أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كريم كطافة - شيوعيون أصوليون















المزيد.....



شيوعيون أصوليون


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1043 - 2004 / 12 / 10 - 05:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


وأنا أفكر في الدخول إلى هذا الموضوع، تذكرت نصيحة على شكل طرفة راجت بين الشيوعيين العراقيين؛ تقول: لا تجادل شيوعي سوري في أمر يخص النظرية.. لأن الرفيق السوري في كل الأحوال والظروف سوف لا ينطق عن الهواء. إذ يستدعي لينين أو ماركس، لا يطلق استشهاده على عواهنه، بل يحيلك إلى أسم الكتاب ورقم الفصل ورقم الصفحة ورقم السطر. وهو يقول كل ذلك في حديث شفوي وجهاً لوجه، عندها لا تملك غير أن تسد (بوزك) وتحترم نفسك، لأنك ستكون أمام خيارين لا تحسد عليهما؛ أما أن تستأذنه لتبحث عن المصدر لتتأكد من الاستشهاد وهذا غير متوافر دائماً، أو تعتذر من لينين على الهواء مباشرة وتذعن لسرد الرفيق!! لكن من جانب آخر، هذا ليس تبرئة للشيوعيين العراقيين من أصوليتهم وإلصاقها بالسوريين، في الحقيقة كانت الأحزاب الشيوعية العربية خلال الحقبة السوفيتية وبدرجات متفاوتة، كلها أحزاباً أصولية، تعاملت مع نصوص لينين وماركس على أنها تعاليم مقدسة لا يأتيها الباطل لا من أمامها ولا من خلفها ومع التجربة السوفيتية على أنها سنة مطهرة، تعلم الواجب والمستحب والمكروه. ربما الأمر لم يختلف كثيراً من حيث الشكل، عن الأصوليين الإسلاميين هذه الأيام، في علاقتهم المتخشبة مع النص القرآني والسيرة النبوية.
سأقتصر في هذا المبحث، على تجربة الحزبين الشيوعيين العراقي والسوري وموقفيهما من قضيتين مشتركتين واجهتا الحزبين، هما: قضية التحالف مع حزب البعث والموقف من الاحتلال الأمريكي للعراق.
على مر السنين ومنذ تأسيسهما، كانت للحزبين وعلى طول الخط علاقات ثنائية متميزة ومواقف متطابقة من جميع القضايا العالمية والمحلية، وعلى الأخص الاشتراك في تلك الثيمة أو (التعويذة) التي جعلت من القرب أو البعد من وعن الاتحاد السوفيتي، مقياساً للحكم على وطنية أو تقدمية هذا أو ذاك من الكيانات السياسية، إن كانت داخل البلد أو خارجه. على خلفية فهم مبسط، تقول أن مقدار التقارب مع السوفييت، سيقابله وبالضرورة ابتعاد ملموس عن المعسكر الإمبريالي، العدو الأرأس للشيوعيين. الأمر الذي دحضته كما سنرى لاحقاً، وقائع وتجارب تلك الكيانات، التي أجادت اللعب على كثير من الحبال، بدلاً من حبل واحد لعب عليه الشيوعيون طيلة تاريخهم حتى تهرأ وأنقطع بهم.
التحالف مع حزب البعث:
من بين تلك الكيانات السياسية التي أجادت اللعب على حبلين وثلاث ورباع وما ملكت أيمانهم، حزبي البعث السوري والعراقي. يكفي القول، أن كلاً منهما قد عقد مع الاتحاد السوفييتي معاهدة صداقة وتعاون ذات أبعاد استراتيجية، في سابقة بالنسبة لدولة المنطقة، وجعل سلاحه كله شرقي، في وقت كان فيه الاتحاد السوفييتي يبحث عن أي موطئ قدم هنا أو هناك لمواجهة الهجمة الإمبريالية الشرسة عليه. الأمر الذي دفع الحزبين الشيوعيين العراقي والسوري إلى مراجعة موقفيهما من هذا الحزب والتفكير جدياً في أمر التحالف معه. علماً، أن حزبي البعث السوري والعراقي، كانا يخوضان في ذلك الوقت عداءاً مستميتاً بينهما، نوعاً من حرب باردة محلية، الواضح من أسبابها وتداعياتها، كان المنافسة الحامية على من يهيمن على فروع البعث الأخرى في البلاد العربية. وكان كل منهما يقذف الآخر بتهمة اليمينية. الآن، وبغض النظر عن من منهما كان اليساري والتقدمي، إلا أن الفكر الشيوعي حينذاك وفي بضعة سنين، قد حول الحزبين البعثيين، من خانة الأحزاب الفاشية الإنقلابية اليمينية، كما كان العراقيون يصفون بعثيي العراق، إلى أحزاب بمرتبة معتبرة هي مرتبة أحزاب الديمقراطية الثورية، إلى جانب الحزب الاشتراكي اليمني الجنوبي وحزب (سياد بري) الإشتراكي الصومالي والاثيوبي منغستو مريام وحركة يونيتا الأنغولية وأحزاب لاوس وجزر الرأس الأخضر وغينيا بيساو وغيرها الكثير من أحزاب اختارت علانية الهدف الاشتراكي والتقارب مع السوفييت. وبالنتيجة تم احتساب أنظمتهم الحاكمة وهي أنظمة طغيان واستبداد ودكتاتورية على (حركة التحرر الوطني)، التي هي جزء من حركة التحرر العالمي المكونة من الثلاثي: السوفييت ومعسكرهم الاشتراكي + الحركة الشيوعية في العالم الغربي وأمريكا + حركة التحرر الوطني في العالم الثالث أو النامي كما كان يدعى حينها. هذا حسب المصطلحات والوصفات التي كانت سائدة وقتذاك لدى الشيوعيين.
لقد جرب الحزبان الشيوعيان السوري والعراقي، مشروع التحالف مع حزب البعث في بلديهما، بشكل متزامن تقريباً. كان مشروع التحالف في الذهن البعثي سواء كان عراقياً أو سورياً، هو فك العزلة عن أحزابهم الصغيرة التي لا نفوذ شعبي لها في الشارع، لكنها تجيد وباقتدار فن السيطرة على الحكم بوسائل انقلابية، ومن ثم فتح الجسور إلى علاقة من نوع ما مع الاتحاد السوفيتي، تكون ورقة ضغط خارجية مطلوبة في العلاقة مع المعسكر الآخر. أما في الذهن الشيوعي فكان المشروع أكثر طموحاً، إضافة إلى كسب عضو جديد لحركة التحرر العالمية وحليف للمعسكر الاشتراكي في أوج تداعيات الحرب الباردة، كان يهدف كذلك إلى هدفين وطنيين على درجة من الأهمية؛ الأول سياسي؛ هدفَ إلى دفع نظام البعث للانفتاح على الطبقات الشعبية الفقيرة، عبر شكل من المشاركة في إدارة الدولة وفق مفهوم (الديمقراطية الشعبية)، والهدف الثاني كان اقتصادياً، هدفَ إلى تحرير الاقتصاد الوطني من التبعية للسوق الرأسمالي، عبر سياسات تهدف إلى تهميش القطاع الخاص الكبير والمتوسط، إن كان في الصناعة أو الزراعة وجعل الدولة هي المالك الأكبر لوسائل الإنتاج، لتدير الاقتصاد لاحقاً بواسطة خطط خمسية مركزية وعبر مؤسسات القطاع العام، شكل من الاستنساخ للتجربة السوفييتية.
لقد تبين على الجانب السياسي وفي وقت مبكر، أن خللاً خطيراً يكمن في طبيعة تلك التحالفات، خلل يغذيه ويديمه اختلال ميزان القوى، بين من يملك كل السلطة ومن لا يملك شيئاً، لذلك جاءت العلاقة وبشكل عملي مبنية على مبدأ التقويض والتهميش للطرف الضعيف فيها. حتى تقمصت أخيراً مفهوم أو أطروحة (الحزب القائد). لم تكن تلك الأطروحة في الواقع، بعيدة تماماً عن الفكر الشيوعي، لطالما ادعى الشيوعيون أنهم طليعة الطبقة العاملة والأخيرة طليعة المجتمع، بالتالي سيكون موقعهم في الخارطة السياسية في الطليعة. استعار البعثيون من بين ما استعاروه من مفاهيم وتطبيقات كثيرة من التجربة السوفيتية والإشتراكية عموماً، استعاروا مفهوم الطليعة كذلك: طيب، إذا كان الأمر هكذا؛ لماذا لا يكون البعث هو الطليعة، خصوصاً وأن السلطة كانت بيده..؟ هكذا طرح البعثيون الأمر على أنفسهم، وعملوا به لاحقاً.
جاءت ردة فعل الشيوعيين على تلك الأطروحة مختلفة بين الحزبين. بالنسبة للعراقيين ورغم أنهم كانوا مشاركين في السلطة بشكل أقوى من السوريين، بدلالة وجود وزيرين في الوزارة أحدهم وزير بوزارة فاعلة، والآخر وزير دولة، إضافة إلى كم غير قليل من المدراء العامين والمسؤولين في مؤسسات مختلفة، وكان لهم إعلام علني مكون من جريدة يومية وأخرى أسبوعية ومجلة شهرية ودار نشر، إضافة إلى مقرات علنية منتشرة في طول البلد وعرضه.. كانت ردة فعلهم، هي عدم التسليم بتلك الأطروحة، ظلوا يراوغون ويماطلون البعث، حتى انفجار العلاقة بينهما سنوات 1978/1979. أما السوريون، فالواقع كان، أنهم سلموا بالأمر وكيفوا سياساتهم وفق استحقاقات تلك الأطروحة، القائلة بقيادة حزب البعث لكل شيء في البلد، حتى هم لم يستطيعوا استحصال حق بسيط ومشروع لهم كونها حلفاء لحزب السلطة، وهو أن يكون لهم وجود علني رسمي وإعلام علني ورسمي، ظلت مقراتهم شبه سرية وكذلك إعلامهم.
أما على الجبهة الاقتصادية، فكانت المحصلة النهائية هي الكارثة بعينها، ليس فقط في التجربة العراقية والسورية، بل في كل التجارب الملموسة التي شابهتهم، تبين أن مشروع القطاع العام وبكل الأسماء التي أطلقوها عليها في هذا البلد أو ذاك، لم يكن أكثر من التفاف وتحايل على خرافة اقتصاد السوق القائم على العرض والطلب، أرادوا نموذجاً مخالفاً يعتمد التخطيط المركزي والسيطرة على السوق بعيداً عن آلية الخسارة والربح. لقد فشل ذلك الخيار فشلاً ذريعاً، لأنه وبدلاً من قضاءه على الاستغلال والبطالة الذين تولدهما آلية اقتصاد السوق، أوجد استغلالاً من نوع ألعن وأصعب على السيطرة، هو استغلال الأجهزة المسيطرة على التخطيط والإنتاج، سواء كانت أجهزة حزبية أو حكومية، وموفراً بيئة صالحة لكل أشكال وأنواع الفساد الحكومي وغير الحكومي، ليخلق لاحقاً طبقة من الانتهازيين والوصوليين والطفيليين، طبقة تستهلك وتستحوذ على كل شيء وهي غير منتجة، لتطفو على سطح مجتمع فقير يحتاج إلى كل شيء ولا يجد أمامه شيئاً، ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي خلفها تدهور موقع الطبقة المتوسطة في البنيان الاجتماعي. وبالنسبة للبطالة التي هي لعنة اقتصاد السوق، كانت النتيجة أنه أوجد بطالة بحجم يقترب من الكارثة الوطنية تحت مسمى (البطالة المقنعة)، في النهاية أوجد ذلك الاقتصاد مجتمعات غير منتجة، وتسبب في مصاعب جمة في قضية تراكم الثروة القومية أو حتى مداورتها، كيف يمكن لإنتاج عاجز عن تغطية تكاليفه، أن يوفر ثروة أو يداور ثروة..؟ ظلت البطالة المهولة تستهلك كل ما يمكن أن تجود به الميزانية من بيع الثروات القابلة للبيع. غدت الرشوة والمحسوبية والابتزاز سلوك شبه رسمي، في كل مؤسسات الدولة العامة، ليتحول لاحقاً المجتمع بكليته إلى عالة على الدولة، إذ وجدت الدولة لاحقاً نفسها مدفوعة لاعتماد نظام البطاقة التموينية. وهذا النظام في أي مجتمع يشير إلى حالة طوارئ. هذا على الجانب السوري. أما البعث العراقي فقد دأب على بيع ما يقدر عليه من الثروة النفطية ليسد النقص الحاصل في الدخل الوطني، لكنه لم ينجو تماماً من خيار البطاقة التموينية، إذ لجأ إليها على أثر نتائج وإفرازات سلسلة هزائمه في حروبه الداخلية والخارجية. على العموم أفرزت تلك التداعيات وهي تداعيات أزمة بكل المقاييس على الجانب السياسي، نظاماً استبدادياً شديد المركزية والوطأة، يكافح من أجل البقاء على دست الحكم بالقمع والمزيد من القمع.
أوصلت تلك الأزمة في شقها العراقي الصراع بين السلطة ومعارضيها إلى نهاية مأساوية، قمع منفلت سُلط في البدء على القوى الإسلامية والقومية الكردية والليبرالية من خارج مؤسسة الجبهة الوطنية، ليصل فيما بعد إلى قمع بذات القسوة والانفلات لحلفاء الأمس الشيوعيين. وفي جانبه السوري، قمع لا يقل قسوة وانفلاتاً بحق الأخوان المسلمين والشيوعيين والديمقراطيين والليبراليين من خارج مؤسسة الجبهة الوطنية، لكنه حافظ على وحدته مع الشيوعيين المنضويين تحت عباءة الجبهة الوطنية، طالما الرفاق ملتزمون بأطروحة الحزب القائد واستحقاقاتها اليومية.
مرد الاختلاف في التعامل مع الشيوعيين، من جناحي حزب البعث السوري والعراقي يعود إلى سببين؛ الأول يخص من يقود البعث، على جانبه السوري كانت قيادة (الأسد) رغم دكتاتوريتها، ألا أنها لم تهمل وسائل الحكمة والمداورة وكل الوسائل السياسية، لتمارس القمع تالياًً، أما على الجانب العراقي، فلم يكن (صدام حسين) أكثر أو اقل من بلطجي لا علاقة له بالسياسة والحكمة لا من بعيد ولا من قريب، البلطجة في عرفه كانت هي سيدة الحلول. والسبب الثاني كان يخص موقف الشيوعيين أنفسهم. الحزب الشيوعي العراقي وبضغط من قاعدته العريضة، رفض مواصلة التحالف، بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من قمع واستبداد وانسداد أي أفق أمام أي ديمقراطية أو تداول سلطة أو حتى مشاركة في السلطة.. وجدوا أنفسهم أمام مفترق طرق، أما الموافقة على ما يجري وبالتالي المشاركة فيه، ليحولوا حزبهم لاحقاً إلى (الحزب الشيوعي العراقي لصاحبه حزب البعث)، بالضد من رغبة قاعدتهم الجماهيرية العريضة وبالضد في النهاية وهو الأهم من مصلحة شعبهم.. أو الخروج من عباءة الجبهة ومواجهة النظام، إنما بمخاطر أقساها سيكون حرب إبادة سيدفع ثمنها الشيوعيون مباشرة..!! وهذا الذي حصل. لقد دفع الحزب الشيوعي العراقي ثمناً باهضاً من الشهداء والسجناء والمفقودين، حتى كاد أن يتحول إلى حزب منفى. لكن، إصرار الشيوعيين العراقيين وعلى الأخص قاعدتهم العريضة على عدم التسليم بالنتيجة (أؤكد هنا على دور قاعدة الحزب الشيوعي العراقي في التأثير على مسار مجمل سياساته منذ انفراط عقد التحالف مع البعث)، دفعهم تالياً إلى اتباع طريق آخر لا يقل مغامرة عن الخيار الأول، لكنه بدا لهم في ذلك الوقت هو الخيار الوحيد، فيما إذا أرادوا الحفاظ على وجودهم في الشارع العراقي وقربهم من شعبهم، اتبعوا طريق الكفاح المسلح عبر كردستان العراق، بالتحالف مع الحركة القومية الكردية وبعض الأحزاب العراقية الصغيرة التي كانت أصلاً هي خارج البلد آنذاك، ليتكاملوا لاحقاً مع الجناح الآخر من المعارضة المسلحة، أي مع القوى الإسلامية ذات الصبغة الشيعية، الذين خاضوا على مدى سني حكم البعث كفاحاً قاسياً ودموياً إن كان سياسياً أو مسلحاً.
كان موقف الحزب الشيوعي العراقي من نظامه الوطني الاستبدادي، موقفاً وطنياً بكل المقاييس. لم يواصل الإذعان إلى متطلبات الحرب الباردة على الصعيد الدولي، الأمر الذي أحدث فجوة واضحة في العلاقة مع الحزب الشيوعي السوفيتي، ليس أقل من أن النظام كان يقتل الشيوعيين بسلاح سوفييتي، ليس أقل من أن الشيوعيين العراقيين كانوا يناضلون لإسقاط النظام، بينما تحالف السوفييت مع النظام العراقي كان في أرقى مراحله، خلال الحرب العراقية الإيرانية.
السبب الذي جعل الشيوعيين العراقيين يعادون نظاماً يعتبر في نفس الوقت صديقاً للاتحاد السوفييتي، وبالتالي يخرقون شرطاً من شروط الأممية الأصولية آنذاك.. هو علاقتهم العضوية بشعبهم، أرادوا تخليص شعبهم من الطغيان والاستبداد، ووضع بلدهم على سكة التطور الطبيعي ليدخل ضمن العصر ولا يبقى خارجه. الأصل في الموقف الشيوعي العراقي كان وما زال قضايا ومفاهيم تستجيب أو تتعاطى مع مفهوم الشعب، حتى أن هذا المفهوم قد تحول في الذهن الشيوعي العراقي، في واحدة من تجلياته إلى أن الشعب هو الوطن، لا كرامة لوطن شعبه مهان وذليل وقابع في الزنازين الكبير والصغيرة.. بالنتيجة لا شرعية في الدفاع عن وطن مسور بالعسس والجلادين!! مثلما لا شرعية ولا مسوغ يدفع السجين للدفاع عن سجنه. وعلى هذا الأساس، اعتقد الشيوعيون العراقيون؛ أن تحرير شعبهم من طغيان حكامه واستبدادهم، سيكون هو الكفيل بصد أعتى القوى وأكثرها جبروتاً وإن كانت الولايات المتحدة لو حاولت التحرش ببلدهم. كانت أولوياتهم هكذا: حرية الشعب.. ثم كل شيء يأتي لاحقاً. ولكي لا تُترك المفاهيم هكذا على عواهنها، أقصد بمفهوم (الشعب) الأغلبية الساحقة من شعب ما، على اختلاف طيفها العقائدي والديني والقومي والسياسي، رغم أني أعرف وأسمع أن كل من هب ودب يرفع شعار الانحياز للشعب والدفاع عن الشعب وغيرها، لكن يبقى الحكم ليس على النوايا والشعارات بل على البرامج والنتائج الحقيقية على الأرض. في هذا الموضع، حصل لدى الشيوعيين العراقيين انفتاح أكبر من ذي قبل على طبقات وفئات المجتمع الأخرى، لم تعد الطبقة العاملة هي المركز الذي تدور حوله الكرة الأرضية، حيث احتلت طبقات وفئات المجتمع الأخرى كذلك حيزاً مهماً في سياساتهم وخططهم الآنية والبعيدة.
لذلك خاض الحزب الشيوعي العراقي، كفاحاً مسلحاً ضد نظام (صدام حسين)، في حين كان النظام يخوض حرباً خارجية ضد إيران، بمعنى كان ممكن لذلك الفعل أن يدخل ضمن المجهود الحربي الإيراني ويسمح لإيران باحتلال العراق، وبالتالي من السهل اتهام الحزب بالعمالة لدولة أجنبية، على الرغم من التقاطع الواضح بين مشروع الشيوعيين ومشاريع إيران الجمهورية الإسلامية التي أرادت تصدير تجربتها إلى العالم كله. واستمر الكفاح الشيوعي ضد النظام حتى وهو يخوض حربه الثانية ضد العالم كله على أثر احتلاله للكويت.. ووقف أخيراً ضد النظام وهو يواجه الغزو الأمريكي للبلد. بالتأكيد لم يسعد الشيوعيين أ ن يروا بلدهم محتلاً من قبل أي أجنبي، لكنهم وفي ذات الوقت لم يسعدهم بقاءه محكوماً بالطغيان. لذلك جاءت شعاراتهم التعبوية رافعة ثنائي بدا للكثيرين متناقضاً مع نفسه، خلال الحرب العراقية - الإيرانية رفعوا شعار وقف الحرب وإسقاط النظام.. وخلال الحرب الأخيرة التي سقط فيها النظام كان شعارهم هو ذاته: لا للحرب.. لا للديكتاتورية.. رغم أن هذا الشعار أثار الكثير من البلبلة والتشوش، إذ بدا للكثيرين شعار متناقض مع نفسه، كيف تريد أن تسقط النظام وفي ذات الوقت تدعو إلى إيقاف الحرب الخارجية عليه..؟ هذه الأسئلة كانت من نوع الأسئلة التي احتملت الجدل والأخذ والرد، إنما الشيوعيين العراقيين كانوا على ثقة أنهم منسجمون مع أنفسهم، لأن الأصل عندهم كان وما يزال هو الشعب وليس الوطن المسور بالعسس والجلادين. وللتدليل على انسجامهم مع أنفسهم، أنهم رفضوا قبل سقوط النظام عبر الاحتلال الأجنبي، كل المشاريع التي تؤدي إلى الاحتلال، وقد ناقضوا في هذا الكثير من القوى السياسية العراقية التي كانت صراحة تدعو وتعمل على أرجحية العامل الخارجي لإسقاط النظام.
الآن وبعد حدوث ما حدث، لا يوجد شعب في العالم يقبل باستمرار احتلال بلده، لكن القوة الوحيدة القادرة على طرد أي احتلال وفق قناعة الشيوعيين ما زالت هي شعب حر. على هذا الأساس بنى الحزب الشيوعي العراقي لاحقاً، موقفه من الاحتلال بعد أن حصل وصار أمراً واقعاً. بسقوط البعث ودولته، جاءت فرصة تاريخية للشعب العراقي، لأول مرة سيكون بمقدور الناس قول وفعل ما يرونه ملائماً لهم، والأمريكيون أعلنوا أمام العالم أنهم قوة احتلال، سيعملون وفق جدول أعمال سياسي ينتهي بخروجهم، مع استتباب الأمن واستقرار الوضع السياسي. لذلك سيكون بمقدور العراقيين التخلص من الاحتلال، مثلما سيكونون قادرين على نسج علاقات دولية تنبع من مصلحة بلدهم أولاً.. وليس أدل على البشائر المؤشرة لذلك المستقبل الذي يبدو بعيداً الآن لكن يجري التأسيس له على الأرض، من هذا الفرز السياسي الفريد من نوعه على الساحة العراقية الداخلية، على مدى سنة ونصف من الاحتلال أثبتت هذه الفرضية صحتها، إن كان على صعيد وسائل التعبير الحر.. وإن كان على صعيد البنى الأساسية لمستقبل البلد السياسي والاقتصادي، جرى اعتماد قانون انتقالي أقر وعمل على الفصل بين السلطات ويعمل على التمهيد إلى انتخابات تأتي بمجلس تشريعي، سيستفتي المواطنين على دستور دائم، ومن ثم يعد لانتخابات أخرى خلال سنة، تفرز للبلد حكومة تقوده على سكة النظام التداولي التعددي.. صحيح أن الفوضى والعشوائية والارتباك غلف ويغلف نشاط الجميع خلال المدة المنصرمة من عمر احتلال البلد، إلا أن هذا الأمر، هو طبيعي لأي شعب يخرج من محنة كالتي كان فيها الشعب العراقي.
كذلك كان الفرز على الجانب الآخر داخل البلد واضحاً، جانب قوى النظام السابق وحلفائهم القدماء والجدد، كما يرى الجميع ويسمعون كل يوم، بانت عورة البعث بشكل جلي، حزباً لا يعرف غير القتل والتهديد والوعيد، حزب مستعد للتحالف مع أكثر القوى ظلامية وإجراماً، وهل هناك الآن أكثر إجراماً من الإرهاب الإسلامي السلفي.. بل ذهب إلى ابعد من ذلك، إلى تسليح ودعم كل عصابات الجريمة المنظمة في البلد، حين قام بخطوة غير مسبوقة، قبل سقوطه بشهرين بقتل كل السجناء السياسيين في السجون وإطلاق سراح المجرمين، ليعبثون في أمن الناس وحيواتهم.. أنتج الفرز الأخير، مقابل كل قوى الطيف السياسي العراقي الذي كان معارض سابقاً، ما يقابلها على الضفة الأخرى، خليط من لصوص وسلفيون تكفيريون وبعثيون، عملوا وما زالوا على تدمير كل أسس البنية التحتية للبلد، وأشاعت الفوضى والتدمير والنهب والسلب في طول البلد وعرضه. وبالمناسبة أن الانهيار السريع لدولة البعث كان دليل إضافي على لا شرعيتها أصلاً، ما أن هرب الدكتاتور حتى انهار كل شيء.
أقول؛ لم يجد الحزب الشيوعي العراقي ما يمنعه، من التعامل مع الاحتلال من خلال مجلس الحكم، ولاحقاً من خلال الحكومة المؤقتة، على فرضية تقول أن التعامل السياسي الحكيم المبني على أخذ مصالح الناس بالدرجة الأساسية في نظر الإعتبار، هو كفيل بإخراج قوات الاحتلال من البلد، إنما بأقل الخسائر الممكنة، خصوصاً وأن البلد قد شبع حروباً وخسائراً على مدى سني حكم البعث. ثم ما الذي يمنع من الاستفادة من وجود الاحتلال الساعي إلى غطاء دولي وشرعية، في عملية أكثر تعقيداً من أي عملية أخرى، هي إعادة أعمار وهيكلة الدولة والبلد على أسس نابعة من مصلحة الشعب العراقي أولاً، وهذا لا يتم ما لم يجري سد الفراغ السياسي والحكومي الذي خلفه انهيار الدولة العراقية بسرعة البرق بقوى وأحزاب مصلحتها مع مصلحة بلدها المستقر ا لآمن المزدهر. بالنتيجة تعامل الحزب مع واقع حال معاش ولم يتعامل مع مفاهيم مجردة. هو يسعى الآن مع غيره من الأحزاب والقوى الوطنية العراقية بشقيها الديني والعلماني، إلى التسريع في عملية التحول، التسريع في إعادة هيكلة الدولة العراقية، التسريع في إعادة أعمار ما خربته الحروب.. التسريع في بناء الدولة ومؤسساتها الأمنية. وفي ذهن الشيوعيين وذهن الغالبية العظمى من العراقيين الآن، أن التسريع في إنجاز كل تلك الأهداف، سيكون هو الضمانة الأكيدة لإخراج قوات الاحتلال من البلد، دون عواقب تهدد وحدته واستقراره. بلد بهذا الدمار والتخريب الذي عانى منه على مدى ما يقارب النصف قرن، وعلى أيدي حكومات مختلفة، سوف لا تقوم له قائمة، إن لم يُسند من قبل قوى قادرة على إسناده، وهذه القوة مطلقاً سوف لا تكون الدول المجاورة للبلد، التي نراها كيف تعمل على تفتيته وعرقلة عملية استعادته لعافيته كما يراها أغلبية أبناءه. لذلك أن التعامل البراغماتي مع الاحتلال الأمريكي سيكون لمصلحة الشعب العراقي. وهذا في الحقيقة هو خيار معظم الطيف السياسي العراقي سواء كان إسلامي، علماني، قومي، ديني.. الخ وهو ما يطلق عليه مسمى المقاومة السلمية.
كما نرى أن تلك السابقة التي أقدم عليها الشيوعيون العراقيون في خرقهم للمسلمات السوفييتية، والتي كان حافزهم فيها حافز وطني، أفضت بهم لاحقاً إلى نتائج باهرة رغم كل التضحيات التي قدموها، هم الآن أكثر قرباً من شعبهم من أي وقت مضى، بل كانوا السباقين إلى التجديد والتطوير في مناهج حزبهم وبرامجه، حاولوا تقديم قراءات تبنى على واقع الحال وليس على الأوهام، ربما هم الحزب الوحيد في المنطقة العربية، الذي تجددت قيادته بنسبة تقارب 90% وفي وقت مبكر، بعد انهيار المعسكر الإشتراكي. ما زال أمامهم الكثير من العمل الفكري أولاً للانسجام مع منطق سير الحياة وتلمس الأهداف والبرامج القادرة على جعل شعبهم سعيداً وبلدهم مزدهراً على الأرض وليس على الورق. حدث كل ذلك في زمن لم تزل فيه أحزاب شيوعية كثيرة تعيش أوهام عصر الثورات البروليتارية الكاسحة، وتتعامل مع كل القضايا بمرشح ألوان لا يفرز غير الأسود والأبيض.
في مقابل هذا (الانحراف) الشيوعي العراقي، كانت على الجانب الآخر من التجربة، الجانب السوري، (الاستقامة) بكامل ملامحها على الطريقة الأصولية. استمر موقف الحزب الشيوعي السوري داعماً لنظامه البعثي، طالما النظام حافظ على العلاقة الاستراتيجية المتميزة مع الاتحاد السوفييتي.. كان يجري التأكيد كثيراً على هذه الثيمة في الأدبيات الداخلية للشيوعيين السوريين. حتى عندما حصل الانشقاق داخل الحزب الشيوعي السوري، كان الجناحان (جناح بكداش وجناح يوسف فيصل) يتنافسان بذات المواقف، من منهما أقرب إلى السوفييت.. من منهما أقرب إلى النظام البعثي.. حتى تساءل الكثيرون حينها؛ يا ترى ما هي أسباب الانشقاق الحقيقية، إذا كنتما متطابقان إلى هذا الحد في أهم قضيتين في عرفكم..؟ لقد استمر الشيوعيون السوريون إلى هذه اللحظة في دعم البعث، رغم أن استبداد ودكتاتورية وقمع البعث السوري للشعب السوري، لم تكن وما زالت بأقل من استبداد وقمع نظام البعث العراقي للشعب العراقي، لكن كل ذلك لم يكلف الرفاق السوريين اتخاذ موقف لتمييز أنفسهم على الأقل عن تحمل المسؤولية التاريخية تجاه شعبهم. ما زالوا وحتى بعد انهيار التجربة السوفييتية وتفكك المنظومة الاشتراكية وظهور مفاهيم واتجاهات عالمية جديدة، كلها تحتاج إلى إعادة دراسة ومراجعة للكثير من المفاهيم التي كنا نعتمدها كأدوات للتحليل والحكم على الأشياء، ما زلنا نسمع ذات النغمة القديمة عن معسكرات ومواجهات وكلها مع قوى لا قبل لنا بها وعلى جميع المستويات، العسكرية والعلمية والاقتصادية والتقنية وغيرها الكثير.. بدل الرجوع إلى الهدف الأكيد الذي به نستطيع أن نحجز لنا محلاً في هذا العالم الراكض بسرعة البرق إلى الاكتشاف والاختراع والهيمنة على الضعفاء والمتخلفين في القاع منه.. الرجوع إلى شعوبنا، للعمل على تحريرها أولاً من الاستبداد والخوف والخنوع والذل، الكائنة فيه تحت هيمنة وسطوة الأنظمة الوطنية. لنستطيع فيما بعد بواسطة شعوبنا أن نواجه ليس العدو الصهيوني وحده، بل والامبريالية من وراءه، لو هبت لنجدته..!! لكنها مهمة خطيرة، ستكلف من يتصدى لها ليس أقل من حياته مع أنظمة حكم لا تمزح مع معارضيها، لذلك ظل الركون للسلامة والأمان وحفظ الرقاب.
من جانب آخر، ليس هناك أسهل من أن نرحل بلاوينا إلى الجيران.. وهؤلاء جاهزون منذ زمن بعيد كمشاجب نعلق عليها كل هزائمنا وعجزنا.. أنها المؤامرة والعدو الصهيوني والهيمنة الأمريكية، دون أن نكلف أنفسنا طرح السؤال البسيط؛ لماذا كانت إسرائيل تحارب وتبني، حياة شعبها حياة سعيدة واقتصادها قوي وقادتها لا يعانون من طعن في شرعيتهم التمثيلية لشعبهم، بينما اقتصادياتنا متخلفة، شعوبنا فقيرة، وقادتنا كلهم بلا استثناء مطعون في شرعيتهم؟ أخيراً تم تتويج كل ذلك بالنسبة للرفاق السوريين، بدخولهم في المشروع القومي العروبي الإسلاموي. في المشروع الذي يحاول جمع رفات ثلاث مومياءات في حيز واحد يريدونه مشروعاً للمقاومة.. ولا أحد يدري على وجه اليقين، هم في الحقيقة سيقاومون من؟
إليكم بعض النتائج لتلك السياسة الأصولية الشيوعية:
1- تحت شعار تعزيز الوحدة الوطنية، ازدادت تبعية الشيوعيين السوريين للنظام الاستبدادي الحاكم، إلى حد غدو جزءاً من منظومته ا لسياسية، بعد تخليهم العملي عن المطالبة بالديمقراطية، إذ غدت هذه المفردة اليتيمة، لا تأتي إلا رداً على مطالبات أمريكية أو غربية بحقوق الإنسان والديمقراطية في هذه المنطقة المبتلية بفايروس القادة العظام، يذكرها ا لرفاق دائماً في موضع ثانوي من بياناتهم وليست هي المطلب الأول، وفي العادة يأتي ذكرها بعد أن تذكرها الدولة بلسان أحد مسؤوليها، كما قلت رداً على مطالب الأعداء.
2- بدلاً من إعلان الشيوعيين السوريين، وقوفهم صراحة إلى جانب منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان، التي أخذت تعلن عن نفسها من داخل وخارج البلد، وهي تتعرض إلى عمليات القمع والاعتقال التعسفي والمنع وسوق الاتهامات المزيفة لهذا أو ذاك من أعضائها، نجدهم يجهدون أنفسهم إلى عقد المؤتمرات التي تدعو إلى وحدة الشيوعيين مع الحكومة، تحت اليافطة إياها، معاداة الأمبريالية والمشروع الصهيوني أولاً.. أي ذات الشماعة التي بدلاً من أن تقصم ظهر العدو الصهيوني والأمبريالية، خصوصاً وقد طالت المدة لأكثر من خمسين سنة، نراها في الحقيقة قد قصمت ظهر شعوبنا.
3- لم يرفع الشيوعيون السوريون الصوت واضحاً للمطالبة بالمطلب الشعبي منذ زمن بعيد، وهو رفع حالة الطوارئ وما تفرزه من أحكام عرفية شلت وقيدت البلد منذ عقود طويلة، ورفع الرقابة على الفكر والرأي.. في النتيجة هم يدعمون الحكومة في كل إجراءاتها القمعية بحق المناضلين المطالبين بتلك الحقوق، والمشكلة أو المفارقة؛ دون أن تكون لهم في الحكومة لا ناقة ولا جمل.
4- تحت شعار الوقوف بوجه الاحتلال الأمريكي للعراق، وقف الشيوعيون السوريون بكل تلاوينهم مع اشد القوى ظلامية وتخلفاً وجرماً في العراق وفي البلاد العربية. وقفوا مع السلفيين التكفيريين، ومع الوهابية الظلامية ومع ذيول البعث، التي أعادت تشكيل نفسها بمساعدة الحكومة السورية هذه المرة. الحكومة التي ضخت وما زالت تضخ بالمئات من الإرهابيين. وحين تعتب على الرفاق السوريين وأنت تنتظر منهم على الأقل، إدانة صريحة للعمليات الإجرامية التي تجري كل يوم في الشوارع والمستشفيات والمراقد المقدسة والمدارس والمرافق المدنية الأخرى، من قبل تلك العصابات.. يقولون لك؛ نحن لا ندعم تلك العصابات، بل ندعم المقاومة الوطنية العراقية الشريفة. سأوضح لاحقاً للرفاق أين يجدون المقاومة الشريفة.



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون والضحك والسيارات المفخخة
- حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً
- لكي لا يضيع نداء حمد في لجة الصراخ.. إلى حمد الشريدة
- قنوات الواقع الافتراضي العربية
- لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟
- بورترية لوأد النساء في زمن الصحوة
- أدعية على الهواء للإله المخطوف
- لماذا يكون الزرقاوي أشعل منك يا شعلان..؟
- خرائط تبحث عن من يرسم ملامحها
- الموقف الفرنسي من وحلٍ إلى وحل
- عيون وآذان جهاد الخازن وأخطاء علاوي
- بماذا أرد على صديقي المتشائل..؟
- مرة أخرى.. عن الشعب الكردي وقضيته
- حلم امرأة
- شارع القدور
- ماذا تبقى من مشروع لجنة اجتثاث البعث..؟
- كرسافة
- صلح الحديبية الثاني..!!
- تغيير اسم حزب البعث
- فقهاء الأجراس


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كريم كطافة - شيوعيون أصوليون