أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله خليفة - برجوازية قروية تحكم مصر














المزيد.....

برجوازية قروية تحكم مصر


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3582 - 2011 / 12 / 20 - 09:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فيما أسفرت التطورات الاجتماعية السياسية عن صعود برجوازية شبه حديثة في تونس، أسفرت الصراعات الطبقية في مصر عن صعود برجوازية متخلفة أخذت تهيمن على السلطة.
فالمجلس العسكري ممثل القوى البيروقراطية والعسكرية المحافظة في المجتمع والقوى الخفية من الحزب الوطني عرقلتْ أي تطور للقوى الحديثة؛ اليسار وحزب الوفد والقوى الشبابية الثورية، وشجعت بدلاً من ذلك الاخوان المسلمين والسلفيين من أجل الزحف على السلطة، تفريقاً للطبقة البرجوازية التحديثية العلمانية المرشحة الحقيقية إلى الحكم، بتحالفها المفترض مع القوى العمالية الديمقراطية، التي سوف تنهي وجودَها العسكري البيروقراطي في السلطة بعد أكثر من نصف قرن من حكم العسكر الفاشل في الحكم المدني.
هؤلاء العسكر الفاشلون في الدفاع عن الحدود عام 1967م ومجابهة العدو تصدوا لمهمة حكم مصر، فما كان منهم سوى إرجاع مصر النهضة والحداثة إلى الريف المتخلف، وتحويل القاهرة إلى قرية كبرى.
لقد طرحت أسئلةُ النهضة بقوة على الضباط الأحرار منذ أن تسلموا السلطة في تجريبيتهم الطويلة التي شوشت الوعي العقلي للمصريين والمنطقة، بعد أن رفضوا مسار الديمقراطية الغربية التي تنامى عودُها الغض خلال عقود قصيرة، فما كان منهم سوى أن قصفوه واجتثوه وحاربوا قواه المتجذرة فيه الديمقراطية العلمانية خاصةً، بسبب رغبتهم في البقاء في السلطة لأمدٍ غيرِ محدود وكان ختام الكوارث ما جرى خلال هذه السنين الأخيرة.
لكن هل اتعظوا وتنامت الخبرة العقلية داخل نسلهم العسكري؟
نسلهم العسكري البيروقراطي الممتدة شرايينه الطفيلية في القطاعات العامة والخاصة والثقافة التي تيبست وأصفرت وغدت سطحية دينية وخامات لا عقلانية غيبية، صار لا يختلف كثيراً عن الاخوان المسلمين والسلفيين المعادين للمسار الغربي الديمقراطي الذين يريدون تفصيل دكتاتوريات دينية خاصة حسب مقاسهم المتواضع في فهم الإسلام.
مرةً أخرى يخيب العسكر أمل مصر في الالتحاق بالحداثة بعد أن باعوا الريف والفلاحين برخصِ التراب على المقاولين والسماسرة وشركات الاستغلال الرثة، وتلاقوا مع المحافظين الدينيين على تجميد القرية المصرية في الزمن الكهنوتي، فكان أن سددت القرية المصرية هذه بعد هذا العزل العسكري عن الإنسانية خناجرها في التطور الديمقراطي الحديث وجلبت أعداءَها لكراسي المجلس التشريعي الذين رفضوا طويلاً الإصلاح الزراعي وخدمة الفلاحين المعذبين.
إن صعود الاخوان والسلف وهما نتاج فشل العسكر ورفضهم الثورة الديمقراطية وسيرورتها التاريخية وبرنامجها وعدم فهم الإسلام والمسيحية وتاريخ الشرق، فتنامت سلطاتُ ممثلي الريف الرافضين لتغيير القرية المصرية والقضاء على الإقطاع في الزراعة والعائلة والثقافة مع البيروقراطية الحكومية الفاسدة التي وجدت مصالحها تتوافق مع الإقطاع الديني بعد أن حولتْ المدنَ المصرية لقرى محافظة.
إن خوفها من موجات الثورة والحداثة والعلمانية والديمقراطية جعلها تجد أن أقل الشرور هي التحالف مع التخلف السياسي الاجتماعي، مثلما وجدت المخابرات الأمريكية التي كانت تحكم إيران في زمن الشاه أن أهون الشرور هي تصعيد الدينيين لحكم إيران، فكان أن ارتفع الدينيون وعصفوا بالمنطقة لغياب أي برنامج تحديثي وعدم قبولهم بالرأسمالية الديمقراطية العلمانية كطريق وحيد وسطي بين كل الفرقاء للعبور إلى العصر.
الجماعةُ العسكريةُ الحاكمة في مصر ترتكب خطأ المخابرات الأمريكية نفسه التي صعّدت جماعة الخميني القادمة من كهوف الاقطاع وكرستها للاستيلاء على السلطة بدلاً من البرجوازية الحديثة واليسار، فكان ما هو كائن من سير المنطقة الخليجية خاصة قرب حافة البركان.
جمود العسكر المزمن التقى تخلف الدينيين المزمن هو الآخر، فتحول الموقف لهجوم بالرصاص على المعتصمين والمتظاهرين وعلى الديمقراطية والحداثة باسم الديمقراطية هذه المرة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصياتٌ لا مبادئ
- الانفصالُ بين الأجهزةِ ورأس المال
- الثورةُ السورية وغيابُ المدينتين الكبيرتين
- الثورةُ الدائمةُ في الإسلام
- استراتيجية ما قبل الضربة لإيران
- الاغتيالُ السياسي للقصةِ القصيرة
- تفريقُ دينِ التوحيد
- مظاهراتُ روسيا
- اليمن: أصراعٌ قبلي أم تحديثي؟
- لماذا لم يتطور التنظيم؟
- السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود
- العودة للجذور بشكل حديث
- صراعٌ طائفي إقليمي عالمي
- نماذج مستقبلية للتطور
- تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية
- شبابُ الثورةِ.. شبابُ الخسارةِ!
- هواجس خليجية
- تطرفُ اليسارِ واليمين
- خطابٌ دينيٌّ رأسمالي صغير
- مذهبيو المشرقِ والتوحيد


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله خليفة - برجوازية قروية تحكم مصر