أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - هادي المهدي بُطرس الشهداء العراقيين و حسينهم














المزيد.....

هادي المهدي بُطرس الشهداء العراقيين و حسينهم


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


بالرغم من كل شيء فإنه حين يعلو الصراع على المصير الوطني
فإن عدداً قليلاً من الناس سيمتلك الرغبة والكفاءة
الفقهاء الطائفيون قدموا رجالاً على قدر عالٍ من الأهمية و المعرفة
والإستعداد للبس الكفن وتقديم فلذات أكبادهم قرباناً لقضاياهم
عندما يتصارع المثقف الوطني مع رجالٍ بهذا المستوى من الإيمان
عليه أن يلبس كفناً مثلهم ، أو يلبس السواد على أولاده
ولا تتحدثوا عن رفاهية الغرب ، أنا أرى آلاف البشر يموتون
في كندا بالمخدرات والكحول والشوارع والشذوذ والقمامة والكآبة
لا تتحدثوا عن الغرب إلا إذا عشتم فيه
الشرق مازال يمنحك إمكانية أن تعيش مؤمناً وتموت شهيداً
أليس هذا رائعاً
أقول لكم بصراحة : لا نهضة وطنية عراقية بلا مثقفين مؤمنين
أي بكلمة أخرى : مناضلين ، في الحقيقة سيصطدم المناضل الوطني
بالمجاهد الطائفي وهذا أمر لا يمكن تلافيه بأي شكل من الأشكال
ويجب على المثقف العراقي الحذر كل الحذر من الثنائيات
... ثنائية السني والشيعي ، العربي والفارسي ، العلماني والديني ، العثماني والصفوي ، الرافضي والناصبي ، الجعفري والوهابي ، الباطني والسلفي
هذه الثنائيات جعلت الحياة صعبة ، وجعلت أية حركة ثقافية مصيرها الفشل العضوي .
في ثمانينات القرن الماضي كان السنة العراقيون مجانين بالعلمانية
بينما كان الشيعة العراقيون مجانين بالخميني والصدر والإسلام الشيعي
أما اليوم فيحدث العكس تماماً ، الشيعة العراقيون يتوقون إلى العلمانية والغرب بعد قرفهم من العمائم الطائفية وتخلفها
ولكن في الوقت ذاته نرى السنة في العراق غارقين بثقافة سلفية و عواطف دينية .
هذه الثنائيات واختلاف الطور الزمني يجب تصحيحه من قبل المثقفين ، وذلك بتقديم الرمز
والمثال الوطني ، المصدر الوطني للإنتماء العراقي ما زال قوياً و مؤثراً ، بإمكان المثقفين والفنانين تفجيره في قلوب الناس .
نحن لسنا معجبين بالماضي ولا بالغرب نحن في الحقيقة معجبون بالعراق وبأنفسنا . هكذا تكون البداية الصحيحة للوجدان العراقي
معارك المصير ليست في حروب الخارج
معركة المصير العراقي هي محاربة الذات
أيها المثقفون الشجعان يامَن واجهتم وحوش الأفكار المخيفة والقاسية
إنهضوا أيها العمالقة أنا هنا على قارعة الطريق
ويدي على قلبي بآنتظار مواكبكم الظافرة
كلّ شيءٍ يموت عندما يختنق
إلّا الشّعوب فإنّ الخنق لا يمكن أن يقتلها
يزداد حزني عليك يا هادي المهدي ولا يخبو
لكنني مصاب بمرض إسمه محاولة إيجاد تفسير لكل شيء
عام ١٩٩٠ كنا على قبر أخي سلام الذي مات بعمر الزهور
كنا جميعاً نبكي حتى قاريء القرآن كان يدمع ويتوقف ، لكنّ أبي كان أجهشنا
... ولأنه ماركسي أعجبني أن أسأله : ولكنك لا تؤمن بالروح يا أبي
فقال : أنا أبكي على جسد ولدي ، الجسد يتألم ولا يشعر به هو لأنه قد مات ، لكنني أشعر به لأنني أبوه .
يا هادي الجسد يستمر في الحياة وينكمش من فكرة الموت والإنتحار ، لكننا جميعاً ، كلّ جيلنا
آنتحر فلسفياً ولم يبق سوى الجسد . كواتم الصوت تلاحق هذا الجسد وتجعله ينكمش ويتألم ويتحلل
يجب الإشارة إلى أنني قرأت الكثير من المقالات في الصحف
والمواقع العراقية ، تتشفى بالشهيد هادي ويقولون أنهم غير آسفين على
موته لأنه (بعثي) و (شيوعي) و (حارث نار ) و ( مُثير فتنة) هذه
الأقلام القذرة تريد حجب الشمس بغربال . ولماذا نحزن على الحمزة و عُمر
والحسين و الحلاج إذاً ؟ أيها الجهلة أنتم تهينون كل الشهداء . لأن الشهادة
مفهوم لا يتجزأ . وماذا عن أقلامٍ كأقلامنا ؟ وآلله إنا لكاتبون مالا تُحسنون
وتُطيقون في قتيلنا . والله إن ما بأيديكم حبال سَحرة ، وما بأيدينا عصا موسى . فبئس ما تُلقون ، ونِعم ما نُلقي .

ولكنْ ربُّهمْ أسرى إليهمْ
فما نَفَعَ الوقوفُ ولا الذّهابُ
فَمَنْ في كفّهِ منهُمْ قناةٌ
كَمَنْ في كفّهِ منهُمْ خِضابُ
المتنبي

الدكتاتورية تُحوّل الإنسان إلى قرد
تخيّل أنك صدام حسين عام ١٩٨٥ وتشاهد التلفزيون العراقي
ألا ترى أن كل الشعب قردة وأنك الرجل الوحيد الأوحد
هذا القهر للوجود يجب ألّا يتكرر أبداً
... الخوف والنفاق والمبالغة والكوابيس والفشل العاطفي والعائلي
كل هذا بسبب التشويه الذي عشناه مرحلة الرئيس صدام حسين
نحن نستحق بديلاً أفضل من عملاء إيران عن تلك الفترة المرعبة
نعم صدام حولنا إلى قرود ، لكن الحكيم والصدر حولونا إلى كلاب
كلاب تشرب بصاقهم وتلعق أيديهم
نحن نستحق عالماً أفضل
السفارة العراقية تبعد عني ١٥ دقيقة ولكني حين أمر بها
أشعر وكأنها بيت دعارة ، أو وكر للأعداء
أين بلادي ؟ أين أهلي ؟ هل انقرضوا ؟
نعم بكل تأكيد الرئيس صدام حسين حوّلنا إلى قردة
والأحزاب الطائفية الشيعية حولتنا إلى كلاب
هؤلاء المناضلون الذين يحنون إلى النظام السابق
هم في الحقيقة قردة تشعر بعدم الراحة في عهد الكلاب
وهؤلاء الذين يدافعون عن هذا العهد ومستمرون بلعن النظام السابق
هم في الحقيقة كلاب تعذبت في عهد القردة البائد
وحده الشهيد هادي المهدي كان يناضل ويحلم بعهد آخر
كان مؤمناً تماماً بأننا بشر ، ونستحق كرامة الإنسان كاملة
هذا العهد ، عهد البشر ، لم يأت بعد
لكنني فخور جداً أنني عشت في عهدك
يا هادي ، أيها الحالم الكبير
نصيحة مخلصة إلى هؤلاء الأميين والمبتدئين
الذين يُجندهم حزب الدعوة للنيل من الشهيد هادي المهدي
أنصحكم بعدم كسر أقلامكم وقلوبكم بصخرة كهذه
هذا الرجل قضى حياته بيننا نحن الشعراء والكتاب العراقيين
وقد جعلناه بطرس الشهادة وسنام الوطنية وحسين المباديء
كيف يقترب منه حبركم القذر ودونكم وإياه أقلامٌ (تغتذي ريحَ الميامي
ويكفيها من الماء السّرابُ ) ، إلعبوا بعيداً عن جثة قيصر
فها فُرسانه أحاطوا به و حملوه



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يالثارات هادي المهدي
- نوري المالكي قتل هادي المهدي
- ثورة القُرّاء
- لبنان وآبن رشيق
- العراقيون
- عيد مبارك
- أراني نعشاً
- المال والبنون
- لغمُ الحداثة هذا هو إسمي
- رمضانيات
- كتابات و صحيفة الصباح
- البغداديّات
- آلة الحدباء
- لم أفعل شيئاً
- ديمقراطية الأسرى
- لا تكرهوني
- وطني مشرّد
- الطريق إلى الجنة
- العراقيّات
- بيعة الأظافر


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - هادي المهدي بُطرس الشهداء العراقيين و حسينهم