أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كريم كطافة - لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟















المزيد.....

لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1009 - 2004 / 11 / 6 - 09:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وأنا أشاهد إلى الدمار الذي خلفته تلك السيارة المفخخة التي استهدفت مكتب قناة (العربية) في حي المنصور ببغداد، رأيت ذلك الرعب والانشداه في عيون والتفاتات وقسمات الصحفية الرائعة (نجوى قاسم) وهي ترد على أسئلة مذيع مركز القناة في دبي. لقد استوقفتني تلك الملامح التي لم اعهدها إلا قليلاً في حياتي، كانت ملامح من أوشك تواً على فقدان حياته، وهي تجربة لا تحصل للواحد كل يوم. بالنسبة لي، لم يكن المشهد غريباً.. هو ذات المشهد حيث يتكرر يومياً سداه ولحمته أجساد وأرواح العراقيين، ذات الاختلاط في أشلاء البشر مع بعضها.. ذات الأسئلة؛ لمن هي كرة اللحم النازف تلك المركونة بين الركام، أهي رأس أحدهم أم هو قلب اُنتزع مع لحم الصدر وذهب بعيداً عن جسده، ولمن ذاك الكف الملصوق على الزجاج أهو للجاني أم للضحية وهذا الركام الحجري أما زال تحته كائن يتنفس.. هي أسئلة تطرح استفهامها وتمشي، مخلفة وراءها الاستفهام الوحيد الذي يظل في مكانه علامة إدانة لزمن يريد النكوص إلى الوراء، هو: من الجاني..؟ لكن قوة التكرار للجريمة نزعت عن السؤال استفهامه يوماً إثر آخر، حتى لم تعد هناك حاجة لطرحه على أحد ولا حتى الإنسان يطرحه على نفسه، لأن الجاني لا يحتاج منك أن تبحث عنه، هو بين الأشلاء عينة وشاهد على أمة تريد إيقاف الزمن، كذلك بتنا نعرف من الذي استطلع له المكان واشترى له السيارة وصفحها بالموت وكل أنواع التدمير، نعرف أنه ما زال موجود حي يرزق في مكان يدعى (الفلوجة)، بعد دقائق سيعلن عن نفسه بنفسه ملثماً ببيان يزفه إلى أمته ويتلقفه الفضاء العربي بحمى تسابق لا عهد للامة به قبل العراق..!!
وأنا أشاهد كل ذاك، نط بوجهي سؤال غير تقليدي هذه المرة، سؤال أنتزع نفسه من معاناتي اليومية والتي أزعم أنها معاناة أكثرية العراقيين، سألني السؤال وعلى شفتيه ابتسامة وقحة لم أحببها فيه: ماذا كان يمكن أن يحصل لو كان ضحايا قناة الجزيرة إرهابيين..؟؟؟
قناة العربية حتى الأمس القريب لم تكن تختلف بشيء عن قناة الجزيرة وأبو ظبي وأم ظبي وكل قبائل ظبي.. كانت تسوق للإرهابيين إرهابهم وتشمت مع الشامتين بالعراقيين العملاء في وطنهم.. العربية حتى الأمس القريب كانت صندوق بريد رسائل الإرهاب الفيديووية، تستلم الشريط من هنا وتبثه من هناك في ذات الدقيقة بلا أدنى تأخير، ربما خوفاً من سبق صحفي تخرج به عليها قناة الجزيرة صاحبة الملكية الصحفية والفكرية لكل أشرطة الفيديو الإرهابية.. العربية حتى الأمس القريب كانت كغيرها إن لم تجد خبراً طازجاً عن سيارة مفخخة أو حمار استشهادي فجر نفسه في جمع من الناس أو عبوة ناسفة أو قذيفة هاون ولو على مستشفى أطفال تلجأ إلى اجترار أخبار البارحة وأول البارحة،عن ذات العمليات الجهادية.. العربية حتى الأمس القريب لم تذع خبراً واحداً عن إنجازات ونجاحات الطرف الآخر من الصراع أي الحكومة ولو كان على شكل تخريج دورة للشرطة، أو إضافة كيلوات جديدة إلى شبكة الكهرباء أو الحفاظ على انسيابية تصدير النفط أو القبض على شبكة إرهابية أو شبكة لصوص أو أو.. صحيح أن الحكومة لم تزل طرية العود، لم يمض بعد على ظهورها سوى أشهر قليلة، وهي لا تملك حتى وسيلة إعلام وجيشها وشرطتها في طور الرضاعة ما زالا.. لكنها لم تكن خالية من الانجازات تماماً. أقول، حتى الأمس القريب لم تكن العربية خصماً للإرهابيين. إذن، ماذا جرى؟
أنا شخصياً لا أتورط وأدخل مسالك ومزاغل التحليل في ما يخص الإرهابيين، هؤلاء قطعان من البشر لا تعرف لهم لا منطق ولا معقول، الشيء الوحيد الذي يعتمدونه هو اللامنطق واللامعقول، لذلك تجد نسبة كبيرة من أعمالهم تصب في غير صالحهم، بل مباشرة تصب في صالح خصمهم أو الذي يدعون أنه خصمهم، لذلك لا فائدة من تحليل سياسات واطروحات هؤلاء لمعرفة ما هو التغيير الذي جعلهم يستهدفون هذه القناة دون غيرها.. كذلك قد لا أميل كثيراً لذلك التحليل الذي قال أن تبوأ السيد (عبد الرحمن الراشد) لشؤون هذه القناة قد أغاظ الإرهابيين، لأن الرجل معروف بمواقفه العقلانية، إن كان قبل احتلال العراق أو بعده، كان الرجل على الدوام مع العراقيين، هو من القلائل الذين طبقوا خرافة التضامن مع العراقيين بشكلها الصحيح، لم يكن تضامنه يوماً مع الطغيان الذي كان سائداً في البلد، بل مع الشعب العراقي الذي كان بشكل من الأشكال ضحية للتضامن العربي، وهذا الرجل بالنسبة لكثير من العراقيين هو عراقي لا أكثر ولا أقل رغم سعوديته. أقول رغم كل هذا وذاك، استبعده أن يكون السبب في رسالة الإرهاب الجديدة إلى القائمين على القناة، كون القناة لم تبدل بعد الكثير من وسائلها القديمة، ناهيك عن أن شؤون تغيير بهذا الحجم يعتمد بالدرجة الأولى على الممول وليس المدير، ليس في الأفق ما يقول أن الممول أختار له زاوية أخرى ينظر من خلالها لما يحدث في العراق.. مثلما استبعد نظرية أخرى تقول أن الأمر كان أمر منافسة سعودية قطرية، وهي رسالة القطريين إلى السعوديين.. كذلك هذا غير معقول، لأن هناك قنوات أسلم وأضمن لتوصيل الرسائل المتبادلة بين الدولتين والقناتين غير القتل.. لأن وسيلة القتل هي طريق باتجاهين وليس باتجاه واحد.. لذلك استبعدها. لكن هناك من يطن في أذني بوشوشة تنتمي للفنتازيا والخرافة وليس للواقع (وأنا أعرف أن ثلاثة أرباع واقعنا فنتازيا وخرافات)، تريد جعل الجريمة كلها ماركة مسجلة باسم المحللين السياسيين والستراتجيين العراقيين، حيث درجت قناة العربية كغيرها على استضافة عناصر محسوبة قلباً وقالباً على النظام القديم (كلهم أساتذة في جامعة بغداد، كانوا على لائحة وزارة الإعلام العراقية حين فتحت الحدود أمام القنوات العربية والأجنبية، بشروط، كان منها: الوزارة تزودكم بأسماء من تريدون استطلاع آرائهم حول شؤون البلد)، بلع الجميع الطعم وامتثلوا لذلك الشرط، الذي جعلهم يقدمون أولئك النكرات على هيئة محللين سياسيين وعسكريين وستراتيجيين بطقم جميل وربطة عنق أجمل. هؤلاء الأشاوس وبعد سقوط نظامهم، تحولوا إلى ممارسة دور الذراع السياسي والإعلامي للطرد الملغوم، لأن أسمائهم وعناوينهم وأرقام هواتفهم ظلت على لائحة القنوات دون تغيير، واستمرت اللعبة، ذاك يفجر ويقتل وهذا يبرر ويروج، والكليشة إياها جاهزة "على الشعب العراقي أن يتصالح مع بعثييه وسلفييه ويعتذر لهم إذا أراد السلامة". لكن منذ مدة ولا أدري إن كان بتأثير (الراشد) أو بدونه، تم إهمال أولئك الأساتذة، واُستبدلوا بغيرهم من نوع جديد، في محاولة من القناة لتوصيل الحقيقة للمشاهد بوجوهها الكثيرة وليس بوجهها البعثي والسلفي فقط.. لذلك، يعتقد هذا الموشوش بإذني، طقت أرواح الأساتذة لمرور وقت طويل عليهم بلا عمل، ومثل ما تعرف البطالة تقتل، لذلك قرروا أن يفعلوا شيئاً، وأول الغيث مطر، أرادوا توصيل رسالة شديدة اللهجة هذه المرة لقناة العربية وغيرها من القنوات (نحن ما زلنا هنا). والأمر هناك في المثلث المثلوم سهل جداً، يكفي أن تكون لك معرفة بأحد قادة قطعان المجاهدين، والأساتذة لا تنقصهم المعرفة، على الأخص من تكون في زريبته أعداد مناسبة من الجلب العربي الباحث عن الجنة على أشلاء العراقيين.. ما عليك سوى دفع مبلغ لا يقل عن عشرة آلاف دولار، سيكون هو ثمن السيارة والمتفجرات وكباب الإستشهادي لمدة أسبوع، عندها سيقوم الأخ العربي بتوصيل رسالتك إنشا الله للمريخ وليس فقط إلى حي المنصور في بغداد.
لا أدري لقد شوشني هذا الموشوش والمشوش، رغم أن الواقع كله فنتازيا وخرافة، لكن ما زال ذلك السؤال عالقاً في رأسي: ماذا سيحصل لمكاتب قناة الجزيرة في بغداد وغير بغداد، في العراق وغير العراق لو كان العراقيون كلهم إرهابيين..؟.. الآن لو سألت أي عراقي في الشارع: ماذا تتمنى على السنة الجديدة يا عراقي بعد سقوط نظام الطغيان، سيجيبك الأخ بكل أريحية وكأن الجواب على طرف لسانه وعلى طريقة محلل سياسي مشهور يلقب بالعاني.. أريد سقوط اثنين: قناة الجزيرة وإمارة طالبان في الفلوجة.. أما ما هو الربط بين الاثنين..؟ فهذا يقدمه لنا واقع الفنتازيا والخرافة المعاصر.
5/10/2004



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بورترية لوأد النساء في زمن الصحوة
- أدعية على الهواء للإله المخطوف
- لماذا يكون الزرقاوي أشعل منك يا شعلان..؟
- خرائط تبحث عن من يرسم ملامحها
- الموقف الفرنسي من وحلٍ إلى وحل
- عيون وآذان جهاد الخازن وأخطاء علاوي
- بماذا أرد على صديقي المتشائل..؟
- مرة أخرى.. عن الشعب الكردي وقضيته
- حلم امرأة
- شارع القدور
- ماذا تبقى من مشروع لجنة اجتثاث البعث..؟
- كرسافة
- صلح الحديبية الثاني..!!
- تغيير اسم حزب البعث
- فقهاء الأجراس
- توريات عراقية في زمن الاحتلال
- لكم أن تكذبوا أمريكا الدهر كله.. إنما صدقوها هذه المرة!!
- قصة طف معلن
- لماذا لا يكون لنا طريق ثالث..!!؟
- ماذا تعرفون عن العلمانية لتطردوها..!؟


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كريم كطافة - لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟