أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم كطافة - من أجل أن لا يضحك علينا الفرنسيون..














المزيد.....

من أجل أن لا يضحك علينا الفرنسيون..


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 725 - 2004 / 1 / 26 - 05:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أنا لا استغرب حماس واندفاع النساء المسلمات في فرنسا وجلهن من شمال أفريقيا للتنديد بقرار منع الحجاب في المدارس الحكومية (اللادينية).. لأن الأمر تحديداً يخصهن هن في هذا البلد.. والبلد على أية حال هو بلد علماني ديمقراطي، يؤمن ويؤَمن الحرية لكل أفراده دون ما أي نوع من أنواع التمييز.. هن مارسن حقهن في التعبير عن رأيهن في مناهضة القرار، الذي وجدنه قراراً يصادر حريتهم في ارتداء الحجاب ، والحجاب هو فرض إلهي حسب قناعتهن.. ليس من حق الحكومة مصادرة هذا الحق وهي التي تبيح حتى حرية العري.
رغم معرفتي أن الكثيرات من اللواتي ساهمن في تلك الاحتجاجات كن مكرهات على التحجب إرضاءاً لزوج، أب، أخ يقاسمنه الانتماء وربما المصير المشترك، ولمشاكل تخص طبيعة مشاريع الاندماج في الدول الغربية غير الناجحة كلها، وأسباب كثيرة تخص الجاليات المسلمة ذاتها، تحولت الجاليات المسلمة بغالبيتها إلى جزر وسط بحر المجتمع، جزر شبه مغلقة تعيش تقاليدها وعاداتها تماماً كما هي في مجتمعاتها الأصلية، أي لم تعش حياة المجتمعات التي هي فيها أصلاً.. المجتمعات التي خرجت فيها النساء من عار أجسادهن منذ زمن طويل، وتسلقنا سلم المساواة مع الرجل في أغلب الميادين الحياتية.. ولهن من الحقوق ما يحسدهن عليها الرجال. لهذا هن (الفرنسيات) يستغربن خروج المرأة المسلمة ذاتها، وليس الرجل، لتدافع عن الحجاب.. وربما هن من كن وراء القرار.. أقصد المرأة الفرنسية.. لأن المرأة التي نمت ونضجت على مفاهيم العلمانية والديمقراطية والحرية، منذ مائتي سنة تجد في الحجاب ببساطة إهانة لكرامة المرأة.. واختزال لإنسانيتها.. حيث المرأة هي ليست عورة فقط، هي روح وجسد ومشاعر.. في المكور هي إنسان مسؤول عن نفسه وغير ناقص.. لنقل هذا هو فهمهن هناك.
كل هذا مفهوم.. لكن غير المفهوم بصراحة هو خروج المظاهرات، في شوارعنا نحن في الدول العربية والإسلامية وفي الجامعات، حيث لأول مرة تخرج  مظاهرات من هذا النوع، يكون هاجسها الدفاع عن الحرية والمساواة، ولا ينظمها علمانيون أو على الأقل يكونون مشاركين فيها، بل من نظمها وقادها كلهم إسلاميون على حسب الأصول، وكانوا جميعاً ينددون بالقرار الفرنسي، ويعبرون عن تعاطفهم وتضامنهم، مع المسلمات الفرنسيات، والكثير منهم رافعين المصاحف، ومعها من وتيرة أصواتهم بذات السؤال من الماء إلى الماء: أين الحرية يا غرب.. أين الديمقراطية يا أوروبا.. أين حقوق الإنسان يا فرنسا...!!!!!؟؟؟
طيب! ما هو غير المفهوم أيها السيد الكاتب في كل هذا؟
بصراحة مرة أخرى، أن غير المفهوم هو  التالي: أن من يسمع هؤلاء بالتأكيد سيعتقد وهذا من حقه؛ أن الجماعة المحتجين هم من دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. لأن أصواتهم قد بحت وهم يرددون هذه المفردات.. ويقتنع بالنتيجة أن كل ما كان يتفوه به العلمانيون والديمقراطيون بحق هؤلاء الناس، كله محض هراء.. لكن هناك سؤال لعين وعنيد في هذه المحنة، يخرج لنا بوزه وهو يضحك في عبه: يا جماعة نريد أن نفهم فقط.. الله يحفظكم بلا صراخ واتهامات متبادلة.. خلونا نفهم.. هل هذا حقيقي.. هل أنتم حقاً مع الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، لو هذا مزاح..!!! يشبه ربما المزاح الذي خرجت علينا به، جريدة الحزب الشيوعي العراقي مؤخراً، وهي تطالب بحق الشيوعيين في حج البيت الحرام.. إذا كان الأمر حقيقي.. دعونا نحتفل يا سادتي، ونقبل كل منكم على جبينه قبلة حارة ملهوفة، ونضع أيدينا بأيديكم.. ماذا نريد نحن أكثر من هذا، ماذا يريد أي علماني وديمقراطي أكثر من أن يرى هذا الذي كان يتهمه بالتعصب والظلامية والتخلف، يرفع عقيرته بهذا الارتفاع منادياً بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. لنستطيع القول؛ أخيراً توحدت مجتمعاتنا وقررت أن تبني نفسها.. أنها بشرى.. بل هي حتى أهم من بشرى سقوط الطغاة وانهيار الاستبداد.. لنبدأ سوية العمل أولاً على مبدأ الحرية، الذي نددنا بالفرنسيين لأنهم لم يحترموه.. والحرية تقول: لنترك الحجاب يخضع لرغبة ووعي المرأة نفسها، من تريد أن تتحجب وتنفذ أمر ربها، لها ذلك وعلينا أن نحترمها.. ومن لا تريد الحجاب لها ذلك وعلينا أن نحترمها كذلك.. يعني أن نطبق بالفعل أن (لا إكراه في الدين).. هل تجاروننا في هذا يا إسلاميين.. أم تجعلون الفرنسيون يضحكون علينا.. ويقولون أننا لم نتذكر الحرية إلا حين تعلق الأمر بمنع الحجاب في مدارس هي أصلاً لا دينية..
25/01/2004




#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات.. نعم.. لكن ليس بأي ثمن وبأي شكل
- خواء المستنقع
- ماذا نريد..؟


المزيد.....




- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟
- %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفا ...
- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...
- الولايات المتحدة.. وفاة امرأة صدمتها شاحنة تنقل دبابة من الع ...
- مبادرة تشريعية لتحويل إجراءات الطلاق من أروقة المحاكم إلى أن ...
- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم كطافة - من أجل أن لا يضحك علينا الفرنسيون..