أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - عــرَبـةٌ ذاتُ ثلاثةِ جِــيادٍ















المزيد.....

عــرَبـةٌ ذاتُ ثلاثةِ جِــيادٍ


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1055 - 2004 / 12 / 22 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


قد كنتُ أوردتُ في كلمةٍ ســابقةٍ نُشِرتْ لمناسبة مرور ثلاثةِ أعوامٍ على انطلاقة " الحوار المتمدن " ، أننـي
أكتبُ باللغة العربية ، لكني لا أقرأُ فيها ، وبَـيّـنتُ أسبابي الخاصة ، غيرَ القابلـةِ لإغراء التعميم من جانبي .
والـحَــقُّ أنني أشعرُ منذ اتخذتُ القرارَ بأنني أزدادُ غِـنىً روحياً ( طبعاً ) ، وغبــطةً بما حولي ومَن حولي مِن أهل الأدب والفن .
للـمبدعِ الحقُّ في أن يصون نفسَــه وفضاءَه الـمحـيطَ من كل تدخُّـلٍ خارجيٍّ غيرِ مُـعِـينٍ في المسعى
الإبداعي . بلوغُ تخومِ الفنّ يحتاجُ إلى أكثرَ من حياةٍ واحدةٍ ملأى ، فكيف إذاً إنْ كانت هذه الحياةُ الـمتاحـةُ
مبدَّدةً في ما لا يعِــينُ ولا ينفعُ ؟
حين تصون نفسَكَ وفضاءكَ تجد أنك في جنةٍ دانية القطوف ، وتشعرُ بشــهيّــةٍ نادرةٍ لالتهام كل تلك الثمار العجيبة …
أنت – مثلاً – لن تكتفي بقراءة كتابٍ واحدٍ في الوقت الواحدِ .
قد تســألني : ألا تحدِّثُـني قليلاً عمّـا أنت قاريءٌ ؟
*
أنا أقرأُ الآنَ في ثلاثةِ كتبٍ :
1- ماندولين النقيب كوريلِّـي ( رواية ) لويس دي بيرنييرCaptain Corelli’s Mandolin – Louis de Bernieres
2- أرضُـنا ( رواية) كارلوس فوينتِس Terra Nostra – Carlos Fuentis
3- في قلب البحر ( سرد ) ناثانييل فِـلْـبْـرِك In the Heart of the Sea – Nathaniel Philbrick
*
أمسِ ، أتممتُ قراءةَ " ماندولين النقيب كوريلِّـي " ، ربما لأنّــها رواية ، وربما لأنها أُخرِجتْ شـريطاً في السينما معروفاً .
أحداث الرواية تدور في جزيرة من الجزر اليونانية احتلّــها الإيطاليون في الحرب العالمية الثانية ، والألمان كذلك ، ثم حرّرَها الحلفاءُ بمساعدةٍ من السكّـان المحليين . آلةُ الماندولين الموسيقية تواكِبُ شخصيةَ ضابطٍ إيطاليّ برتبة نقيب كان مع قوّة الإحتلال الإيطالية ، وأحبَّ شابّـةً يونانية هي بيلاجيا ، ابنةُ طبيب الجزيرة …
القصة طويلة ، تتمتّــع بقاعدةٍ راسخة من البحث في جوانب الحياة الإجتماعية والسياسية في اليونان وإيطاليا ، كما تغتني بتفاصيلَ
عن الحرب تمنحها طابعاً وثائقياً ما .
أحببتُ في الرواية جانب البحث الشاقّ ، والروحَ الرومانسية التي تشِـفُّ بالرغم من كل تعقيدات الواقع الذي كهربتْـه الحربُ .
لكني لم أُحبِبْ الموقفَ شـــبْـهَ الـمُـسْـبَقِ ، موقفَ العداءِ ، إزاءَ الشيوعيين اليونانيين ودورِهم في تحرير بلادهم . أحياناً يتّخذُ هذا الموقفُ شكلاً غيرَ مبرَّرٍ ، في السياق ، أو في المقتضيات الفنية البسيطة . وأتَـمَثَّـلُ هنا مشهدَ النصيرِ الشيوعي العائد إلى الجزيرة ، حيث يضعه الكاتبُ في موضعٍ كاريكاتيريّ ، موضعٍ يحاولُ فيه النصيرُ اغتصابَ خطيبته ، بيلاجيا ، صديقة النقيب الإيطاليّ بل يجعل بيلاجيا تطلق النارَ على خطيبها !
وثمّتَ تعميماتٌ سخيفةٌ عن موقف الحزب الشيوعي اليوناني .
نالت الرواية سنة 1995 جائزة كتّـاب الكومونويلث لأفضل كتابٍ .
عدد الصفحات : أربعمائة وخمسون من القَطع المتوسط .

*
لا مقارنةَ ، بإطلاقٍ ، بين " ماندولين النقيب كوريلِّـي " ، وهذا العمل الهائل لكارلوس فوينتِس ، كاتب المكسيك العـظيم .
إنّ Terra Nostra لا يمكن أن يحيطَ بها تعبيرُ كتابٍ . صفحاتُها التسعمائة هي دليلٌ في العمقِ ، إلى كل ما هو مستغلَــقٌ .
أقولُ كل ما هو مستغلَـقٌ بدون أن أترددَ لحظةً !
هذا العمل ُ باختصارٍ غيرِ لائقٍ ، يدور حول فيليب الثاني ، ملك إسبانيا ، باني الأسكوريال ، وزوج الإنجليزية إليزابث التيودوريّـة وشــاهِـدُ اكتشافِ العالم الجديد .
لكنّ البانوراما الخطيرة التي يشكِّلُها الكتاب تمتدُّ إلى جميع الأسئلة التي راودت الإنسانَ على هذه البسيطةِ ، وما وراء هذه البسيطة .
أقول : جميع الأسئلة ، بلا أيّ تراجُعٍ أو إعادةِ نظرٍ في التعبير .
كارلوس فوينتِس يضع الحضارة الغربية موضعَ تســاؤلٍ قاسٍ ، تساؤلٍ لا يرحم ، ربما لأن الأمرَ يستحقُّ هذا .
إنْ لم يكشف الكاتبُ الحقيقيُّ عوراتِ قومــه ، فمن سيكشفـها يا تُرى؟
في رحلتي عبر الصفحات التسعمائة ، بلغتُ ، اليومَ ، صباحاً ، الساعة العاشرة ، الصفحة الستمائة والخمسين !
أقدِّمُ هنا ترجمةً أمينةً لـموردٍ من الرواية :


القصْـبة في الإسكندرية

وَدَّعَ لودوفيكو فقيهَ الكنيسِ ، ورحلَ بعيداً ، بعيداً جداً ، مع الأطفال الثلاثة .
قد كان قرأَ في النصوص بِـطُـلَـيطِـلةَ ، مخطوطةً يتحدث فيها بـليني عن قومٍ بلا نساءٍ ، بلا حُبٍّ ، وبلا نقود – مجتمعٍ بأسرهِ ،
لا يولَــدُ فيه أحدٌ إطلاقاً .
هؤلاء القوم يسكنون قريةً على ضفاف البحر الميت ، هاربينَ من المدن الكبرى ، بُـغْـيةَ أن يعيشوا حياتهم البسيطة ، الصامتة ، المتقشـفة .
هناك ، رغبَ لودوفيكو ، في أن يترعرعَ الأطفالُ الثلاثةُ الذين بعُـهدته ، حتى يغدوا رجالاً .
أبحروا من بَـلَـنسِــيةَ ، في سفينةٍ مسيحيةٍ ، بَـلَّـغَـتهمُ ، في إحدى الليالي ، ميناءَ الإسكندرية .

وسـرعان ما تاهوا في الأزقّة المتلوية لتلك المدينة . أرملُ الآلهةِ والناس ، بأسمال الشحّـاذِ ، وبالرغم من قوّته ، وهو يجهدُ
في حملِ أطفاله الثلاثة بين ذراعَـيه ، لفتَ انتباهَ الناسِ إليهِ . لكنه استُـقبِـلَ بحفاوةٍ . تحدّثَ باللغة العربية ، ودفعَ مأواهُ ومَطْـعمَـه ؛ والأولادُ الثلاثةُ كانوا وديعينَ .
لقد وجدوا مأواهم في بُرجٍ للحــمامِ على سَــطيحةٍ يمكنُ للودوفيكو أن يرى منها ، النهرَ ذا الأذرعةِ المائةِ ، يُفرِغُ أمواهَـهُ في البحرِ غيرِ الـمَــرئيّ .
في إحدى الليالي ، وبسببٍ من الحرارةِ ، كان ينامُ على حَـجَـرِ السطحِ الذي أبْـهَـقَــتْـهُ الشمسُ ، وحَلمَ بأنه ينحدرُ
في قاربٍ صغيرٍ ، مجــذِّفاً نحو منبع النيل . لم يكن ثمّتَ إلاّ ثلاثُ نجومٍ . لا نورَ ســواها ، والصمتُ العميمُ يُـطْــبِقُ على أرض مصرَ .
في تجذيفه ، صار يقتربُ من النجوم الثلاثِ ، المنعكسةِ في المــاء ، حتى أمستْ في متناوَلِ يده .
غمسَ يده في النهرِ ، واصطادَ نجمةً .
للوهلةِ الأولى ، ارتجفت النجمةُ . ثمّ تكلّـمتْ .
نطقتْ : شمسٌ .
طلعت الشمس .
قالت: قمحٌ .
واكتست الضفافُ بالسنابل .
قالت: مدينةٌ .
فانتصبت مُرتَـبَــعَــةٌ بيضاءُ من رمال الصحراء .
قالت: أطفالٌ .
فظهرَ ثلاثة شخوصٍ ، شابّـانِ وفتاةٌ .
سبحوا نحو القارب ، واقتادوه إلى ضفة النهر .
قال أحدُ الفـتَـيَـينِ : " هذا أخي ، وتلك أختي " .
في اليوم الأول ، بذرَ المتكلِّـمُ الأولُ الأرضَ ، وجنى غَـلَّـتَـها ، وحوَّلَ مياهَ النهرِ لتروي الصحراء ، وصبَّ طابوقاً من حمأِ الشاطيء ، وشــادَ منزلاً ، مهيِّـئاً بذلكَ معاشاً ومأوىً لأخيه وأختــه .
تلك الليلة ، امتناناً ، اتّـخذتْــه أختُـهُ زوجاً ، وناما معاً في ذلك المنزل . الأخ الآخر نام في هواء الليل ، لكن رقاده كان قصيراً. نهضَ ، ومشــى عند النهر ، يقِـظاً ، مستاءً ، لا يكاد يخفي غضبــه وحســدَه .
فجرَ اليومِ التالي ، دخلَ الأخُ الحســودُ المنزلَ ، حيث يرقد الزوجانِ ، وقتلَ أخاه النائم ، ثم سحبَ جـثّــتـه إلى النهر وألقاها في الماء . بكت الأختُ الزوجةُ ، وسارت على الضفة الموحلة باحثةً عن جسد أخيها وزوجها . الأخُ القاتلُ قال للودوفيكو . أنت تنام على السطح . أغلِقْ شفتيكَ ، وإنْ فضحتَ أمري قتلتُكَ أنت أيضاً في الحُـلم . لن تفيقَ أبداً .
ومضى سائراً في الصحراء ، عارياً حســيراً .
ذهب لودوفيكو يبحث عن المرأة . بعد بُـرهةٍ رآها عند الأسَــلِ الذي أمسكَ بجســدِ أخيها الميت . ضغطت المرأةُ شفتيها على شفتَـي الميتِ ، فأحيَـتْـهُ بأنفاســها ، ناقلةً الحياةَ من فمها إلى فمه . ثم قالت : الشفاه حياةٌ . الفمُ ذاكرةٌ . الكلمة خلقت كل شــيءٍ .
وعاد الميتُ إلى الحياة ، لكنه كان الميتَ الحيَّ ، لا الرجلَ الذي كان من قبلُ .
حين عاد إلى الحياة قال: أنا الأمس ، وأنا أعرفُ الغدَ . مثلي ، سـيحيا أبنائي موتَــهم ، وسيموتون حياتَــهم . لن نكون ثلاثةً البتةَ . سنكون وحيدينَ في العالَـم ، مكتفين بأنفسنا ، لا أبَ ينجِـبُـنا ، ولا أُمَّ تســمِّـينا .
وعمرت الأرض بالناس .
في اليوم الثالث للحلم ، وحد لودوفيكو نفسه يمشي بين أخلاط الناس في مدينة الإسكندرية . العمائم مفوّفة الألوان ، والوجوه المنقَّـبة ، والعباءات الخافقة ، والأقدام الحافية ، والأيدي المتلصصة … لا أحدَ انتبَــهَ إليه ، لكنه أحسَّ بأنه مهدَّدٌ بالعجلـة والأصوات الخشنة والصيحات الـمُـعْـوِلة .
عند العتبة الحجرِ لبابٍ أبيضَ تعرَّفَ القاتلَ . كان يجلسُ متربعاً إزاءَ بَـسْـطةٍ مترنِّـحةٍ ، يكتبُ بلا توقُّفٍ ، كأنه محكومٌ عليه بالكتابة ، وكأنّ عيشَــه معتمدٌ على ما يخطّــه من حروفٍ عربيةٍ على أوراق البرديّ . وكأنه بالكتابة يؤجِّـلُ لعنتَـه .
اقتربَ لودوفيكو من الكاتب . لم يتعرَّفْــه . كان الذباب يحطُّ على وجه المجرم ، وهو يذبُّ بيدٍ واحدةٍ ، دونَ أن تَـطرُفَ عيناه . مرَّرَ لودوفيكو يده أمام عيني الكاتب ، فلم تَـطْــرُفا . وقرأَ لودوفيكو على كتف الكاتب الأعمى :
" في إحدى الليالي قتلتُ أخي . انتبهوا . اقرأوا وافهَـموا . سأخبركم لِـمَ حدثَ ذلك ، وكيف ، ومتى ، والأسباب ؛ ما تراءى لي آنذاكَ ، واليوم الذي أتذكّــرُ ، وما الذي أخشاه غداً . انتبهوا . قفوا . ألا تثيرُ حكايتي فضولَـكم ؟ "
رأى لودوفيكو في الحلم أن الأخ القتيلَ وزوجته الأخت ينامان تلك الليلة في القبر . استيقظتْ وقالت : بمقدورنا أن نغادر الآن .
الآنَ ستعرفُ مصيرَ أولئك الذين يعيشون خارجَ القبر .
أجابَ القتيلُ : نعم . لكنْ ســرّاً . لا تدعي أحداً يرانا .
تملّـصا من أكفانهما الملتفّــة طِـباقاً ، كأنهما ينزعانِ جِـلدَهما . نفضت المرأةُ رداءَها ذا الألوانِ الألفِ فبزغَ النهارُ من طيّــاته ، وهبطَ الليلُ ، شـعَّ النورُ ، واستطالَ الظلُّ ، الرداءُ اندلعَ لهباً منهمراً على جســدها كالماءِ ، ومع ملمســه يموت الأحياءُ ، والموتى يُـبْـعَــثون . وطوالِ هذا الوقت كان الزوجانِ يسيران في الطرقات نفسها من الإسكندرية نحو الأفواه التي لا تُـعَـدُّ ولا تـحصى للنهر العظيم .
أخيراً رآهما .
الأخُ القاتلُ يتمددُ ميتاً في زقاقٍ مهجورٍ ، وجهُــه ملطّـخٌ بالحبْـرِ الـمراقِ ، ويدُه تـطْـبِقُ على قلمه ، والمخطوطاتُ الورقُ متناثرةٌ حول جســده ، بيضاء ، عذراء ، لا حرف عليها ولا كلمة .
أبحرَ الزوجان في أعالي النهر ، في زورقٍ نـورانـيّ . الرجلُ يسـمِّـي الأشياءَ سـرّاً ، ماءً ، رملاً ، قمحاً ، حجراً ، بيتاً ؛
و المرأةُ تسألُ المياهَ : لماذا استسلَـمَ أخونا إلى إغراءِ الكتابة عن جريمته هو ؟
أفاقَ على أصابعَ تفركُ أصابعــه . كانت امـرأةٌ تتمدد إلى جانبه ، غير محددة العُـمرِ . وجهها مغطّـى وجسمُـها باستثناءِ فُرْجةٍ على شفتيها . الفُرجةُ تتبعُ مَـعالـمَ شفتيها . كان الفمُ مختوماً بألوانٍ عدّةٍ .. . نطقتْ قائلةً للودوفيكو :" اهربْ سـريعاً إلى المكان الذي سأخبرك عنه . هنالك غضارةُ عيشكَ . هنا سيكون أطفالُكَ في خطرٍ لو اكتُشِفت العلامة التي يحملونها .
ستنطبقُ عليهم نبوءةٌ مقدّســةٌ . سـيُـفصَـلونَ عنكَ ، وسيظلّـونَ أســرى ، ينتظرون بلوغَهم الرحولةَ فقط لكي يؤدّوا ، ثانيةً ، صراعَ الأخَـوَينِ اللدودَينِ …"
سألها لودوفيكو : وما هذه النبوءةُ ؟
لكنّ المرأةَ التفّتْ بغلائلها الملوّنة – مثل شفتيها - واختفتْ في العــتمـةِ .
*
علاقـتي بهِـرمان ملفيل ومؤلَّــفه " موبي دِك " قديمةٌ جداً . حاولتُ قراءته بالإنجليزية ، قبل أن ينقله د. إحسان عباس إلى اللغة العربية ، مسجِّـلاً مأثُـرةً في الترجمة حافظتْ على بهاء معجزة الكتاب . أحياناً أقول مع نفسي إن هذه الترجمة هي أسـمى ما فعله أستاذُنا إحسان عبّــاس في مجهوده العلميّ .
على أي حالٍ …
قبل فترةٍ ، كنتُ أقرأُ ، ربما للمرة الثالثة ، رواية غابرييل غارسيا ماركيز " الجنرال في متاهته " ، لأكتشف أن ملفيل التقى صديقة سيمون بوليفار التي هجرت موطـنها ، بعد وفاة بوليفار ، لتسكن منتبَـذاً في مرفأٍ صغيرٍ من مرافيء صيد الحيتان . في هذا المرفأ الصغير جاء ملفيل يزور السيدة .
لقد اشتغل ملفيل أشغالاً مختلفة ذات علاقة بصيد الحيتان ، ولسنواتٍ طويلةٍ ، كي يتمكن من تدوين معجزته ، في سرعةٍ عجيبة .
كتاب ناثانيل فلبرِك " في قلب البحر " ذو علاقةٍ بـ" موبي دِك " .
إن فلبرِك هو مدير معهدإيجان للدراسات البحرية بجزيرة نانتاكيت .
وكانت الجزيرة من أهم مراكز صيد الحيتان في القرن التاسع عشــر .
في تشرين ثاني 1820 أغرقَ حوتٌ هائجٌ سفينة صيد الحيتان " إيسِّـكْـسْ Essex" في الباسيفيك .
كانت السفينة هذه من نانتاكيت عند شاطيء نيو إنجلند _ وكانت الجزيرة لأكثر من قرنٍ عاصمةَ العالم لصيد الحيتان ، يومَها كان الباسفيك في مركز الشرق الأوسط الآن حيث احتياطيّ زيت العالم . لقد كانت الحيتان هي مصدر الزيت الذي ينير الشوارع ويُشِـحِّـم مكائن العصر الصناعي .
القصة الواقعية لغرق السفينة إيسّكْسْ ألهمت هيرمان ملفيل معجزته الفنية .
أردتُ القول إن العمل الفني مهما كان غرائبياً فإن أســاســه يظل واقعياً ، وليس علينا إلا اكتشاف الجذور .
ملحوظة : كتاب " في قلب البحر " يقع في ثلثمائة صفحة واثنتين .
لندن 21/12/2004



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقةٌ إلى ممدوح عدوان
- الحصـــانُ والـجَـنِــيْـبَـةُ
- إذاً … خُــذْها عندَ البحرِ
- - الحوار الـمتـمدِّن - : رئةُ الحريةِ ورايــتُــها
- لا قهوةَ في الصباح
- اســـتِــجــابةٌ
- بِــيانُــو كوندولــيزا رايس
- الــنَّــقيــضُ
- تَـعْـشِـــيـقٌ
- الــماندولــيــن
- نــبْــتـةُ الوردِ الإيرلنديّ
- كيف تأتي القصيدة ؟
- محمد علي اسماعيل : الزمنُ مضطرَباً …
- تَـــداخُـــلٌ
- ســانْتْ آيفيس St. Ives*
- مُــلْـحَــقونَ بالقوّات EMBEDDED
- ســـامرّاء
- أ تُـحِــبِّـيـنَ بْــرامـــز ؟
- آثارُ أقدامٍ على الـموج والعشب
- حَـضارِمـةٌ في الأرخَـبيـل


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - عــرَبـةٌ ذاتُ ثلاثةِ جِــيادٍ