أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدي يوسف - مُــلْـحَــقونَ بالقوّات EMBEDDED














المزيد.....

مُــلْـحَــقونَ بالقوّات EMBEDDED


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البارحة ، الثامن من تشرين أول ، الساعة السابعة ، كنت في مســرح " شــاطيء النهر " Riverside Theater، بمنطقة هامرسميث اللندنية ، التي لا أبلغها ، عادةً ، إلاّ حين تبديل القطارات تحت الأرض … أو لزيارة المسرح الغنائي
Lyric Theater ؛ لكني قصدتُ هامرسميث ، وبالتحديد مسرح " شــاطيء النهر " ، كي أحضر عرضاً لمسرحية
" ملحَـقون بالقوّات "EMBEDDED تقدمه الفرقة المسرحية الأميركية ، عُصبةُ الـممثلين ، The Actors Gang .
الفرقة ، مهتمة بما يمكن أن يسمّــى المسرحَ السياسي ، وهذه المسرحية التــي كتبها وأخرجــها تِــمْ روبـنز
Tim Robbins ، تتناول شأن الصحافيين الأميركيين الذين أُلـحِــقوا بالقوّات تأميناً لسلامتهم ، ولسلامة تقاريرهم الصحافـية من وجهة نظر الضبّـاط الـميدانيين .
حظِيتْ هذه المسرحية باهتمامٍ ، وقُـدِّمتْ في أماكن عدّةٍ من شــرقيّ الولايات المتحدة ، ولسوف تؤدي جولةً على الجامعات الأميركية ، حيث الـمَـرْبَـعُ الطلاّبي الأميركي The American Campusالشهير براديكاليّــته الدائمـة في الفنّ والشِّــعرِ والسياسة . كما قدّمَ التلفزيون البريطاني لقاءً حيوياً مع المخــرج شاهدتُــه مصادفةً .
تعود المسرحية إلى الجذور ( الغائرة أحياناً ) لتأصيلِ موقفها من الحرب والاحتلال الاستعماري للعراق ، ويَــرِدُ في هذا السياق اسمُ لِــيو شــتراوس Leo Strauss ( وهو ليس كلود ليفي شتراوس ! ) .
تذكر مجلة هاربر Harper’s Magazine في عددها الصادر في حزيران 2004 ما يأتي :
في الخمسينيات ، وداخل جامعة شيكاغو ، كان الآتي مصادفةً ليكونَ أباً لِـما هو الأســوأ في السياسة الأميركية ، يدرِّس افلاطون ومونتسكيو وسبينوزا وميكيافيللي وهوبز . كان له حواريّــون ، وكان للحواريين واجبان : الجُـثُـوّ عند قدمَي المعلِّـم ، ونشــر كلمة حِـكمتِــه . ولقد أبدعَ " الشتراوسيون " في عملهم . إذ أن ليو شتراوس هوالكاتب الأكثرُ ذيوعاً
في المناقشات المهتمة بالفلسفة .
مارَسَ شتراوس تدريسَ أعمال الآخرين ، وليس لديه ، هو ، سوى تعاليقَ ، واتجاهٍ أصابَ بالعدوى الشبّـانَ المتحلِّـقين حوله .
حواريّــوه ، بدورهم ، لحِـقَتْ عدواهُم ، بصورةٍ منهجيةٍ ، بحكومة أقوى أمّـةٍ على وجه الأرضِ ، وأفســدتْها .
لقد بدأوا ذلك منذ ربع قرنٍ ، أي منذ الأيام الأولى لرونالد ريغان ، وبخاصة في وزارة الدفاع .
ومن كبرى الخدمات التي قدّمَـها شتراوس وحواريّــوه إلى نظام بوش ، فلسفة الكذب النبيل ، وتعني أن الأكاذيب ليست ضرورةً مؤسفةً في الحياة السياسية ، بل انها وسائلُ للسياسة الحكيمة ، فُضلى ، ونبيلةٌ .
لقد وُصِفَ الشتراوسيون الذين قدّموا النصيحة ( بغزو العراق ) إلى إدارة بوش بأنهم قبَلانيون .
والحقُّ أن نصيحتهم هذه تجعل من الأفضل وصفهم بأنهم ســفينة حمقى .
بول وولفوفيتز ، وريتشارد بيرل يتصدّران القائمةَ .
أعودُ إلى العمل المســرحيّ –
بالإمكان القول إن الجهد المسرحيّ مقسَّــمٌ بصورةٍ منضبطة ، تكاد تكون متساويةً ، على ثلاثة مَـحاور .
- الصحافيون وعوائلهم.
- الضباط الأميركيون الميدانيون في العراق المحتلّ .
- المفكِّــرون الشتراوسيون The Think-tanks
هكذا نتابعُ الصحافيين يودعون عوائلهم ، ثم نتبع رسائلهم إلى العوائل المتضمنة انطباعاتهم الحقيقية ، وهي ليست الرسائل الموجهة للنشر في وسائل الإعلام .
ونتابع الضباط الميدانيين وكيف يُخضِــعون الصحافيين لأوامرهم ونواهيهم ، معتبرين إياهم جنوداً في وحدةٍ عسكريةٍ خالصة ،
خاضعين للتأديب والتعنيف لدى أي زلّــة لسان . إخفاءُ الحقائق مهمّـتهم .
وتأتي حكاية المجنّــدة التي أنقذها طبيبٌ عراقيٌّ في مستشفى الناصرية ، وكيف اختُــلِقتْ أسطورة إنقاذها على أيدي وحدةٍ من المَـغاوير الأميركيين .
نرى المجنّــدة ، في المستشفى ، يحيط بها أبَــواها ، ليقنعاها بأن تؤكد الأسطورةَ ، لقاءَ مبالغ تدفَــع .
إنهما يرددان الأسطورةَ ، لكنها تقول لهما : لكني ، أنا ، كنتُ هناك . أنا رأيتُ …
المفكرون الشتراوسيون ، تتقدمهم كوندوليزا رايس بشعرها الفاحم المتصلِّــب .
إنهم يناقشون أعجبَ الآراء وأكــثرَها إضحاكاً ، بجديّــةٍ تدفع إلى مزيدٍ من السخرية .
*
الديكور متقشفٌ ، وتَـمَّ تعويض هذا التقشُّـفِ بالجهد في الإضاءة ، وفي المؤثرات الصوتية أيضاً ( شـيءٌ من المبالغة هنا ) .
الأزياء عادية ، محددة بالملبس العسكريّ في الغالب ، باستثناء المفكرين الذين استعملوا أقنعةً كالمسرح الياباني .
*
لـم تستطع المسرحية الإلمامَ بالمشكلة العراقية إلماماً متوازناً ، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ في العمل الفني ، وقد أشار إلى هذا الأمر المخرجُ في المناقشة التي تلت العَـرضَ حين قال إن العمل يقدمُ أسئلةً ومنطلقاتٍ كي يمضي الـمُـشاهِـدُ بها إلى أبعدَ . وأوضَحَ أن الحاكمينَ منذ شكسبير ، هم هم ، والشعب هو هو ، والولايات المتحدة ليست استثناءً . نحن الآنَ في منطلَقِ حركةٍ شعبيةٍ واسعةٍ ضد الإستعمار .
أحد المشاركين في النقاش الذي تلا العرضَ اقترحَ على الفرقة تقديمَ عروضٍ للمسرحية في بغداد ، وقد أيّـدتُ الاقتراح ، متمنياً ألاّ تُلحَقَ الفرقة المسرحية بالقوّات ( قوات الاحتلال ) …
سُــئلتُ في النقاش نفسه عن الأصولية في العراق .
قلتُ إن المجتمع العراقي ، كما عرفتُــه ، مجتمعٌ متسامحٌ ، وإن الأصولية اختراعٌ أميركيٌّ استُخدِمَ في الحرب الباردة ، وفي الحرب الساخنة بأفغانستان .
الأصولية ليست ظاهرةً عراقيةً .
إنها أميركيةٌ … وبامتيازٍ ، كما يقول الفرنسيون .

لندن 9/10/ 2004



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ســـامرّاء
- أ تُـحِــبِّـيـنَ بْــرامـــز ؟
- آثارُ أقدامٍ على الـموج والعشب
- حَـضارِمـةٌ في الأرخَـبيـل
- الطبيعةُ تلعبُ بي …
- الجاحظُ … صديقــي
- ابنُ عائلةٍ ليبــيٌّ مقيمٌ في روما
- نظــرةٌ جانبيّــةٌ
- قارةُ الآلِــهة
- أجنحةٌ أميركيةٌ متحركةٌ وبعثيٌّ سافلٌ
- بحــثاً عن فردوس الـقِـيَـمِ المفقود
- حُـكْـمُ الـنَّـوكى والحمقـى
- تــنويعٌ ثالـثٌ
- مســاءَ انتهت اللعبــةُ
- يومياتٌ عراقيةٌ - 2
- تجربـةٌ ناقـصـةٌ
- - أبو غْـرَيب - تحتَ ضوءٍ فرُويديّ
- زيارةُ سِـيـجمـونـد فْـرُويد Sigmond Freud
- لا جُـنـاحَ عليكَ
- زاويةٌ لـلـنـظــر


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدي يوسف - مُــلْـحَــقونَ بالقوّات EMBEDDED