أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - لماذا تنعدم الثقة ؟














المزيد.....

لماذا تنعدم الثقة ؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 23:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يعد خافياً، بانه بعد ان سقطت الدكتاتورية بحرب خارجية، اجتمعت قوى معارضة صدام باطيافها و حاولت اغلب قواها ان تطرح البديل بشكل جبهة سياسية تقدمية تضم كل القوى التي ناضلت و ضحّت على درب اسقاط الدكتاتورية، الاّ ان اصرار قسم منها منذاك على ان يكون هو البديل لاغيره . . . تم التوصل الى صيغة محاصصة انثروبولوجية كانت قوى عالمية و اقليمية تهيئ لها . .
في وقت ضاعت فيه الجماهير المُضيّعة بين كره الدكتاتورية و الفرح لسقوطها، بين كره الحرب و الاحتلال، و بين ان ماكان يحصل قد يكون لعبة جديدة بعد ان تكررت الانتفاضات و الحروب و حسمتها مواقف القوى الكبرى و ابقت على الحكم الدكتاتوري الشمولي . . حتى صار الشعب متغرباً عن دولته و عن بلاده و صار يلعن النفط الثمين لكونه سبب الدمار و الضياع، بدل ان يكون سبباً للرخاء و لعيش كريم اسوة بأمم و شعوب العالم . .
في وقت لايمكن فيه اغفال دور القوى العراقية و جهودها من اجل ان تتمكن من الاتيان ببديل عراقي للاحتلال الأميركي للبلاد، في طريق وعر زاد من وعورته نشاط القاعدة الارهابية و التحالفات الارهابية لفلول الدكتاتورية المنهارة، التي سارت على طريق (تحرير البلاد من الاميركان)، بالارهاب و بتصعيد الروح الطائفية، موظفة المحاصصة الطائفية التي جاءت كبديل للدكتاتورية الظالمة التي انهارت . . و تسبب ذلك بضحايا هائلة من كل قوميات و اديان و مذاهب و ملل البلاد، ومن كل حَمَلة الفكر التقدمي التحرري بألوانهم و طالت كوادر البلاد العلمية و الادبية و كفاءاتها المتنوعة، و خسرت بذلك البلاد طاقاتها البشرية المؤهلة . .
و يرى محللون ان اختيار بدائل الهويات الانثروبولوجية و خاصة الطائفية و العرقية منها، كبدائل عن الانظمة الشمولية التي سادت المنطقة . . اختيار اشتغلت عليه دوائر القرار العليا لملئ الفراغات التي نشأت عقب انهيار القطبية العالمية الثنائية و محاولة تسيّد قطب واحد، لحرف النضال الشعبي و بالتالي احزابه و قواه، عن وجهته الاصلية في التحرر و التقدم الاجتماعي و التمدن على طريق حياة افضل . .
و كان من نتائج ذلك ـ و بالملموس من نتائج المحاصصة في البلاد ـ صعود فئات و افراد لم يناضلوا يوماً من اجل مصالح شعوبهم و تكويناتهم . . بل و صعود فئات و اشخاص لم يحلموا يوماً ان يكونوا حتى (رجل كرسي) من كراسي الحكم، و لكن لنسبهم و (علو) انتمائهم العائلي وفق (البديل الجديد) و لسد شواغر بقيت فارغة بسبب الهوية الانثروبولوجية، و ليس بسبب الكفاءة و تراكم الخبر من التجارب المريرة في مواجهة الدكتاتورية الكريهة، و بالتالي القدرة على اتخاذ قرار وطني يخدم الصالح العام . .
في زمان تراكضت فيه الاحتكارات المتعددة الجنسيات تحت شعارات (الفوضى الخلاقة) و (عفى الله عما سلف) المفيدة لها لإعادة ترتيب و تصنيف اوراقها لتحقيق اعلى الارباح . . الامر الذي تبنته فئات داخلية انفتح امامها طريق كرسي الحكم فاستبدلت اثوابها باثواب المرحلة و مودتها، بهوياتها (الجديدة) . . لتحقيق اعلى الارباح لها و لعوائلها على حساب الشعب بكل اطيافه . .
من جانب آخر ورغم حل الجيش و الدولة من الحاكم الاميركي آنذاك بريمر . . و لأهمية انشاء وضع قانوني معترف به دولياً في بلاد النفط و المعادن . . تراكض الجميع و بتشجيع من فئات و افراد و قوى مخلصة للبلاد، لتشكيل دولة مؤسسات و اجريت اول انتخابات في العهد الجمهوري و تم وضع اول دستور دائم جرى التصويت عليه رغم الارهاب . . و رغم مآخذ و نواقص وثّقتها المحكمة العليا و حكمت لصالحها . . و صار للبلاد برلماناً و حكماً فدرالياً مثبّت دستورياً .
و الآن و بعد مايقارب العشرة سنوات . . تنمو و تتفاقم النواقص المذكورة آنفاً و صارت الصحف و وكالات الانباء المحلية و الدولية تعجّ بكثرة ماكتب و يكتب عنها، و استمرت الاختلافات و الخلافات و المشاكل القائمة . . بل و نمت رغم القليل الذي انجز، و رغم الحلول المؤقتة التي اجّلت الحلول الدائمة و ساعدت على نموها . . بتشويه حكمة " كل شئ في وقته حلو " . .
حتى صارت الطبقة الحاكمة تبتعد عن شعبها بمكوّناته المذهبية و العرقية . . بالاتفاقات التي لايعلن عنها بين قادة كتلها المتنفذة، و بالاتفاقات الثنائية التي لايعلن عنها بين قادة كتلتين فقط من بين تيارات متعددة تتغيّر تحالفاتها، اضافة الى استكتاب قادة كتل لإفراد متنفذين من كتلهم بان يطيعوا قائدهم او يفقدوا مواقعهم، وفق تصريحات ناطقين باسم تلك الكتل . . التي يصفها مطّلعون بكونها استهانة حتى بقيادات و افراد الكتل ذاتها.
و صار الدستور برأي اوساط تتسع و كأنه صيغ لتأمين وجود قادة بعينهم لايتغيرون في مناصبهم الحكومية بعيداً عن تنفيذ مبادئ التعددية و سلمية تداول السلطة التي اقرّها الدستور . . ليس بين الكتل فيما بينها فحسب، بل و بين افراد الكتلة الواحدة لتأمين التداول السلمي الاصولي لقيادة كتلة ما بين افرادها هي، كأساس لابد منه لتأمين تداول السلطة بين الكتل . .
و يرى خبيرون ان ذلك (الضبط الفولاذي) لعدم شطط افراد كتلة ما عن قائدها و الذي يدار من خارج البلاد كما تتناول الصحف و المواقع . . لن يضمن الثقة بين الكتل المتنفذة و بين افرادها ذاتهم . . بل سيزيدهم جهلاً و بالتالي تعنتاً لا يُفرّغ الاّ بنمو الروح العدوانية و الانتقامية و الاستبدادية، و زيادة روح الانانية و يشجّع على الفساد الاداري و الاختلاس . . بدل بناء التجربة على اساس التعددية و احترام الآخر و التبادل السلمي للسلطة و ابعاد الجيش عن حل المشاكل السياسية للبلاد و ابقاء تفرّغه للدفاع عنها و ضمان سلامة حدودها من استباحة الطامعين .

26 / 11 / 2012 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل السلم و عدم عودة القوات الاجنبية !
- هل انتهى الاساس المذهبي للمحاصصة ؟
- مصادرة حرية المرأة، مصادرة للحريات العامة
- قضيّتنا الوطنية و المصالحة التحاصصية
- عندما يصرفْ الشعب على الحكومة !!
- جديد في صراعات المنطقة ! 2
- جديد في صراعات المنطقة 1
- الحكومة و الدولة المدنية، الى اين ؟
- لمصلحة من الإساءة للإسلام ؟
- حين يُصادَرْ القانون بإسم (القانون)
- فيتو الفقيه و مخاطر (القاعدة)
- - قوة ايّ مكوّن، من قوة و تعاون كلّ المكوّنات -
- ماذا سينتظر الحكومة ؟
- مادلين مطر و اعراس-خريف البطريك-
- في رحيل المناضلة - حليمة علي -
- اين كانت - دولة القانون- عند خطف البرلمان ؟
- عن اي تبادل سلمي للسلطة يتحدثون ؟
- مخاطر حكومة (اغلبية)
- عن تحريم الحائري لإنتخاب علماني . .
- -المدى- و ديمقراطية تكميم الافواه !


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - لماذا تنعدم الثقة ؟