أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم كطافة - قنوات الواقع الافتراضي العربية














المزيد.....

قنوات الواقع الافتراضي العربية


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9 - 07:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أحياناً بقدر ما أمقت طريقة صحافيي القنوات العربية في إعداد وتقديم برامجهم، بقدر ما أشفق عليهم، هؤلاء ابتلاهم الله بمهنة لا يجدون في الواقع العربي ما يبرر استمرارهم بها. الصحافة هي بنت التنوع والمنافسة، رئتها الحرية، خامتها آراء وأفكار ومشاريع الناس المختلفة والمتخالفة. وهذه الثيم هي بالضبط المفقودة في عالمنا العربي والإسلامي، تدخل تحت بند المحرمات والممنوعات والمكروهات والمفرقات لشمل الأمة (والمقصود شمل القطيع-الرعية). لذلك ليس غريباً أن أكثر برامج القنوات العربية جماهيريةً هي تلك البرامج المترجمة عن الغرب، إن كانت أفلاماً أو برامجاً من نوع تلك التي تتعامل مع البيئة والإثارة وبرامج الفضائح والجرائم أو برامج مآثر رجال الحريق والشرطة (ليس الشرطة العربية أو الإسلامية بالتأكيد).. لذلك كله يلجأ الصحافي الذي يريد مواصلة العمل في مهنته إلى فن الحيلة واللف والدوران والتورية أحياناً لتقديم برامج يمكن أن تدرج تحت يافطة العمل الإعلامي أو الصحفي. ولعل واحدة من تلك الحيل هي استبدال الواقع الواقعي بواقع افتراضي والنسج فيما بعد على منواله. وللتدليل على ادعائي هذا أسوق لكم وقائع البرنامج التالي:
بسبب خلوا منطقتنا من تلك الخرافة التي اسمها انتخابات، لجأ معدي أحد البرامج في قناة فضائية عربية إلى الافتراض.قرروا الخروج من الواقع الواقعي إلى الواقع الافتراضي مفترضين المواطن العربي يحق له التصويت في الانتخابات الأمريكية، واستطلعوا رأيه على هذا الأساس: قل رأيك.. اسمك صوتك. ماذا تفضل بوش أم كيري؟
لعل هذا السؤال يدرج تحت بند التوريات، هو نوع من الأسئلة التي تقال، لكن المقصود بها ليس السؤال بذاته، بل ذلك السؤال المتخفي تحت المعلن، والسؤال المتخفي تحت طيات هذا السؤال في حالتنا هو: قل رأيك.. اسمع صوتك.. ماذا تفضل حاكمك الجاثم على صدرك منذ دهور أو زيد من المعارضين..؟ المهم قُدم السؤال بشكله الافتراضي العلني وليس المتخفي، وقيل، ولا أدري من القائل: من المأساة ما يضحك. كانت الحلقة على مدار ساعة عبارة عن عرض فريد من نوعه لكوميديا تصلح لها خشبات المسارح. لا أعرف كيف استطاع المسكين (حسني..) قضاء تلك الليلة مع المتصلين، ـ يا اخوانا.. احنا بنقول دا افتراض.. افتراض.. والله العظيم افتراض.. والمتصل ما زالت حماسته تقول أنه قد صدق الافتراض على أنه واقع، وأن الذي أمامه ليس المسكين (حسني..) مقدم البرنامج، بل هو بوش الحقيقي أو كيري الحقيقي.. واحد يريد يشرب من دم بوش على غزو العراء والثاني يريد يسحب كيري من شعر رأسه الطويل ويمسح به الأرض لعمالته لإسرائيل.. والأخت المتصلة التالية.. تصرخ بصوت الانفعال أنها لا تريد لا هذا ولا ذاك كلهم خنازير وأولاد ستين كلب.. أحد الشيوخ قدم لترشيحه بـ" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ثم أردفه بآية من الذكر الحكيم عرج بعدها على موضوع الفلوكة واخوانا المكاهدين، وانتهت مداخلته دون أن يعطي صوته.. والمذيع ما انفك يكرر ويعيد.. يا اخوانا دا افتراض والله العظيم افتراض.. مش حقيقي.. خلونا بالموضوع أركوكم بلاش فضايح.. انتهى البرنامج أخيراً بشق النفس بنتيجة هي 52% لبوش و52 % لكيري..!!!! كيف حصل هذا؟ لا أدري. لكني مثلكم أعرف أن المية تقسيم أثنين تطلع خمسين ولو اتفق وتجمع وتعاهد كل معدي البرامج الافتراضية العربية لا يجعلوها غير هذا.. وما بدلوا تبديلا.. لكن الأغرب من كل هذا، هو ذلك الشاب العراقي الذي ينتمي إلى مدينة الثورة الحبيبة (مدينة المليون أملح).. سأله المذيع في الشارع، لأن البرنامج كانت له تكملة هي استطلاعات الشارع العربي: ماذا تنتخب أخي.. بوش لو كيري..؟ أجابه ذلك الشاب بحماسة تكاد تنفرط من أوداجه.. حبيبي لا بوش ولا كيري.. أحنا عندنا القائمة المهدوية راح تكتسح العراق وأمريكا والعالم كله..!! شنو بوش شنو كيري..!!! بالطبع المذيع لم يعلق. لكني أعتقد أن ذلك الشاب كان يمزح، ربما على عادة العراقيين في إتقان فن الحسجة.. يعني كانت حسجة عراقية..
هامش:
بالنسبة لأخوانا العرب؛ أن المقابل المعروف في اللغة العربية للحسجة العراقية وحسب معلوماتي اللغوية المتواضعة، هو التورية. وأرجوكم لا تسألوني عن أصل وفصل التورية، لأني مثلكم لا أعرف شيئاً..
8/11/2004



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟
- بورترية لوأد النساء في زمن الصحوة
- أدعية على الهواء للإله المخطوف
- لماذا يكون الزرقاوي أشعل منك يا شعلان..؟
- خرائط تبحث عن من يرسم ملامحها
- الموقف الفرنسي من وحلٍ إلى وحل
- عيون وآذان جهاد الخازن وأخطاء علاوي
- بماذا أرد على صديقي المتشائل..؟
- مرة أخرى.. عن الشعب الكردي وقضيته
- حلم امرأة
- شارع القدور
- ماذا تبقى من مشروع لجنة اجتثاث البعث..؟
- كرسافة
- صلح الحديبية الثاني..!!
- تغيير اسم حزب البعث
- فقهاء الأجراس
- توريات عراقية في زمن الاحتلال
- لكم أن تكذبوا أمريكا الدهر كله.. إنما صدقوها هذه المرة!!
- قصة طف معلن
- لماذا لا يكون لنا طريق ثالث..!!؟


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كريم كطافة - قنوات الواقع الافتراضي العربية