أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رياض حسن محرم - الثورة فى سلطنة عمان















المزيد.....

الثورة فى سلطنة عمان


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 19:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في البداية سيتجاهلونك ثم سيسخرون منك وبعد ذلك سيتصدون لك وفي الأخير ستنتصر (المهاتما غاندي)
لا شك أن رياح الثورة فى تونس ومصر قد امتدت عاصفة على جميع البلدان العربية بما فيها شعوب كنا نظن أنها أبعد ما يكون عن الثورة، تلك الدول العربية النفطية التى تملك فائض من الثروات تسمح لحكامها بأن يقدموا لشعوبهم رشوات رخيصة لكسب رضاهم وولائهم حتى يستمرون جالسين على كراسى الحكم يستمتعون بخيرات هذه الدول.
إن عدوى التمرد والثورة أصابت معظم دول مجلس التعاون الخليجى كما شاهدنا جميعا وعبر وسائل الإعلام فيما حدث ويحدث فى الكويت والبحرين والسعودية وسلطنة عمان أيضا، هذه السلطنة ذات التاريخ الطويل مع الثورة ضد الحكام والقوى الخارجية.
لقد شهد التاريخ كيف قاوم العمانيون الاحتلال البرتغالى لبلادهم والذى استمر لمدة 140 عاما ومطاردتهم لهم فى سواحل افريقيا الشمالية واقامة امبراطورية عمانية تضم اقليم زنجبار فى افريقيا وجوادر فى باكستان وساحل الامارات واجزاء من السعودية، وفى عام 1964 قامت ثورة فى زنجبار وتم خلالها استقلال هذا الاقليم واتحاده مع اقليم تنجانيقا لتكوين ما يعرف بتنزانيا حاليا.
وفى القرن العشرين حدثت عدة انتفاضات ضد السلطان سعيد بن تيمور ( 1932 - 1970) وذلك بثورة الإمامة فى المنطقة الداخلية 13 - 1920 مستندة على المذهب الاباضى السائد فى السلطنة*، وثورة الجبل الأخضر 57 – 1959 وثورة الإمام غالب بن على الهنائى فى نزوى 54 - 1958ولكن أهم وأشهر هذه الثورات هى الثورة التى حدثت فى اقليم ظفار واستمرت لمدة 10 سنوات 64 – 1975.
لنفصل أكثر فى الثورة الأخيرة لما تميزت به من تجذر وشمولية ولتأثيرها وتأثرها بالواقع الإقليمى والعالمى، فقد بدأت الأحداث مبكرا وذلك عندما اعترضت مجموعة مسلحة بقيادة نوفل بن مسلم الكثيرى قافلة مركبات تابعة لشركة نفط بإقليم ظفار فى عام 1963 حيث تم قتل أحد الحراس وإعطاب عدد من المركبات، ولكن البداية الفعلية للثورة كانت بتشكيل الجبهة الشعبية لتحرير ظفار حيث عقدت مؤتمرها الأول من 1 الى 25 سبتمبر عام 1965 فى ظفار وأعلنت الكفاح المسلح ضد السلطان سعيد بن تيمور والوجود الإنجليزى فى 9 يونيو عام1965
تكونت الجبهة الشعبية لتحرير ظفار من إتحاد 3 فصائل صغيرة فى مدينة صلالة عاصمة اقليم ظفار وهى:
1- حركة القوميين العرب بقيادة محمد الغسانى وتتكون من مجموعة من الشباب الدارسين فى عدة عواصم عربية كالقاهرة وبغداد ودمشق والمتأثرة بالفكر القومى والناصرى والقريبة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
2- الجمعية الخيرية الظفارية بقيادة يوسف بن علوى بن عبدالله (الذى انحاز الى السلطان قابوس بن سعيد فى عام 1970 وشغل منصب القائم بأعمال وزبر الخارجية العمانية حتى الآن) وكانت هذه الجمعية تهتم بالشأن الإجتماعى وتقوم ببعض الأعمال الخيرية.
3- منظمة الجنود الظفاريين والتى تتكون من الشباب فى قوة كشافة ساحل عمان والتى لا يعرف عنها الكثير.
وقد عقدت الجبهة اول مؤتمرلها فى 1965 وكانت التقارير البريطانية تقلل من تأثيرها وتعتبرها حركة قبلية، ولكن المؤتمر الأهم لهذه الجبهة الذى عقد فى وادى حمرين بظفارعام 1968 وفيه تم تبنى الخط الإشتراكى والفكر الماركسى بشكل كامل، وحضر هذا المؤتمر 60 مندوبا واعتمد نظام المرشدين السياسيين وقد تم تمثيل بعض الدول الخليجية فى هذا المؤتمر وبالذات امارة البحرين، وتبنى هذا المؤتمر المساواة الكاملة للمرأة والغاء الرق.
جاء إستقلال اليمن الجنوبى عن الإحتلال الانجليزى عام 1967 بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الجنوب اليمنى المحتل والقريبة من حركة القوميين العرب لتشكل مددا للجبهة الشعبية لتحرير ظفار وتعجل بتبنيها للخط الإشتراكى وتحولت عدن لمركز إعلامى للجبهة وتم إنشاء معسكر فى حوف على الحدود اليمنية العمانية لتدريب الثوار وامدادهم بالأسلحة والعتاد وتدفق الأنصار من الخليجين خاصة البحرينين للمشاركة فى الثورة ومنهم المناضلة ليلى فخرو التى عرفت بالرفيقة هدى حيث قامت بإنشاء مدرسة الثورة فى قرية مرارة للتعليم المختلط، وكذلك عبد النبى العكرى أو حسين موسى الذى أقام مزرعة الثورة النموذجية، ومن الكويت جاء المفكر والأكاديمى أحمد الربعى ( كتب تجربته فى سجن قلعة الجلالى فى مسقط) وغيرهم كثيرين.
تخرج سعيد بن تيمور من إحدى الجامعات بالهند ولكنه كان مثالا للحاكم المتسلط شديد الإنغلاق وشهدت فترة حكمه الطويلة 1932- 1970 نظام حكم ثيوقراطى دكتاتورى فريد، قائمة ممنوعات تعود الى ماقبل عصر القرسوطى، أشبه بما سجله التاريخ عن الحاكم الفاطمى الحاكم بامر الله، فقد منع سعيد بن تيمور ارتداء الأحذية وبناء البيوت بالمواد الثابتة وارتداء النظارات وركوب الدراجات وامتلاك الراديو او الجرائد وقائمة طويلة من الممنوعات واعتمد على اقتصاد شحيح ففرض الخمس على منتجات النخيل ووضع جمركا على ابواب مسقط التى تقفل بواباتها مع أذان المغرب حتى طلوع شمس اليوم التالى، لذا كان لابد من الثورة عليه خاصة من أهالى ظفار ( أشبه فى طباعهم بسكان الصعيد فى مصر) ويسمون الجبّالة لسكناهم الجبال.
بعد ان تعلم ابنه الوحيد قابوس "من زوجته الظفارية" القرآن وقواعد العربية أرسل به الى دولة الإحتلال انجلترا لدراسة العلوم العسكرية فى كلية ساند هيرست، وبعد عودته مباشرة أودعه السجن خوفا منه، وتقول بعض الروايات أنه تأثر بأفكار الثوار الإشتراكية، وظل فى السجن الى ان دبر الإنجليز لإنقلاب قصر بالتواطؤ مع قائد العسكر سعيد بن سالم وتنصيبه سلطانا على عمان وخلع والده سعيد بن تيمور فى 23 يوليو 1970 ، وعاش الوالد فى لندن حتى وفاته.
جاء قابوس بن سعيد على أسنة الحراب الإنجليزية ليحكم عمان، وفى محاولة من الإستعمار الإنجليزى لإعادة ترتيب منطقة الخليج تمهيدا للإنسحاب منها فيما بعد السويس فغيرت شخبوط بن نهيان فى ابوظبى ووضعت مكانه اخوه زايد وكذلك فى قطر أقصت الشيخ أحمد بن ثانى وجاءت بأخوه حمد وسلمت الحكم فى جنوب اليمن للجبهة الشعبية وغيرها من التعديلات، وكان ان اعلن السلطان قابوس منذ اليوم الأول فى إذاعة هيأها له الإنجليز فك جميع القيود المكبلة للعمانيين وإعلان العفو العام عن الثوار والوعد بتنفيذ برنامج اصلاحى نهضوى، ولكنه فى الوقت نفسه أعلن حرب إبادة عليهم وقام بإعدام 300 منهم، واستطاع بسياسته تلك ضم عدد كبير من الذين ثاروا عليه على رأسهم مسلم بن نوفل ويوسف بن علوى.
قبيل استلام قابوس بن سعيد للسلطة كان الجبهة قد بلغت أوج قوتها واستطاعت تحرير كافة منطقة ظفار الا مدينة صلالة وقامت بإعدام والى رخيوت حامد بن سعيد بعد محاكمة سريعة، ولكن بعد تولى قابوس وحدوث انقسام فى الجبهة وانضمام العشرات الى النظام الجديد حاول الثواراعادة تنظيم صفوفهم ولكن أمّن له الإنجليز التفوق الجوى وساعدوه بإستجلاب قوات عسكرية من الأردن وساعدوه فى عقد إتفاق مع امبراطور ايران محمد رضا بهلوى والذى كان يلعب دور شرطى المنطقة لإرسال قوات ايرانية معاونة له فى القضاء على الثورة، وهكذا تم شن حرب لاهوادة فيها ولا قبل للثوار بها مما جعلهم ينسحبون من معظم الأراضى التى إستولوا عليها وخاصة بعد فشل محاولتهم لإغتيال السلطان فى 31 ديسمبر عام 1972، مما مكن السلطان قابوس من إعلان الإنتصار النهائى وهزيمة الثورة فى 18 نوفمبر 1976.
وهكذا طويت صفحة مشرقة من تاريخ النضال الثورى على أرض عمان صفحة ملهمة الثوار فى العالم بالنضال المشترك لدفع حركة الثورة الى الأمام ولكن تبقى بعض ملاحظات حول أسباب إخفاق هذه الحركة منها :
1- السؤال المهم هو هل يمكن بناء الإشتراكية فى واقع متخلف بل شديد التخلف والقبلية كما هو الحال فى إقليم ظفار؟ وهل يمكن تطبيق الافكار الثورية فى رقعة جغرافية صغيرة وتمثل جزء من وطن دون تثوير كامل الوطن؟ فعلا لقد طرحت الجبهة فى عز أزمتها الإنتقال من تحرير ظفار الى تحرير كامل الخليج العربى وعندما فشلت فى تطبيق هذا التوجه عادت مرة اخرى لمحاولة العمل على تحرير عمان فقط ولكن جاء هذا الطرح متأخرا بعد سلسلة من الأخطاء والفشل دفعت بها بعيدا عن الفعل الثورى.
2- الإعتماد المبالغ فيه على الخارج وذلك من بداية الثورة حينما شكل المتطوعون من البحرين والكويت والدول الخليجية والعربية نسبة كبيرة ذات خبرات مختلفة ومتعددة، وبعد قيام النظام الإشتراكى فى اليمن الجنوبى على الحدود كان إعتماد الثوار عليها مضاعفا ناهيك عن الدعم السوفيتى والصينى.
3- الموقف الملتبس من تغيير النظام القائم ومحاولة النظام الجديد سرقة شعارات الثورة والعمل على تحديث النظام والقيام بتنمية حقيقية، وكان من الضرورى ان تتغير رؤى واستراتيجيات الحركة متواكبة مع هذا التغيير وليس البقاء فى نفس الخندق مع ترديد مقولات رأسمالية الدولة والنظام الفاشى كما صنع الشيوعيون المصريون مع نظام يوليو.
والآن يعود العمانيون بعد اكثر من 35 عاما مرة اخرى الى الفعل الثورى فى خضم الحراك الثورى فى المنطقة الذى انطلق من شواطئ تونس كموجات إرتدادية "سونامى" الى أغلب الشعوب العربية ليشارك شباب عمان فى صنع الخريطة الثورية للمنطقة فكانت المظاهرات الإحتجاجية التى بدأت من مدينة صحار ( تلك المدينة التى قضيت فيها أكثر من 20 عاما) لتمتد الى باقى مدن السلطنة مخلفة ورائها ستة من القتلى وعدد كبير من المصابين وما تزال هذه الثورة مستمرة حتى الآن.
* ان نشأة الفكر الاباضي ، يعود بالدرجة الاولى الى العامل الديني والسياسي الذي تمثل في مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي من طرف بعض الصحابة والتابعين اللذين انكروا التحكيم على علي بن ابي طالب وفيهم من اهل بدر ومن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كحرقوص بن زهير السعدي وفروة بن نوفل وسارية بن لجام السعدي ، وكانت هذه النشأة في شوال 37هـ ،وقد رفع اصحاب عبدالله بن وهب الراسبي الشعار التالي : قبلت الدنية ولا حكم الا لله وعرفو لذلك بالخوارج



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتحى الشقاقى....ودور نظام القذافى فى إغتياله
- عاصفة على البلدان العربية
- اليسار والثورة
- الإخوان والثورة
- ثورة مصر2011.....قراءة سريعة
- إنفصال جنوب السودان...وكل هذا الضجيج
- ذكرى إنتفاضة الخبز..18 -19 يناير 1977
- إلى أصحاب نظرية المؤامرة...الموساد هو الحل
- حزب التجمع .. والقرار الصعب
- هل هى أزمة ثورية؟ أو مجرد أزمة إجتماعية؟
- سبعة عشر عاما على رحيل - تيمور الملوانى-
- الإنتفاضة .. هل تكون بديلا للثورة؟
- رسالة مفتوحة إلى الدكتور/ محمد البرادعى
- حركات الشباب الاحتجاجية فى مصر
- الاستغلال ..بين المفهوم الديني والنظرية الماركسية
- الوهابية المصرية...والنكوص للخلف
- الحياة الدستورية المصرية ... دستور 1923 نموذجا
- صفحة ناصعة من تاريخ مصر
- هل ثمة تشابه بين البرادعى وسعد زغلول؟
- المخبر ... صناعة مصرية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رياض حسن محرم - الثورة فى سلطنة عمان