أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - يومٌ للتعرّي والإستلقاء














المزيد.....

يومٌ للتعرّي والإستلقاء


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1034 - 2004 / 12 / 1 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


انه الصباح المزكوم بالرتابة،
شحرورة الوادي تدغدغ مسامعي للوضوء،
للماء أقدم باقة َ اعتذار..
أقدم إلتماساً للتعرّي..
للخوض في شذى المركب المنخور بطاقة الإبحار،
سأتوضأ اليوم به،
سأمارس شيئاً بفطرتي أهوى
سأستنفرُ ذاتي..
بخلع الأثواب ،
بإفراغ جعبتي سأقرأ لمحاتي،
الموجةُ المثقوبة راودتني..
سالّ لعابي،
سأقطف الحُصرم من وريقات أعنابي
فدعوني أخلع الغسيل ..
دعوني أغتسل..
دعوا جسدي حراُ بلا حماقة الأذنابِ
فقد فاض وعائي،
دعوني بين حميّةٍ وأخرى..
دعوني بلا وزن ٍ أضاجع الشكوى،
دعوني أتعرّى.
***
أثوابي كثيرة وثقيلة،
أثوابي نهمة ،
قلائدي تبكي ..
قلّة التمرّس في دعابة الحيلة،
سأخلع،
نعم لأبدأ..
ها أنا أرمي حذائي بخطواته العسرة،
فمن زمن (أبيقور) ..
وأنا أمضي بخطىً متسارعة ،
أمضي بها وأستفزُّ أنسانيتي بمطرقةٍ لّبِقِة،
تلك جواربي برائحة التمني،
أ ُهديها لإيام الوصول بلا حقيقة التجلّي،
هذا قميصي الواعد بأزراره الخمس،
سأفتح الأزرار..
فهذا زرُ أحمالي وأثقالي مذّ ُ فجر السلالات،
عجائزٌ سومرية فيها وجه (لكش) ..
فيها ( أور) غنت ثم غفت على صدر (أكد)،
فيها ألحانٌ من صولج الأخذِ والهات،
وهذا زرُ (حمورابي) بمسلته،
وأسود حجر الديوتريت في ( اللوفر)..
في مسرح الحضارات،
وذاك زر التقيحات ..
بأمبراطورٍ ماتَ وأخر ٍ قادمٌ بحبالِ التمنيات،
وزر المدينة العادلة أرميه..
حيث قبر (افلاطون)،
والمدن تحت الجور في إمتهان..
نأئحاتٌ تحصد من الظمأ..
من كسرة الدفء وبرد عبودية الانسان،
لأفتح زر التفكير الفلسفي ..
الزر اللزج في مهدِ ارضٍ تفكّرت..
من بذرة الخصب بلا ميلاد..
في حنكة الرؤيا ووسامة الخلد في اليونان.
***
أستنشق العبق،
بلا هوية،
أستنفذُّ الإيمان بزهرةٍ لا ترتوي،
سأخلع المزيد ..
أودُّ أن أكون عارية،
أودّ ُ أن أرتوي،
لأرفع حزاماً مبلولاً بصناعة الأجيال،
ولاداتٌ للعظماء والبلهاء،
أنجابٌ لشراهة الفكر وسأم الأنبياء،
وتلك قلادة الحب العتيق،
منشورة فوقَ اصابع النزوة،
وكي أ ُفصخ..
محابس الأنقلاب والثورة..
كي أرتمي..
بلا حمرة الأخفاق ..
بلا بياض الرايات ..
بلا أساور الإمتعاض تشدُّ رسغي،
سأخلع طاقية الوفاق،
وتاج الوحدة السرمدية في قارورة ٍ بلا عنق،
وعن صدري سأزيح رضاعة الملوك،
وشبق جفني ..
سيهبط مسدولاً على كأس الفرح..
فكؤوس أفراحي لم تمتليء بعد،
قرونٌ تقرّنت بلا إمتصاص..
فهذا ثدي الحضارة ينضح الأفيون ليُمضغ،
وأناملي تغزل الإنتقاص،
وفوق رأسي اختزلُ الأمومة بلا تفاضل،
سرعة الإبطاء بموازنة تفاضلي بالتكامل،
دعوني أخلع ما تبقى..
دعوني فانا شبه عارية،
دعوني أخلع اهتماماتي..
فتلك أسمالي الداخلية،
أفتحوا ألأبواب بثلاثِ ظلمات،
دعوني أدخل..
عارية أمتطي ريشة ،
لأصلي للتعري بعد ان توضأت به
اغلقوا العتمة فوق خُفتي..
أنا عارية وأشتهي لمس جسدي..
أشتهي ممارسة التجرّد والإجهاض،
دعوني أستلقي بلا وزن،
دعوني أغفو،
دعوني أنام يوماً..
في رحم أمي.



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاب الرجل والمرأة بين الجد والهزل
- نحنُ الحُثالة
- اللاإنصياع قد يأتي بالمفيد
- فقاعاتٌ ملوّنة بالبساطة
- نداءٌ للدعارة بالطفولة!.. صدقٌ أم زيف؟
- الإثارة والتحدي.. هل تُنهي مشكلة؟
- (كمّ ٌمن ألوانِ ( كما
- إختزانٌ بلا توقف
- مغامرة مع (راسبوتين ) وقلمي
- لا زالَ حلماً
- لنسترخي بين الشمس والظل
- فائضُ إفرازات الواقع وغرابة ُالأحلام
- جنرالاتٌ تزيدنى غباءاً
- (محاورة ساخرة عند (شانيدار
- أنا الانسان..لكن مَنْ أنا؟
- رحيلٌ بطنين ٍبلاعسل
- المزيد من الهمهمات على موقد الذكرى
- هذا نشيدي للعراق
- -حتى- و -حيث-
- كلاّ.. صداها لِمَ لا


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - يومٌ للتعرّي والإستلقاء