أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رياض حسن محرم - الإخوان والثورة














المزيد.....

الإخوان والثورة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 13:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا إخوان ولا أحزاب الثورة ثورة شباب
إرتفع هذا الشعارعاليا فى جنبات المظاهرات التلقائية التى إجتاحت سماء الوطن ليعبر عن حقيقة ما جرى بالفعل، وبعد أن ظهر جليا لكل المراقبين أن جماعة الإخوان المسلمين لعبت دورا أساسيا فى الأحداث التى تعم مصر الآن وخاصة المشاركة مع الجموع المحتشدة فى ميدان التحرير فى قلب القاهرة، حيث كانت حركة الإخوان منذ نشأتها عام 1928 تقف قريبة من النظام، حدث هذا فى العهد الملكى مرات ومع العهد الجمهورى حيث حاولت أن تفرض على الضباط الأحرار مراقبة القوانين لقياس مدى مطابقتها مع الشريعة بعد أن إستثناها نظام يوليو من قرار حل الأحزاب فى عام 1953، وسعيها الدائم أن تكون رديفا لكل الأنظمة المستبدة.
لسنا هنا فى مجال الحديث عن نشأة وتطور حركة الإخوان المسلمين فى مصر ولكن كانت هذه الحركة وما زالت منغلقة على ذاتها وتتسم بتنظيم حديدى قوامه التنظيم الخاص ومجلس الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، مع ميل دائم للمشاركة المجتمعية من خلال خوض جميع الإنتخابات البرلمانية فقد رشح حسن البنا نفسه فى انتخابات 1942 ولكنه انسحب قبل اجراءها وفى عام 1944 كرر ترشيح نفسه مع 17 عنصر من الجماعة ولكنه فشل فى الوصول الى البرلمان، وفى ظل التعدد الحزبى شاركت الجماعة فى كل الإنتخابات فيما عدا الإنتخابات الأولى عام 1976 وكذلك عام 1990 التى قاطعتها جميع الأحزاب وتحالفت مع حزب الوفد فى انتخابات 1984 حيث حصلت على حوالى 15% من أصوات الناخبين ومع حزبى العمل والأحرار عام 1987 وحصلت على 17% من مقاعد البرلمان ثم فى انتخابات 2005 حيث شاركت فيها بعناصر مستقلة لتحصل على 20% من الأصوات منفرده، وفى الإنتخابات الأخيرة فى 2010 خاضت الجولة الأولى ولم تحصل على أى مقعد وانسحبت فى الجولة الثانية، كما سعت الجماعة للسيطرة على مجالس النقابات المهنية المختلفة محققة اختراقات كبيرة ولكنها فشلت فى الإمساك بالنقابات العمالية.
وتبقى لنا مجموعة من الملاحظات حول علاقة الجماعة بثورة الشباب فى 2011 نوجزها فيما يلى:
1- كان التردد فى المشاركة هو السمة السائدة للإخوان خلال التحضير للتظاهرة بعد أن أطلقت حركة 6 ابريل ومجموعة كلنا خالد سعيد الدعوة للتظاهر فقد كان موقف قيادات الجماعة هو عدم التورط فى هذه الدعوات، وبعد الإستجابة الواسعة على صفحات الفيسبوك للمشاركة من الشباب غيرت الجماعة موقفها وتركت لأعضائها حرية المشاركة فى اليوم، ورغم نجاح التظاهرات يوم 25 لم تغير الجماعة موقفها الا بعد المشاركات المليونية فى مظاهرات جمعة الغضب يوم 28 يناير، ويمكن تفسير ذلك بخوفهم أن يدفعوا منفردين الثمن فى حالة فشل الإنتفاضة، وإتهامهم بأنهم حولوا ثورة الشباب النقى والامنتمى الى لون واحد وأنه هو الذى يسيطر على الميدان كما أعلن ذلك قادة النظام ووسائل إعلامه، ولكن مع تحول الإنتفاضة الى ثورة والتفاف الملايين حولها فقد شكل لهم ذلك غطاءا شعبيا وشجعهم على اعلان التأييد والمشاركة فى الثورة، ولم يكن أمامهم فى حال فشل الثورة الا النزول تحت الأرض وحمل السلاح دفاعا عن أنفسهم.
2- تردد الإخوان فى المشاركة فى المفاوضات أو الحوار مع النظام لخوفهم من الإنفصال عن الجسم الرئيسى للثورة، ولكنهم ما كانوا يريدون تضييع هذه الفرصة الذهبية كما سماها نائب الرئيس حيث يكتسبوا الإعتراف بهم، ومن ناحية أخرى كان النظام فى حاجة الى مشاركتهم للإيحاء بأن كافة الأطياف تحاوره، وسرعان ما أعلنوا بعد الجولة الأولى عن نكوصهم عن الإستمرار بعد أن حققوا غرضهم من إعتراف النظام بهم.
3- أظهرت الثورة تجاوز الشارع للرموز الدينية وإبتلاعها وهضمها فى خضم الأحداث ولم ترفع فى الميدان وفى التجمعات المليونية الأخرى إلا أعلام مصر ولم ترفع رايات دينية ولا شعارات الجماعة المعروفة مثل "الإسلام هو الحل رأى المولى عز وجل" ولا حتى شعار" الله أكبر ولله الحمد" واكتفوا برفع الشعارات الوطنية والمطالبة برحيل النظام، وتجلت الوحدة الوطنية بأروع صورها فحمى الشباب المسلم الكنائس واقيمت القداديس فى الميدان، وانصهر الأقباط رغم الكنيسة فى الشارع الوطنى بشعورهم أن الخارج لن يحميهم وأن لا خطر مباشر عليهم من قبل الجماعات الدينية ، وحاول الإخوان تطمين القوى السياسية والجمهور بأنهم لن يترشحوا للرئاسة إنسجاما مع مواقفهم السابقة بالإستيلاء على مجالس النقابات المهنية دون المنافسة على منصب النقيب بشكل مباشر، وأنهم لن يعلنوا إلا عن ترشيح 30% على مقاعد مجلس الشعب.
4- أدرك الإخوان صعوبة إدعائهم تمثيل الشعب المصرى بكامله حيث شكل الشباب الجديد من مجموعات الفيسبوك الجسم الرئيسى للثورة برغم كل محاولات الجماعة أسلمة المجتمع لكن الجسد الأساسى بقى بعيدا عنهم مغردا مع شعارات الحرية والديموقراطية والليبرالية التى يشكلها النظام العالمى الجديد، وأدرك الإخوان ان الزمن تخطى الأيدلوجيات ورطانتها وأفكار السلف، وأنهم بتقوقعهم خلف افكار من الماضى البعيد والمساجد كعنوان دائم لهم تجعل من التيار السلفى المناوئ لهم منافسا قويا.
إن أفكار إعادة دولة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة وإقامة الدولة الدينية لم تعد تلقى إجماعا كما كان سائدا من قبل لذا كان لابد لهم تغيير جلودهم والمطالبة مع الآخرين بإقامة الدولة المدنية وتطبيق الديموقراطية والمشاركة مع باقى التيارات والقوى الوطنية القومية والعلمانية والماركسية فى العمل المشترك من أجل مستقبل يتسع للجميع بعد سقوط النظام الدكتاتورى.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة مصر2011.....قراءة سريعة
- إنفصال جنوب السودان...وكل هذا الضجيج
- ذكرى إنتفاضة الخبز..18 -19 يناير 1977
- إلى أصحاب نظرية المؤامرة...الموساد هو الحل
- حزب التجمع .. والقرار الصعب
- هل هى أزمة ثورية؟ أو مجرد أزمة إجتماعية؟
- سبعة عشر عاما على رحيل - تيمور الملوانى-
- الإنتفاضة .. هل تكون بديلا للثورة؟
- رسالة مفتوحة إلى الدكتور/ محمد البرادعى
- حركات الشباب الاحتجاجية فى مصر
- الاستغلال ..بين المفهوم الديني والنظرية الماركسية
- الوهابية المصرية...والنكوص للخلف
- الحياة الدستورية المصرية ... دستور 1923 نموذجا
- صفحة ناصعة من تاريخ مصر
- هل ثمة تشابه بين البرادعى وسعد زغلول؟
- المخبر ... صناعة مصرية
- الزواج الثانى للأقباط... الفتنة النائمة
- على هامش الصراع بين المحامين والقضاة
- موت مدرّس
- تطور الحركة النيابية والحزبية فى مصر من عصرمحمد على الى ثورة ...


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رياض حسن محرم - الإخوان والثورة