أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - ما كنت أحلم به ...(7)















المزيد.....

ما كنت أحلم به ...(7)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 07:39
المحور: سيرة ذاتية
    


(نزعم أنا ابتكرنا لها الخطوات
واكتشفنا ـ لتمضي بنا
الطرقات
وقرأنا أشعارنا
وابتدأنا لنغني
غير أن الذي ابتكرناه
كان وهم الحياة)*
توجهت إلى القاعة المعنية لحفظ الكتب، لأستعارة كتاب فيصل الدباغ، حيث كانت أربعة نساء تجلسن خلف كاونتر مصمم لعمل شخص أو شخصين وقوفا، بعد التدقيق تبين بأنني نسيت تدوين إسم السجل الذي أخرجت منه إسم الكتاب ومؤلفه ورقمه في طلب الأستعارة، أوضحت بأنني توهمت بأن نظام الترقيم مصمم بطريقة مركبة لبيان مكان حفظ الكتاب داخل المكتبة بالأضافة إلى تسلسه في السجل، حيث يخصص، عادة، عدد أو عددين من الرقم للأشارة إلى الحقل المعرفي الذي يعود إليه موضوع الكتاب أو أية معلومات إضافية عند الترقيم....أوضحتْ إحداهن، لي، بأن الترقيم المتبع في هذه المكتبة نظام قديم ولم تجري عليه أية تغيرات رغم الوعود، بين أونة وأخرى....أوضحت لها بأنني أرى بأن نظام المكتبة كله بحاجة إلى تغيير جذري، لكي تكون مكانا ملائما ليس لأكتساب المعرفة وإجراء اللقاءات فقط، بل يتعداها إلى تهيئة المناخ الذي يستطيع فيه الأنسان التفكير والحركة بحرية، ومن الصعب أن يُفكر الأنسان بحرية إذا لم يكن جسده حراً بعيدا عن القيود، بمعنى أخر بعيدا عن سلطة تفرض عليه قوانينها، وأضفت بأنني زرت العديد من المكتبات في السويد وألمانيا، ولا حظت بأن الزائر يدخل ويقرأ كيفما يشاء دون أن يترخص من أحد أو يُفرض عليه أية قواعد بإستثناء ملاحظة تَرِد في بعض الأحيان وهي: إترك الكتاب على المنضدة ولا تحاول أن ترجعه إلى مكانه رجاءً. هذا يعني بأن الزائر يتجول بين الكتب بمعنى أخر بين الأفكار، يختار ويقرأ بحرية دون الأستئذان من أحد، بهذه الكيفية يستطيع القارئ إكتشاف الجديد وما يُدهشه. وإن أراد هذا الزائر إستعارة كتاب من بين الكتب التى إطلع عليه يُقدمه مع هوية إشتراكه في المكتبة إلى الموظفة أو الموظف المعني لأدخال البيانات أليا وتحييد المغناطيس الموجود في الكتاب حتى لا يصدر جهاز المراقبة الذي يوضع عند باب المغادرة صفارته، هذا إذا كان المستعير لا يستطيع إجراء هذه العملية الألية بنفسه بواسطة أجهزة منصوبة لهذا الغرض، مع مراعات ملاحظة جوهرية بأن البيانات الموجودة على الهوية الشخصية تنحصر في إسم المكتبة ورقم الهوية ولا يظهر فيها إسم المشترك إن لم يُضيفه بخط يده إن أراد.
رجعت بعد أن أضفت المعلومات المطلوبة، أثناء إنتظاري لمجئ الكتاب سألت عن عدد العاملين في المكتبة وكان الجواب 165منتسبأ(هل تتذكر من الحلقة السابقة بأن معدل عدد الزوار للمكتبة 28 زائر في اليوم الواحد؟). إستلمت الكتاب لقرائتها في المكتبة وذهبت إلى قاعة المطالعة وكان فيها عدد قليل من المطالعين، أمام قسم منهم كومبيوترات نقالة (لاب توب). كلما حاولت أن أركز فكري لأقرأ بعض فصول الكتاب بدقة، لكنه أبى أن يُطيعني ، لهذا إكتفيت بالتصفح وقراءة العناوين فقط. لم أدري لماذا كانت المناضد وطريقة إصطفافها تُذكرني بمناضد مطعم القسم الداخلي في بغداد؟ أعدت الكتاب وغادرت المكتبة عائدا إلى مكان إقامتي سالكا الطريق المحاذي لطريق الموصل، لاحظت أن شركات الدعاية الأجنبية، قد تكون لها واجهة كردية، إستغلت حتى هذا المسارعلى هيئة مواقف إنتظار لوسائط خيالية للنقل العام، وشاهدت على الطرف الأخر بناية كبيرة تحت التشييد وعند إكمالها ستنقل دوائر المحاكم إليها وبعدها يهدمون البناية القديمة، كما يٌقال، والتي تشكل ذاكرة أخرى لمدينة أربيل تشملها خطة التجديد المجددين والتي تستهدف قلب هذه المدينة اليتيمة رأسا على عقب، باسم التجديد؛ أنا لم أفهم لماذا حولوا هذه المدينة الهادئة إلى بارك للسيارات؟ ومن أين أتوا بكل هذا البشر؟ ولماذا؟ وكيف؟ هل بنوا قاعدة صناعية واسعة حوالي هذه المدينة لتكن بحاجة إلى أيدي عاملة؟ هل نفذوا خطط طموحة لتطوير الزراعة والثروة الحيوانية بهدف الأكتفاء الذاتي والتصدير؟ هل يريدون التخطيط للدخول في حرب طويلة الأمد ستُجند لها كل الطاقات الوطنية ليحل محلها الأخرون في تسيير مهام الحياة المدنية؟ كما كان الحال أثناء الحرب العراقية الأيرانية، لماذا بنوا كل هذه الجسور لمرور السيارات داخل المدينة ولم يعتمدوا إستراتيجية فاعلة للأعتماد على شبكة متكاملة للنقل العام؟ لماذا يسمحون ببناء العمارات العالية في الأحياء الشعبية ويحرمون الناس حتى من النوم على السطوح في الأيام الحارة خصوصا عند إنقطاع التيار الكهربائي؟ لماذا يحرمون الفقراء من متعة القراءة، بنقل المكتبة العامة إلى هذه المنطقة البعيدة؟ هنا تذكرت عبارة شاهدتها في متحف نوبل في ستوكهولم على هيئة لوحة ضوئية معلقة على الجدار تقول بما معناه: لم يكن لدينا المال لهذا تمكنا من التفكير.... وعشرات من الأسئلة التي توجع قلب كل من يعى بأن مفهوم المدينة وتطويرها لا يعني مطلقا تحويلها إلى سوق كبير وبارك واسع للسيارات وجسور في كل التقاطعات لتتحول المدينة إلى كتل هائلة من الكونكريت المسلح وبحر من القطع المعدنية المعلقة بسماجة خالية من كل جمالية و بأبعاد مختلفة للدعاية لمنتوجات أجنبية أو..... خصوصا المدن التأريخية التي من الواجب المحافظة على سماتها ونكهتها وما لها علاقة بإرثها بدلا من تشويه ملامحها و تقطيع أوصالها وتمزيق نسيجها الأجتماعي.
إذا كانت هذه أسئلة موجعة للقلب تراكمت في مخيلتي خلال أيام من تجوالى في المدينة، ولكن السؤال الأهم الذي برز أمامي، فجأة، خلال زيارتي لهذه المكتبة دفعني للشعور بأهمية قراءة كتابات ميشيل فوكو** مجددا لكي أستوعب ما يجري تحت السطح في هذه المدينة. وهذا ما نتناوله في الحلقة القادمة.
(يتبع)
* مقطع من قصيدة فاروق سلوم: المنزل .. فى الثناء على المعمار.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=317230
**سلسلة مقالات عددها (ستة مقالات) تحت عنوان: البيولوجيا السياسية بين سلطة المعرفة ومعرفة السلطة.
يحلل فيها حسن المصدق، الباحث الجامعي في مركز تأريخ أنظمة الفكر المعاصر التابع لجامعة السوربون، كتابات ميشيل فوكو عن الذات والسلطة مع ملاحظة أن المقالات الستة تأتي تباعا على الرابط أدناه:
http://repository.thiqaruni.org/gnr43/(10).pdf







#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(3)
- 20// ما بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به …(6)
- تعقيبا على مقال ...بمنظور غير سياسي (2)
- 19// بين عامي 1984 و 1987
- يا حمامة مهما طرتِ
- ما كنت أحلم به…(5)
- ركبت البحر
- تعقيبا على مقال عبدالغني علي في الشرق الأوسط بمنظور غير سياس ...
- 18// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به…(4)
- رسالة جوابية
- 17// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به ...(3) 
- صديق فكاهي.....تذكرته!
- صورة عبر الأثير
- لولاكِ يا بغداد!
- لا تفعلها يا فخامة الرئيس (1)
- عندما يُمارس الأنسان دوره بوعيه
- الفرهود و البرنامج الأقتصادي للدكتور برهم صالح


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - ما كنت أحلم به ...(7)