسماليين من الإدعاء بعدالة تعاملهم مع العمال كونهم يشترون القيمة الاستعمالية لقوى العمل بكامل قيمتها، وأن تطور قوى العمل، وهم سبب تطورها، هو ما يجزيهم فائض القيمة. وعليه ليس للعمال حق في مثل هذه القيمة الفائضة. لم أتوقف عند كل هذا بالرغم من فائق أهميته الحاسمة في الموضوع لكنني أكتفي بالتوقف عند القيمة الرأسمالية للسلعة.

الرفيق قوجمان أكد أنه .. " لا يمكن في السوق بيع او شراء اية سلعة باكثر من قيمتها اي ساعات العمل المختزنة فيها " . إذاً كيف يفسر قوجمان إدعاءه بأن الرأسمالي اشترى 8 ساعات عمل بقيمة (س) وباعها بقيمة (س+ص)؟ تفسيره في تجاوز مثل هذا التناقض الفظ هو أنه اشترى القيمة الاستعمالية وباعها بقيمتها التبادلية ـ وهكذا على عينك يا تاجر !! من الحقائق الأولية في علم الإقتصاد هي أن قيمة السلعة تساوي قيمة العمل اللازم لإنتاج ذات السلعة. ولما كانت قوى العمل سلعة كسائر السلع فإن قيمة 8 ساعات عمل هي بالضبط عمل 8 ساعات لا أكثر ولا أقل. مثل هذه البدهية في علم الإقتصاد تنسف إدعاء قوجمان من أساسه وأن ناتج عمل 6 ساعات كفيل بإنتاج قيمة عمل 8 ساعات. فهل المرء لا يشتري الدجاجة إلا إذا تأكد من أن ثمة بيضة في بطنها !!
الرفيق قوجمان يدعي بأن الرأسمالي يشتري من العامل القيمة الاستعمالية لقواه وليس القيمة التبادلية وذلك من أجل أن يتناسى أو يهمل تحديد الكمية للسلعة موضوع الشراء وهي قوة العمل. مع بداية النظام الرأسمالي كان يوم العمل غير محدد فكان العمال في بريطانيا يعملون 12 أو 14 ساعة يومياً. ولدى تشكيل الأممية الثانية 1889 كان من جملة أهدافها تحقيق يوم عمل 8 ساعات فقط، وهو ما تحقق بعد نضال مرير من قبل الطبقة العاملة الأوروبية. اليوم يشتري الرأسمالي من العامل 8 ساعات عمل فقط ويقبض العامل عن كل ساعة إضافية أجراً مضاعفاً. ثم إن تحديد يوم العمل 8 ساعات هو أمر تعسفي وقهري تمارسه الدولة الرأسمالية، والطبقة العاملة الفرنسية تطالب اليوم بيوم عمل 7 ساعات.
ما نخلص إلية هو أن المعروض في سوق العمل ليست قوى العمل المطلقة في العامل بل قوى عمل محددة بعدد محدود من الساعات يدفع الرأسمالي أجراً أقل من قيمتها. ثمة ساعة أو أكثر يشتغلها العامل بأمر قهري من الدولة بموجب قانون العمل.
ما يضطر العامل لأن يبادل قوة عمل 8 ساعات لديه بأقل من قيمتها هو زيادة العرض في سوق العمل وأشار ماركس إلى أن الرأسماليين يعمدون إلى عدم توظيف كامل قوى العمل المعروضة من أجل أن يتحكموا بالقيمة التبادلية لقوة العمل ومبادلتها بأقل من قيمتها.

وأخيراً ننبه الرفيق قوجمان أن القيم الاستعمالية لا تعرض في السوق لأبعد من تحفيز المتسوق للشراء أي أن يكون للسلعة قيمة استعمالية نافعة للمتسوق.
وتؤثر القيمة الاستعمالية في النظام الرأسمالي في أنها تحد ةمن فوضى الإنتاج فيه.
ومن المفيد أن نشير إلى عدم تجانس القيمة الاستعمالية مع القيمة الرأسمالية للسلعة حيث في الحياة الشيوعية تسقط القيمة الرأسمالية للسلعة سقوطاً نهائياً بينما تبقى القيمة الاستعمالية هي الناظم الرئيس للإنتاج.

ما يجب ألا يفوتنا هنا هو أن بعض المتثاقفين الصغار وبحكم جهلهم في علم السياسة واعتباره هواية يمارسونها كما يمارسون الهوايات الأخرى، أخذوا يسخرون من البحث في فائض القيمة. فائض القيمة أيها الصغار هو الرحم الذي تتخلّق فيه علوم السياسة منذ القرن الثامن عشر على أقل تقدير. وعليه فإن استمتاعكم في الجهالة إنما هو عمل ليس من أعمال الإنسان.

www.fuadnimri.yolasite.com



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفيق حقي يرفض رفاقتي
- الأسلحة ليست من البضاعة
- تأكيداً لانهيار النظام الرأسمالي ...
- إنهيار النظام الرأسمالي حقيقة لا تحتمل الشك
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (9)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (8)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (7)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (6)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (5)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (4)
- حقيقة الوضع في سوريا
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (3)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل (2)
- الممر المحكم الإغلاق إلى المستقبل
- أنصاف الماركسيين ومتثاقفو البورجوازية الوضيعة .. !
- الصهيونية نبتة جذورها الخيانة
- بطلان العمل السياسي
- عَالَمية الثورة الإشتراكية وعِلم الثورة
- لا حرية مع العمل المأجور - بشرى الحرية لنساء العالم -
- الشيوعيون المرتدون


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - فائض القيمة الخاص بحسقيل قوجمان