أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامر أبوالقاسم - الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)














المزيد.....

الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا شك في أن الفاعلين السياسيين، بجميع أطيافهم ومشاربهم المذهبية والسياسية والاجتماعية، ومن موقع المسئولية الوطنية، التي تعلو على كل الحسابات الجزئية الضيقة بفعل الانتماء والمصير المشتركين، اعترتهم حسرة كبيرة على نتائج الاستحقاقات التشريعية للسابع من شتنبر 2007.

وهي حسرة، على الرغم من أهميتها السياسية في هذه المرحلة من مراحل تطور التجربة السياسية في حالتنا الوطنية، من حيث كونها فتحت العديد من المجالات والإمكانات لافتراضات التفاعل الإيجابي الممكن والمحتمل، إلا أنها لن تشكل عزاء لكافة المواطنات والمواطنين، الذين عانوا طيلة العقود السالفة من كافة أنواع التهميش والإقصاء وانعدام الضمانات الاجتماعية وفقدان الأمل بخصوص آفاق بناتهم وأبنائهم المستقبلية.

ولعل الاهتمام السياسي اليوم الراسخ في أذهان المغاربة قاطبة، هو ذاك الذي يدور في فلك هذه الطينة من الأسئلة: هل كان ضروريا أن يقع "الفأس في الرأس"، وتحصل كارثة السابع من شتنبر لكي يقعد الفاعلون السياسيون لائمون متحسرون على نتائجها، التي ولا شك أنها تعكس أداء مختلف الفرقاء، ابتداء من الدولة إلى آخر فاعل في أصغر موقع من مواقع الفعل السياسي والاجتماعي؟ وهل كانت أطراف "الصراع السياسي" بالمغرب في حاجة إلى كل هذه المآسي الاجتماعية، سواء في فترات المواجهة العنيفة، أو في لحظات التوافق الودي، لكي تصل إلى محطة السابع من شتنبر 2007، ليس لفتح الأفق في اتجاه الطموح الشعبي المأمول، بل لتعميق الهوة والانتقال من مرحلة "العزوف الانتخابي" إلى مرحلة "الرفض السياسي العام"؟

والسؤال الأساسي، الأكبر من هذا وذاك، هو المتمثل في: هل من مصلحة المغرب والمغاربة أن يظلوا في وضعية "صراع سياسي" مدى الحياة، بعدما تحقق من دحر للمستعمر بفضل المقاومة على قاعدة التضامن الشعبي والسياسي؟ هل من الحكمة أن تتعطل آليات التفكير السياسي والتوافق الوطني إلى حد التراجع عن غاية بناء مغرب التنمية والديمقراطية والحداثة، ويبقى المغرب عرضة لمثل هذا "الصراع السياسي" الداخلي، على حساب تقوية قدراته وإمكاناته لمواجهة انعكاسات التحولات الجارية في المدارين الإقليمي والدولي؟

المؤكد مع مرور الوقت، هو أن ملامسة الإجابة عن مجموع هذه الأسئلة، التافه منها والمهم والأكثر أهمية، تكمن في مدى القدرة على صياغة أجوبة حزبية تنظيمية وسياسية مراعية لضرورة فسح المجال للجيل السياسي الجديد، القادر على استلهام الدروس والعبر من التاريخ السياسي المعاصر للمغرب، والقادر على التفاعل مع المكونات والأحداث والوقائع السياسية، بمقاربات لم يتأت للجيل السابق ملامستها، ولا إدراك طبيعة وشكل خيوطها الناظمة، لا لشيء سوى أن التاريخ علمنا أن هكذا يحصل التطور.

فحزب الأصالة والمعاصرة لم تكن ولادته عبر تلك العمليات السياسية القيصرية التي عرفها التاريخ السياسي المغربي الحديث، ولم يكن نتاج الانشطارات السياسية المصلحية التي فجرتها العديد من الخلافات الحزبية الداخلية للعديد من الإطارات السياسية، ولم يكن خلاصة عمليات الاستيراد الهجين للتصورات السياسية/الدينية المتخلفة كما هو واقع حال بعض مكونات المشهد السياسي الحالي، والمؤكد جدا هو أنه لن يكون حاضنا ولا مطية للفاسدين والعابثين بمصير شعب بأكمله. وقد يكون هذا المعطى المرتبط بالنشأة ـ والمنعكس حتما على الطرق والأساليب والوسائل الجديدة في ممارسة العمل السياسي ـ من بين العوامل التي جعلت العديد من الفاعلين والمهتمين تستعصي عليهم عملية تصنيف هذا الفاعل السياسي المعبر عن نزوع جديد خارج مدار التصنيفات التقليدية المعتادة في الساحة السياسية المغربية.

فالحزب إذا، هو خلاصة مجهود لعمل تشاركي شاق ومعقد للعديد من الفاعلين السياسيين والمدنيين، تمحور بالأساس على نوع من التفكير المغاير في سبل العمل على تحقيق شكل من أشكال الارتباط بين الإطار الحزبي والمواطنات والمواطنين، وتبليغهم ـ عبر استراتيجية تواصلية آخذة بعين الاعتبار التراكم الحاصل، لكنها مغايرة للمألوف والمتعارف عليه في الحقل الحزبي المغربي ـ طروحات وأفكار ومواقف الحزب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفتح فضاءات للحوار والنقاش السياسيين حول كل القضايا الوطنية والجهوية والمحلية، والتأثير السياسي الإيجابي في اتجاهات وميول المواطنات والمواطنين السياسية، للمساهمة في تمكينهم من التصرف والممارسة والتمسلك وفق طروحات وأفكار ومواقف سياسية أكثر التصاقا بالواقع، وأكثر ارتباطا بالمعيش اليومي للناس، في المحطات السياسية التي تعرفها بلادنا.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثاني)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الرابع)
- الإخفاق في الانتخابات لا يبرر تمديد فترة الانتقال ولا يسوغ ا ...
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين4
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين3
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين2
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين1
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة3
- أي أفق للمناهج والبرامج الدراسية؟
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين5
- حقوق الإنسان دعامة أساسية للإصلاح التربوي
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة1
- التربية على حقوق الإنسان1
- التربية على حقوق الإنسان (2)
- التربية على حقوق الإنسان (3)
- التربية على حقوق الإنسان (4)
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامر أبوالقاسم - الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)