أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامر أبوالقاسم - الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الخامس)














المزيد.....

الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الخامس)


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ونحن إذ نؤكد على أن هذا الأداء يهدد فعلا الحياة السياسية برمتها، خاصة إذا ما استحضرنا تجارب بعض البلدان التي استطاعت مجموعات التيار السياسي/الديني أن تستولي على السلطة فيها، وأن ترسم حدود ممارساتها اللاديمقراطية تجاه الدولة والمجتمع معا، وإذا ما تذكرنا العواقب الوخيمة للخلط بين الدين والسياسة، التي فجرت تلك الأحداث الدموية والإجرامية الحاقدة، في السنوات الأولى من هذا القرن، ليس في المغرب وحده، بل حتى على المستوى الدولي، وكذلك إذا ما وقفنا على حجم المشاكل الحقيقية والعويصة التي يعرفها مؤخرا هذا "الحزب الدعوي"، والتي تفجرت في كثرة الاستقالات من بنيته التنظيمية، وفي سوء تدبيره لعدد من الجماعات المحلية، ولا ندري ما الواجهة الأخرى التي يمكنها أن تتفجر بعد هذا، وهي كلها مشاكل لن تقف عند حدود تداعياتها على هذا "الحزب الدعوي" وحده، بالرغم من مسئوليته الكاملة فيما يعتمل داخله، بل سترخي بثقلها على المشهد السياسي والاجتماعي ككل، إذا لم تكن الأحزاب الديمقراطية فعلا في مستوى التصدي لهذا الاحتقان الداخلي لـ "الحزب الدعوي" المنذر بأشد العواقب وأخطرها، ليس على الفاعلين السياسيين وحدهم، بل على المجتمع والدولة بصفة عامة.

فإننا بالمقابل، نسجل في حزب الأصالة والمعاصرة، بأن الحد من الآثار السلبية لهذه الظاهرة السياسية/الدينية، التي لم تأخذ حيزا هاما من النقاش السياسي بين كل الفاعلين السياسيين ذوي المنحى الحداثي الديمقراطي، يتطلب من الأحزاب الديمقراطية كلها نوعا من الواقعية، التي ينبغي استحضارها للتغلب على مشاكلها السياسية والتنظيمية، سواء تلك المرتبطة بالوضعية الداخلية لكل حزب على حدة، أو بوضعية التنسيقات والتحالفات والتقاطبات السياسية التي بإمكانها أن تكون داعمة لمسار البناء الديمقراطي للبلاد من جهة، ويفرض عليها التحلي بنوع من الجرأة السياسية في الإعلان الصريح والواضح عن الانخراط في المواجهة السياسية للظاهرة، دون لف ولا دوران، ودون مزايدات ظرفية وآنية ومصلحية ضيقة، ودون اللجوء إلى أنصاف الحلول التي لا تسهم إلا في المزيد من تأزيم الوضع بخصوص الإشكال القائم من جهة ثانية، كما أن الحد من هذه الظاهرة يتطلب نوعا من الانفتاح الواسع على كافة القوى المدنية العاملة في اتجاه دعم مسار الدمقرطة والتحديث في البلاد من جهة ثالثة.

لذلك، كان تأكيد حزب الأصالة والمعاصرة في وثيقة "مبادئ وتوجهات" على أنه «ينفتح على جميع القوى السياسية والمدنية التي تدافع عن دمقرطة وتحديث المجتمع والدولة المغربيين، بما يعنيه ذلك من التزام بقضايا حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة وإقرار العدالة الاجتماعية. وضمن هذا السياق فإن الحزب يعارض كل القوى التي تشكل عائقا أمام الأهداف السابقة الذكر، وهي القوى التي تعمل على تأبيد اقتصاد الريع والرشوة والتهرب الضريبي ونهب المال العام وإفساد الحياة السياسية بمختلف طرق الترغيب والترهيب وشراء الذمم، ونشر روح التيئيس، واستغلال الدين أو أي مكون آخر من مكونات الهوية الوطنية».

وأخيرا وليس آخرا، يمكننا التأكيد على شيء في غاية الأهمية، وهو عبارة عن رسالة واضحة لا لبس فيها لـ "الحزب الدعوي" للعدالة والتنمية، مفادها أن الخلط بين الدين الإسلامي والسياسة، وتغليف الأهداف السياسية بالدعوة إلى الدين، والاستقواء بالدين في السياسة من أجل إقصاء وتهميش الخصوم السياسيين داخل المجتمع، كل هذه الأمور تعتبر من الأسباب الحقيقية للمآزق السياسية لجماعات التيار السياسي/الديني في العالم بأسره، ونظرا لما لهذه المآزق من خطورة على المجتمعات التي تنتمي إليها هذه الجماعات، فقد عمل العديد الكبير منها على القيام بمراجعات فعلية ـ لا دعائية ـ في اتجاه التراجع عن ممارسة الخطاب الديني لفائدة الجرأة في التعبير السياسي المباشر عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجماعات.

وسيكون من الأفيد لهذا "الحزب الدعوي" أن يعمل على المراجعة الفعلية لإستراتيجية أدائه السياسي/الديني على ضوء ما أسلفنا ذكره، وذلك من أجل مصلحته الكامنة في تطبيع علاقاته مع مختلف الفرقاء السياسيين بالساحة من ناحية، ومن أجل الوطن برمته لتجنيبه السقوط في مطبات الفعل السياسي/الديني المتعصب والمنغلق، الذي يدفع العديد من الشباب إلى ميول الحقد والكراهية تجاه المجتمع والدولة معا من جهة أخرى. وما لم يتم ذلك، فإن "الحزب الدعوي" سيبقى مستهدفا بالفضح والكشف عن مستوره من طرف القوى الديمقراطية والحداثية.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثاني)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الرابع)
- الإخفاق في الانتخابات لا يبرر تمديد فترة الانتقال ولا يسوغ ا ...
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين4
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين3
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين2
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين1
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة3
- أي أفق للمناهج والبرامج الدراسية؟
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين5
- حقوق الإنسان دعامة أساسية للإصلاح التربوي
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة1
- التربية على حقوق الإنسان1
- التربية على حقوق الإنسان (2)
- التربية على حقوق الإنسان (3)
- التربية على حقوق الإنسان (4)
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...
- التأطير التربوي الديني في ظل المشروع المجتمعي الديمقراطي الح ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامر أبوالقاسم - الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الخامس)