أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - دور حزب الاستقلال في إفساد مسار التنمية والدمقرطة والتحديث














المزيد.....

دور حزب الاستقلال في إفساد مسار التنمية والدمقرطة والتحديث


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطوة غير مسبوقة وواعدة، أقدم المغرب مؤخرا على إصلاح دستوري عميق، وأعلن عن الدخول في أجندة الإصلاحات السياسية، ابتداء بإقرار القوانين التنظيمية ذات الصلة، وانتهاء بتجديد هياكل كل المؤسسات المنتخبة المرتقب مباشرتها من الآن إلى غاية نهاية سنة 2012.
لكن حزب الاستقلال، الحزب اليميني المحافظ النخبوي، الممثل لمصالح عائلات أرستقراطية، والمتمسح بمرجعية دينية مستندة إلى منطلقات سلفية، دخل على خط محاولة إفساد هذا المسار بتواطؤه مع حزب العدالة والتنمية ضدا على أهداف ومرامي المشروع المجتمعي.
لذلك رفعت مؤخرا شعارات تطالب برحيل حزب الاستقلال، والكف عن سياسة الاسترزاق بالمحطات التاريخية الخالدة في ذاكرة الشعب المغربي، والسبب في ذلك هو أن هذا حزب يتحمل قسطا وافرا من المسؤولية بخصوص المآسي التي يعيشها الشعب المغربي، بما في ذلك معاناة المعطلين.
وحسب كل المتتبعين للشأن السياسي المغربي لم يعد المجال مسموحا لهذا الحزب باستغلال ملاحم الشعب ومحطاته التاريخية من أجل تزيين تاريخ الحزب وحاضره الحافل بالإخفاقات واستغلال النفوذ والاستفادة من كل أشكال وصيغ الريع الموجودة.
خاصة وأن حكومة حزب الاستقلال الحالية، هي منذ البدء حكومة تدبير انتقالي، وهو الوضع الذي سمح للحزب باستغلال هذه الفرصة والتمكن من الالتفاف على العديد من المناصب والمواقع الحساسة في أجهزة الدولة لفائدة تلك العائلات الأرستقراطية التي يرعاها الحزب.
ومع اقتراب مسلسل الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة، ها هو حزب الاستقلال يعود إلى كنف عاداته وممارساته الابتزازية من جديد، بعدما اعتبر نفسه قد استنفذ كل رهاناته المصالحية من تجربة "تناوبه" على موقع المسؤولية الحكومية الحالية.
فقد استحوذ سلوك حزب الاستقلال في الآونة الأخيرة على اهتمام الفاعلين والمتتبعين السياسيين، فبعد أن كان هذا الحزب معنيا بالمشاركة في تدبير السياسات العمومية في أغلب الحكومات التي عرفها المغرب، وبعد أن صار هذا الحزب معنيا بالفشل الذريع لهذه السياسة العمومية في ظل أضعف حكومة عرفها المغرب برئاسة عباس الفاسي، أصبح هذا الحزب اليوم يتحدث عن مقتضيات التعاقد بعد استيفاء الدستور الجديد جميع مراحل مساره.
وبدل أن يدخل حزب الاستقلال إلى قفص المساءلة والمحاسبة عن فشل تدبيره الحكومي، وعن استغلاله هذا الموقع من أجل ابتزاز الدولة على مستوى المناصب والمواقع في مجال المال والاقتصاد والعقار... ها هو اليوم يتشدق بالتحدث عن الوضوح في الإعلان عن الأجندة الانتخابية، وعن برمجة مواعيد وتواريخ جميع الاستحقاقات، وعن الحاجة لتطهير الإدارة الترابية، وعن الإسراع بإعمال الإجراءات المواكبة القاضية بمحاربة الفساد، وعن توجيه الجهود لبناء البلاد، وعن عدم قبول المغاربة لإعادة إنتاج نفس تجارب ومظاهر الماضي.
فهل بإمكان حزب الاستقلال من خلال أمينه العام عباس الفاسي أن يمارس الصلاحيات الدستورية المنصوص عليها في الدستور الجديد، بما فيها صلاحية اقتراح الولاة والعمال ومدراء المؤسسات العمومية؟ أم أن حكومة حزب الاستقلال هذه منبثقة عن انتخابات في ظل ظرف سياسي غير مأسوف عليه، وهي بذلك تعد من الناحية المنطقية خارج السياق وخارج الرهان، وعليها جمع حقائبها دون رجعة، وترك المغاربة أمام خيار فرز نخب جديدة عبر انتخابات جديدة؟
وأخيرا لابد من الهمس في أذن عبد الله البقالي عضو الأمانة العامة لهذا الحزب اليميني المحافظ، خزان المتجذرين في الفساد الاقتصادي والإداري والمالي والسياسي والانتخابي، بالقول: كفاكم إحداثا للاختلالات الكبرى في منطق السياسة، كفاكم استحضارا لهاجس الحزب الأغلبي منذ الحصول على الاستقلال إلى الآن، كفاكم طمعا في متاع الحياة الدنيا، كفاكم قيادة للعمليات المدبرة والمؤدى عنها بهدف إفشال مسار التنمية والدمقرطة والتحديث.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطب التأهيل الذاتي للأحزاب عرقلة لمسار الإصلاحات السياسية ال ...
- حتى لا تتحول بعض الدوائر الإعلامية إلى أحزاب منافسة
- أحداث العيون بين منطق: الضغط المصالحي، والمزايدة السياسية، و ...
- أحداث العيون بين منطق: الضغط المصالحي، والمزايدة السياسية، و ...
- العدالة والتنمية وتوظيف مقدسات البلاد
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الأول ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثان ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الثال ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الراب ...
- الحياة السياسية ومأزق الممارسة السياسية/الدينية (الجزء الخام ...
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الأول)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثاني)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الثالث)
- الأصالة والمعاصرة والتموقف السياسي غير الحذر (الجزء الرابع)
- الإخفاق في الانتخابات لا يبرر تمديد فترة الانتقال ولا يسوغ ا ...
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين4
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين3
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين2
- متطلبات الإصلاح البيداغوجي وإكراهات وتحديات واقع التدين1
- الردود النيرةعلى -فتوى- زاوج الصغيرة3


المزيد.....




- كريم محمود عبدالعزيز كما لم ترونه من قبل في -مملكة الحرير-
- متظاهرو البندقية يزعمون انتصارهم في تغيير مكان حفل زفاف جيف ...
- ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أ ...
- ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاك ...
- دبلوماسي ومفاوض إيراني سابق يحذّر عبر CNN: إذا سعت واشنطن إل ...
- ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ -هيروشيما- ويؤكد: أخبار جيدة عن غ ...
- الرئيس الإيراني يعلن -نهاية حرب الـ 12 يوما المفروضة على بلا ...
- بقرار إداري.. هبوط أولمبيك ليون بطل فرنسا سبع مرات إلى دوري ...
- افتتاح فندق إسرائيلي فاخر في حي فلسطيني مسلوب غربي القدس
- 10 أشخاص كانوا خلف تطور الذكاء الاصطناعي بشكله اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - دور حزب الاستقلال في إفساد مسار التنمية والدمقرطة والتحديث