أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة المقبلة؟؟؟















المزيد.....

العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة المقبلة؟؟؟


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حزب العدالة والتنمية، عمل على نسخ الآراء والمواقف السياسية من باقي القوى السياسية ذات المشارب الليبرالية والاشتراكية، وضمَّنها في أدبياته، وقام بمسخها ممارسة وسلوكا عبر حملاته الاستقطابية، وألبسها لبوسا دينية متمسحة، وحمّل الديمقراطية دلالات من صلب مفهوم الشورى الديني، الذي لا يتسع للاجتهاد الكوني المنفتح.
هذا الحزب الديني، وإن بذل كل هذا الجهد، فهو ـ حسب تصريحات أمينه ـ لا زال يكن العداء لكل منافسيه، ويشحن مريديه بمنطق مواجهة الزنادقة والملاحدة، على شاكلة الجماعات العاملة على تقوية مناحي الغلو والتطرف الديني منذ السبعينيات من القرن الماضي، بغرض محاربة كل الفصائل السياسية وإلحاق الأذى بها وبمناضليها، كما وقع بالجامعات المغربية سابقا.
حزب العدالة والتنمية في الأصل، حزب تكفير كل المخالفين والحكم باسم الدين. وهو وإن حاول ركوب موجة النضال الديمقراطي والتنافس السلمي على السلطة، والتباري الشريف مع باقي الفرقاء... فإنه لا زال يكن الحقد والضغينة لكل الفاعلين من دولة وأحزاب. على الرغم من أنه صنيعة وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري لمواجهة قوى التقدم والديمقراطية، في غير إدراك من الدولة لخطورة ما أقدمت عليه من إغراق البلاد في مستنقعات القوى الظلامية، واستغلال الدين في العمل السياسي، والجموح في اتجاه أسلمة الدولة والمجتمع، وإحلال الشريعة محل القوانين الوضعية، وتصفية كل الفرقاء الحزبيين.
هذا الحزب الديني، لا زال يقدم نفسه على أنه حزب المعقول، وحزب الأطر الخائفة من الله ـ حسب شهادات العديد ممن استقالوا منه ـ وحزب المجاهدة في المخالفين له؛ من حداثيين وديمقراطيين وتقدميين وعلمانيين، الذين اصطفوا ـ في رأيه ـ ضد الدين الإسلامي، والذين لا مكان لهم في هذا البلد الحبيب حسب اعتقاده الراسخ.
حزب العدالة والتنمية إذا، لا زال اعتقاده مبنيا على أساس المعادلة السياسية القائمة بين خندق ينصر الله وآخر ينصر أبا لهب، ويعتبر أن وقته قد حان لرئاسة الحكومة، لأنه يُعْمِلُ حساب أن المغرب "سيطرت" عليه أحزاب الإدارة لسنين طويلة، وبعدها الكتلة الديمقراطية عبر فرصة التناوب التوافقي، والآن جاء دوره للاستفادة، وكأن الأمر يتعلق بـ"وْزِيعَة" في سوق من الأسواق الأسبوعية.
ومن هذا المنطلق، باشر الحزب انطلاق حملته الانتخابية السابقة لأوانها، عبر أحد أعضاء أمانته العامة، حين قال: «إن تولي حزب العدالة والتنمية لهذا الموقع (قيادة الحكومة) سيكون بكل تأكيد أهم جديد سياسي يحصل في المغرب منذ تجربة "التناوب الديمقراطي"!»، متناسيا أن حزبه يضع نفسه في مواجهة الجميع باسم "نصرة الله" والجهاد في "أنصار أبي لهب"؛ من ضحايا سياسة الطاعة والتركيع داخل الأجهزة التنظيمية للحزب ذاته، ومن الأعداد الهائلة من المستقيلين من الحزب نفسه في مختلف المناطق عبر التراب الوطني، ومن دعاة تحديث وعصرنة بنيات وهياكل الدولة والمجتمع، ومن دعاة دمقرطة العلاقات داخل الدولة والمجتمع على قاعدة الإيمان بالاختلاف في الرأي والتدبير، ومن دعاة ترسيم الهوية واللغة الأمازيغية، ومن دعاة مشاريع تمكين المرأة من الاندماج في التنمية، ومن المدافعين عن الحريات الفردية والجماعية، ومن المتضررين من فتاوى فقهاء الظلام، ومن ضحايا التدبير الجماعي الفاسد لهذا الحزب في العديد من المناطق المغربية، ومن مستائي خرجات أمين عام هذا الحزب الديني المناهضة للعديد من المطالب المشروعة لبعض الفئات والشرائح الاجتماعية، ومن الاستياء العميق للفرقاء السياسيين والحزبيين المكتوون بنار التكفير من طرف الحزب، ومن ضحايا مجرمي العمليات الإرهابية التي مورست باسم الدين، ومن الاستياء الشعبي العارم من محاولات نقل تجارب الإسلام السياسي المشرقي الفاشلة إلى بلاد المغرب... والقائمة طويلة.
إن ادعاء عضو الأمانة العامة لهذا الحزب الديني بـ «كون رئاسة الحكومة ستؤول لحزب سياسي ذي مرجعية إسلامية، فهذا يعني أن تحولا عميقا حدث في تقبل المجتمع والدولة لقيادة تدبير شأنه العام»، يريد أن يدفعنا في اتجاه نسيان ما أقره العديد من المستقيلين من هذا الحزب بأن هناك هوة سحيقة بين الصورة التي يريد تسويقها بخصوص أعضائه على أنهم ملتزمون وحريصون على أداء الصلوات في المساجد والصيام أيام الاثنين والخميس وغاضون لأبصارهم وجادون في أعمالهم، وبين ما يتصفون به فعلا وحقيقة من انتهازية وأنانية وحب للظهور وتسابق على المناصب دون استحقاق.
هذا دون التطرق إلى من يعتبر هذا الحزب الديني خطرا حقيقيا على المغرب والمغاربة، من حيث كونه معاد للمشروع المجتمعي التنموي الديمقراطي الحداثي، ومعيق لأي تطور ممكن ومحتمل للوطن، وأن آخر ما يمكن تصوره هو أن يقود الحكومة من دون الحسم في علاقته بالجماعات الدينية السلفية المتطرفة على أقل تقدير. بل هناك من يتساءل: هل بعد كل هذه السنوات من العمل المضني، وبعد أن أصبح المغرب في العقد الأخير مثالا للتطور في شمال إفريقيا والشرق الأوسط... إلخ، هل يمكن للمغاربة أن يُمَكِّنُوا هذا الحزب من وضع المغرب في نار الفتن والقلاقل التي تتخبط فيها كل بلدان المشرق التي قادتها مثل هذه الأحزاب الدينية؟
وحين يصرح عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بأن «هذا المعطى (أي قيادة هذا الحزب للعمل الحكومي المقبل) بات في حكم المسلم به»، أليس من حقنا التساؤل عن الجهات التي منحت هذا الحزب "حق التوقع" بأنه سيكون الأول في الانتخابات التشريعية القادمة؟ هل لأن هذا الحزب لا زال يمتح من معين الكتلة الناخبة بالمزج بين ما هو سياسي وبين ما هو دعوي؟ أم لأن هذا الحزب أظهر وجهه القبيح في التعامل مع مكونات المشهد السياسي والحزبي، وطموحه المريض في الوصول إلى الحكومة والاستوزار بأي ثمن، ولو على حساب كرامة وحرية الشعب المغربي وطموح تحقيقه للعدالة الاجتماعية؟
إن مثل هذا التصريح يطرح العديد من التساؤلات التي لا يتسع لها مجال هذا المقال، لكنه بالتأكيد يعني ما يعنيه فيما يخص استمرار موالاة هذا الحزب الديني للدوائر المحافظة في أجهزة الدولة، وانقياده لها تحت ضغط الرغبة الجامحة في الوصول إلى الحكومة، ولِمَ لا على إيقاع وَعْدٍ حصل عليه في ظل تردد باقي القوى السياسية.
هذه هي المبدئية التي تميزه، والتي يشهد بها الأصدقاء قبل الخصوم، أما تكتيك توجيه الادعاءات والتهم المجانية صوب حزب الأصالة والمعاصرة، فقد بات من قبيل الأسطوانة المشروخة، التي ما عادت تطرب أحدا من المتتبعين، فبالأحرى الفاعلون السياسيون.
فهل بعد هذا الوضوح سينجح الحزب الديني في قيادة الحكومة القادمة؟ هذا أمر متروك لتقدير الفاعلين السياسيين. وإلى حين الوقوف على النتائج الميدانية، نقول للحبيب الشوباني عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية صاحب التصريحات أعلاه: سنرى ما هي قادرة على فعله القوى الديمقراطية تجاه هذا الخطر الداهم المحدق بالبلاد.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة والتنمية: الحزب السياسي الديني المتهافت
- فشل المبتغى السياسوي الضيق لحزب العدالة والتنمية
- الانتخابات التشريعية القادمة والسباق المحموم لحزبي الاستقلال ...
- حزبا الاستقلال والعدالة والتنمية: الابتزاز السياسي قبيل الاس ...
- دور حزب الاستقلال في إفساد مسار التنمية والدمقرطة والتحديث
- عطب التأهيل الذاتي للأحزاب عرقلة لمسار الإصلاحات السياسية ال ...
- حتى لا تتحول بعض الدوائر الإعلامية إلى أحزاب منافسة
- أحداث العيون بين منطق: الضغط المصالحي، والمزايدة السياسية، و ...
- أحداث العيون بين منطق: الضغط المصالحي، والمزايدة السياسية، و ...
- العدالة والتنمية وتوظيف مقدسات البلاد
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الأول ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثان ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثال ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الراب ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الخام ...
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثاني)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الرابع)
- الإخفاق في الانتخابات لا يبرر تمديد فترة الانتقال ولا يسوغ ا ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة المقبلة؟؟؟