أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نيران العبيدي - اشياء صغيرة














المزيد.....

اشياء صغيرة


نيران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 - 23:16
المحور: الادب والفن
    


وتقولين "ليتني اموت قبلك .".. لا احتمل الفراق انا اضعف من ان اعيش بدونك

ها هي نبوئتك تتحقق يا عزيزتي .. لا اعلم ان كان هو الحب ام الانانيه الطاغيه لدوافعك ٍ الان انا مجرد بقايا انسان يعتاش على ذكراكٍ

قلتٍ هل تتزوج من بعدي ؟

قلت لا استطيع العيش من بعدكٍ

بمثلٍ هذا اليوم ياحبيبتي تطرز الموائد بشراشف الكتان والدانتيلا وورود الجوري التي تحبين

اقول لك لا داعي لهذا العناء ,, ان تطبخي لفائف الدولمه ورق العنب هي اشبه بلعبة الدمينيو للنساء لا رجاء منها سوى قتل الوقت والطعام طعام اي كان

اليوم هو عيد الاب وانا على انتظار ربما ياْتي الاولاد وهو ثالث عيد بعد رحيلك . حضروا كلهم في العيد الاول , جلبت ابنتك الكبرى قدور الدولمة واقراص كبه البرغل الموصلية وكبة الحلب .... زينت المائدة في الحديقة الخلفية وجاء ابنك مع زوجته الايطاليه كما حضرت ابنتك المدللة الصغرى, وها هو العيد الثالث وانا اجلس لوحدي على هذا الكرسي في الحديقة الخلفية وجدار المشبك الحديدي يفصل بيني وبين جارتي الكندية وهي تجلس تدخن وتمسد كلبها تحت الشمس لهذا اليوم ... اختطفُ بعض النظرات وارجع الى افكاري وكياني ... انظر الى الطيور الملونة وهي تشرب من نافورة الحديقة وتاْكل من بذور عباد الشمس الذي اعتدتُ ان اضعها في انبوب اكل الطيور واعلقهُ على حبل الملابس

قلتٍ " انها صدقة جارية حتى الطيور عندما تاْكل تحسب لك صدقة " ... الشمس لازالت تتوسط الحديقة بشكل عمودي وانا اضع القبعة الصيفيه التي اهديتني اياها قلتِ " لا تعمل بالحديقة !! الشمس محرقة .. بدون هذه القبعه "" وتهرئت القبعة ولازالً طيفك يناديني ... منتصف النهار وليس هناك اية نبوئه لمجيئهم !!!! ويرن جرس الهاتف

بابا

نعم

انا وماريا سوف نذهب الى دار جدها ... العائلة كلها هناك واعتقد العام الماضي كنا معك وهذه السنه من حصة عائلتها .. انا اعت ..... اقاطعه واقول له " لا عليك ياولدي ... دم سعيداً مع زوجتك انك لا تعلم متى الفراق

انكمش في وحدتي وظلي خلفي والساعة تمام الواحدة بعد الظهر ويرن مرة اخرى

بابا

نعم .... لدينا بعض المشاغل واعتقد سوف نذهب لزيارة اهل زوجي العائلة كلها هناك ولابد من الذهاب .....اعذرني لم احضر لك لفائف ورق العنب كما كانت امي تفعل لكني اعدكَ في السنة القادمة ..... واقاطعها لا عليكٍ يا ابنتي انا ايضاً لديَ مشاغل

هل هي الحديقة ..؟

وهل يوجد لديَ عمل اخر !!!!

وابنتك الصغرى لم تكلف نفسها .. ربما قررت انه سيفهم لا استطيع المجيء ولا داعي للتلفون

واتذكر الشموع التي كنت توقديها .. شيءُ خاص في يومٍ خاص

واعلم كل اتصالاتك قبل يوم من هذا الموعد !! وتترجين الاولاد القدوم للاحتفاء بي

اوا تعتقدين باْني لا اعرف انك من اعدت كل شيء لكني لا اريد ان افسد عليك عنصر المفاجئه...

وتقولين لماذا تبدو كاْنك ابو الهول ؟؟

انا .. لا اجيد فن الكلام مثل اي عراقي والحب لعبة نفعلها ولا نقولها

اشياء صغيرة افعلها من اجلك كان لا بد ان تشعري بها

واوهمكٍ بعدم مبالاتي .. وانتِ تتشوقين لكلمة اقولها لك

قلتُ هذه الحديقة جًملتها من اجلك انت

نعم من اجلك .. زرعت لك وردة الجوري التي تحبين والكاردينيا والداودي وزرعت السبانغ والجزر والفلفل الاخضر وعملت لك عريشة العنب للفائف العنب التي تحبين

قلتُ كل شيء طازج بدون كيميائيات ..لكن هيهات ها هي الكميائيات تغزو جسمك علاجاً للسرطان

لم اشاء ان اراكٍ في فراش الموت !!

قلتٍ " افعل ما تشاء من بعدي " اتمنى لك السعادة

انظر الى الساعة .. لا خطط جادة لهذا اليوم ولكني ارى جارتي الايرلنديه تتقدم نحو الحائط المشبك الذي يفصل بيننا

هل الاولاد قادمون لهذه السنه ؟؟ تسائلت

لم ارفع عيني , الظاهر لديهم مشاغلهم اجبتها ببرود

قالت انا ايضاً الاولاد ذهبوا مع طليقي اعني والدهم

هل تغديت لهذا اليوم ...؟

ليس بعد اجبت

هل تمانع ان اجلب الوجبة التي اعددتها لهذه المناسبة .. اعتدتُ ان احضر لشخص منتظر كل سنة ولا اعلم من هو هذا المنتظر .. لماذا لاتكون انت هو ...؟

اجبتها بعدم اكتراث لما لا .. ليس هناك ما يشغلني

وتجتاز الممشى الامامي وتفتح باب الحديقة الخلفيه من جانب البيت وهي تحمل سلة خوص مغطاة بمنشفة مطبخ ملونه ..

وضعت السلة بخفة على الارض

هاي

اجبتها هاي

اذن هذه الطاولة التي سوف نتغدى عليها ؟؟

نعم

اخرجت قطعة قماش ومسحت الطاولة الزجاجيه التي تتوسط طارمة الحديقة الخلفية .. وضعت شرشف مدور بكبر الطاولة مطبوع عليه زهرة كبيرة لعباد الشمس

قلت في نفسي ها .. اذن انا صيدك الثمين !! او ربما هي تمثل دور صوفيا لورين في البحث عن حبيبها بفلم زهرة عباد الشمس !!

اخرجت قنينه واين احمر وقدحين

اشعلت شمعة وضعتها في قدح زجاجي صغير

وضعت قطع من اللحم المقدد مع مهروس البطاطا وصحن اخر للخضار جزر وقرنابيط وبروكلي

وضعت سكين على يمين كل صحن لي ولها وشوكه على اليسار

سحبت كرسي الحديقة البلاستيكي و صفقت لنشرب نخب هذا اليوم !!

حملت القدح الذي وضعت فيه الواين وقدمته لي وانا اجلس على الكرسي اعتقد هي ايضا على الجهة المقابلة تفعل كما افعل انا

شاغلتُ نفسي بمنظر الطائر الازرق الذي يلتقط حبات عباد الشمس من انبوب غذاء الطيور . لاحظتُ ان الطائر الازرق والذي يدعى البلوجي هنا اكثر زرقة من ذي قبل .. تذكرت انكٍ كنت تحبين طائر الكاردينال الاحمر

نسيت كيف تكون المبادرة لكني استجمعت قواي والتفت الى ضيفتي لارى اجمل لمعان في عينين زرقاوتين وانا اسمع هاتفك من بعيد ومن وراء المجهول دم سعيدا ياحبيبي



نيران العبيدي

كندا



#نيران_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقه الثانيه جريمه ايذاء الاطفال
- حريه الراي وتكميم الافواه في مقتل الاعلامي هادي المهدي
- المراءه المعنفه والعنف الاسري
- جريمه الارهاب بين النظريه والواقع
- كركوك ليست الدراجه الهوائيه للكمسمول يا سياده الرئيس
- السيده الخرساء وقصر العزله اسطوره عراقيه للكاتب سليم مطر
- ثلاث قصص قصيره جدا
- على هامش التداعيات
- لمصلحه من كل هذا ؟؟
- على هامش مقابله رئيس الوزراء الاسترالي
- رائحه البنفسج
- موسم الرحيل
- مقال قصير بعنوان لا داعي للاسفاف
- ليلة نصف مقمرة
- قصه العم توما
- قصه في غرفه التحقيق
- العنف ضد المراءه في كردستان
- اعلى درجة لاعلى اضطهاد او القبج الاسود
- شعر وشعراء
- عابر ديالى


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نيران العبيدي - اشياء صغيرة