أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - العرب والغرب .. نقطة جعلَتْنا نكتة














المزيد.....

العرب والغرب .. نقطة جعلَتْنا نكتة


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من التنكيت عندنا الاتهام الذي يُلصَق بالمرء, حين يقارن حال العرب مع الغرب, بأنه يلمع صورة الغرب. هي نكتة بكل المقاييس لأن الغرب بتطوره ليس في حاجة إلى عربي يلمع صورته بمقال, أو أكثر, مادام هذا الغرب عنده الطائرة العملاقة, البارجة, الأسلحة, تكنولوجيا الاتصالات, الجامعات العريقة, المستشفيات المتطورة, القوانين التي تحترم الإنسان, وصولاً إلى قوانين احترام الحيوان, فكل ذلك, وأكثر بكثير, كفيل في أن يعطي الصورة المشرقة عن الغرب.

ما انفك الكثير من العرب يخشون تلك المقارنة مع الغرب لسبب يمكن إيجازه في التالي: العرب في وجه الغرب هم العاطفة في وجه العقل. فنحن انصعنا للعواطف التي أعمتنا عما يسير عليه قطار التطور في العالم, ولم نجد مناصاً لوهننا سوى التشبث بمبالغات فرضوها علينا أيام المدارس, وفي مختلف المجالس, فأوهمنا أنفسنا أننا أصل الحضارات والثقافات, بل وصلت الدرجة لدى البعض في أن يصور العرب على أنهم الكون بذاته, أو أن الكون خُلق لهم وحدهم وهم أحق به.

أسباب المقارنة مع الغرب ليست لأنهم أصحاب الشَّعر الأشقر والأعين الزرق والبشرة البيضاء, فالجمال العربي له روعته أيضاً, وليس لأن الممنوع عندهم يكاد يتلاشى في وجه المسموح, فمن الحميد أن تكون للحرية حدود, لكن ليست حدوداً على المقاسات العربية. إن سبب المقارنة ببساطة أنها مقارنة مع التطور, بغض النظر عن جغرافيته, حتى لو كان تطوراً في أدغال أفريقيا, لكن شاء القدر العلمي أن يكون هذا التطور في الغرب, وأيضاً في بعض أقاصي آسيا قافزاً عن العرب بعد أن أحنوا ظهورهم, وظلوا منهمكين في أعاصير الفتاوى حول المرأة لدرجة التدخل بطول كعب الفتاة الكاعب.

لعل الفروق بيننا وبينهم هي في اتساع الفضاء, وإن اختُصرت بالنقطة التي تغير المعنى من العرب إلى الغرب, ويأتي في مقدمها تشبث العرب بالخرافات والخزعبلات, بينما لفَظها الغرب متجهاً نحو توظيف العقل في البحث والعلم, وهو ما نجم عنه هذا التغير الهائل في حياتنا. هذا الفرق يمكن وصفه بصافرة الإنطلاق لبدء السباق, ويبدو أننا لم نسمع الصافرة, أو أننا نريد خوض السباق ونحن نمشي على عكازين, ونؤمن بالغول.

إننا نحاول دائماً التستر على خَوَرنا من خلال تصيد سلبيات لدى الغرب. فعندما يقتحم تلميذ مدرسة في الولايات المتحدة صفاً ويطلق النار من سلاح على مَن فيه, فيقتل ويجرح عدداً منهم, تصيح الحناجر وتقرع الطناجر لدى الكثير من العرب بأن هذا هو الغرب الذي تتباهون به. لا ريب في أن حادثة مأساوية من هذا القبيل هي كارثة وتؤثر في صورة المجتمع الأمريكي, لكن في المقابل هو المجتمع الذي يرأسه رجل أسود من أصل أفريقي, فيما العرب ما انفكوا يقسّمون "ديمغرافيتهم" على أساس مدني أو فلاح أو بدوي, وعلى أساس وافد أو غريب, لدرجة أن أبناء الحي السكني ينظرون, أحياناً, في عين الريبة لعربي آخر جاء يقطن في الحي.

إن الفروق تكاد لا تنتهي, ولعل منها ما نمارسه يومياً في حياتنا سواء عن وعي أو دونه, فنحن من تقودنا العنصرية والأنانية, وأقلها أننا في المناسبات ندعو بلفظ صريح وبالتخصيص أن يعم الخير واليمن الأمة الإسلامية, والأحرى أن ندعو بالخير للبشرية جمعاء, وهم في تمنيهم الخير يتوجهون إلى البشر, تماماً مثلما يتوجهون في صناعاتهم إلى سكان الأرض من دون تقسيمات عرقية ودينية. ونحن الذين ندعو جهاراً نهاراً على اليهود والنصارى وسبي نسائهم وهم لايُؤخذون بوزر حكوماتهم, ولو دعا قسيس علينا علناً بمثل ما ندعو عليهم, اتهمناهم بالعنصرية والكراهية.

ما أكثر الفروق بيننا وبينهم! لكنّ أكثرنا لها ناكرون.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب يرسمون مرحلة جديدة
- محمود درويش غائبٌ في حَضْرتِه
- فرصتان أمام المسلمين
- أين استنكار المسلمين لمجزرة النرويج!!
- سيّارة -إسلامية-
- شاكيرا في إسرائيل
- إناث في انتظار -الاغتصاب-
- دون الحاجة إلى -العربية- أو -الجزيرة-
- القدس
- حزب النفاق.. الأكثر صدقاً
- احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية
- المقال.. للعائلات فقط
- مقطع -يوتيوبي- لمدرّس غير -يوطوبي-
- أكبر سجن في العالم.. عند العرب
- خياران لا ثالثَ لهما
- مجتمعٌ بلا امرأة حُرّة .. مجتمعٌ مهزوم
- فتح وحماس .. التحامُ الدم
- وكمْ أبٍ هو حاكمٌ ديكتاتور !!
- مسلمون عكس الإسلام
- جوليانو والرصاصات الخمس


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - العرب والغرب .. نقطة جعلَتْنا نكتة