أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الإخوان المسلمون...إختلافات ورؤى 2- إخوان السودان و الدكتور حسن الترابى















المزيد.....

الإخوان المسلمون...إختلافات ورؤى 2- إخوان السودان و الدكتور حسن الترابى


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعود نشأة الإخوان المسلمين بالسودان الى العقد الرابع من القرن العشرين، حيث كان السودان وقتها تحت التاج المصرى ولم تكن هناك حدود بين البلدين وكان الكل يتنقل بصورة طبيعية بين البلدين والكثير من المصريين يعمل فى السودان فى وظائف حكومية نتيجة نقلهم من مصرللعمل هناك، لذلك فلم يكن غريبا ان يكون للحركات السياسية فروعا فى الخرطوم، وكما اسس بعض الشيوعيين السودانين "الحركة السودانية للتحرر الوطنى – حستو" كإمتداد لحركة "حدتو" فى مصر، والتى تحولت فيما بعد الى الحزب الشيوعى السودانى، وأنشأ الإخوان المسلمون أيضا تنظيما خاصا بهم فى السودان فى ابريل عام 1949، وعقدوا أول مؤتمر لهم فى 1954، وكان الطلاب السودانيين الدارسين بجامعة القاهرة والأزهر غالبية هؤلاء الأعضاء، وحدث أول إنشقاق داخل المؤتمر بسبب رفض الإسم وكون المنشقون "الحزب الإشتراكى الإسلامى" بقيادة بابكر كرار.
وظلت الإخوان المسلمين جماعة دينية قليلة الشأن تشتغل بالأمور الدينية والدعوية حتى ظهر الشيخ "حسن الترابى" فى سماء الحركة الإسلامية فى السودان بعد عودته من دراسته للماجستير فى السوربون وحصوله على الدكتوراه فى القانون من نفس الجامعة، وأسس فى عام 1969 "جبهة الميثاق الإسلامى" التى ضمت جماعة الإخوان المسلمين ومجموعات إسلامية أخرى، بينما إنشق جناح آخرمن الجماعة محتفظا بإسمها بقيادةا " محمد صالح عمر".
سرعان ما صعد نجم جبهة الميثاق الإسلامى وشكلت معارضة رئيسية لنظام جعفر النميرى جنبا لجنب مع حزبى الأمة والإتحادى والحزب الشيوعى، وبعد التحالف القصير بين النميرى والحزب الشيوعى وإخماد تمرد الجزيرة إنقض النميرى على الحركة الإسلامية وإعتقل معظم قيادتها وحكم على الدكتور الترابى بالسجن المشدد وامضى الرجل فى السجن 7 سنوات ليخرج بعدها فى مصالحة مع النميرى بعد فشل الإنقلاب الذى دبر له الحزب الشيوعى بقيادة "هاشم عطا"، ومع توجه النميرى لإعلان تطبيق الشريعة فى السودان إشترط على الترابى حل التنظيم للمشاركة فى السلطة، وبالفعل أعلن الترابى حل حزب جبهة الميثاق الإسلامى بينما عارضه الجناح الممثل للإخوان لينشق عنه مبقيا على اسمه بقيادة "صادق عبد الماجد" وهو ما يزال على رأس الحركة حتى الآن، بينما إنقلب النميرى على من تحالف معهم لحوالى 5 سنوات وتم القبض على الشيخ واودع سجن دراو الشهير.وبعد الثورة الشعبية فى 1985ضد جعفر النميرى وتسلم "سوار الذهب" السلطة لمرحلة إنتقالية شكل بعدها حزب الأمة السودانى برئاسة الصادق المهدى الحكومة، بينما أعلن الترابى قيام " الجبهة الإسلامية القومية" عام 1986.
استمر التحالف بين مجموعة الترابى ونظام جعفر نميرى اعوام 1979 وحتى 1985 واستطاع خلالها تطبيق برنامج الجبهة وصبغ السودان باللون الإسلامى فى جميع مفاصل الدولة، وبعد انقلاب النميرى عليه وتصاعد الإحتجاجات الشعبية ضد نظامه حتى تم الإطاحة به عام 1985 ووصول صادق المهدى صهر الدكتور الترابى الى سدة الحكم، واستمر الوضع فى التجاذب بين الأحزاب حتى دبر الترابى للإنقلاب على الحكم بالتعاون مع المشير حسن البشير عام 1989 ليكون معه "جبهة الإنقاذ" و يؤسسا معا حزب المؤتمر الوطنى الذى سيطر عليه التيار الإسلامى بعد أن حل الدكتور الترابى حزب الجبهة القومية الإسلامية وسيطر كاملا على مشهد الحكم فى السودان، واستمر هذا التحالف حتى اختلف مع البشير بعد توقيع اتفاق نيفاشا واطاح البشير به وزج به فى السجن، بعدها انفصل الترابى بحزب جديد اسماه المؤتمر الشعبى السودانى ليعمل فى صفوف المعارضة حتى الآن.
وعلى كل حال فقد ارتبط اسم الشيخ كمعبر عن الفكر الإسلامى عموما وفكر جماعة الاخوان المسلمين تحديدا وأكثر الممثلين لهذا الإتجاه فى السودان.
أفكاره:
يتبنى الترابى منذ مدة ليست بالطويلة منظومة فكرية تعتمد على مبدأ ثبات النصوص وتغير التفاسير بتغير الزمن.يقول الترابي في مقابلة أجرتها معه (المشاهد السياسي-عدد 533):( تجديد الفكر الديني لا يعني الخروج على الإسلام أبداً. نحن لم نكفر ولم نحرّف ولم نغيّر بالقرآن حرفاً. القراءة تختلف والتفسير يختلف والفهم، وهي الأمور التي يجب أن تتطوّر وتتغيّر وتتجدّد، لأن الزمن يتغير والظروف تتغير، والحياة لا تقف عند ثوابت تتعلّق بسلوك الإنسان وتطوّر القوانين والنظم. ليس بمقدور أحد المساس بالنصوص القرآنية، لكن تفسير هذه النصوص يجب أن يظل متحرّكاً. لذلك، نحن لم نخرج على النص الربّاني. لماذا يكون الاجتهاد كفراً مادامت المسوغات لتطوّر الفهم دونما الإخلال بالنص موجودة).
يعد الدكتور حسن الترابي من أشهر قادة الإسلاميين في العالم ومن أشهر المجتهدين على صعيد الفكر والفقه الإسلامي المعاصرين، له كتاب في تفسير القرآن وكتاب في أصول الفقه وكتب كثيرة أخرى في مجالات الاصلاح الإسلامي والسياسة. وله العديد من الرؤى الفقهيه المتميزة والمثيرة للجدل من هذه الفتاوي أنه يبيح امامة المراة للرجل في الصلاة، و أصدر فتوي تبيح زواج المرأة المسلمة من الكتابى، مما يخالف به معظم الفقهاء ومنهم الشيخ يوسف القرضاوى الذى أعلن أن الترابى لايعبر عن أراء الإسلام وأن أفكاره شاذة دون ان يصل الى حد تكفيره وإخراجه من الملة.
ورغم وجود تنظيم مستقل للإخوان المسلمين فى السودان يحتفظ بالأفكار المحافظة والتقليدية لأهل السنة والجماعة الا أن حزب المؤتمر الشعبى بقيادة الترابى والذى يضم بين صفوفه التيار الإسلامى واغلبية الإخوان المسلمين هو الأكثر تعبيرا عن هذا الإتجاه، ويمكن تلخيص أهم آراء الشيخ فى النقاط التالية:
1- اهمية وجود فقه شعبى يكون مصدره الاساسى اجماع الامة وليس الكتاب والسنة
2- أفتى بالمساواة بين شهادة الرجل والمرأة ودلل على امكانية ان تؤم المرأة الرجال فى الصلاة
3- أباح زواج المسلمة من الكتابى غير المسلم واعتبر ان الحجاب ليس فريضة اسلامية
4- فرق بين السنة واجبة الاتباع وبين التصرفات الشخصية للرسول
5- أنكر عودة المسيح فى اخر الزمان.و أنكر وجود حد للردة فى الاسلام
6- أنكر أن يكون هناك شروط مانعة فى الفقه لتولى الحكم اعتبر أن شروط الامامة التى يذكرها البعض سخيفة مثل أن يكون الإمام من قريش.
وهكذا يبقى التباين بين أفكار الإخوان فى مصر الأكثر إنغلاقا مع البضاعة المطروحة فى بقية البلدان العربية، وقد تحدثنا سابقا عن تونس واليوم نعرض للسودان ولكن الحال لا يختلف كثيرا فى سوريا والتحولات فى أفكار الجماعة وتحالفاتهم مع الشيوعيين، وكذلك جبهة العمل الإسلامى فى الأردن، وحركة حمس فى الجزائر بقيادة محفوظ نحناح، والشيخ عبد السلام ياسين مؤسس حركة العدل والإحسان فى المغرب والأمثلة كثيرة.
ولكن لماذا يظل الإخوان المسلمين فى مصر مصرين على تبنى افكارا أكثر جمودا من الآخرين وهم الأصل والباقى فروع وبالرغم من كون مصر رائدة فى الأفكار التنويرية منذ رفاعة الطهطاوى والشيخ محمد عبدة، وسوف نفرد لذلك مقالنا القادم.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون .. إختلافات ورؤى 1-حركة النهضة التونسية
- كلام فى الثورة
- الشيوعية والأخلاق
- رثاء الرفيق الراحل ( رفيق عبد الستار الشناوى ).
- عن الثورة والحزب
- الإخوان والعنف...مؤامرة 1965
- هذه الثورة ..طبيعتها وآفاقها
- الحسن والحسين... ذكر نصف الحقيقة
- واحد من الشهداء
- الإخوان والعنف .... حادث المنشية 1954 نموذجا
- حزب الإخوان...مخرج أم مأزق؟
- حقيقة الجهاد الأفغانى....تصحيح المفاهيم
- حادثة السقيفة...والصراع على السلطة
- المصالحة بين فتح وحماس.. ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
- مصر ومشاكلها الزراعية ‎( فى ذكرى شهيد الفلاحين المصريين صلاح ...
- السلفيون والثورة
- الثورة...والثورة المضادة
- الثورة فى سلطنة عمان
- فتحى الشقاقى....ودور نظام القذافى فى إغتياله
- عاصفة على البلدان العربية


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الإخوان المسلمون...إختلافات ورؤى 2- إخوان السودان و الدكتور حسن الترابى