أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - مشروع فكرى للنهضة: فريضتنا السياسية الغائبة














المزيد.....

مشروع فكرى للنهضة: فريضتنا السياسية الغائبة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علمنا التاريخ أن مستقبل الأوطان رهن بشعوبها فى تطلعها للحق والعدل والحرية ورصيدها الحى من فكر وعلم وإرادة، وعلمتنا التجارب أن آفة الرجال الهوى، ولسوف يذكر التاريخ أن ما نعايشه من أزمات ومحن كان جزاءً وفاقاً لهوى لجنة "البشرى" والتعديلات الدستورية التى مهدت للإلتفاف على الثورة والتأسيس للإنتهازية والفوضى.
هكذا بدأت حديثى فى محاضرة تفاعلية مع طلاب وأساتذة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، شغلنا فيها بالحديث عن المستقبل والعمل من أجله، ولقد أسعدنى ذلك الوعى البادى على الحضور وانتباههم لقيمة اللحظة الفارقة فى تاريخنا المعاصر وتمسكهم بإهداف الثورة وعدم انسياقهم وراء ماهو مطروح فى محيطنا العام من ألاعيب الساسة وجماعات التخلف ومحاولات تغييب الوعى و"أبلسة" الثوار وتعليب الثورة، فبدا الأمر كما لو أن قراراً ضمنيا اتخذناه بالتركيز على طموحات جيل الثورة فى دولة مدنية عصرية ناهضة تؤسس لمجتمع العدالة والمعرفة إحياء لتاريخ تليد ونبوع مصرى علم العالم فى فترته الفرعونية التى أبدعت الآداب والفنون والعلوم وأسست لفجر الضمير ووحدانية الخالق وانسانية البشر، ولقد استمر دور مصر التنويرى فى العصور اليونانية والرومانية، وجاءت جذورها عميقة وأصيلة فى النهوض العربى الأول فى آواخر العصر الأموى وخلال العصر العباسي، أى الفترة مابين منتصف القرن الثامن الميلادى وحتى القرن الثاني عشرحيث انفتحنا على العالم فى حركة نشطة للتأليف والتأسيس والترجمة، استفاد منها الغرب وكانت من أهم روافده للتنوير والنهضة وعصر الرينيسانس. ولم تكن محاولة النهضة استثناء فى تاريخنا القديم والوسيط وانما ظلت بذرتها مطمورة فى ترابنا واصلابنا وعبر كل العصور. فإذا ما ركزنا اهتمامنا بتاريخنا المعاصر، فإن أبرز أمثلتنا للتحديث والنهضة بدأت منذ 1805 مع محمد على ومحاولته القوية لتأسيس دولة مصرية حديثة حاول إحياء مشروعها القومى للنهضة جمال عبد الناصر فى خمسينيات القرن العشرين.
واحسبنا لسنا فى حاجة للتاكيد على أن كل من هذه المراحل والعهود التى شهدت فيها مصر تقدماً ونهضة كانت لها مشروعها الفكرى الذى مهد لهذه النهضة. فكانت شواهد مشروعنا الفكري للنهضة فى مصر الفرعونية مدونة فى وصايا الآلهة وأدبيات كهنة معابد آتون وآمون وفى برديات الكاتب المصرى القديم ومأثورات آلهة الحكمة وكتاب الموتى ومحكمة الضمير، وكان مشروعنا الفكرى للنهضة الإسلامية شواهده فى حركة الترجمة والتأليف الكبرى فى العصر العباسي والانفتاح على أفكار العالم وعلومه وفلسفاته والبناء عليها والإضافة لها. وكانت شواهد مشروعنا الفكرى للنهضة مع محمد على، بعثاته العلمية لأوروبا وما تلاها من أعمال وأفكار التنوير والحداثة عند رفاعة الطهطاوى ثم الكواكبى ومحمد عبده ورشيد رضا وشبلى جميل وسلامة موسى ويعقوب صنوع وساطع الحصرى وغيرهم. ومهد لإحياء مشروعنا للتحديث والنهضة مع جمال عبد الناصر مشروعاً فكرياً استشرف آفاق العلم والمعرفة عبر المتوسط وبدءا من "فى الفكر الجاهلى" و"مستقبل الثقافة فى مصر" لطه حسين و"الإسلام ونظام الحكم" للشيخ على عبد الرازق وأعمال لطفى السيد والجامعة الأهلية وجامعة فؤاد الأول وتعادلية توفيق الحكيم وأعماله وابداعاته والوضعية المنطقية وفلسفاتها عند زكى نجيب محمود واجتهادات يوسف كرم وعثمان نوية وفؤاد بدوى ومراد وهبة وبنت الشاطئ ولويس عوض وشروحاته النقدية للتجربة الناصرية "الأعمدة السبعة للناصرية". ولم نكن أبداً نحرث فى البحر ولكننا كنا من هنا نبدأ مع خالد محمد خالد وكثيرون غيره أحدثوا حراكاً ثقافياً واجتماعياً اشتبك مع فكر وطنى خلاق وروافد عالمية ملهمة تطلعت عبر المتوسط لحضارته وتقدمه وفلسفاته. ولم تتأخر مدرسة العلوم المصرية عن المشاركة والتأسيس، شواهد ذلك فى الجمعية الجغرافية ومجمع اللغة العربية والمجمع العلمى والإسهامات العلمية الدولية لمصطفى مشرفة وعلى إبراهيم وطلعت النادى وسميرة موسى ومدرسة الرى المصرية ومؤسساتها العلمية وابداعات حسين فوزى ومدرسة القصر العينى ومتاحف التاريخ الطبيعى والمتحف المصرى القديم ومتحف علوم البحار وغيرها الكثير، والكثير فى مسرح الكسار ونجيب الريحانى ويوسف وهبى وزكى طليمات والسكندريين العظام عبد الله النديم وسيد درويش وسلامة حجازى وبيرم التونسى ومحمود سعيد وسيف وأدهم وانلى ومئات غيرهم.
كذلك كان إنتقال أوروبا من العصور الوسطى ومحاكم التفتيش والإحياء الدينى إلى التنوير والرينيسانس والحداثة مهد له وسبقه مشروعا فكريا للنهضة الأوروبية فى الإصلاح الكنسى والدينى وفى المنهج" كانط" وفى الحرية "جون ستيوارت مل" وفى العقل "هيجل" وفى نظام الحكم والسياسة من التفويض الإلهى للحاكم إلى الشعب مصدر السلطات "هوبز - لوك" وفى العقد الإجتماعى "جان جاك روسو" و فى أبو القوانين "مونتسيكيه" و كميونة باريس والكونفانسيون وافكار ديكارت من الشك إلى اليقين وفرانسيس بيكون وجوته ونيتشة والكشوف الجغرافية وكوبرنيكوس وثورة الأفلاك السماوية ونيوتن وقوانين الديناميكا ونيتشة واينشتين والنسبية وبوهر وتركيب الذرة وماكس بلانك ونظرية الكم "الكوانتم" وابداعات الكومبوزرس العظام اشتراوس وبرامز وباخ وهايدن وموتسارت وفنون ليوناردو دافنشى ومايكل انجلو ورينوار ومونييه وفان جوخ وبيكاسو وسلفادور دالى وهنرى مور.
لذا ما أحوجنا اليوم إلى مشروع فكرى للنهضة يخاطب المستقبل ويستشرف نبوءاته بمراجعات جريئة وشجاعة للماضى والحاضر. مشروع فكري يعيد قراءة التاريخ واكتشاف الإنسان ويضع منهجاً للحياة والتقدم على أسس العلم وقانونه ومناهجه، يحارب الخرافة ويعلن إنحيازه للعقل ويقيم مجتمع المعرفة بكل شروطه وخياراته. مشروع يقرأ واقعنا الإجتماعى وما يعانيه من تجريف ثقافى يدفع لتغييب الوعى وتدنى مستويات الفكر والمعيشة، وليكن هذا هو طريقنا للخروج من الأزمة وتحقيق أهداف الثورة التى حصرها هوى النخبة فى مكاسب ضيقة وانتهازية مكشوفة جعلت من التفكير فى المستقبل فريضتنا السياسية الغائبة.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلام دون كيشوت
- -أزمة الثورة المصرية وجيتو القاهرة المستبد- - قيامة الثورة و ...
- عندما لاتؤدى المقدمات إلى نتائجها - البرادعى يغير قواعد اللع ...
- -إن تضحيات ثائر نبيل مثل أحمد حرارة تكفى وطنا بكامله ليت ...
- -إلى مصطفى النجار والعليمى وتليمة وشكرى وكل رفاق الثورة- دقت ...
- -احتشم ياصقر فى حضرة الثوار ورموز الوطن-: أخطأ الميدان وأصاب ...
- -‬لاتزال حكومات الفشل تحاصر أحلام الشباب‮-‬ ...
- الليل تطرده قناديل العيون
- - الإنبثاق من العلم والشعر إلى السياسة والثورة-: إنما الخلاص ...
- -جيتو القاهرة المستبد واستبعاد الكفاءات والمناضلين-: رأفت نو ...
- -الأخطاء التى ترتكب فى بداية الثورات لاتموت أبداً-: إنتاج وإ ...
- الوزراء وأصحاب الرابطات الحمراء
- 9‮ ‬مارس ومشروع النهضة
- أحاديث منتصف الليل
- مصر‮..‬ وعَودةٌ‮ ‬أخري قريبة‮ ...
- راكيل وولش والنانوتكنولوجى
- الثورة ومشروع النهضة
- عندما لاتؤدي المقدمات إلي نتائجها
- البحث العلمى وإدارة المعرفة
- إستراتيجيات إنتاج وإدارة المعرفة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - مشروع فكرى للنهضة: فريضتنا السياسية الغائبة