أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - مسألة بلترة الحزب و دور الإيديولوجيا الماركسية - اللينينية / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – جويلية1979















المزيد.....



مسألة بلترة الحزب و دور الإيديولوجيا الماركسية - اللينينية / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – جويلية1979


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3700 - 2012 / 4 / 16 - 19:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مسألة بلترة الحزب و دور الإيديولوجيا الماركسية - اللينينية / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – جويلية1979

مقتطف من العدد 11 من " الماوية : نظرية و ممارسة ": الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مقدّمة العدد الحادي عشر من " الماوية : نظرية و ممارسة ": الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.
أنور خوجا يقلب الحقائق التاريخية رأسا على عقب ويقود هجوما دغمائيا تحريفيّا على الماركسية- اللينينية - الماوية .
توفّي ماوتسى تونغ فى 9 سبتمبر 1976. و بعد شهرين ، فى نوفمبر 1976 ، عقد حزب العمل الألباني مؤتمره السابع و جاء فى تقرير اللجنة المركزية ، على لسان أنور خوجا :
" إنّ الإنتصارات التاريخية التى حققها الشعب الصيني فى ثورته و بنائه الإشتراكي العظيمين و إنشاء الصين الشعبية الجديدة و السمعة الكبيرة التى يتمتّع بها فى العالم ، مرتبطة بإسم القائد العظيم ، الرفيق ماو تسى تونغ و تعاليمه و قيادته. و يمثّل عمل هذا الماركسي-اللينيني مساهمة فى إثراء نظرية البروليتاريا و ممارستها. و الشيوعيون و الشعب الأبانيين سيحييان على الدوام ذكرى الرفيق ماو تسى تونغ الذى كان صديقا كبيرا لحزبنا و شعبنا...
لقد مضت ألبانيا و الصين قدما فى دكتاتورية البروليتاريا و فى بناء الإشتراكية اللتين خانهما التحريفيون ، ألبانيا و الصين اللتان ظلّتا وفيتين للماركسية-اللينينية، و دافعتا عنها بتصميم و أعلنتا حربا إيديولوجية ضروسا ضد تحريفية خروتشاف و أتباعه . الشيوعية لم تمت ، على العكس ما كانت تتمنّى البرجوازية، و قد إبتهج الإنتهازيون و التصفويون قبل الأوان".
وفى بيان مشترك لبعثات الأحزاب الماركسية-اللينينية لأمريكا اللاتينية ( بعثة الحزب الشيوعي (الماركسي- اللينيني ) الأرجنتيني ، و بعثة الحزب الشيوعي البوليفي ( الماركسي- اللينيني ) ، و وبعثة الحزب الشيوعي البرازيلي ، و بعثة الحزب الشيوعي الكولمبي ( الماركسي- اللينيني) ، و بعثة الحزب الشيوعي الثوري الشيلي، و بعثة الحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني الإكوادوري) الحاضرة فى المؤتمر السابع لحزب العمل الأباني بتيرانا ، ألبانيا ، نوفمبر 1976، نقرأ :
" 8. وجهت البعثات الحاضرة تحيّة عالية و عبّرت عن عمق ألمها لوفاة الرفيق ماو تسى تونغ ، رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، و قائد لا جدال فيه للشعب الصيني ، و ماركسي – لينيني عظيم و معلّم كبير للبروليتاريا و الشعوب المضطهَدة فى العالم بأسره. فى ظلّ القيادة الحكيمة للرفيق ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ، خاضت البروليتاريا و خاض الشعب الصيني حربا ثورية و إفتكّا السلطة و شيّدا الإشتراكية فى الصين. و هكذا غدت الصين المتخلّفة و الخاضعة للإمبريالية ، بلدا إشتراكيّا معاصرا ،و حصنا حصينا للثورة العالمية.و كذلك فى ظلّ قيادة الرفيق ماو تسى تونغ ، جرت معالجة بطريقة صحيحة لمشكل الهام لكيفية مواصلة الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية فى الصين. لقد رفع الرفيق ماو تسى تونغ بصلابة راية الماركسية- اللينينية و أطلق النضال ضد التحريفية المعاصرة ، مساهما هكذا بحيوية فى إعادة تشكيل الحركة الشيوعية الماركسية- اللينينية العالمية. و ستظلّ مسيرته كمقاتل ثوري و أفكاره التى طوّرت الماركسية- اللينينية حاضرة فى قلوب شعوب و شيوعييى العالم قاطبة و أذهانهم ".
--------
و عقب ذلك بسنتين ، يشنّ أنور خوجا و حزب العمل هجوما مسعورا دغمائيّا تحريفيّا على ماو تسى تونغ ، فى كتاب أعلن عن نشره أواخر ديسمبر 1978 و حمل من العناوين " الإمبريالية و الثورة " . و فيه أفرد خوجا فصلا كاملا لتشويه فكر ماو تسى تونغ معتبرا إيّاه " نظرية معادية للماركسية " و معتبرا أنّ الصين لم تعرف أبدا الإشتراكية و البناء الإشتراكي و أنّ صراع ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية السوفياتية لم يكن نابعا من مواقف صحيحة و مبدئية ماركسية- لينينية وما إلى ذلك من تقليعات دغمائية تحريفية !!!
===
هذه إطلالة أولى على الإنقلاب الخوجي المضاد لعلم الثورة البروليتارية العالمية ، أمّا الإطلالة الثانية فنخرجها لكم كالتالى :
ورد فى خطاب أنور خوجا ، فى 7 جانفي 1964، ضمن كرّاس " عاشت الصداقة الصينية – الألبانية " :
" أبدا لن ينسى الشيوعيون الألبانيون و لن ينسى الشعب الألباني أن إخوتهم الصينيون وقفوا إلى جانبهم فى الأفراح و الأتراح. لن ينسوا المساعدة الكريمة للأخوة الصينيين الذين تقاسموا معاشهم مع شعبنا. أبدا لن ينسوا أنّ الحزب الشيوعي الصيني حافظ دائما على حزب العمل الألباني مثلما يحافظ المرء على أمّ عينه".
---------------------
و فى 30 سبتمبر 1978 ، فى بيان مشترك بين الحزب الشيوعي الكولمبي ( الماركسي- اللينيني) و الحزب الشيوعي الثوري الشيلي و الحزب الشيوعي الماركسي – اللينيني الإكوادوري و حزب الراية الحمراء الفينيزوالي ، هناك تحليل نقدي يبيّن تحريفية " نظرية العوالم الثلاثة " و تناقضها مع تعاليم ماو تسى تونغ و فى النقطة 15 من خاتمة البيان كتبوا:
" تعتبر أحزابنا أنّه ، إزاء إستعمال التحريفيين الصينيين لأعمال ماو تسى تونغ و سمعته للتغطية على مخطّطاتهم لإعادة تركيز الرأسمالية فى الصين و بناء قوّة عظمى جديدة إمبريالية- إشتراكية و مغالطة البروليتاريا و الشعوب بنظريتهم الضارة للغاية ، نظرية " العوالم الثلاثة" ؛ من الواجب الأكيد أن نصون تعاليم ماو تسى تونغ الثورية ، الماركسية- اللينينية . و تثمّن أحزابنا إلى درجة كبيرة مساهمات الرفيق ماو تسى تونغ فى الثورة العالمية."
و بعد نحو السنة من ذلك ، فى أكتوبر 1977 ، صدر بيان عن الحزب الشيوعي الإسباني (الماركسي- اللينيني) و الحزب الشيوعي البرتغالي المعاد تشكيله و الحزب الشيوعي الإيطالي الماركسي- اللينيني و الحزب الشيوعي اليوناني الماركسي- اللينيني و الحزب الشيوعي الأماني الماركسي – اللينيني فيه نقرأ :
" فى الذكرى الأولى لوفاة الرفيق ماو تسى تونغ ، ترفع أحزابنا تحيّة له و تأكّد على أنّ وفاته تمثّل خسارة كبرى للحزب الشيوعي الصيني العظيم و لكافة الحركة الشيوعية العالمية . كان الرفيق ماو تسى تونغ ، القائد العظيم للشعب و الحزب الشيوعي الصيني كذلك قائدا عظيما للبروليتاريا العالمية.تعتبر أحزابنا أن من واجب جميع الماركسيين- اللينينيين الدفاع بصلابة عن التعاليم الثورية للرفيق ماو تسى تونغ- لا سيما منها تلك المتصلة بالصراع ضد التحريفية المعاصرة ،و بالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و بالصراع ضد الإنتهازيين من كلّ لون- إزاء جميع الذين بنفاق يستعملون إسمه ليشوّهوا تعاليمه و للهجوم عليه بشكل ملتوى."
-----------
إثر وفاة ماو تسى تونغ، أنجزت الطغمة التحريفية الصينية بقيادة دنك سياو بينغ و هواو كوفينغ إنقلابا مضادا للثورة فى الصين فصعدت بذلك البرجوازية الجديدة إلى السلطة و أعيد تركيز الرأسمالية هناك و تحوّلت الصين ماو الإشتراكية إلى صين دنك الرأسمالية و تحوّل الحزب الشيوعي الصيني من حزب بروليتاري إلى حزب برجوازي .
و فى جويلية 1978 ، تنكّرت البرجوازية الجديدة الحاكمة للصين للإتفاقيات مع ألبانيا و أوقفت التعاون الإقتصادي و العسكري معها ، مثلما سبق و أن فعل التحريفيون السوفيات مع الصين الماوية.
و طار عقل أنور خوجا و طفق يخلط الحابل بالنابل و يصبّ جام غضبه على ماو تسى تونغ و يكيل الشتائم و يلصق به و ينسب إليه أفكارا و نظريّات أعدائه ( مثل " نظرية العوالم الثلاثة " لدنك سياو بينغ) و يمرّغ سمعته فى الوحل بعد أن كان يرفعه إلى السماء ، مستعملا فى ذلك جميع الأساليب الإنتهازية و التزوير و الكذب و قلب الحقائق رأسا على عقب بأشكال و طرق قد تتصوّرونها و أخرى قد لا تصوّرونها أصلا و بهجومه ذلك على أرقى ما بلغه علم الثورة البروليتارية العالمية كان يحطّم المبادئ الماركسية- اللينينية و يدافع عن الأفكار التى أثبت تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و الصينية أنها خاطئة ، تحريفية. فقدّم خدمة هائلة للبرجوازية العالمية إذ تسبّب فى إنقسامات داخل الحركة الماركسية-اللينينة العالمية إستغلّها الإنتهازيون فى الأحزاب و المنظّمات الماركسية- اللينينية عبر العالم ليرتدّوا و يديروا ظهرهم للثورة البروليتارية العالمية و يخونوا الشيوعية و قضية الطبقة العاملة العالمية.
======
لكن هيهات أن يلزم الشيوعيون الحقيقيون الماويون الصمت إزاء ذلك الهجوم الدغمائي التحريفي! فمنذ السبعينات ،إنبروا يقاتلون الخوجية و بالفعل ألحقوا بها أشدّ الهزائم المريرة عالميّا . و يشهد واقع اليوم بتقدّم مطّرد للماوية طليعة للموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية و بتراجع ملموس للخوجية كضرب من ضروب التحريفية و إندحارها فى عديد البلدان إلاّ أنّه عربيّا ، لا زلنا فى حاجة أكيدة إلى مزيد فضح الخوجية و كافة أرهاط التحريفية المهيمنة على الحركة الشيوعية حتّى ستطيع الماوية أن تتبوّأ المقام الذى تستحقه لإيجاد الأسلحة السحرية الثلاثة ( الحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني-الماوي و الجبهة الوطنية الديمقراطية و جيش التحرير الشعبي ) و قيادة حرب الشعب لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة تمهيدا للثورة الإشتراكية كجزء لا يتجزّأ من الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى تحقيق المجتمع الشيوعي الخالي من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري.
و هذا العدد من " الماوية : نظرية و ممارسة " مساهمة فى النهوض بهذه المهمّة الملحّة على الجبهة النظرية و السياسية.وقد إخترنا له من العناويون " الماوية دحضت الخوجية و منذ 1979" و كانت إضافة "ومنذ 1979" موجّهة ضد محترفي تدليس تاريخ الماوية ، ليس كلزوم ما لا يلزم و إنّما لتبيان أنّ ردّ الفعل الماوي كان سريعا و دقيقا و عميقا منذ عقود الآن ما خوّل للمنظّمات و الأحزاب الماوية أن تنظّم ندوة عالمية فى مطلع الثمانينات ثمّ ندوة ثانية فى 1984 إنتهت إلى تشكيل الحركة الأممية الثورية التى كانت من أهمّ نواتاتها الأولى الأحزاب التى إنبرت لتتصدّى للخوجية بجرأة و صراحة مطلقة الوثائق التى سنعرض عليكم سهاما تصيب كبد الحقيقة الخوجية و ترفع عاليا راية الماوية – حينها فكر ماو تسى تونغ.
و للتاريخ ، تجدرالإشارة بشكل عابر فحسب إلى أنّ الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي الذى نشر الوثائق التى نضع بين أيديكم فى مجلته "الثورة " سنة 1979، قد سبق و أن كتب مباشرة بُعيد إعلان الوكالة التليغرافية الألبانية فى 20 ديسمبر 1978 عن صدور "الإمبريالية و الثورة " و عرضها لمضمونه، إفتتاحية العدد الأوّل من المجلّد الرابع من "الثورة " ، جانفي 1979، تحت عنوان " أنور خوجا يفضح الإنتهازية – إنتهازيته " قبل أن ينشر لاحقا سلسلة من التعليقات على "الإمبريالية و الثورة " منها إنتقينا " فى الردّ على الهجوم الدغمائي- التحريفي على فكر ماو تسى تونغ". وهذه الإفتاحية . متوفّرة على الأنترنت فى موقع الموسوعة المناهضة للتحريفية باللغة الأنجليزية :
Encyclopedia of Anti-Revisionism On- Line
---------------------------------------
و فصول مسرحية المرتدّ أنور خوجا و الخوجية بتفاصيها الدقيقة تفضحها وثائق الماويين عبر العالم فى متن هذا العمل . و لأنّ الكتابات الماوية ضد الخوجية كثيرة و عديدة كان علينا أن ننتقي أكثرها رواجا ؛ على حدّ علمنا ، و أهمّها بإعتبار الدور الذى لعبته فى الدفاع عن الماوية و دحض الخوجية، فوقع إختيارنا الذى نرجو أن يكون موفّقا على وثائق أربعة ؛ واحدة من بلد إمبريالي – الولايات المتحدة الأمريكية ، للحزب الشيوعي الثوري الأمريكي و ثلاثة من مستعمرات جديدة الأولى من تركيا – أوروبا و الثانية من الشيلي و الثالثة من سيلان [سيريلانكا]، من أمريكا اللاتينية و من آسيا على التوالي. وهي:
1- بإحترام و حماس ثوريين عميقين، نحيّي القائد الخالد للبروليتاريا الصينية، الرفيق ماو تسى تونغ، فى الذكرى الثالثة لوفاته! – الحزب الشيوعي التركي / الماركسي-اللينيني، جويلية 1979.
2- دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ؛ وثيقة تبنّاها مؤتمر إستثنائي للحزب الشيوعي بسيلان إنعقد فى جويلية1979.
(و إضافة إستثنائية: " دحض أنور خوجا" ؛ ن. ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي بسيلان - 1980.)
3- " تقييم عمل ماو تسى تونغ"؛ للحزب الشيوعي الثوري الشيلي- جويلية 1979.
4-" فى الردّ على الهجوم الدغمائي - التحريفي على فكر ماو تسى تونغ " بقلم ج. وورنار؛ ماي 1979.

=======================================


1/ مسألة بلترة الحزب :

نعتقد أن أول أهم المشاكل التى تعترضنا و التى يجب أخذها بنظر الإعتبار فى الحكم على الصعوبات التى واجهها الماركسيون –اللينينيون الصينيون هي التركيبة الطبقية للبلد غداة تأسيس الحزب الشيوعي الصيني ، هي أن عدد العمال الصناعيين يساوى تقريبا مليون و نصف المليون نسمة من ضمن سكان البلد الذين يعدون 427 مليون نسمة . و من هؤلاء العمال أكثر من 70 بالمائة كانوا يعملون فى الصناعات الخفيفة و النقل . و كانت الطبقة العاملة الصناعية إذن تمثّل أقل من 4 بالمائة من العدد الجملي للسكان مع أكثر بقليل من 1 بالمائة يشتغلون بمصانع تحويل النبات . فى 1939 ، عشر سنوات قبل إفتكاك السلطة ، كان ثمة فقط أكثر بقليل من مليونين و نصف المليون من العمال يشتغلون فى مصانع متطورة حقا ، و هذا يعنى نسبة 5 بالمائة فقط من مجموع السكان .

و فى 1949 ، سنة التحرير ، كان هنالك ثلاث ملايين عامل صناعي من ما يقارب الخمسة ملايين ساكن ، بمعنى أكثر بقليل من 5 بالمائة .

هنا نلاحظ تناقضا عملاقا ينبغى معالجته حتى تُقاد الثورة على نحو صحيح و نقصد تشكيل حزب قيادي – طليعة البروليتاريا- قادر على قيادة مئات الملايين من الناس ، فى بلد كانت فيه البروليتاريا ضعيفة للغاية و كان لزاما تعبئة و قيادة هذه المئات من الملايين فى المراحل المختلفة من الحرب الأهلية و أيضا فى الحرب ضد الغزو الإمبريالي الياباني و الهيمنة على الصين من قبل قوى إمبريالية أخرى ، كان لزاما فى فترات معينة قيادة و إدارة مناطق محررة كانت سنة 1945 تضم حوالي مائة مليون ساكن و قيادة جيش كان يعد سنة 1946 مليونين و نصف مليون مقاتل . دون شك ، كان كل هذا يتطلب حزبا كثيرالمنخرطين و جذورا عميقة فى صفوف الجماهير . و لم يكن ممكنا لهذا الحزب أن يتشكل بالضرورة غالبيا من العمال نظرا لضعف تطور تلك الطبقة فى الصين . و فى أفريل 1945 ، حين أنجز المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الصيني ، كان عدد المنخرطين 1.21 مليون و بلغ سنة 1947 2.7 مليون و بعد التحرير ، سنة 1951 كان عدد المنخرطين 5.8 مليون بينما بلغ عدد أفراد الطبقة العاملة ككل هذا الرقم تقريبا فى السنة الموالية . و فى 1956 ، سنة المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الصيني ، كان المنخرطون يمثلون أكثر من 10.7 مليون منخرط و منخرطة وهو رقم يتجاوز بما يفوت المليون العدد الجملي للعمال الصناعيين تلك السنة و لكنه لم يكن يمثّل إلا 1.74 من جملة السكان . و فى سنة 1958 ، مع بداية القفزة الكبرى إلى الأمام ( و هذه إحدى مآثر تلك المبادرة ) تصاعد عدد العمال من 12 مليونا تقريبا فى 1957 إلى أكثر من عشرين مليونا .

بيد أن هذاالعدد تقلص فى سنوات 1959-1961 بسبب الآفات الطبيعية حينها و بسبب تخريب التحريفيين السوفيات و الصينيين للمشاريع . و لا يمثل هذا العدد الأقصى مع ذلك سوى 4 بالمائة من السكان . و فى روسيا بالعكس ، 14 سنة قبل ثورة أكتوبر إعتمادا على الأرقام التى قدمها لينين فى كتابه " تطور الرأسمالية فى روسيا "، كان هنالك 2.8 مليون عامل فى الصناعة و السكك و التعدين و المناجم ، بمعنى 2 بالمائة من إجمالي السكان فى ذلك الوقت ( عرض على أساس إحصائيات 1897) .

وعنى ضعف التطور فى الصين و بالتالى ضعف البروليتاريا بعد الإصلاح الزراعي هيمنة شريحة البرجوازية الصغيرة بلا منازع على سكان البلاد . و بالفعل ، فى 1954 ، كانت البرجوازية الصغيرة تعدّ 30 بالمائة من السكان الفلاحين وهو ما يعادل150 مليون نسمة . و صارت بقية السكان الفلاحين ، حوالي 350 مليون نسمة ، و ضمنهم بروليتاريا و أشباه بروليتريا و فقراء الريف ، إلى ملاكين صغار عندما تحصلوا على الأرض. و يضاف إلى هذه الجماهير العريضة من الفلاحين البرجوازيين الصغار حوالي 50 مليون تاجر صغير و حرفيين و موظفين و مثقفين و طلبة إلخ ذوى طابع مدني .

لذلك إضطر ماو تسى تونغ و الماركسيون اللينينيون الصينيون إلى بناء حزب عريض جدا ، كانوا فى حاجة إليه ، دون أن يكونوا قادرين على جلب القسم الأعظم من منخرطيه من البروليتاريا . ففى سنة 1956 و هي السنة التى تمثّل المرور إلى البناء الإشتراكي ، كان الحزب الشيوعي الصيني يعدّ 1.502.814 منخرط عمالي ما قدره 14 بالمائة فقط من جملة المنخرطين ال 7.491.459 الذين ينقسمون إلى 69 بالمائة من أصل فلاحي و1.255.923 أو 11,7 بالمائة من منخرطيه هم من المثقفين و 558.188 أي 5.2 بالمائة ينحدرون من مواقع إجتماعية مختلفة .

لمعالجة هذا التناقض الجاد لم يكن فى وسع ماو و الماركسيين –اللينينيين الصينيين إلا أن يطبقوا ( و قد طبقوا ) الإجراءات التالية :
1- أقصى الجهود لتعزيز إيديولوجيا البروليتاريا الماركسية –اللينينية فى صفوف الحزب .
2- النضال الإيديولوجي ضد المظاهر البرجوازية و البرجوازية الصغيرة فى الحزب و القضاء على التكتلات المعادية للحزب التى تجمعت حول تلك الأفكار .
3- القيام بحملات متصلة لإصلاح طريقة العمل و النقد و النقد الذاتي لإصلاح المناهج و الأفكار الخاطئة .
4- تيسير إنتماء العمال إلى الحزب والتضييق ( خاصة بعد إنتصار الثورة ) على شرائح إجتماعية أخرى فى الإنتماء إليه.

كانت هذه هي إمكانيات معالجة هذا التناقض. و ثمة أدلة قاطعة على ان ماو تسى تونغ و الماركسيون –اللينينيون الصينيون مارسوها بكثافة . هل يمكن أن يوجد إنسان يدافع عن أنه نظرا لأن التركيبة الطبقية كانت غير مناسبة ( لتاخر الصين ) ، كان لزاما أن لا تنجز الثورة إلى حين أن يوجد تطور الرأسمالية بروليتاريا متقدمة و كثيفة العدد ؟؟؟ إن حزبنا يرى أن هذا البديل غير مقبول و أن واحد من مآثر ماو تسى تونغ الكبرى و الثوار الصينيون هو تحقيق الثورة الديمقراطية الشعبية و الثورة الإِشتراكية فى ظل هذه الظروف المعقدة للغاية .

و فيما يتصل بنشر الماركسية ، كان ماو تسى تونغ من بداية الثورة إلى وفاته يؤكد على الدوام على ضرورة تعويل الحزب الشيوعي الصيني ( و ليس فقط الحزب بل أيضا الجماهير ذاتها ) على الماركسية - اللينينية . و قد شجع إجراءات ملموسة بهذا الصدد .

و شهدت هذه السيرورة من إستيعاب الماركسية فى الصين صعوبات موضوعية جمة مترافقة مع هذا العدد الضخم من السكان و الحجم الكبير للبلد و المستوى الثقافي المتدنى و الموروث من النظام القمعي الإستعماري و شبه الإقطاعي حيث كانت نسبة الأميين عالية ضمن الجماهير و منخرطي الحزب خلال مراحل هامة من السيرورة الثورية و كانت العراقيل الملازمة للغة الصينية تمنع ترجمة النصوص الماركسية الكلاسيكية و فهمها. فكان لمؤلفات ماو تسى تونغ دور غاية فى الأهمية فى تجاوز هذه العراقيل ، هذه المؤلفات التى تطبق مبادئ الماركسية على واقع الصين فى لغة واضحة و بسيطة ، مستعملة صورا و رموزا من الثقافة الصينية دون تحوير جوهرها .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

2/ دور الإيديولوجيا الماركسية - اللينينية :

فيما يتعلق بالماركسية - اللينينية لم يشجع ماو تسى تونغ فقط إنتشارها بل نادى بإستمرار إلى إستعمالها لا بطريقة دغمائية و إنما كأداة تحليل للواقع الصيني الملموس . و فى 1938 ، فى مؤلفه " دور الحزب الشيوعي الصيني فى الحرب الوطنية " أشار ماو إلى أنه :
" إذا تحدثنا بصورة عامة فيجب على جميع أعضاء الحزب الشيوعي الذين يملكون قدرة معينة على البحث و الدراسة أن يدرسوا نظرية ماركس و إنجلز و لينين و ستالين ن و تاريخ أمتنا ، و أوضاع الحركات الراهنة و إتجاهاتها ، و فضلا عن ذلك فإنه يجب على هؤلاء الرفاق أن يساعدوا فى تثقيف أعضاء الحزب الذين هم على مستوى تعليمي منخفض . و إذا تحدثنا بصورة خاصة فيجب على الكوادر أن يولوا إهتماما خاصا لدراسة المواضيع المذكورة أعلاه ، و يجب على أعضاء اللجنة المركزية و كبار الكوادر على وجه الخصوص أن يعيروها إهتماما أكبر . إنه يستحيل على حزب سياسي يقود حركة ثورية كبرى أن يحقق النصر إذا لم يكن مسلحا بالنظرية الثورية و لا ملما بمعرفة التاريخ و لم يكن لديه فهم عميق للظروف الفعلية للحركة .

إن نظرية ماركس و إنجلز و لينين و ستالين هي نظرية صالحة للعالم أجمع . فلا يجوز لنا أن نعتبر نظريتهم عقيدة جامدة بل علينا أن نعتبرها مرشدا للعمل . و لا يجوز لنا أن نكتفي بمجرد تعلم بعض العبارات و الأقوال من كتب الماركسية -اللينينية ، بل يجب أن ندرس الماركسية - اللينينية بوصفها علم الثورة . كما أنه لا يجوز لنا أن نكتفي بمجرد فهم النتائج الخاصة بالقوانين العامة التى توصل إليها ماركس و إنجلز و لينين و ستالين من دراستهم لمختلف جوانب الحياة الواقعية و للتجارب الثورية ، بل يجب كذلك أن نتعلم منهم موقفهم الطبقي و طريقتهم فى النظر إلى القضايا و فى حلها . إن معرفة حزبنا بالماركسية- اللينينية قد إزدادت اليوم إلى حد ما بالمقارنة مع ما مضى ، بيد أن معرفته لا تبرح بعيدة عن الإتساع و العمق. إن مهمتنا هي قيادة أمة كبيرة تعدادها مئات الملايين من أجل خوض نضال عظيم لم يسبق له مثيل . و لذا فإن مهمة دراسة النظرية الماركسية - اللينينية على نطاق واسع و بصورة عميقة هي بالنسبة إلينا قضية كبرى ينبغى حلها سريعا و لا يمكن حلها إلا بواسطة الجهود المركزة . و إنى لآمل أن تجري بعد هذه الدورة العامة للجنة المركزية مباراة فى الدراسة يشترك فيها جميع أعضاء الحزب ، لنرى من يستطيع حقا أن يستوعب شيئا من هذه النظرية و من يتعلم أكثر و بصورة أفضل . و إنطلاقا من أننا نتحمل المسؤولية الرئيسية فى القيادة نرى أنه إذا ملك حزبنا مائة أو مائتين من الرفاق الذين إستوعبوا الماركسية - اللينينية بصورة منهجية و ليست جزئية و كذلك بصورة حقيقية و ليست جوفاء ، فإن قدرة حزبنا الكفاحية ترتفع إلى حد كبير و تتحقق مهمتنا فى قهر الإمبريالية اليابانية بصورة أسرع . "
ثم يقوال ماو، رابطا المضمون الأممي للماركسية بالخصوصيات الصينية : " لا نستطيع أن نطبق الماركسية بنجاح إلا إذا ربطناها بالخصائص المحددة ببلادنا ووضعناها فى قالب وطني محدد . " ( صفحة 291-292 ، " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " المجلد 2 ، الطبعة العربية ).

و فى هذا يطبق بصدق تعاليم لينين الذى يشير فى كتابه " مرض "اليسارية" الطفولي فى الشيوعية " :
" و مع ان حركة العمال فى كل مكان تجتاز ، من حيث جوهر الأمر ، مدرسة واحدة تمهيدية للإنتصارعلى البرجوازية ، تتطور هذه الحركة فى كل بلاد حسب طريقتها الخاصة . "
و إثر ذلك : " فى كل مكان يبرز عدم الرضا من الأممية الثانية و يتسع و ينمو ، و ذلك سواء بسبب إنتهازيتها أو بسبب أنها ليست لديها القدرة أو القابلية لإيجاد مركز مكثف حقا ، و قيادي حقا ، و كفء لتوجيه تكتيك البروليتاريا الثورية العالمي فى نضالها من أجل جمهورية سوفيتية عالمية . إن من الضروري أن ندرك بجلاء أن مثل هذا المركز القيادي لا يمكن بأية حال أو نوجده على أساس قولبة القواعد التكتيكية للنضال و تسويتها و توحيدها بصورة جامدة . فما دامت الفوارق من حيث القوميات و الدول موجودة بين الشعوب و البلدان ، و هذه الفوارق ستبقى زمنا طويلا و طويلا جدا ، حتى بعد تحقيق ديكتاتورية البروليتاريا فى النطاق العالمي ، فإن وحدة التكتيك العالمي للحركة العمالية الشيوعية فى جميع البلدان لا تتطلب إزالة التنوع ، و لا إستئصال الفوارق القومية ( الأمر الذى ليس فى اللحظة الراهنة إلا أضغاث أحلام ) ، بل تتطلب تطبيق المبدئين الأساسيين للشيوعية ( السلطة السوفياتية و ديكتاتورية البروليتاريا ) بشكل يعدّل بصورة صحيحة هذين المبدئين ، فى الجزئيات و يجعلهما يتلاءمان و ينسجمان بصورة صحيحة مع الفوارق القومية و الفوارق بين الدول . إن الواجب الرئيسي فى اللحظة التاريخية التى تجتازها جميع البلدان المتقدمة ( و ليس المتقدمة وحده ) هو إستقصاء و دراسة و تمحيص و إستقراء و إستيعاب المميزات القومية و الخصائص القومية فى الأساليب الملموسة التى يتخذها كل بلد لحل المهمة الأممية الواحدة ، و الإنتصار على الإنتهازية و العقائدية اليسارية فى داخل الحركة العمالية ، و لإسقاط البرجوازية، و تأسيس الجمهورية السوفياتية و دكتاتورية البروليتاريا . " ( "بعض الإستنتاجات 10" ، "لينين المختارات فى 10 أجزاء ، المجلد9 ، 519-520-521 ) .

و فى 1941 ، أثناء تجمع كوادر عقد فى إرتباط بحملة تصحيح قامت فى يانان ، أكّد ماو معترفا بمساهمات الماركسية فى الثورة الصينية :
" إن السنوات العشرين من عمر الحزب الشيوعي الصيني إنما هي عشرون عاما أصبحت الحقيقة العامة للماركسية -اللينينية خلالها فى إندماج متزايد مع الممارسة العملية للثورة الصينية . و إذا عدنا بذاكرتنا إلى مدى ما كانت عليه معرفتنا بالماركسية - اللينينية و الثورة الصينية من سطحية و فقر خلال مرحلة طفولة حزبنا ، لوجدنا الآن معرفتنا هذه تزايدت بكثير عمقا و غنى . و طوال المائة عام الأخيرة ناضل خيرة أبناء الأمة الصينية المنكوبة مضحين بأرواحهم فكلما سقط أحدهم أخذ مكانه الآخر ، و ذلك من أجل البحث عن الحقيقة التى تقود إلى إنقاذ الوطن و الشعب ، و إن هذا ليهز قلوبنا فخرا و يدمع عيوننا حزنا . و لكننا لم نجد الماركسية - اللينينية - أسمى الحقائق كأفضل الأسلحة لتحرير أمتنا ، إلا بعد الحرب العالمية الأولى و ثورة أكتوبر فى روسيا ، فالحزب الشيوعي الصيني هو رائد و ناشر و منظم فى إستخدام هذا السلاح . و لم تكد الحقيقة العامة للماركسية - اللينينية ترتبط بالممارسة العملية للثورة الصينية حتى أضيفت ملامح جديدة كل الجدة على الثورة الصينية. منذ إندلاع حرب المقاومة ضد اليابان قد خطا حزبنا خطوة فى دراسته ، على ضوء الحقيقة العامة للماركسية - اللينينية ، حول الممارسة العملية لهذه الحرب و حول الصين و العالم فى الوقت الراهن ، و قد تم الشروع بصورة أولية فى دراسة التاريخ الصيني . و كل هذا بأجمعه ظواهر رائعة . " ( "فلنصلح دراستنا" ، المجلد 3 ، صفحة 19-20) .

و فى السنة الموالية ، ( 1942) فى مدرسة الحرب التابعة للجنة المركزية ، كجزء من إحدى الحملات لتقويم أسلوب العمل بهدف البلترة الإيديولوجة للحزب ، لاحظ :
" و لنسأل فى بادئ الأمر : هل مستوى حزبنا النظري مرتفع فى الحقيقة أم منخفض ؟ لقد ترجم المزيد من المؤلفات الماركسية - اللينينية فى الفترة الأخيرة ، كما إزداد عدد من يقبلون على قراءتها . و هذا أمر جيد جدا . لكن هل يمكننا أن نقول لذلك أن مستوى حزبنا النظري قد إرتفع إلى حد بعيد ؟ صحيح ، إن مستوانا النظري قد أصبح أعلى بقليل مما كان عليه . لكنا إذا نظرنا إلى المحتوى الغني الذى تحمله الحركة الثورية الصينية وجدنا أن جبهتنا النظرية أبعد ما تكون عن الإنسجام مع ذلك المحتوى ، و إذا أجرينا مقارنة بين الإثنين يبدو لنا أن الجانب النظري متخلف كثيرا . و على الدوام ، فإن نظريتنا لا تزال عاجزة عن مسايرة ممارستنا الثورية ، ناهيك عن أن تسير أمام هذه الممارسة كما هو واجب عليها . إننا لم نرتق بعد بمماستنا الغنية إلى المستوى النظري المطلوب ." ( " فلنقوم أسلوب الحزب " ، المجلد 3 ، صفحة 46).

و غداة إنتصار الثورة ، فى جوان 1949 ، مرة أخرى ، يقدّم ماو فى مؤلفه " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " إعترافا بالدور الذى لعبته الماركسية فى الإنتصارات التى تحققت ، إنتصارات مثّلت واحدة من أكبر الملاحم فى التاريخ الثوري :
" إن حزبنا يبلغ ال 28 من عمره ، و كما يعلم الجميع ، لم يجتز الحزب هذه السنوات فى سلم ، بل فى ظروف عصيبة ، فقد كان علينا أن نحارب أعداء من الداخل و من الخارج و أعداء فى داخل الحزب و خارجه ، نحن ممتنون لماركس و إنجلز و لينين وستالين على إعطائنا سلاحا . و هذا السلاح ليس الرشاش بل الماركسية - اللينينية. " ( مجلد 4 ، صفحة 520) .
وفى مارس 1955 ، فى ندوة وطنية للحزب الشيوعي الصيني ، أكّد مرّة أخرى على ضرورة دراسة الماركسية-اللينينية:
" من واجبنا نشر المادية الجدلية بين الخمسة ملايين مثقف داخل و خارج الحزب و بين الكوادر فى كل المستويات حتى يستوعبوها و يناضلوا ضد المثالية ، و من واجبنا حينذاك أن نكون قادرين على تنظيم جسم قوي من العمال النظريين ، وهو جسم نحن فى حاجة ماسة له . و هذا بدروه سيكون رائعا.
ينبغى أن نرسم مخططا لتكوين مثل هذا الجسم المتكون من عديد ملايين الناس ينكبون على دراسة المادية الجدلية و المادية التاريخية و الأسس النظرية للماركسية و يحاربون جميع مظاهر المثالية و المادية الميكانيكية . الآن ثمة العديد من الكوادر بصدد القيام بالعمل النظري و لكن ليس هنالك إلى حدّ الآن جسم من العمال النظريين ، و أقل من ذلك جسم صلب . دون هذا الجسم لا يمكن لقضية كل الحزب و التصنيع الإشتراكي و التحويل الإشتراكي للبلد و تعصير دفاعنا الوطني و بحوثنا فى الطاقة النووية التقدم أو النجاح ."

و فى سنة 1957 ، نظمت حملة تصحيح بهدف تعبئة الجماهير لنقد الأفكار و الممارسات الرجعية التى إندلعت فى الصين نتيجة أحداث المجر و هجمات خروتشاف على ستالين . سمح ماو تسى تونغ للقوى اليمينية من صفوف البرجوازية الوطنية و المثقفين و شرائح أخرى بالتعبير عن آرائها لمدة محدودة حتى فى الصحافة بغاية جعلها تبرز أفكارها الرجعية و تعريتها أمام الشعب و تاليا قام بهجوم مضاد ضدهم :" بصورة عامة ستكون الأطروحات المعادية للثورة ممنوعة غير أنه إذا ما تقدموا بها لا فى شكل معاد للثورة بل تحت قناع ثوري ، سيكون علينا أن نسمح بوجودها مما سيساعدنا على رؤية هذه الأطروحات كما هي حقا و تنظيم حملات نضال ضدها ."

فكانت النتيجة أكبر معركة أقيمت ضد الأفكار الرجعية فى نفس الوقت مع تنظيم حملة تدريب على الإيديولوجيا البروليتارية الماركسية - اللينينية . و قال ماو :
" إن المثقفين متذبذبون فى تبنى الماركسية - اللينينية التى كان يعارضها عديد الناس فى الماضى حيث عارضها الإمبرياليون و عارضها تشان كاي تشاك ، يوما بعد يوم مدعيا أن الشيوعية لا تتلاءم مع الأوضاع الصينية ، جاعلا الناس يخشونها . تتطلب معانقة المثقفين للماركسية- اللينينية و تغيير نظرتهم البرجوازية للعالم إلى نظرة البروليتاريا للعالم وقتا و حركة إيديولوجية إشتراكية ثورية . إن حركة هذه السنة متوجهة لتعبيد الطريق لذلك . "

و فى 1963، أطلق ماو " حركة التربية الإشتراكية " للحث على دراسة الماركسية و محاربة عناصر الحزب " فى السلطة المتبعين للطريق الرأسمالي " ، و هي حركة ستوفر الظروف للثورة الثقافية بعد سنتين . و فى14 جوان 1963 ، نُشر " إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية " كان موجها ضد الحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي و جملة من رسائله المفتوحة . و دافع "إقتراح..." عن الماركسية - اللينينية فى تعارض مع أطروحات و سياسات خروتشاف .

وخلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، بلغت دراسة الماركسية - اللينينية أبعادا جماهيرية لم يشهدها تاريخيا أي بلد سابقا. و يكفى أن نقول إن فى العشر سنوات الموالية ل 1966 وهي سنة إندلاع تلك الثورة ، باعت مكتبات الصين 4.8 بليون نسخة من أعمال ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو و أنه تم تشجيع الدراسة على نطاق واسع .

أخيرا ، فى السنوات السابقة لوفاته ، مجددا ، وهو يعلن عن تفجير صراع ضد دنك سياو بينغ و الذين أرادوا أن يقلبوا إنتصارات الثورة الثقافية ، نادى ماو تسى تونغ إلى توطيد دراسة الماركسية - اللينينية و تطبيقها ، لا سيما تعاليم ماركس و إنجلز و لينين و ستالين بصدد دكتاتورية البروليتاريا . و إنطلقت حملة جماهيرية عظيمة لدراسة و تعميق تطبيق دكتاتورية البروليتاريا و محاصرة و تحديد الحق البرجوازي الذى إستخدم أساسا لتغذية التحريفية .

و هكذا من الواضح الجلي ان ماو تسى تونغ بذل قصارى الجهد طوال مختلف مراحل الثورة الصينية لا فقط للتحقق من إستيعاب الماركسية- اللينينية و تطبيقها من طرف كوادر الحزب و منخرطيه بل ايضا لتكون منتشرة و مطبقة من طرف الجماهير العريضة للشعب الصيني . و لا شك أن هذا العمل الجبار من أجل نشر الإشتراكية العلمية ، كما أثراها ماو ذاته ، هو بذرة فى وعي الحزب الشيوعي الصيني النزيه و فى منخرطيه و الجماهير تخول لهم أن يثوروا ضد النظريات و الممارسات المعادية للماركسية للمرتدين الحاليين الذين إستولوا على السلطة فى الصين .
----------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الخطين فى صفوف الحزب / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب ال ...
- تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – جويلية ...
- دحض أنور خوجا بقلم ن.ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي ...
- بصدد ماو تسى تونغ - الحزب الشيوعي التركي/ الماركسي اللينيني ...
- دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي بسيلان – جويلية 197 ...
- قضية تحرير المرأة قضية البروليتاريا بإمتياز فليقم الشيوعيون ...
- أنور خوجا يقلب الحقائق التاريخية رأسا على عقب ويقود هجوما دغ ...
- لا أصولية دينية و لا شوفيتية قومية ؛ وحدها الشيوعية قادرة عل ...
- الثورة البروليتارية فى أشباه المستعمرات والمستعمرات الجديدة ...
- الديمقراطية فى المجتمع الإشتراكي : -دور الديمقراطية و موقعها ...
- المؤتمر الأوّل للحزب الشيوعي الماوي ( تركيا وشمال كردستان) – ...
- الماوية تحيى و تناضل ، تكسب و تواصل الكسب.- (الحزب الشيوعي ا ...
- لن ننسى الرفيق إبراهيم كايباكايا. ( مقتطف من - الماوية : نظر ...
- - النموذج - التركي و تناقضاته.
- الباب الثالث من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- الباب الرابع من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- الباب الأوّل من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- الباب الثاني من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا (مشروع مقت ...
- بصدد إستراتيجيا الثورة - بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايا ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - مسألة بلترة الحزب و دور الإيديولوجيا الماركسية - اللينينية / تقييم عمل ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي الثوري الشيلي – جويلية1979