تغيير اسم حزب البعث

كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 809 - 2004 / 4 / 19 - 06:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

منذ السقوط العمودي لحزب البعث في العراق ، اثر سقوط دعامته الرئيسية السلطة ، وأنا متحير واسأل نفسي: ماذا سيكون الاسم القادم للحزب. كلما أبحرت عميقاً في التكهن والتحزر والتوقع والتنبؤ للاسم القادم لا أجد نفسي إلا مأخوذاً بضحك لا ينتهي أقرب إلى ضحك المجانين. أما ما هو الرباط.. بين اسم البعث والضحك المجنون المبتلي به داعيكم المسكين، هو ببساطة نكتة، أو لعلها حقيقة قرأتها مرة في جريدة المجرشة حين كانت تصدر من لندن لصاحبها أو صاحب الجرش كما أطلق على نفسه (فيصل لعيبي).
النكتة تقول.. أو الواقعة الحقيقية تقول:
أن مشادة حدثت بين شرطي من شرطة نوري السعيد وكاتب عرائض. حسب السيد كاتب العرائض قال: أتاني السيد الشرطي وطلب مني أن أكتب عريضة لتغيير أسم أبيه. رحبت بالطلب وجهزت الورقة والقلم، وسألته:
ـ اسمك لو سمحت ‍؟‍ أجابني بزهو:
ـ مضرط منتـﭽي.
رميت القلم على الورقة وسألته من جديد:
ـ من الذي تريد تغيير اسمه لو سمحت؟ أجابني:
ـ أن كاتب النفوس الله يلعنه ويلعن والديه بدل أسم أبي من منتـﭽي إلى منتشي.
يقول كاتب العرائض؛ قررت مع نفسي عدم كتابة العريضة. قلت له:
ـ يا سيدي أنا أعتقد أن كاتب النفوس معه حق، لأن اللغة العربية تفتقر إلى حرف الـﭽ، وبعدين أسم (منتشي) أحلى وأكثر رومانسية من منتـﭽـي. أنصحك اتركه كما هو.
بينما أنا أتحدث ببرود رأيت الشرطي نطت عيونه وكأنه يريد يأكلني. رد علي بعصبية:
ـ أنت شعليك.. آني اليوم مأخذ راتب، مستعد أدفعلك بدل الدرهم عشرة.. لازم يتغير أسم أبوي.
ـ يمعود.. أبو الغيرة..
قلت له أخيراً:
ـ عمي، فارقني بريحة طيبة. آني اليوم ما أريد اشتغل، خلص بطلت، راح أروح لأهلي.
ظل الشرطي راكب رأسه ومعاند.. لازم وما لازم.. أخيراً هدأ قليلاً بعد أن رأى إصراري وسألني:
ـ زين ما تـﮕلي ليش أنت ما تريد تغير اسم أبوي؟
أجبته:
ـ يا سيدي، يا بعد ﮔلبي.. إذا خليت أبوك منتشي أو رجعته منتـﭽي.. أنت في الحالتين راح تبقى مضرط.. فك مني ياخة الله يخليك ويستر على عرضك.
بصراحة هذا هو مبعث الضحك الذي يأخذني كلما حاولت معرفة ما سيكون عليه أسم حزب البعث القادم. لكن اليوم تيقنت أن البعث هو أ كبر من عقلي الصغير البائس والخيال البعثي أوسع من خيالي المحدود، لأن هذا الحزب قد غير اسمه وانته الأمر منذ زمن بعيد حتى دون أن أتنبه له أنا المترصد بقائمة أحدث الأحزاب الجديدة على الساحة. لقد تمنطق وارتدى اسم: هيئة علماء المسلمين. الحزب الذي شكل ما يسمى بالذراع السياسي لجبهة المقاومة البعثية الجهادية السلفية الصدرية.. ألا ترون كم كنت غبياً وساذجاً.. وأنا انتظر بزوغ نجم الحزب العتيد.. غافلني وطلع.. ما زال عقلي المحدود يتصور أن أي حزب يجب أن يبدأ بكلمة : حزب.. ثم يأتي الاسم..

18/4/2004

#كريم_كطافة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل