أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - على خطاك يا فرعون















المزيد.....

على خطاك يا فرعون


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على خطاك يا فرعون
كتب مروان صباح / تراجعت جميع الإكسسوارات الدولية التى تقدمت من أجل وقف الدم السوري أولاً ثم رسم خارطة طريق سياسية ثانياً تتيح لنظام الرحيل ضمن معايير يتفق لاحقاً عليها مع المعارضة لكن هذا التلكؤ والتباطؤ السلاحفي أسقط جميع الوجوه قبل الأقنعة التى حاولت القوى العظمى من خلالها ايهام شعوبها قبل السوريين بأنها تقف في الخندق الديمقراطية المنشودة ، إلا أن الثورة وإصرار الشعب السوري من الإنعتاق والإطاحة بمن أغتصب الحياة منذ الاستقلال وتربع على صدورهم وكتم انفاسهم ، افتضح لعبة المصالح أولاً وأخيراً وما أنتج عنها من تبادل ادوار ضمن مخطط محكم لديه من المعلومات والمعرفة الدقيقة لحجم أهمية ديكتاتورية الجغرافيا السورية ومدى اهمية تفكيكها في التوقيت هذا بعد ما تعمدت القوة الغربية طيلة المدة السابقة أن تتغاضى عن ما يرتكبه المستبد من تجهيل وقمع اديا إلى تخلف المجتمع وأنهكه بشكل لم يعد يطيقوا العيش بل استطاع النظام تحويل الاحياء إلى اموات يمتلكون شهادات وفاة ومع وقف التنفيذ على الرغم أن البرلمانات الاوروبية قد شاركت بالصمت غير مبرر ولا يتفق مع ادبيات دساتيرها بالتواطؤ لما كانت تمارسه حكومات بلادها مع المستبدين في العالم .
لقد ذكرنا في احدى المقالات السابقة عن دور الروسي في أزمة العراق وبعد مراجعة غنية دون التورط بالانحياز وحجم التحريض الذي مارسته من تحت الجلد بدفع النظام للتصلب باتجاه الارادة الدولية الراغبة باحتلال العراق وإسقاط نظامه ، وقد تبين لاحقاً بأن العقود التى وقعت مع الحكومة البعث كي تقي النظام من شرور اعداءه نفذت بالتمام والكمال دون أي نقصان لكن الأغلبية تنظر للوضع العراقي القائم بعد استباحته دون ان تضعه بين قوسين المراجعة لتصل إلى حقيقة ما جرى على نحو المنظم من تهيئته للوصول إلى هذه المرحلة من الخراب والدمار الذي لحق به خلال 13 عام من الحصار حيث أعتقد النظام في حينها أنه صامد ضد جميع المحاولات التى تهدف لتركيعه مما دفعه أن يصدّق ايضاً رواية قد ابتكرها هو ذاته وبات يتناقلها بين المجالس بان ما دام يسيطر على زمام الأمور ما دام العراق بألف خير وبعيد عن بصاطيير الجنود الأمريكيين دون ان يستشعر بشكل جدي بأنه في كل يوم يمرّ يفقد من هيبته وتزداد قناعة الشعب بوجوب رحيله وأن المنازلة التى صدع رؤوس الناس بها سيواجهها وحده ليس لعدم شجاعة الشعب لكن للإيمان المفقود به وهنا يتكرر المشهد مرة اخرى إلا أن الطريق تختلف من حيث الإخراج معتمدةً على ذات الغباء والتعجرف وقلة الحنكة ومعالجة الوضع الداخلي قبل المواجهة معاً ، كون قاموسه خالي تماماً من ابجديات التداول المشروع للسلطة أولاّ والاعتراف بالآخر كونه شريك وطن ثانياً ، بينما اختلفت القاعدة التى انطلق منها النظام الأسدي في تحديد اولوياته والتعامل مع الأزمات التى يمكن لها أن تطرأ في وقت أعتقد أنه يرتكز منذ 2005 م لمعادلة الحلف الإيراني وحلقة المقاومة التى تغنيه كلياً عن دبلوماسية الأب المعهودة واللجوء للإصلاحات الداخلية التى قدمها حين تولى كرسي الجمهوري كوريث وحيد دون منازع على الاطلاق ، لقد عززت بل رسخت ادارة الظهر بشكل صريح لمطالب الشعب خصوصاً بعد ما ابلا بلاء حسنا في تدعيم بقنوات سرية لصالح حزب الله في معركته الأخيرة مع الإسرائيلي الذي أعطى الأسد دون أدنى شك مبرر أخر وقوي كي يتفرد في قرار البلاد حيث أعتقد أنه تحول إلى أب بما تحمله الأبوة وذلك يعني بأن الأبناء مستعدون لمغفرة الأخطاء كونه الوحيد من الرؤساء العرب الداعم لنهج المقاومة مما يشفع له في المستقبل عند الشعب ، وهذا تماماً الذي حدث عندما انطلقت أول صيحة من أطفال درع تقدمت كالعادة الأفواه المسمومة التى تدافع عن مكتسباتها لا دفاعاً عنه ولا ما يحزنون بإيهامه بأنه يتحلى برصيد يصعب أن تتفوق رواية المعارضة على روايته .
هي ذات الاخطاء التى تتحول مع الوقت إلى خطايا حيث يستحيل السيطرة عليها ما دام ينشدون في خطاباتهم للعروبة ويفتكون بالعربي لمجرد طالب بحقوق تليق بالإنسان التى جاءت في معظم خطاباتهم الانشائية ، لتبدأ رحلة التنكيل والمطاردة وزج البشر في الأقباء رغم أنهم من حيث الشكل يبشرون في المحافل الدولية للحداثة وينبذون الحديث إلا ما يجيء ضمن رغباتهم من ملبس ومركب ، لقد تورط النظام الأسدي بالدم حتى رقبته لا ركبته ولم يترك من مساحة تسمح بالتراجع أو فتح قناة تكفل له الخروج بالشكل اليمني ، فيما يندفع تحت الضغوط إلى اعادة أنتاج نسخة العراق لكن هذه المرة دون السيد بريمر الذي اختلق المحاصصة الطائفية ورسخها حيث ينوب عن الامريكي في دفع الجغرافية إلى التقسيم والتهجير مما يزيد قناعة عند من يفر هرباً من الموت أن لا حاضر ولا مستقبل تبقى باستثناء الحالة العراقية التى اصبحت تشبه الصومال مع فارق البترول المتدفق نحو جيوب المرتزقة ، رغم مرور سنوات على تأسيس وبناء الدولة الديمقراطية المزيفة التى جاءت لتحل مكان النظام المستبد فتحولت الدولة إلى كانتونات معزولة ومناطق جاهزة لإعلان استقلالها لكن تنتظر اللحظة المواتية ، وتزايدت اعداد المهاجرين بل اصبحت مناطق كالملة بالجملة خارج الوطن ليرتفع عدد إلى أكثر من 6 ملايين عراقي ومازالت تدافع الأجيال الشابة تتدفق نحو الهجرة طالبة اللجوء الإنساني في المدن الغربية هروباً من الطائفية المقيتة والدولة التى تجاوزت مصطلح الفشل لتصبح الجحيم ذاته ، هكذا هو حال سوريا اليوم وغداً إذ ما استمرت اللعبة الدولية في تعزيز استباحة واختطاف كل ما على الأرض من بشر وشجر وحجر حيث باتت خيانات اللغة والصمت مكشوفتان تماماً أمام عبثية القتل والجنون التى يمارسها النظام مما يجعل رحيله اسرع لكن بعد ما أنجز بسبب جنونه ما لم يستطع اعداء سوريا تحقيقه .
اذا كانت روسيا اليوم تحارب الولايات المتحدة من خلال بشار الأسد يعني قد وصلنا إلى الحضيض الحضاري وبالعكس إذا كانت الإدارة الأمريكية تريد أن تحارب وتقزم ايران من خلال الشعب السوري يعني ذلك لم يعد هناك دول عظمى بل واقعها إذا صح ذلك اشبه بالكرتونية وتنتظر من يجرؤ أن يدفع جدارها ليكتشف حقيقتها ، لا ننكر ابداً أن هناك مصالح دائمة لدى الأمريكيين كما هناك ايضاً عند الروس وأن الأصدقاء خاضعين دائماً لقاعدة التغيير ، بيد ان نعي جيداً بأن الطرفين يرغبان في اعادة أنتاج قوتهم المتبددة تدريجياً خصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والأخرى بعد دخولها الحربين الأخيرتين الأفغانية والعراقية والتكلفة الباهظة التى استنفذت خزينتها بالإضافة لحربها على الإرهاب الذي بات تتوسع رقعته بدل ان تضيق على عاكس ما كان يخطط لها ، بينما تغيب عن اذهان الكثير بأن ما يهمنا أولاً هو الوضع المتفاقم للحياة السورية من الناحية الاجتماعية والسياسية على وجه الخصوص للعشر السنوات الأخيرة ومن ثم الاسباب التى أدت للانفجار الشعبي بوجه النظام رغم استخدامه جميع الوسائل المجربة والتى استدعيت من الخارج كي تساعده في اخماد الثورة إلا أنها جميعها باءت بالفشل لأنها ترتكز على الكذب ولا تمت للواقع بشيء حيث عزفت على اوتار المقاومة ومحاولات الغرب لإسقاط قلعة من قلاعه الإستراتيجية دون الالتفات للأرواح التى تزهق من أجل حريتها ، فكان تحت هذه التبريرات الدوافع التى جعلته أن يقلد النظام الإيراني في تعامله مع الثورة الخضراء حيث اخفق كون التقليد لم يسعفه فنّتقل الأسد بخفة اللاهث دون التمعن مرة أخرى بالحيثيات وإمكانية التطابق مقلداً بوتين في تعامله مع الحالة الغروزنية عندما قررت الأقلية المسلمة في روسيا الانفصال إلا أنها الأخرى فشلت رغم تفوقه على قيصر روسيا في القمع والقتل مما دفعه أن يتجه للعزف على ذات الاوتار القديمة بأصابع جديدة بهدف اخضاع الأقليات في البلاد وجرها إلى الاقتتال على النمط اللبناني القديم المتوقف لبعد حين ، فلم يجد آذان صاغية ولا أرضية كما يشتهي ويشفي غليله ، فاضطر أن يكشف عن أنيابه ويلجأ إلى عمق التاريخ النازف وما يحمل من اجرام بشري بحق بعضه البعض ليختار تعالي فرعون لكن بأساليب حديثة .
لم يعد ممكننا غير ما هو واجب رفع جميع الأيدي التى تزود النظام بالأوكسجين ورميه بحجر لأنه مات وينتظر مراسم الدفن التى تأخرت وتعثرت بفضل فراعنة العصر .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة
- ثنائية القوة والضعف
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه
- الشعب هو الضامن الوحيد لمستقبله
- راشيل جريمة كاملة دون شهود
- من مرحلة الخوف إلى التربص
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - على خطاك يا فرعون