أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم كطافة - أيها الإسلاميون من كل الأطياف.. رفقاً بدينكم!!















المزيد.....

أيها الإسلاميون من كل الأطياف.. رفقاً بدينكم!!


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 733 - 2004 / 2 / 3 - 06:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أدري أين قرأت أو سمعت، أحدهم قال (أن افضل من يستطيع تدمير أي قضية هم أصحابها بالذات)، لعله كان مجرد استنتاج في سياق حديث.  لكنه استوطن في وعيي على شكل حكمة، أو نوع من نبوءة، صرت أرددها مع نفسي مع كل تحقق لها على أرض الواقع.
داورتها مع نفسي كثيراً، وأنا أتابع الانهيار المدوي للمعسكر الشيوعي و(كنت حينها ضمن هذا المشروع). صرت استرجع ما فعلناه لنظريتنا التي أرادها الرواد الأوائل علمية، لها حق أن تتنفس وتتطور مع حركة الحياة، بينما ما قدمناه نحن لها، أننا وببساطة حولناها إلى دين بديل لما شائع من أديان، لها نبي وأولياء وأوصياء ومعابد يتعبد بها المتعبدون، ويعيدون فيها تلاوة النصوص المقدسة، ربما بخشوع لا يدانيه الخشوع لله. الأمر الذي أفرغها من مضمونها الفعلي، وحرمها من فرصة مواكبة الحياة بكل تنوعاتها وتحولاتها، وجعل أتباعها كالمجاهدين في سبيل الله والجنة الموعودة، منتشرين في بقاع الأرض هدفهم اقتلاع الظلم والاستغلال من الجذور (التغيير الجذري).. ومن ثم بناء دولة الفقراء والمحرومين أو العمال والفلاحين.
مشكلتنا كانت أننا أردنا كل ذلك، خلال حقبة زمنية هي قصيرة جداً بعمر الزمن. لهذه الأسباب ولغيرها جاءت محاولاتنا تعتمد الرغبة والإرادة، دون الرضوخ للقوانين الموضوعية، والتي كانت هي منطلق النظرية. جاءت النتيجة أنظمة قمعية، فقر، تخلف، قل مزيداً من الظلم وبأشكال منفلتة لأنها ابتعدت عن أي شكل من الرقابة شعبية الفعالة..
الآن يبدو لي، أنه كان من الأفضل للبشر العمل على التخفيف من الظلم والاستغلال، لكن بمسعى دائم وأكيد لجعل المجتمعات البشرية أقل ظلماً، أقل استغلالاً، لكي تطاق أن تعاش، من محاولة اقتلاع الظلم والاستغلال من جذورهما بضربة واحدة. هناك جدار لم يزل منيعاً يقف بوجه هكذا محاولة؛ ذلك هو طبائع البشر، وهذه للأسف ليست مستحدثة، بل هي لكثرة ممارستها على مدى هذه الآلاف من السنين، تأصلت في نفس الإنسان وتكاد أن تكون غريزة. ليس بمقدور هكذا إنسان أن يتخلص من ملكيته وراحة باله وسعادته كما يعتقدها بالسهولة المتوقعة، وإن كانت هذه السعادة على حساب فقر وشقاء الآخرين وهم الأكثرية. هو يتشبث بها حد اقتراف الجريمة الكبرى.. وهل هناك أكبر من جريمة فناء الإنسان على هذه الأرض، بالأسلحة التي أوجدها وطورها في خضم ذلك الصراع العتيد بين المعسكرين الذين كانا قائمين، معسكر الشيوعيين الساعين إلى اقتلاع الاستغلال من جذوره، أي بانتزاع الملكية الخاصة بكل أشكالها، كما كانوا يتوهمون، ومعسكر الرأسماليين القابضين على مفاتيح القوة والمنعة، القوة الاقتصادية القادرة على تجويع شعوب، والعسكرية القادرة على إبادة شعوب القارات بكبسة زر. في ظل هذا الصراع وصل المجتمع البشري إلى مفترق طرق عجيب، لأول مرة في حياة الإنسان منذ وجد على هذه الأرض، يكون الخيار إما إلغاء الاستغلال من الجذور إنما بفناء البشرية، وإما المحافظة على البشر، مقابل القبول بأقل وأدنى الشروط الإنسانية أقل ظلماً، أقل استغلالاً، بالاستفادة من الآلية التي وفرها مجتمع السوق نفسه (الديمقراطية).
المؤكد أن الإنسان سيستمر في البحث عن ضمانات أكثر لحريته وكرامته، وكل ما يجعل حياته قابلة للعيش.. وحسب قانون الكم والكيف الماركسي وهو قانون جدلي موضوعي عرفتنا به الماركسية: التراكمات الكمية تنتج كيفية جديدة. وحياة مجتمعات أوروبا الغربية في الوقت الراهن شاهد على مدى فعالية هذا القانون.
الآن أداور النبوءة إياها وأنا أتابع ما يفعله الإسلاميون بدينهم وعلى اختلاف أطيافهم. لم يحصل الدين الإسلامي كدين، في العالم غير الإسلامي على كره وسوء فهم بل وتشويه كما هو حاصل عليها كلها الآن.. صار الإسلام في تلك المجتمعات غير الإسلامية مرادفاً للإجرام، للتخلف، للهمجية، لإثارة الغرائز، لكل ما له علاقة في العيش خارج العصر.
لم يعد أحد يفهم، حتى داخل المجتمعات الإسلامية، لماذا علينا الهرولة مسافة 1400 سنة إلى الوراء فقط لنكون مسلمين.. وأي قرآن تقصد هذه الفئة أو تلك ووفق أي تفسير من التفاسير الكثيرة.. وأي سنة صحيحة.. وما هي مقاييس الصح في هذا الميدان.. ومن يحددها.. أهو زعيم تنظيم القاعدة، أم مفتي الأزهر، أو هو مرشد الجمهورية الإسلامية؟ وإذا كان هذا كله تنوعاً كما يقال لنا، وهو دليل عافية على سعة ورحابة هذه المرجعية (الإسلامية)، لكن أين هو الضابط الذي يضبط هذا التنوع داخل الخيار الواحد.. ما هو الضمان الذي لا يجعل تهور وتطرف أحدهم سيفاً مسلطا على الجميع.. من الذي أباح لـ(أبن لادن) أن ينطق باسم المسلمين، وبالتالي يجبرهم على الدخول في النفق المظلم الذي أراده هو.. نفق الإرهاب.. ومن الذي أباح لعلماء السنة على طول زمن الدولة الإسلامية، بالإفتاء بإتباع أولياء الأمر منهم محولين المسلمين إلى قطيع سهل الانقياد من الشياة، التي ما عليها سوى أن  تمارس مهامها العضوية لا غير (أكل، شرب، مضاجعة)، كل ما عداها يقع تحت طائلة الزندقة والشطط.. ومن الذي أباح لمرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يكون ولياً لأمر المسلمين، ويحاول فرض الخيار الأوحد لتدينهم، إلا وهو خيار المذهب الشيعي، في فهم الإسلام في عصر الغيبة، بانتظار المهدي الذي على المسلمين الاستعداد لبزوغ نجمه، ومن أباح للسيد الصدر أن يكون وكيلاً للمهدي المنتظر أو سفيراً خامساً له ليأتي أبنه من بعده ويتخذ دور وكيل الوكيل.. ومن أوجد هذا التداخل الخطير بين قيم وتقاليد العشيرة وتعاليم الدين الإسلامي!!!!؟؟؟؟
النتيجة العملية لكل هذه الفوضى التدينية، أن الدول التي حاولت تطبيق الشريعة الإسلامية، وفق صيغة الهرولة إلى الوراء، ببساطة هي قد تورطت بها، ولنا في أفغانستان والسعودية وإيران نماذج ثلاثة، لثلاثة مذاهب أو رؤى للإسلام.. أفغانستان تخلصت من قاعدتها وخليفتها عبر جهد دولي، وهي تعيش الآن مرحلة انتقالية صعبة وقاسية على الشعب الأفغاني، لأن ذيول الخلافة الإسلامية التي أرادوا فرضها هناك، لم تزل تتنفس في تلك الجبال والمنحدرات العاصية، لكن المجتمع الأفغاني بدأ يأخذ زمام الأمور ويتعرف على مصالحه الحقيقة وكيف يصلها. والحكومة الملكية السعودية تحارب إسلامييها الذين اوجدتهم هي، وأهدرت عليهم المليارات من أموال وثروات الشعب المغلوب على أمره، ليشتد عودهم ويصلوا إلى ما وصلوا إليه، وها هي الآن يداً بيد مع الأمريكان لاجتثاثهم من المجتمع. وإيران وصل الطريق بديمقراطيتها الإسلامية إلى حد التفجر من الداخل، لم يعد الأمر مقنعاً للمجتمع الإيراني بحصر اللعب بين إصلاحي ومحافظ ضمن الخيار الأوحد.. بل هناك خيارات وبدائل أخرى تتنفس من خارج الخيار الإسلامي كله، تبحث لها عن موقع هو حق لها.. أما فتح المجال لها، أو قمعها.. والنتيجة ستظهر خلال الأيام والأشهر القليلة القادمة..
أما جماعات الإسلام السياسي من خارج لعبة الحكم، وصل بهم الأمر، أنهم بدعوى الحفاظ على النص حرفوا النصوص ذاتها.. هكذا تحولت الآية التي تقول (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل...) إلى (وأعدوا لهم ما استطعتم من أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تنسفون به عدوكم والأبرياء من خلفه).. وتلك الآية الرحيمة السمحاء في القرآن التي تقول أن (لا إكراه في الدين) إلى آية لها أنياب ومخالب تقول (بل إكراه في الدين.. ومن لا يعجبه الأمر ليضرب رأسه بأقرب جدار).. وآيات الحجاب التي أُريد بها ستر الجيب وهو الصدر وبعض الوجه، وهي موجهة كانت لنساء النبي على وجه الخصوص، تحولت إلى صناعة زنازين توضع داخلها النساء.. حجاب المرأة المسلمة الذي تريد فرضه جماعات الإسلام السياسي الحالية، هو زنزانة فيها فتحة للتهوية قرب الأنف، وحتى هذه الفتحة يُختلف عليها، أيكون الأنف عارياً، أم غشاء شفاف أو أكثر سماكة، لم يزل الجدل غير محسوم حول فتحة التهوية هذه.. هكذا يكون على المرأة أن تحمل زنزانتها حيثما ارتحلت. ومقولة أحد قواد المسلمين في بداية زمن الفتوحات (يا ملك الروم أتيتك برجال يتوقون إلى الموت كما تتوقون أنتم إلى الحياة) تحولت إلى شعار للانتحار الجماعي.. يردده المجاهد العصري وهو منتشي بهذا الفتح.. ليحولنا هذا المجاهد الواثق من حصوله على الجنة، بقضنا وقضيضنا إلى شعوب تتغزل بالموت. بهذه المشاريع، مشاريع الموت الجماعي، سنخلص شعوبنا من الفقر والتخلف والاستبداد واللاعدالة بأخذها إلى الآخرة، هناك سيتم إنصافها.. بماذا يفكر انتحاري المدن العراقية هذه الأيام، وهم يحصدون العراقيين بعدالة ومساواة نادرتين، حيث لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بابتعاده عن ارض الحدث وفي لحظة الحدث.
على هذا المنوال سيتحول الدين الإسلامي ليس في الغرب فقط، بل بين شعوبنا الموسومة به إلى مرادف حقيقي للإجرام، للتخلف، للهمجية، لإثارة الغرائز، لكل ما له علاقة في العيش خارج العصر.
دعوتي هي دعوة من علماني للمتدينين المسلمين، الحريصين فعلاً على دينهم.. أنقذوا دينكم من أوحال التعصب، والجهل والهرولة إلى الخلف.. تستطيعون أن تعيشوا في العصر وتظلون مسلمين.. حرصاً على دينكم، رفقاً بدينكم..
2/2/2004



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتحول مرقد الإمام علي (ع) إلى لجنة اولمبية جديدة!!!!
- ألفت انتباه السادة المشاهدين..إلى حلقة الاتجاه المعاكس القاد ...
- من أجل أن لا يضحك علينا الفرنسيون..
- انتخابات.. نعم.. لكن ليس بأي ثمن وبأي شكل
- خواء المستنقع
- ماذا نريد..؟


المزيد.....




- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟
- عملية -الوعد الصادق- رسالة اقتدار وردع من الجمهورية الإسلامي ...
- تردد قنوات الأطفال علي جميع الاقمار “توم وجيري + وناسة + طيو ...
- -بالعربي والتركي-.. تمزيق 400 ملصق للحزب الديمقراطي المسيحي ...
- اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تصدر بيان ...
- حدثها اليوم وشاهدوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- السعودية.. فيديو تساقط أمطار غزيرة على المسجد النبوي وهكذا ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم كطافة - أيها الإسلاميون من كل الأطياف.. رفقاً بدينكم!!