أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رياض حسن محرم - المصالحة بين فتح وحماس.. ليست الأولى ولن تكون الأخيرة















المزيد.....

المصالحة بين فتح وحماس.. ليست الأولى ولن تكون الأخيرة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 20:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


لايوجد وطنى لا يرحب بإعادة اللحمة الى الكيان الفلسطينى تحت الإحتلال، فليس فقط أن الوحدة الفلسطينية هدف نبيل يجمع الشعب الفلسطينى والشعوب العربية الثائرة ولكنها ضرورة عملية لشعب تحت الإحتلال يسعى الى اكتساب حريته، فقد شاهدنا كيف أن حركات التحرر الوطنى بعمومها كانت موحدة الراية فى مقاومتها للإحتلال من فيتنام الى الجزائر مرورا بجنوب افريقيا وغيرها من حركات ثورية عبر العالم.
غير أن الواقع الفلسطينى له خصوصيته الجغرافية والسياسية، فقطاع غزة منفصل جغرافيا عن الضفة الغربية ونظامى الحكم فيهما لهما مرجعيات سياسية مختلفة، فالسلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وقوامها الرئيسى منظمة فتح المسيطرة فى الضفة الغربية تحمل مرجعية مدنية، وعلى الجانب الآخر ففى قطاع غزة تسيطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمرجعية دينية.
منذ أن فازت حماس بالإنتخابات تحت مظلة اتفاقية أوسلو فى عام 2006 والحركة تحاول فرض رؤيتها الدينية كفرع فلسطينى لحركة الإخوان المسلمين فى مصر منذ أن أسسها الشيخ "أحمد ياسين" فى سبعينيات القرن الماضى، ولكن جاءت اللحظة الفارقة عندما قامت حماس بإنقلابها الدموى فى عام 2007 وتكريس الإنقسام وسيطرتها الكاملة على قطاع غزة .
عملت حركة حماس بعد احكام سيطرتها على غزة على أسلمة المجتمع الغزّاوى من خلال خطة مدروسة رغم نفيها ذلك دائما، من هذه المظاهر فرض الحجاب على الفتيات بجميع مراحل التعليم والفصل بين الجنسين فى المدارس وتأنيث مدارس البنات، كما شكلت وزارة الأوقاف والشئون الدينية لجان " نعم للفضيلة" تشبه هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالسعودية تجوب الشوارع للمناصحة والمنع، وتوجيه أوامر لأصحاب محال بيع الملابس بإزالة المانيكانات العارية والملابس الداخلية من الفتارين، وتحمل وثيقة أخرى وزعت بختم الوزارة بأنها ستعمل على وقف كافة المظاهر اللاأخلاقية في المجتمع خصوصا الاختلاط في الصالات العامة والأفراح والسهرات الليلية والرحلات الطلابية التي تجمع البنات والشباب والرقابة على مقاهي الانترنت وفرض الحجاب على المحاميات فى المحاكم ومنع الإستحمام بالمايوه" لباس البحر" ومنع ركوب النساء خلف أزواجهن على الدراجات النارية وحدوث أكثر من إعتدء على النوادى والفنادق والمنتجعات، ومظاهرأخرى كثيرة.
منذ حكمت حماس قطاع غزة تحالفت وحمت مجموعات أكثر تطرفا وراديكالية أولها كان جماعة "جيش الإسلام" التى اشتركت معها فى خطف الجندى الإسرائيلى "جلعاد شاليط" ولكن هذا لم يمنع اصطدامها مع مجموعات أخرى حاولت إحداها فرض رؤيتها وإعلان غزة إمارة إسلامية من طرف واحد وهى "جند أنصار الله" فى رفح واستخدمت حماس العنف ضدها وقتلت 20 عنصرا منها.
مع تصاعد الضغوط الشعبية للمطالبة بإنهاء الإنقسام بعد تصاعد الثورات العربية وخروج مظاهرات عديدة فى الضفة والقطاع ترفع شعار " الشعب يريد إنهاء الإنقسام" وعدم تمكن حماس من قمع هذه المظاهرات وبعد انتهاء المدة القانونية للمجلس التشريعى وتصاعد الرفض الشعبى لها، بدأت حماس فى تليين موقفها من المصالحة، وقد التقى هذا الموقف مع رغبة من جانب فتح للصلح بعد ان وصلت المفاوضات الى طريق مسدود إزاء التعنت الإسرائيلى وعدم وقف الإستيطان فى الضفة الغربية والقدس وتخلى الجانب الأمريكى عن الضغط على إسرائيل واستخدامها للفيتو فى مجلس الأمن ضد أى قرار يدين إسرائيل وكذلك انتهاء فترة رئاسة أبو مازن، مما إضطر فتح لتليين موقفها أيضا والموافقة على تعديل ورقة المصالحة التى ترعاها القاهرة والإتفاق بسرعة ملفته للمراقبين على الحضور للقاهرة وتوقيع اتفاق الصلح بين الطرفين.
ساعد التغيير الذى حدث فى مصر وازاحة مبارك من الحكم ومعه عرّاب المصالحة عمر سليمان فى تغيير المناخ مما ساعد على الوصول الى هذا الإتفاق، وقد أدت الثورة الشعبية فى مصر الى حدوث تغيرات ملموسة فى سياسة مصر الخارجية ظهرت بعض تجلياتها فى التالى:
1- مغازلة الخارجية المصرية لنظام الجمهورية الإسلامية فى إيران ورغبتها فى اعادة العلاقات معها والسماح لسفينتين حربيتين ايرانيتين بعبور قناة السويس، وذلك استجابة للصعود الملموس لدور الإخوان المسلمين فى المجتمع مع انه كان يفترض تمشيا مع طبيعة الأشياء أن يكون إنحيازها لحركة ربيع طهران ضد نظام الملالى.
2- محاولة كسب بعض النقاط فى مواجهة إسرائيل واعادة فتح ملف تصدير الغاز لها والإعلان عن فك الحصار على غزة وفتح معبر رفح .
3- سقوط التخوف المصرى والحساسية ضد حركة حماس والوقوف على الأقل على نفس المسافة بينها وبين منظمة فتح، وكان التخوف فى أغلبه ناشئا من العلاقة العضوية والبنيوية بين حماس وجماعة الإخوان فى مصر.
4- لعبت قناة الجزيرة من خلال نشر وثائق المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية دورا مهما فى فضح التنازلات التى كانت تقدمها السلطة على حساب الثوابت الفلسطينية مما ادى الى فقدانها لمصداقيتها واطاح برئيس لجنة المفاوضات وجعل الإستمرار فى المفاوضات محل شك كبير.
5- إن مصر لم تعد تشكل غطاء سياسيا للسلطة الفلسطينية كما كان موقف الرئيس حسني مبارك.
من الملفت للنظر فى موضوع المصالحة استمرار دور جهاز المخابرات بقيادته الجديدة فى الإمساك بالملف على حساب الخارجية, وعدم اهتمام السلطة الفلسطينية بمعارضة إسرائيل أو تحفظات أمريكا على الإتفاق وما يترتب على ذلك من مأزق إقتصادى ومالى لتلك السلطة التى تمول موازنتها وأجور العاملين فى الضفة وغزة من المعونات الغربية، وتم هذا فى مواجهة اعلان اسرائيل وقف تحويل حصيلة الضرائب الفلسطينية والبالغة حوالى 100 مليون دولار شهريا وتهديد امريكا والرباعية بوقف معونتها المالية والاقتصادية, ولا يمكن فهم موقف السلطة وجرأتها الا بوعد قوى من احد الأنظمة الخليجية بتغطية هذا العجز.
بالرغم من بعض ما يمكن تسميته من تنازلات من جانب حماس واقترابها من خطة حل الدولتين الا انها لا تزال بعيدة عن التواؤم مع الشروط الأوربو- امريكية (حتى يمكن القبول بها فى الحكومة)، وهذه الشروط هى الإعتراف بإسرائيل ونبذ العنف ( المقاومة) والإعتراف بجميع الإتفاقيات التى وقعتها السلطة وعلى رأسها " إتفاقية أوسلو".
إن فرح الكثيرين بالتوقيع الإحتفالى لإتفاق الصلح فى القاهرة لايجب أن ينسينا أن إمكانية تنفيذه محوطة بالكثير من المحاذير والعقبات ومنها:
1- كما ذكر فى بداية المقال من وجود مرجعيات مختلفة للطرفين، وخاصة الطرف صاحب العقائدية الدينية والتى تتعامل مع إسرائيل بخلفية دينية بحته على أن الصراع بينهما دينى خالص وقصة الوقف الإسلامى وشعارات "خيبر خيبر يا يهود" ليست بعيدة.
2- تعلمنا تجارب المنطقة أن الأنظمة التى ترتدى مسوح دينية تعتبر تخليها عن السلطة طواعية أو عبر صناديق الإنتخاب خيانة لمبادئها ، وأن عملية الإنتخابات تكون لمرة واحدة يصلوا فيها الى السلطة ويعتبرون ذلك بيعة لهم وقميص سربله الله عليهم لايحق خلعه من قبل المواطنين.
3- ليست اتفاقية القاهرة هى الأولى فقد شاهدنا نفس الوجوه تحديدا وهى توقع "إتفاق مكة" وكثير من المفاوضات فى عواصم مختلفة منها القاهرة ذاتها لم تصل بهم الى نتيجة وتم خرقها قبل أن يجف مدادها.
4- بالرغم من الطابع الإحتفالى والفرحة العارمة بالإتفاق الا أن المشهد لم يخلو من هجوم هنا وهناك منها الهجوم على سلام فياض ومطالبة فتح بسحب اعترافها بإسرائيل والغاء إتفاق أوسلو، وما تفجير أنبوب الغاز المتجه الى إسرائيل قبل الإتفاق بيوم واحد الا إنذارا لمن يهمه الأمر بأن أياديهم طويلة.
5- إبقاء كثير من المواضيع الحساسة والحرجة للتفاوض حولها مما قد يهدد بنسف الإتفاق فى أى منعطف ومنها التفاوض حول إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وعلى تشكيل الحكومة واعادة تشكيل المجلس الوطنى ومنظمة التحرير، على أن أخطر النقاط التى قد يتم الإصطدام بها هى برنامج حكومة الوحدة الوطنية أو الخط السياسى للمرحلة الإنتقالية
6- حصر المشكلة بشكل كبير بين فتح وحماس واغفال او التقليل من شأن باقى المنظمات والفصائل الفلسطينية المشاركة فى منظمة التحرير الفلسطينية كالجبهتين والشعب او فى غزة كالجهاد الإسلامى.
أعلم أن المخاوف كثيرة وأيضا فالنوايا الطيبة كثيرة أيضا ولكن كما قيل ان الطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة ولو أقسم الموقعين على صدقهم وتعلقوا بأستار الكعبة



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر ومشاكلها الزراعية ‎( فى ذكرى شهيد الفلاحين المصريين صلاح ...
- السلفيون والثورة
- الثورة...والثورة المضادة
- الثورة فى سلطنة عمان
- فتحى الشقاقى....ودور نظام القذافى فى إغتياله
- عاصفة على البلدان العربية
- اليسار والثورة
- الإخوان والثورة
- ثورة مصر2011.....قراءة سريعة
- إنفصال جنوب السودان...وكل هذا الضجيج
- ذكرى إنتفاضة الخبز..18 -19 يناير 1977
- إلى أصحاب نظرية المؤامرة...الموساد هو الحل
- حزب التجمع .. والقرار الصعب
- هل هى أزمة ثورية؟ أو مجرد أزمة إجتماعية؟
- سبعة عشر عاما على رحيل - تيمور الملوانى-
- الإنتفاضة .. هل تكون بديلا للثورة؟
- رسالة مفتوحة إلى الدكتور/ محمد البرادعى
- حركات الشباب الاحتجاجية فى مصر
- الاستغلال ..بين المفهوم الديني والنظرية الماركسية
- الوهابية المصرية...والنكوص للخلف


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رياض حسن محرم - المصالحة بين فتح وحماس.. ليست الأولى ولن تكون الأخيرة