أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - يساريون ودينيون في المغرب














المزيد.....

يساريون ودينيون في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الفكر اليساري في المغرب,بدأ مبكرا,قبل الإستقلال مع الحزب الشيوعي المغربي,فقد انخرط في الحركة الوطنية,واعتبر العمال رمز التحرر,ليس في المغرب فقط,بل العالم الأروبي بالخصوص,منتظرين انتصار الثورة البروليتارية هناك,لتفوز دول العالم الثالث بالحرية,لكن الحركة الوطنية المغربية ظهرت بداخلها قوى أخرى,ذات منحى سلفي,فرض نفسه على الكل,لأستنهاض همم التحرر من منطلق اعتبار المستعمر عدوا دينيا ينبغي التمرد دينيا عليه بالجهاد ومناصرة المسلمين لبعضهم كواجب مقدس.ربما لهذه الأسباب تحاملت الحركة الوطنية على الحزب الشيوعي المغربي,وضايقته سياسيا مما اضطر الحركة الإشتراكية إلى تأسيس ذاتها والإنشقاق عن حزب الإستقلال لتشكل حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية.في كل هذه التجارب,لايمكن أن تجد قراءة إيديولوجية للدين الإسلامي,لأن الكل يعترف بقوة حضوره,ليس في المجتمع فقط,بل حتى داخل الدولة المغربية,ذات البناء الديني,بحيث أن كل الدساتير التي عرفها المغرب,تنبه إلى إسلامية الدولة المغربية,بل إن الديني فيها يعتبر ثابتا جوهريا في ممارسة السلطة لسلطتها,منه تستمد مشروعيتها,وبها تمارس الحكم والتحكم في حتى في الأحزاب السياسية نفسها,فالديني غير قابل للمراجعة,بل إنه يلاقي إجماعا من طرف الكل,وربما لذلك منع استغلاله سياسيا من طرف أي حزب,ولكن عندما تطور ما عرف بالإسلام السياسي في المشرق العربي,وامتدت رياحه إلى المغرب,تعمق اجتماعيا,وفرض ممثله الفعلي,بحركات دينية حاولت عدم التورط في السياسة,لكنها سرعان ما أدركت أهمية الديني في الممارسة السياسية,فأسست حركات سياسية دينية سرية إلى جانب أخرى يسارية,فوحدهما الفشل وقادهما إلى ضرورة ممارسة السياسة علنا,والبحث عن أساليب بديلة للعنف توصل إلى السلطة السياسية أو بعضها لإدارة شؤون البلد وفق ما تسمح به موازين القوى وملابسات الصراع السياسي ضد الدولة المغربية,إلى أن تحقق التوافق بين الفاعلين السياسيين والدولة المغربية,فأدرك الجميع أهمية الإحتكام لاليات سلمية من قبيل المنافسة الإنتخابية,التي عرفت هي الأخرى تطورا انتهى بالتخلص من أسلوب التزوير والتحايل,لترسيخ قيمة عدم التدخل في اللعبة الإنتخابية بدون تشكيك تسبب في المس بسمعة المغرب دوليا وعربيا وإقليميا,بذلك توصل اليساريون إلى ضرورة الإقرار بالخيار الديمقراطي,وما يفرضه من التزامات,أولها نبذ العنف والدعوة إليه,فشكل ما عرف بحكومة التناوب التوافقي,حسبت هذه الحكومة على اليساريين رغم أنهم لم يشكلوا الأغلبية فيها,وبعد ما آلت إليه الأمور,نشطت الأحزاب الدينية وتقوت شوكتها,وطالبت بحقها في الإنصات لصوتها,لكنها حوصرت في التجربة الأولى,فاستجمعت قواها في الجولة الثانية,وساهم الربيع العربي في فرضها على العالم العربي,فكان تصويت الناس لصالحها,وهي حاليا تحاول تقديم نفسها كبديل لليساريين بعد أن رفض بعضهم الإنضمام إلى الحكومة التي شكلتها,لكن الغريب هو التحاق حزب التقدم والإشتراكية بها,وهو امتداد للحزب الشيوعي المغربي كما يبدو تاريخيا لابرنماجيا أو إيديولوجيا.
لكن ما هي الغاية من رصد هذه النبذة التاريخية عن علاقة اليساريين بالدينيين في المغرب؟؟
لقد كانت في تاريخ صراعهم مناوشات سياسية,حول من له حق تمثيل المغاربة سياسيا,والتعبير عن تطلعاتهم السياسية,ولم تتطور هذه الصراعات إلى مواجهة بين مشروعين متضادين,واحد ديني سياسي سلفي,ينادي بدولة الخلافة,وآخر اشتراكي علماني,يرفض الدولة الدينية ويعتبرها مناقضة للدولة الديمقراطية أو الإشتراكية كما كان يحدث في تونس ومصر,فدينية الدولة كما سبقت الإشارة إليه يجمع الكل حولها,كما أن ارتكاز الحزب على الديانة الإسلامية مرفوض أيضا,إلا إن أعلن الحزب أن دينيته محصورة في البعد الهوياتي,أو أن هناك حركة دعوية داخله هي من عليها اعتبار نفسها ممثلة لما هو ديني كما حي حالة العدالة والتنمية المغربي.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات السلطة في العالم العربي
- حزب الله مشروعية المشروع
- سياسة الإعداد
- الفكرة في اللغات
- الإعلام ودفاتر التحملات
- العدالة والتنمية بين الديني والسياسي
- الشبكات الإجتماعية وهوس البساطة
- إسلام العقيدة وإسلام السياسة
- الإسلام الروحي والتاريخي
- الوطن ملبنة
- قصة زوج الحمار
- الفكر والسياسة في المغرب
- المثقف العربي وفكرة موت الإنسان
- الفكر الديني في العالم العربي
- ثقافة العداء
- الخيال والرواية
- الرواية المغربية
- فقه السياسة
- علمانية الدولة ودينية المجتع
- ثقافة العدوان


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - يساريون ودينيون في المغرب