أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - سامر أبوالقاسم - الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)














المزيد.....

الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:14
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


لم يكن من المستبعد بالنسبة إلينا في حزب الأصالة والمعاصرة، أن يكون ظهورنا مقترنا بوقوع نوع الارتباك لدى العديد من الأحزاب، خاصة تلك التي كان رهاننا كبير ـ عند التأسيس ـ على التنسيق معها وتطوير العلاقات في اتجاه التنسيق أو التحالف أو الاندماج، حسب منطق التدرج الذي يقتضيه تطور العلاقات السياسية والتنظيمية بين الأحزاب المتقاربة على مستوى الغايات والمقاصد والأهداف. أما بالنسبة لمن كان يشكل خصما منذ المنطلق، على اعتبار أن مشروعه على النقيض من المشروع المجتمعي التنموي الديمقراطي الحداثي، فقد كان التوقع أن يكون رد فعله هجوما عنيفا، على النحو الذي صرفته جريدة "الحزب الدعوي"، منذ الإعلان عن التأسيس إلى الآن.

وبناء عليه، يمكننا القول بأن رهان الدمقرطة في حالتنا الوطنية، وفي هذه المرحلة من مراحل تطور الممارسة السياسية، كما نراه في حزب الأصالة والمعاصرة، من خلال خلاصات مختلف التجارب ذات المشارب السياسية المتعددة، هو رهان الدفع في اتجاه تدبير وتخليق الاختلافات داخل البنى التنظيمية لمجموع الأحزاب المتواجدة في ميدان الفعل السياسي عن طريق المنافسة الشريفة والفاعلة، وهي اختلافات بالقدر الذي تفاقمت بخصوصها العديد من المشاكل، بالقدر الذي أصبحت تشكل معيقا للفاعلية السياسية المطلوبة من الأحزاب كمؤسسات وسيطة فيما بين المجتمع والدولة.

والبروز المرضي لظاهرة الانشقاق الحزبي اليميني واليساري والدعوي، والتضاعف الكبير لعدد الأحزاب في الساحة السياسية المغربية عقب كل استحقاق أو حدث سياسي، خير دليل على رهاننا الكامن في تأهيل الوضع الحزبي، عبر مد جسور التواصل للمساهمة في خلق أقطاب سياسية كبرى، معبرة عن العدد الحقيقي لطبيعة وشكل المشاريع المجتمعية المتوخاة، الذي يرجع بالأساس إلى عدد المشارب المذهبية لهذه الأحزاب.

إن الاختلافات المراد تدبيرها وتخليقها بأشكال معقلنة داخل الأحزاب، بالقدر الذي تطال هياكل الحزب التنظيمية على المستوى الوطني، بالقدر الذي تخترقه على المستويات الجهوية والإقليمية والمحلية، إن أفقيا أو عموديا، لتجعل من العلاقات الفردية والجماعية داخل الحزب كتلة من العقد، ولتُحوِّل الحزب إلى أداة مترهلة، ولتَحُول ـ في نهاية المطاف ـ دون أن يتمكن الحزب من القدرة على الاحتفاظ بطاقاته وكفاءاته وقدراته المجسدة في أطره وتحصينها، ودون أن يكون في مستوى لعب أدواره التنظيمية والسياسية، سواء تجاه هياكله التنظيمية الداخلية، أو مؤسسات الدولة والمجتمع.

ورهان الدمقرطة في مغرب اليوم قبل غد، حسب منطق تحليلنا، هو رهان حضور الإرادة والقدرة على إطلاق دينامية واسعة النطاق للعمل السياسي جهويا وإقليميا ومحليا؛ عمل ميداني مرتكز على سياسة القرب من المواطنة والمواطن، بما يمكن الأطر الحزبية من الإصغاء والإنصات إلى نبض الشارع، ويتيح لها إمكانيات هائلة للاشتغال على صياغة برامج محلية وإقليمية وجهوية على قاعدة المقاربة التشاركية، التي يجد المواطن والمواطنة نفسهما معنيان بالدفاع عنها في كل مراحل التعبئة والتخطيط والتنفيذ والتقييم والتقويم.

وهي دينامية بالقدر الذي تبدو مغرية لكل الأحزاب المتنافسة والمتبارية فيما بينها في الساحة السياسية، بالقدر الذي تتطلب عدم الارتهان في الأداء السياسي بالمحطات الانتخابية وحدها، بل هي سيرورة ذات نفس طويل وعميق ومتدرج، يتطلب نوعا من التحمل والمعاناة والمكابدة، وما خدمة القضايا المرتبطة بالوطن من خلال تنظيم وتأطير وتوجيه المواطنات والمواطنين بالأمر الهين، الذي يمكن أن يُحسَم في الأيام المعدودة للحملات الانتخابية، أو أن يتم التغلب عليه بالمزيد من المطالبة بالرفع من مستوى التمويل الحزبي، أو أن يستوي بمجرد المطالبة بالتعديل القانوني أو ...

فرهان الدمقرطة في بلادنا، هو رهان الارتباط الفعلي والحقيقي بالقضايا والملفات الأساسية المشكلة للهم المشترك بين أغلب الفئات والشرائح المتضررة من الشعب المغربي، والابتعاد عن كل الأشكال المعبرة عن النزعات الشخصية أو الفئوية الضيقة داخل صفوف الأطر القيادية لهذا الحزب أو ذاك، بالموازاة مع التفكير المتجدد في خلق طرق ووسائل مناسبة لواقع الحال، من أجل تصريف الرؤية السياسية عبر برامج وخطط عمل قابلة للأجرأة والتنفيذ، لا عبر الانغماس في البحث عن سبل الانسجام النظري والمذهبي، أو الغرق في مستنقع المساومات الظرفية والضيقة، أو التقهقر إلى درجة الضغط من أجل مصالح شخصية أو عائلية أو قبلية أو ...



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الرابع)
- الإخفاق في الانتخابات لا يبرر تمديد فترة الانتقال ولا يسوغ ا ...
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين4
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين3
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين2
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين1
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة3
- أي أفق للمناهج والبرامج الدراسية؟
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين5
- حقوق الإنسان دعامة أساسية للإصلاح التربوي
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة1
- التربية على حقوق الإنسان1
- التربية على حقوق الإنسان (2)
- التربية على حقوق الإنسان (3)
- التربية على حقوق الإنسان (4)
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - سامر أبوالقاسم - الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)