أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - صناعة الخوف














المزيد.....

صناعة الخوف


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل، فنان ماهر في طمس الحقائق وفي تزييف وتجيير الوقائع، إنّه يتفوّق على أترابه في حفظ الدروس الصهيونيّة وفي تطبيقها.
بعد فشل حرب العدوان الثلاثيّ على مصر، رضخت إسرائيل لإملاءات الاستعمار الأمريكيّ أكثر من ذي قبل، بعد أن كانت رفضت طلبًا من أيزنهاور، رئيس الولايات المتحدّة الأمريكيّة ومن جون فوستر دالاس وزير خارجيّته بالتمهّل في العدوان، لأن منطقة الشرق الأوسط تستحقّ اهتماما خاصا من الإدارة الأمريكيّة؛ إذ رأت أنّ ضعف الاستعمارَين البريطانيّ والفرنسيّ في المنطقة قد أحدث فراغا ممكن أن يملأه الاتحاد السوفييتي، لذلك طلبت الإدارة الأمريكيّة من بن غريون التمهّل ريثما تستكمل الولايات المتحدة بناء الأحلاف والقواعد العسكريّة.. وبعد أن تتمكّن من تركيع مصر عن طريق إغرائها بتمويل بناء السدّ العالي وبتزويدها بالقمح... لكنّ إسرائيل المتحفّزة لم تستطع أن تكبح جماح عدوانها، وظنّت أن دعم الاستعمارَين الفرنسيّ ( المتدهوّر في الجزائر) والبريطانيّ ( الذي يسعى للسيطرة على قناة السويس) يشكّل شرطا كافيا للقضاء على الثورة المصريّة والتحكّم بقناة السويس... وكانت المفاجأة السوفيتيّة! فشل العدوان بعد التهديد السوفيتي بقصف لندن وباريس وتل أبيب إذا لم...وبعد تحرّك مظاهرات العمّال المتعطّلين عن العمل في عقر دار الدولتين الاستعماريتين...فرضخت الدول المعتدية إلى قرارات مجلس الأمن وطلب الإدارة الأمريكيّة وللتهديد السوفيتي.
بعد هذه التجربة الفاشلة، ارتبطت إسرائيل بالاستعمار الأمريكيّ... وبدأت القيادات الصهيونيّة في بناء وتطوير سياسة المسكنة ولعب دور الضحيّة، فأسقطت من أدبياتها ورواياتها كلّ عمل بطوليّ كانت لمجموعة يهوديّة أو لفرد يهوديّ في المعسكرات النازيّة، كما دأبت على عدم عرض أيّ مشهد سينمائيّ أو مسرحيّ أو ... يظهر نوعا من البطولة لمقاومين يهود للبطش النازيّ والفاشيّ، وصبّت جلّ اهتمامها على صناعة الخوف وعلى إيجاد واستحداث"البعبع" المهدّد بإبادة الشعب اليهودي....
حفظ بنيامين نتنياهو هذه الدروس وطبّقها، ومازال يوظّفها بنجاح وعلى ما يرام، بدون وازع ضمير وحساب مصير، وبتكتيك صبيانيّ على حساب الإستراتيجية... تفوّق بهذا على منافسيه في الأحزاب الأخرى على رئاسة الحكومة، تميّز عليهم في إتقان إثارة الخوف، وتمكّن من حشر غالبيّة الشعب الإسرائيليّ في زاوية المسكين المهدَّد، تارة من التفجيرات الانتحاريّة الفلسطينيّة وأخرى من النووي الإيرانيّ، ووهّم بأنّ طريق الخلاص الذي يجب أن تسلكه الحكومة الإسرائيليّة هو الضربة العسكريّة القاضية والاستباقيّة بذريعة قبل فوات الأوان.
بنيامين نتنياهو_ بيبي دائم الانفعال، ويبرع في إنشاء المثيرات الوهميّة المخيفة لشعبه وللجالية اليهوديّة في الولايات المتحدة، ليستثير سلوك الذعر والهلع ويبرّر سياسته وهدفه في ضرب إيران، غير آبه للتحذيرات الأمريكيّة وحلف شمال الأطلسيّ ومسؤولي الأذرع العسكريّة الإسرائيليّة...
هل سيتكرّر تاريخ حرب العدوان الثلاثي على مصر؟ أشكّ بذلك.
سياسة بنيامين نتنياهو المتّبعة هي بالفعل مثيرة للشكّ والاشمئزاز، فهي تتعامل مع النوويّ الإيرانيّ بنفس الأسلوب الذي تعاملت به مع عمر أبو جريبان (38 عاما "تسلّل" إلى إسرائيل من دير البلح) ، الذي قتلته المؤسسات الصحيّة الإسرائيليّة وأذرعها الأمنيّة التي رمته على حافة طريق ( شارع 443 بقرب موديعين)وهو لا يستطيع الحراك، حافٍ وبمنامة وموصول بجهاز استخراج البول، وعلى عربة معاق، وبدون ماء وطعام، ليجفّ ويموت ميتة عاجز! وهي تريد أن تقذف إيران إلى حافة عجلة التطوّر والتقدّم... تريدها أن تجفّ وتموت... لكنّ إيران ليست عمر أبو جريبان!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما فاتنا شيء
- هل هي مغامرة أم مقامرة؟
- نريد الثَّقافة، لا الثِّقافة
- هم يؤمنون، ونحن نعرف
- -صاركراكوزي-
- يا سوريا: -ما لك علينا لوم-
- -إمسكوني-
- رسالة من الجنرال غورو إلى السفير شبيرو
- الغضب اللا مبرّر
- الحريّة قيمة أساسيّة للديمقراطيّة
- الربيع الخريفيّ
- المرابون العرب
- -الرجّال- لا يغيّر كلامه!
- حَبَل أو نَبَل
- دوّامة الفقر والمرض
- بمناسبة عيد ميلادك السبعين
- أَعنْدَ الشدائد يعرف العملاء؟
- أَعنْدَ الشدائد يعرف الملاء؟
- جودة التربة السّوريّة
- سوريا يا حبيبتنا


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - صناعة الخوف